وضع أرقام على بطاقات هوية أهالي المدينة كما في الحرب العالمية الثانية

حجم الخط
1

الخليل – «القدس العربي»: تعاني مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لا سيما البلدة القديمة، من منذ زمن طويل جراء الاحتلال الإسرائيلي أولاً، وبسبب الاستيطان في قلب المدينة وبلدتها القديمة ثانيا. وتمثلت معاناة أهل المدينة في إغلاق أهم وأقدم شارع تجاري المعروف بشارع الشهداء فيما تستمر سلطات الاحتلال في ممارسة كافة أنواع الضغوط على سكان البلدة القديمة.
ولعل معاناة أهل المدينة الكبرى تزايدت مع الهبة الشعبية المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ قدمت البلدة القديمة أكبر عدد من الشهداء عند باب الزاوية وتل الرميدة والحواجز العسكرية التي تقسم المدينة إلى جزأين H1 وH2 بحسب اتفاق الخليل.
لكن المعاناة لا تتوقف عند حد الشهداء والجرحى. بل في عمليات الإذلال اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال ومستوطنوها ليل نهار ضد أبناء المدينة خاصة اؤلئك الذين يسكنون بالقرب من المستوطنات والبؤر الاستيطانية المحيطة بالبلدة القديمة مثل مستوطنة كريات أربع والبؤر المحيطة بها. والمعروف عن هؤلاء المستوطنين أنهم الأكثر تطرفا وتغولا وغلاة المستوطنين على الإطلاق.
وآخر الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال بحق أهالي البلدة القديمة، تمثلت بمعاملتهم كما كان النازيون يعاملون اليهود في الحرب العالمية الثانية. فقد تم وضع أرقام خاصة على بطاقات الهوية الشخصية التي يحملها الفلسطينيون. وهذه الأرقام تعني أنهم يسكنون في هذه المنطقة، وأنه يمكنهم العبور إلى أماكن سكنهم لكن بعد التفتيش المذل على الحواجز الإسرائيلية وفحص بطاقات الهوية والتأكد من الرقم.
ونظم أهالي منطقة شارع الشهداء وباب الزاوية وتل الرميدة اعتصاماً احتجاجيا ضد الإجراءات على الحواجز العسكرية واستخدام الترقيم للسكان بما يشبه المعسكرات النازية حيث تم نصب خيمة اعتصام أمام الحاجز العسكري في منطقة باب الزاوية، بمشاركة نشطاء فلسطينيين من مختلف مدن الضفة الغربية ونشطاء أجانب ضد الاحتلال والاستيطان.
وقال الناشط محمد الزغير لـ «القدس العربي» من خيمة الاعتصام إن المطلب الرئيسي للفلسطينيين هو فتح شارع الشهداء الذي يعد شريان الحياة الاقتصادية للبلدة القديمة وأهلها، ووقف السياسة النازية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمتمثلة بوضع أرقام على بطاقات الهوية الشخصية. واعتبر أن هذه الفعاليات تشكل ضغطاً على سلطات الاحتلال لكن الأهم فيها هي أنها تفضح السياسة الإسرائيلية العنصرية للاحتلال الذي يتصرف كما كان الحال أيام الحرب العالمية الثانية ومعاملة اليهود آنذاك.
وأكد الزغير على أن الفعالية هي أيضاً رسالة فلسطينية إلى المجتمع الدولي والعالم أجمع لمطالبته بالنظر إلى معاناة الخليل المحتلة وبلدتها القديمة، وأن يظهروا بعض التعاطف الذي أظهروه مع اليهود إبان الحرب العالمية الثانية والممارسات النازية، وأن يقفوا مع الحق الفلسطيني في الحياة وممارسة الضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات.
واتفقت وزارة الخارجية الفلسطينية مع الزغير حين أكدت أن استمرار الاحتلال والاستيطان سوف يؤدي بالضرورة إلى المزيد من نشر التطرف العنيف والإرهاب اليهودي وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني والمزيد من تكريس الفصل العنصري، والذي تجلى مؤخراً بوسم بطاقات هوية مواطني الخليل القريبين من البؤر الاستيطانية بأرقام تميزهم عن غيرهم متناسية السياق التاريخي لمثل هذه الأفعال والممارسات. ورأت الوزارة أن أقصر الطرق وأنجعها لممارسة الإرهاب والقضاء عليه يكمن في إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

فادي أبو سعدى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد يعقوب:

    وأين رئيس الشعب الفلسطيني العظيم الذى لا زال يعتبر قيام السلطة الذليلة إنجازا!!! اليوم عرفت لماذا أطلق على السلطة لقب إنجاز. ترقيم هويات أهل الخليل كما كان يقوم به النازيون بحق اليهود في الحرب العالمية الثانية هو الإنجاز بعينه الذى تحدث عنه عباس في بيت لحم بالأمس. لماذا لم يقدم عباس شكوى لمحكمة الجنايات الدولية عما تقوم به إسرائيل من إضطهاد وتعسف بحق الفلسطينيين.

إشترك في قائمتنا البريدية