لندن ـ «القدس العربي»: تمكن باحثون يابانيون من ابتكار أذرع روبوتية غير مسبوقة وذات إمكانات عالية، حيث يمكن ربطها إلى ظهر المستخدم لمساعدته في القيام بالعديد من المهام والأعمال اليومية المتعددة.
وجاء الكشف عن هذه الأيدي الروبوتية ضمن مشروع ياباني يُدعى (MetaLimbs) ويتم دعم المجموعة الميكانيكية للأذرع بحركة قدمي وركبتي مرتديها، عن طريق أجهزة استشعار يتم تركيبها على أطراف المستخدم.
وتعد هذه الأيدي الروبوتية أطرافا اصطناعية إضافية للجسم، ويوضح الباحثون أنه يتم إضافة ذراعين آليتين لجسم المستخدم ورسم حركات القدمين وتفاعل كل حركة مع الذراعين والأصابع.
ولا تقتصر الأطراف الميكانيكية المركبة على الأيدي، بل يمكن استبدالها بمعدات أخرى مثل أدوات اللحام أو فرشاة الطلاء وغيرها.
وتم تصميم هذه الأيدي للعمل باستخدام نظام التتبع الموضعي، الذي يتطلب وضع علامات تتبع بصرية على أصابع القدمين والركبتين، تجمع معلومات عن موضع ودوران الأطراف، واعتمادا على كيفية تحريك المستخدم لقدميه يتم تحديد حركة الذراع الآلية.
وأشار الفريق المطور لهذا الابتكار إلى أن أجهزة الاستشعار تسمح للمستخدم بالتحكم بالذراعين بسهولة، فعندما يقوم بمحاولة غلق أصابع قدميه فإن أصابع اليد الروبوتية ستنغلق ما يسمح بالإمساك بأي شيء أو نقله من مكانه إلى آخر.
ويتم ارتداء الذراعين الآليتين مثل حقيبة الظهر، وهي مصممة لتستخدم في وضعية الجلوس، ومع ذلك وجد فريق البحث أن هناك بعض المهام التي يمكن القيام بها في وضعية الوقوف.
وكان علماء ألمان قد نجحوا سابقاً في ابتكار «يد آلية» روبوتية يمكن تركيبها للأشخاص الطبيعيين وربطها بأدمغتهم لتتلقى الأوامر من الدماغ مباشرة، وتقوم بالحركات والأعمال نفسها التي تقوم بها يد الإنسان الطبيعي.
واستطاع العلماء بهذا الابتكار أن يصنعوا يداً صناعية الكترونية قادرة على قراءة الموجات الصادرة من الدماغ مباشرة، ومن ثم العمل على أساسها، حيث بمجرد اتخاذ قرار من دماغ الإنسان بتحريكها فإنها تستطيع أن تفهم ما يريده الشخص، وتقوم بالحركة.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي نشرت تقريراً مفصلاً عن الاختراع الجديد إن اليد الآلية عبارة عن قطعة يتم التحكم بها عبر محرك «موتور» وهي قادرة على القيام بكافة المهام اليومية مثل المساعدة في الأكل والشرب وحمل الأشياء وتوقيع الوثائق، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة مهمة وتغييراً دراماتيكياً بالنسبة لمرضى الشلل بشكل خاص.
وأطلق العلماء على هذا الابتكار اسم (تكنولوجيا الهيكل الخارجي) وهي عبارة عن تقنية تقوم على وضع قطع الكترونية على جسم الإنسان الخارجي، يُعول عليها العلماء أن تنجح في مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل على أن يتمتعوا بالاستقلالية في حياتهم ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم. وحسب الشرح الذي قدمه العلماء فإن اليد الالكترونية تقوم بترجمة الإشارات الصادرة عن الدماغ إلى حركات، وذلك عبر الإشارات الالكترونية التي تصدر عن الخلايا العصبية في جسم الإنسان، وهذه تتطلب زراعة جسم ما في الدماغ يقوم بعملية الترجمة ويرسل الإشارات المفهومة لليد الالكترونية.
يشار إلى أن صناعة «الروبوت» تشهد طفرة على مستوى العالم، حيث تمكن العلماء من تسجيل ابتكارات واختراعات خارقة في هذا المجال تم تسخيرها في العديد من المجالات ولم تتوقف فقط عند تقديم الخدمات للمرضى الذين يحتاجون إليها.
ويعمل العلماء حالياً على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب التقارير فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ«روبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.
وأوضح العلماء أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل.