برلين- وكالات: يتوجه وزير الاقتصاد الألماني الجديد بيتر التماير إلى واشنطن غدا الأحد لإجراء محادثات مع مسؤولين أمريكيين، بعدما أثارت خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الفولاذ والألومنيوم مخاوف من اندلاع حرب تجارية دولية.
وأفادت الناطقة باسم وزارة الاقتصاد أن التماير، الحليف المقرب من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، سيناقش «الرسوم والفولاذ والتجارة» مع ممثلي الحكومة الأمريكية.
وتأتي الزيارة التي يتوقع أن تستمر لغاية الثلاثاء بعدما فاجأ ترامب شركاء بلاده التجاريين في وقت سابق هذا الشهر عندما تعهد بفرض رسوم نسبتها 25 في المئة على الفولاذ المستورد وعشرة في المئة على الألومنيوم، معتبرا ذلك ردا على الممارسات التجارية «غير العادلة». لكن دولا من حول العالم تعهدت بالرد، ما أثار احتمال اندلاع حرب تجارية.
وكان رد الاتحاد الأوروبي هو الأشد، حيث وضع لائحة للمنتجات الأمريكية التي قد تشملها إجراءات مضادة، بما فيها الفستق والدراجات النارية.
وانتقد ترامب ألمانيا مرارا بشكل خاص، حيث اشتكى من العجز التجاري الضخم بين الولايات المتحدة وأكبر اقتصاد أوروبي، وهدد بفرض ضرائب على السيارات المستوردة من ألمانيا.
ودعت ميركل إلى الحوار عندما قالت لشبكة «ايه آر دي» الألمانية يوم الأربعاء الماضي أنها تعتقد أن على الاتحاد الأوروبي توحيد موقفه في هذا الملف. وأكدت ان «الرد الأمثل قبل كل شيء هو عبر اتخاذ اعضاء الاتحاد الأوروبي موقفا موحدا…لكن في نفس الوقت ألا يخشى من اتخاذ إجراءات في حال كان ذلك ضروريا رغم عدم رغبتنا بذلك».
ويتوقع أن يبدأ تطبيق الرسوم على المعادن في الثالث والعشرين من مارس الجاري. لكن ترامب أشار إلى إمكانية استثناء بعض الدول.
ويتوقع أن تلتقي المفوضة الاوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم بوزير التجارة الأمريكي ويلبور روس الأسبوع المقبل في محاولة لنزع فتيل الخلاف وربما التفاوض على استثناء أوروبا من الرسوم.
من جهة ثانية قالت مجلة (دير شبيغِل) الألمانية أمس ان الولايات المتحدة وضعت شروطا للتخلي عن الرسوم الجمركية المزمع فرضها على واردات الصلب والألومنيوم من أوروبا، من بينها تقييد الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة من المعدنين عند مستويات عام 2017.
وقالت المجلة في تقرير ان الشروط التي ذكرها الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في اجتماع عقد في بروكسل مع مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم تشمل أيضا تعهد بروكسل باتخاذ إجراءات لمواجهة إغراق السوق بالحديد الصيني والتعاون في مجموعة واسعة من القضايا التجارية الأخرى.
وحسب المجلة فقد وضع المسؤول الأمريكي شروطا في مجال سياسة الدفاع، من شأنها أن تُلزم أوروبا بتقديم «دليل» على أنها ستعزز جهودها في مجال التسليح.
كان مصدر في المفوضية الأوروبية قد قال أمس الأول ان وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس اتفق مع مالمستروم على الاجتماع الأسبوع المقبل في مسعى لحل الخلاف العميق بشأن الرسوم الجمركية.