وسط مطالبة للمدنيين بالابتعاد عن مناطق تنظيم «الدولة» مصادر عسكرية عراقية: بدء العد التنازلي لمعركة الموصل

الموصل ـ «القدس العربي»: بدأ العد التنازلي لخوض معركة تحرير الموصل من خلال استكمال القوات المسلحة الاستعدادات والتحشيدات اللازمة للعملية، وسط تصاعد مقاومة أهالي الموصل لتنظيم «الدولة».
عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتماعا امس الخميس بالقيادات العسكرية المشتركة من قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية لتحديد موعد انطلاق العمليات العسكرية الخاصة بتحرير مدينة الموصل.
وأعلن رئيس اركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، امس الأول الاربعاء، ان «ساعات قليلة تفصلنا عن تحرير أهالي الموصل المحاصرون من احتلال تنظيم الدولة».
واضاف خلال تفقده قيادة عمليات نينوى، «نطمئن اهالي مدينة الموصل بان معركة استعادة الموصل سوف تكون ضد التنظيم فقط»، داعيا أهالي الموصل إلى الابتعاد عن مناطق تجمع التنظيم و اتباع التعليمات الموجهة إليهم من قبل القوات العراقية».
وذكرت مصادر عسكرية عراقية مطلعة، ان القادة العسكريين العراقيين والدوليين، عقدوا اجتماعا بمعسكر مخمور القريب من الموصل، لبحث الاستعدادات النهائية لمعركة الموصل.
وضم الاجتماع رئيس أركان الجيش العراقي وقائد القوات البرية وقائد عمليات نينوى وضباط كبار من وزارة الدفاع والعمليات المشتركة.
وكشف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، إن القطعات العسكرية المشتركة بدأت بالانتقال من منطقة الاجتماع إلى منطقة التحشد وفق جدول زمني أعدته القيادة، وان تلك القطعات بانتظار ساعة الصفر للشروع بعملية تحرير مدينة الموصل.
وقال في تصريح صحافي، ان قيادة العمليات المشتركة أكملت استحضاراتها لعملية تحرير مدينة الموصل، مشيرا إلى إن الأيام المقبلة ستشهد انطلاق العملية بعد استكمال مرحلة التنقل وصدور الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وضمن السياق، دعا قائد عمليات تحرير نينوى اللواء نجم الجبوري، سكان الموصل إلى الاستعداد للتعاون مع القوات العراقية خلال الحملة العسكرية المرتقبة لاستعادة المدينة من تنظيم «الدولة».
جاء حديث الجبوري في أعقاب اجتماع عسكري بقضاء مخمور، مشيرا إلى إن زيارة رئيس اركان الجيش وكبار قادة وزارة الدفاع لمقر العمليات كانت للاطلاع على توزيع القطعات وانتشارها ضمن قاطع المسؤولية وايضا لتحديد محاور معركة التحرير ضد التنظيم.
وقال إن على أهالي نينوى الاستعداد قريبا جدا لاستقبال ابنائهم والتعاون مع الأجهزة الأمنية لأننا قريبون جدا منهم كما وعليهم الابتعاد عن اماكن تجمع عناصر التنظيم.
وافادت مصادر عسكرية لـ«القدس العربي»، ان العديد من التشكيلات العسكرية اصبحت تطوق الموصل من مختلف الاتجاهات، حيث استكملت الفرقتان 15 و16 من الجيش العراقي توزيع مقاتليها قرب مخمور والخازر شرق الموصل، ووصلت قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات نخبة تشارك في المعارك المهمة، إلى الخازر، وهي تتكون من ثلاث افواج قتالية، كما انتشرت وحدات من الشرطة الاتحادية في محاور الهجوم.
وكانت وحدات من تشكيلات الفرقة المدرعة التاسعة، توجهت مؤخرا نحو مدينة الموصل للمشاركة في تحريرها من عصابات التنظيم الإرهابية.
وذكر بيان لوزارة الدفاع، يوم الثلاثاء الماضي ان «وحدات توجهت من تشكيلات الفرقة المدرعة التاسعة نحو مدينة الموصل للمشاركة في تحريرها من براثن العصابات الإرهابية وتخليص أهالي المدينة من بطش وسطوة الإرهابيين وإعادة العوائل النازحة إلى أماكن سكناها».
وحتى بالنسبة لقوات الحشد الوطني المكون من أبناء الموصل، فقد أعلن رئيسه محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، تغيير اسم الحشد الوطني إلى «حرس نينوى»، وذلك في اعقاب تحضيرات مكثفة لمعركة مرتقبة لتحرير الموصل.
وقال في كلمة ألقاها أمام متطوعين في معسكر تدريبي، انتهى وقت التحشيد وبدأ وقت العمل الفعلي للحشد الوطني ومن هذا اليوم سنطلق اسم (حرس نينوى) على قوات الحشد الوطني لتحرير نينوى. اسأل الله ان يجعل من هذه القوة حرسا أمناء تأمن بهم نينوى».
ونفت وزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان، يوم امس الأول الأربعاء، وصول قوات من الحشد الشعبي إلى قضاء شيخان للمشاركة في معركة الموصل المرتقبة.
وقال مسؤول إعلام والتوعية الوطنية في الوزارة، العميد هلكورد حكمت، لشبكة رووداو الإعلامية، إن «القوات التي قدمت إلى شيخان ليست من الحشد الشعبي، بل هي تابعة للجيش العراقي ووصلت إلى هناك بهدف المشاركة في معركة الموصل».
وأكد ان «الاخبار التي نشرت من قبل بعض وسائل الإعلام بالادعاء ان هذه القوات تابعة للحشد الشعبي عارية عن الصحة، لأنها عبارة عن فوجين من الجيش العراقي القادمة مع تسارع اجراءات انطلاق معركة استعادة الموصل».
ومن جانب إجراءات تنظيم «الدولة»، فقد ذكرت مصادر في محافظة نينوى، إن التنظيم أقدم صباح امس الخميس، على إخلاء مقراته الرئيسية واغلق بعض جسور الموصل، كما قام بحرق النفط الخام الذي وضعه في الخنادق التي حفرها حول نينوى، حيث أن النيران باتت تشتعل بصورة كثيفة وغطت ألسنة الدخان سماء المنطقة»..
وبالتزامن مع الاستعدادات للمعركة، وردت أنباء عن تجدد الاشتباكات المسلحة وأعمال المقاومة بين أهالي الموصل وعشائرها وبين مسلحي التنظيم.
وأكدت مصادر مطلعة ان مقاتلي العشائر اشتبكوا مع مسلحي داعش في ناحية حمام العليل جنوبي الموصل واوقعوا خسائر في صفوفه ما حدا بالتنظيم لاستقدام تعزيزات عسكرية للمنطقة ومحاولة السيطرة عليها.
وفي الجانب الإنساني، دخلت وزارة الهجرة العراقية والمنظمات الاغاثية الدولية والمحلية، في سباق مع الزمن، لتهيئة أكثر من 6 مخيمات لاستقبال النازحين الذين يتوقع ان يفروا من مدينة الموصل مع بدء معركة تحريرها.
وقد تم توزيع المخيمات في المناطق القريبة من الموصل وخاصة في الخازر ومخمور وحمام العليل، حيث تم تهيئة مستلزمات الإغاثة الإنسانية الضرورية للتعامل مع احتياجات النازحين.
وكان تنظيم «الدولة» قد استولى على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، ويزيد عدد سكانها عن مليوني نسمة، في حزيران/يونيو 2014، وذلك بعد انسحاب القوات العراقية وترك مواقعها دون قتال نتيجة أوامر من القيادات العسكرية العليا، مما حدا بمجلس النواب فتح تحقيق حول الموضوع ولكن لم يعلن عن نتائجه بسبب ضغوط سياسية من دولة القانون التي يقودها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وسط مطالبة للمدنيين بالابتعاد عن مناطق تنظيم «الدولة» مصادر عسكرية عراقية: بدء العد التنازلي لمعركة الموصل

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية