رام الله ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر عبرية أن وزارة الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وجهاز الشرطة من الجهة الأخرى، تمارسان ضغوطاً على جهاز الأمن الداخلي «الشاباك»، للقيام بالمساهمة في قمع الفلسطينيين في اعقاب الاحداث الاخيرة التي تشهدها مدينة القدس، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، من خلال تزويد الشرطة بالمعلومات الاستخبارية اللازمة للقيام بعملها على أكمل وجه.
وبحسب ما نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن الايام الاخيرة شهدت استجابة من جهاز «الشاباك» في هذا الأمر، بعد أن تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصياً، ووزير الأمن الداخلي يتسحق اهارونوفتش، من خلال التأكيد على المعلومات الاستخبارية التي تطلبها شرطة الاحتلال لقمع المتظاهرين. أما بالنسبة لجهاز «الشاباك» فإنه لا يرى في اعمال رشق الحجارة امراً هاماً يتطلب تدخله فيه، فعمله يركز على محاولة إحباط العملية القادمة، بالإضافة لإعطائه وزناً لما يدور في بلدة العيسوية ومحيط المسجد الاقصى، لكن شرطة الاحتلال من طرفها، ترى غير ذلك، حيث تعتقد أن «الشاباك» هو المسؤول عن الجانب الاستخباري، في كل ما يتصل بالحرم المقدسي، وأنه تأخر في إدراك أن الأحداث في الحرم ليست احتجاجات عابرة.
وقال أحد المسؤولين في شرطة الاحتلال للصحيفة «إن الشرطة معنية بالحصول على صورة استخبارية كاملة بخصوص ما يحصل في الحرم المقدسي، خاصة الشخصيات التي تقوم بإشعال المواجهات و»الشاباك» هو وحده القادر على إعطاء هذه الصورة الكاملة».
لكن هذا ليس كل شيء بخصوص المسجد الأقصى، خاصة وأن اهارونوفتش، اعلن عزم الشرطة نصب بوابات الكترونية للفحص والكشف عن المعادن وأية مواد أخرى على جميع مداخل الاقصى، حيث عرض قبل عدة أيام خطة لتشديد الاجراءات ضد المصلين المسلمين من الفلسطينيين، الذين يقومون كما يدعي بدخول الاقصى بحرية ودون اي قيود، وهو الأمر الذي أفسح المجال للشبان الفلسطينيين لتهريب وسائل قتالية، وألعاب نارية لاستخدامها ضد شرطة الاحتلال.
يذكر أن هذه الأجهزة كانت موجودة سابقاً، وأزيلت من المكان في عام 2000، وكانت تشمل كاميرا لتشخيص الوجوه، وهو ما كشف اهارونوفتش أنه يعتزم إعادة تركيبها، في ما نشر موقع «واللا» العبري، أنه تم تخصيص موازنة بقيمة أربعة ملايين شيكل، لتطويق الحرم القدسي ببوابات الكترونية بهدف إجراء تفتيش بالغ الدقة للمصلين.
وعلى الجانب الأمني المرتبط بقضية الأقصى ايضا، حذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من هجوم إلكتروني واسع ينوي الهاكر الالكتروني الدولي المعروف باسم «انونيموس» اي المجهول شنه على مواقع الانترنت الأمنية، والعسكرية، والحكومية، ومواقع لمؤسسات وشركات إسرائيلية، اليوم، وأعلن «الشاباك» ومركز السايبر الاسرائيلي أن الاستعداد جار لكل الاحتمالات، من أجل حماية المواقع الالكترونية من الهجوم الهادف إلى تعطيل وتدمير هذه المواقع في إطار ما أطلقوا عليه «يوم الغضب الالكتروني» ضد إسرائيل.
وهدد «انونيموس» الهاكر الإلكتروني الدولي، في رسالة التي بعثها إلى السلطات الإسرائيلية، أن هذه الهجمة الإلكترونية الجديدة، هي للرد على الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القدس عامة، والمسجد الأقصى خاصة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المواجهات بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي في أرجاء القدس المحتلة، وتحديداً في بلدة العيسوية، فيما تواصل شرطة الاحتلال اعتقال الفلسطينيين بشكل يومي في القدس بحجة مشاركتهم في رشق الحجارة تجاه شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
كما واصلت شرطة الاحتلال، منع دخول النساء من كافة الأعمار، إلى المسجد الاقصى، لليوم السادس على التوالي، ووفرت الحماية للمستوطنين اليهود من المتطرفين، بتنفيذ اقتحامات جديدة للمسجد، عبر باب المغاربة.
فادي أبو سعدى