الرباط ـ «القدس العربي» اعلنت السلطات المغربية عن توقيف موالين لتنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) الذي تحدثت تقارير صحافية عن اعدام التنظيم لمغربي اتهم بالعمالة للمخابرات البريطانية، فيما اصبحت (داعش) مفردة باللغة السياسية المغربية تتنابز بها الاحزاب. وأوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بناء على معلومات دقيقة رصدتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، شخصين من الموالين كانا على أهبة مغادرة المغرب للالتحاق بمعسكرات هذا التنظيم الإرهابي.
وأفادت وزارة الداخلية المغربية بأن المشتبه فيهما (لم تذكر الوزارة اسميهما)، اللذين تربطهما علاقات بمتطرفين أجانب، خططا للاستفادة من تكوين عسكري وميداني في صفوف التنظيم الإرهابي للتنظيم الإرهابي المعروف بـ»الدولة الإسلامية في سوريا والعراق» في أفق نقل تجربته داخل المغرب «وفق مخططات داعش الرامية إلى توسيع مجال عملياته خارج نطاق سوريا والعراق».
وأضاف بلاغ للوزارة ارسل لـ»القدس العربي»أن التحريات أكدت أن أحد الموقوفين على صلة وطيدة بشبكة إجرامية تنشط بمدينة فاس، يقودها معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، متورطة في تنفيذ اعتداءات جسيمة على المواطنين باستعمال أسلحة بيضاء وان الأبحاث المنجزة اسفرت عن توقيف أربعة أشخاص بهذه المدينة لهم علاقة بهذه الشبكة الإجرامية.
وكشف وزير الداخلية المغربي محمد حصاد في وقت سابق ان مئات من المغاربة يقاتلون في صفوف تنظيم داعش ويتولى بعضهم مسؤوليات عالية في هذا التنظيم.
وقال ان حوالى 1200 مغربي التحقوا بالتنظيم في سوريا والعراق اضافة الى مئات من المغاربة الحاملين للجنسيات الاوروبية او مقيمين بدول اوروبية.
وقالت تقارير صحافية نشرت في المغرب ان تنظيم «داعش» نفذ الاعدام بمواطن مغربي يسمى «أبوعبيدة» كان رئيسا لجهاز مخابرات التنظيم في مدينة حلب، وان الاعدام بناء على اتهامه بتهمة العمالة للمخابرات البريطانية.
وتقول مصادر اخرى ان ابو عبيدة المغربي مواطن سوري كردي. ونقل عن مواقع محسوبة على الثورة السورية انه تم اعدام ابو عبيدة «اكبر الجلادين « بتنظيم داعش بناء على ثبوث عمالته لاحدى الدول الغربية. واشارت مصادر من ابناء مدينة حلب أن «داعش قتلت أبو عبيدة المغربي أمير الأمنيين لدى خليفة داعش أبو بكر البغدادي في «ولاية حلب» بعد ثبوت عمالته لإحدى الدول الغربية».
وقال الناشط احمد بريمو الذي كان معتقلا لدى داعش ان ابو عبيدة المغربي كان المسؤول المباشر عن تعذيبه خلال فترة اختطافه من قبل «غلمان البغدادي»، وشدد على «أن (أبوعبيدة) كان مسؤولا عن عمليات قتل جماعي للمعتقلين لدى داعش».
وأضاف ان أبو عبيدة «عشريني العمر، طويل القامة، نحيل الجسد، يعذب بقسوة ولؤم»، حقود إلى أبعد الحدود وكذاب».
وبحسب المصادر الاعلامية ذاتها فـ «أبو عبيدة من كبار القادة الأمنيين للتنظيم على مستوى سوريا، ويعتبر رأس الهرم الأمني في مناطق حلب والريف التي يسيطر عليها التنظيم، كما انه ذو باع طويل في المجال الاستخباراتي».
وأفادت المصادر أن «داعش» أعلنت تأكدها من وجود صلات وثيقة بين المسؤول الأمني للتنظيم وبين بريطانيا دون أن تكشف عن تفاصيل أكثر أو تتحدث عن الاثباتات».
ويتهمُ أبُو عبيدة المغربي بالضلوع في قتل العشرات من النشطاء المدنيِّين والأهالي، في مدينة إعزار المحاذيَة لحلب، بسبب الاشتباهِ في موالاتهم لجنُود الجيش الحر، الذين تضعهم «داعش» في سلَّة واحدة مع الجيش النظامِي لبشار الأسد.
كما اتهم بالضلوع في مقتل المدنيين بسوريا في المناطق التي سيطرت عليها داعش، تُحوم حول أبِي عبيدة، تهمة التخطيط لاغتيال القيادي الكبير في القاعدة، أبُو خالد السورِي، وذلكَ عبر تفجيرٍ عنيف استهدفَ مقرَّهُ قبل أشهر.
ورجح مراقبون، حسب نفس المصادر، أن تكون عملية الإعدام في حقيقتها عملية تصفية، خوفًا من افتضاح أو تسريب معلومات أمنية هامة، خاصًة بعد محاولة التنظيم إلقاء القبض على أحد أمرائه الذين حاولوا الفرار خارج سوريا ويدعى «أبو عبد الرحمن المصري».
وباتت «داعش» مفردة متداولة بكثافة في الخطاب السياسي المغربي وتهمة او وصفا قدحيا يلقيها السياسيون المغاربة ضد بعضهم. وبعد اتهام مبطن وجهه حميد شباط زعيم حزب الاستقلال، اكبر تنظيم معارض، لرئيس الحكومة عبد الاله بن كيران بعلاقة ترتبطه بتنظيم داعش والموساد، اقدم قيادي بارز بحركة التوحـــيد والاصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي بالحكومة، على وصف حزب ليبرالي معارض بـ«داعش المغرب» وان كلا منهما يلعب الدور المنوط به من المخابرات الامريكية.
وشبه محمد الهلالي،القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية في في صفحته على «فيسبوك»، تنظيم داعش بحزب الأصالة والمعاصرة وقال إن «داعش في الوضع الإقليمي في استراتيجية إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط وفي إستراتيجية استعادة العراق إلى بيت الطاعة الأمريكي بعد أن شدف بعيدا في حضن المشروع الإيراني مثلها مثل ورقة الأصالة والمعاصرة لما قبل الربيع العربي في استراتيجية شدف المشهد الحزبي وإعادة تشكيل الخريطة السياسية واستعادة الشباب إلى الحضن المخزني بعد أن ذهبوا بعيدا في المشروع الإسلامي.»
وقارن بين تنظيم داعش، والتنظيم السياسي المغربي الأصالة وللمعاصرة قائلا إن «داعش العراق في العسكرتارية الأمريكية هي البام بالمغرب في السياسة المخزنية أفلا تبصرون والبغدادي هو المعلوم من المكان غير المعلوم كثيرا فلا داعي لقلق الشباب لأنهما معا كابوس منتهي الصلاحية عندما يفطن صاحب اللعبة أن يشعل النار في ملابسه أكثر من اي شيء آخر».
ورفضت سهيلة الريكي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، التعليق على ما كتبه الهلالي ونقل عنها موقع فبراير. كوم ان «الهيلالي وأفتاتي هوايتهما إصدار التعليقات للظهور في المواقع الإخبارية، وأن لحزب البام أمورا أهم للالتفات إليها، وليس الرد على ما يقوله الهيلالي وأفتاتي، «هادي ماشي هي السياسة». واعتبرت دائما أن المشهد السياسي وطنيا وإقليميا ودوليا به مستجدات تستحق التعليق وإبداء الرأي، ولا وقت لي لأضيعه في التعليق على ترهات هؤلاء، الذين يستيقظون صباحا وشغلهم الشاغل اي حماقة يطلقونها، لضمان تداولها في شبكات التداول الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ولايطمئنون الا عندما يعثرون على صورهم بها.

محمود معروف