القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يمر سوى أيام على الجدل الذي أثاره احتجاز السلطات الإيطالية لوزير مصري سابق معارض لنظام السيسي قبل إطلاق سراحه، إلا وحل وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، ضيفا في القاهرة، في زيارة استمرت يومين.
وأطلقت السلطات الإيطالية، الخميس الماضي، سراح وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الأسبق (خلال عهد محمد مرسي) محمد محسوب، بعد احتجازه لنحو 20 ساعة قرب مدينة كاتانيا، رافضة بذلك طلباً مصرياً لتسليمه للقاهرة.
وفي اليوم الثاني للزيارة، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الوزير الإيطالي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن «اللقاء شهد استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الرئيس السيسي من جانبه اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات مقتل الطالب ريجيني، وحرصها على مواصلة التعاون الكامل وبشفافية تامة، من خلال السلطات المعنية، خاصة السلطة القضائية ممثلة في النيابة العامة المصرية التي تقوم بالتنسيق مع نظيرتها الإيطالية، لمعرفة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة».
وحسب بيان الرئاسة فإن «السيسي أكد حرص بلاده على الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الثنائية وبخاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وذلك بالنظر إلى ما تمثله إيطاليا كشريك تجاري رئيسي بالنسبة لمصر، مشيداً بالتعاون المثمر والبناء مع الشركات الإيطالية خاصة في مجال الغاز والطاقة، ومشيراً إلى التطلع إلى مزيد من التعاون في هذا المجال خاصة في ظل سعي مصر لتصبح مركزاً لتداول وتجارة الغاز والطاقة في جنوب المتوسط».
وذكر المتحدث أن «وزير الخارجية الإيطالي أشاد بالتعاون الإيجابي والشفافية بين السلطات المعنية المصرية والإيطالية فيما يخص مقتل الطالب ريجيني، معرباً عن ثقته في أن هذا الجهد المشترك سيساهم في التوصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها الجانبان. كما أكد حرص بلاده على استمرار تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما، وبما يساهم في تعزيز مصالحهما المشتركة ويلبي طموحات الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية».
راضي أشار إلى أن «اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية، خاصة الأزمة الليبية، حيث تم التأكيد على أهمية الاستمرار في دعم جهود التسوية السياسية وكسر الجمود الراهن في الأزمة، فضلاً عن دعم مساعي المبعوث الأممي في هذا الإطار، وأهمية الإعداد الجيد للانتخابات الليبية القادمة وإنجاحها بما يساهم في التعبير عن الإرادة الحقيقية للشعب الليبي واستعادة الاستقرار».
وتابع أن «وزير الخارجية الإيطالي قد أشاد في هذا الصدد بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مؤكداً أهمية تلك الخطوة في تدعيم قدرات الدولة الليبية ومؤسساتها الأمنية وعودة الأمن والاستقرار إلى أراضيها، وقد أكد السيسي على موقف مصر الواضح والثابت تجاه الأزمة الليبية الرامي إلى التمسك بوحدة الأراضي الليبية واحترام إرادة الشعب التي ستنعكس في الانتخابات، ودعم الجيش الوطني النظامي، وهي المبادئ الأساسية التي تشكل الموقف المصري بصفة عامة تجاه مختلف قضايا المنطقة الحالية».
كما تطرق اللقاء وفق المتحدث إلى ملف الهجرة غير الشرعية، «حيث أشار السيسي إلى التدابير الفعالة التي تبنتها مصر داخلياً على المستويات التشريعية والاقتصادية، فضلاً عن تأمين الحدود والسواحل، والتي أسفرت عن وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ أيلول/ سبتمبر 2016، وقد أكد الجانبان أهمية التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال تبني استراتيجية شاملة تعالج أسبابها الجذرية من مختلف الجوانب، والعمل على تسوية الأزمات القائمة في المنطقة والدفع بجهود التنمية وتحسين مستوى المعيشة لشعوبها».