الخرطوم – «القدس العربي»: قال وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، أمس الأحد، إن وحدة المعارضة المسلحة تسهم بشكل واضح في تسهيل وتسريع مفاوضات السلام.
وأوضح بلال، في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»، أن «الحكومة تنظر بعين القلق للانشقاقات الأخيرة في الحركة الشعبية»، مشيراً إلى أن «عملية السلام الشامل تتطلب مواقف واضحة ومتماسكة وموحدة» .
وبيّن أن «الانقسامات المتكررة التي تشهدها الحركات المسلحة في السودان تضعف هذه الحركات من الناحية العسكرية، لكنها تطيل أمد المفاوضات وتعدد مساراتها، لأن الجهة التي يتم الانقلاب عليها تبدأ من الصفر، وربما تكوّن جبهة جديدة تحتاج لتفاوض منفصل».
وأبدى، استعداد الحكومة للمفاوضات المقبلة بـ»موقف ثابت وموحد»، لافتاً إلى أن «التعنت يجيء دائما من الأطراف الأخرى».
وأكد «ثبات أجندة الوفد الحكومي ووضوحها في كل الجولات».
وأعتبر أن «ما يحدث في الحركة الشعبية وبقية الحركات المسلحة، يشير بوضوح إلى أن الجهات الحاضنة لهذه الحركات سئمت من طول أمد الحروب، وغيّرت استراتيجيتها تجاه الوضع في السودان».
وأضاف: «هذا الوضع الجديد يتطلب قراءة جديدة وموضوعية من قادة المعارضة المسلحة للمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية واتخاذ قرارات تنسجم مع هذا الوضع، وبغير ذلك فإنهم يكتبون نهاية حركاتهم بأيديهم».
وأشار بلال إلى أن «الثورة المضادة داخل الحركات، سببها الممارسات القمعية التي تحدث في داخلها». وبيّن أن «التصفيات التي حدثت لبعض القادة في هذه الحركات ساهمت في إثارة الأسئلة الحقيقية لما تقوم به الحركات وأدت لتحطيم سياج القداسة تجاه بعض القادة ومساءلتهم عن وضع الحركات المسلحة ومستقبلها».
ورأى أن «ما حدث لحركات دارفور من هزائم كبيرة في الفترة الأخيرة لا ينفصل عما يدور في الحركة الشعبية». وأوضح أن ما يدور في الجبهتين «يؤكد نهاية عهد استخدام البندقية في الحصول على المطالب السياسية».
وأشار إلى «تنامي ظاهرة هجر الحركات المسلحة والقدوم للخرطوم (فرادى وجماعات)، والمشاركة في الحوار الوطني».
وتابع أن «ما يريده كل أهل السودان يحصلون عليه الآن بالوسائل السلمية»، مؤكداً أن «مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار الوطني شكلت حدا فاصلا بين عهدين».
وأضاف: «الآن نشهد يوميا انضمام مجموعات من الحركات المسلحة للوثيقة الوطنية واعترافها بمرحلة الحوار الوطني الذي حقق المطالب ذاتها التي كانوا ينادون بها عن طريق السلاح».
وأبدى ترحيب الحكومة بـ»كل الذين يضعون حدا للقتال، سواء بالإنضمام المباشر لحكومة الوفاق الوطني، أو الانخراط في المفاوضات الجادة سعياً لإنهاء الحروب الطويلة التي شهدها السودان».
صلاح الدين مصطفى