الدوحة – «القدس العربي» : أكد ياسر أبو هلالة، مدير قناة «الجزيرة» الإخبارية في حوار لـ«القدس العربي» أن القناة لن تتراجع ولن تتخلى عن مساحة الحرية التي اكتسبتها في تناولها للشأن السعودي والإماراتي والخليجي عامة، وإن حلت الأزمة الخليجية غداً؛ لافتاً إلى أن «الجزيرة تفتخر بأنها كانت سداً منيعا في مواجهة العدوان الذي تعرضت له قطر»، وأن «هدف دول الحصار كان إعدام «الجزيرة» وليس مجرد الضغط لتعديل خطها التحريري».
وبمناسبة احتفال القناة اليوم بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها المصادف الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، أكد أبو هلالة أن «الجزيرة» الإخبارية ستطلق برنامجا حواريا جديدا للإعلامي محمد كريشان، موازاة مع احتفاظها بالشبكة البرامجية، التي جعلت منها أقوى قناة عربية وعالمية من حيث الحجم الساعي للبرامج الاستقصائية.. وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:
-تحتفل «الجزيرة» اليوم بالذكرى الواحدة والعشرين لتأسيسها؛ ما الذي يمّيز احتفالات هذا العام؟
-الجديد هذا العام، أنه لأول مرة في تاريخ الصحافة العالمية، توضع الصحافة بشكل سافر في دائرة الاستهداف من قبل دول، وبتهديدات مباشرة وصريحة. ولم يصدر منذ تأسيس الشبكة بيان يطالب بإغلاق القناة بشكل رسمي، إلا خلال الأزمة الخليجية التي شكلت ميلادا جديدا للشبكة، وكان هناك قلق كبير من جمهور المحطة على الشبكة، تجاوز قلق العاملين فيها.
لقد أظهرت الأزمة الخليجية أن المحطة ما تزال تحتفظ بقدرتها على التأثير في العالم العربي بعد عقدين من الزمن، وإلا لما طالبوا بإغلاقها. وحالة القلق تلك عبرت عن قضايا عدة؛ أولها ولاء الجمهور، وحجم التعاطف والتضامن الدولي من خارج جمهور «الجزيرة»، بدليل افتتاحيات كتبت في صحف عالمية، لو أراد مدير المحطة أن يكتبها، لما كتبت بذات الوضوح والحدة، حتى أن «بي بي سي» و»سي أن أن» تضامنتا معنا، ونشرتا فديوهات أنتجتها «الجزيرة». وهذا يعكس أن تلك الدول من حيث أرادت القضاء على «الجزيرة» أعطت لها عمرا إضافيا وزخما ونفوذا وانتشاراً لم يكن لها منذ تأسيس القناة. وهناك جمهور لم يكن أصلا يشاهدها، وجمهور ابتعد عنها بفعل الثورات المضادة؛ واليوم استعادت جمهورها واكتسبت جمهوراً جديداً.
إن احتفال هذا العام يأتي بعد أزمة غير مسبوقة عالميا. والقناة تأسست واكتسبت مصداقية لا مجال للتشكيك فيها، والأزمة الخليجية أضافت لها مزيدا من الشهادات والاعتراف العالمي. ونحن نقدر كل من تضامن معنا، وقد شكل تضامنهم صدمة للذين أرادوا النيل منها والتآمر عليها.
برنامج حواري جديد للإعلامي محمد كريشان قريباً
■ما الجديد الذي ستحمله الشبكة البرامجية للقناة؟
-كما تعلمون، أطلقنا دورة برامجية في أول نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وكانت تشكل ثورة في الشكل والمحتوى. ومنذ تأسست الشبكة كانت نسبة التجديد والتغيير محدودة جدا؛ في حين شهدت منذ عام أكبر وأوسع وأعمق تغيير في الشكل والمحتوى، شمل النشرات والبرامج والاستديوهات والكاميرات. والآن، نحن في مرحلة تثبيت الشكل الجديد. وبطبيعة الحال، فإن هوية «الجزيرة» لا تتغير وثابتة، ولكن التجدد في الشكل وطريقة التعاطي ومساحتها. وأعتقد أننا حققنا أكبر إنجاز، بتغيير في الشكل والمضمون بهذا العمق والحجم، مع احتفاظنا بجمهورنا وزيادة الإقبال علينا.
وهذا العام سنقطف ثمار البرامج، التي أطلقناها السنة الماضية. وسيكون لنا برنامج حواري جديد يقدمه محمد كريشان، لم نستقر على عنوانه بعد، ما بين «اليوم التالي» أو «ماذا بعد»، أو عنوان آخر. وسيتناول حواراً مستقبليا، من قبيل «ما بعد انفصال كتالونيا»، مثلا. وسيكون لمدة ساعة زمن، وفيه مساحة تلفزيونية من التقارير والغرافيكس والمنتجات البصرية المختلفة، ومساحات حوارية أكثر حيوية ومرونة من البرامج التقليدية.
■ كيف تقيسون هذا النجاح، خاصة أن بعض البرامج الجديدة لم تستمر، ولم يبث منها سوى حلقات قليلة؟
-لقد كان التحدي حول القدرة على تقديم برامج استقصائية ومساحة تحقيقية كل أسبوع. وطبعا «الجزيرة» كانت فيها برامج تحقيقية منذ تأسيسها؛ من قبيل «سري للغاية» و«الصندوق الأسود»، ونحن أضفنا برامج مثل «ما خفي أعظم»، «الصندوق الأسود»، و«الجريمة السياسية» و«المسافة صفر». وهناك برامج لم تنتجها قناة الجزيرة الناطقة بالعربية، بل وحدة التحقيقات في الشبكة التي تزود كل القنوات بتحقيقات استقصائية. وميزة التحقيقات أنها ليست أسبوعية، وبعضها تتطلب أشهراً، ولذلك تجدون بعض البرامج قدمت خلال العام حلقتين فقط. لكن قطعاً أننا نجحنا في الساعة التحقيقية التي راهنا عليها. ولو نقارنا بالقنوات العربية والعالمية؛ لا توجد قناة في العالم فيها هذا الكم من برامج التحقيقات. وأجزم أنه على مستوى القنوات العربية، وحتى في تاريخ الجزيرة، لم يكن فيها تحقيق أسبوعي منذ تأسيسها. واليوم نجحنا في ما وعدنا به المشاهد.
وأزعم أن المحطة نجحت في الوفاء بوعدها، ولا يوجد تلفزيون عربي ينافسنا في التحقيقات. ولا بد أن نوضح للمشاهد أن برنامجاً مثل «المسافة صفر» وبرامج أخرى تواجه تحديات متعلقة بأمن الصحافيين، الذين لا يمكن أن نغامر بحياتهم، وتحديات تواجهنا في خضم التحقيقات من قبيل رفض دول منح التأشيرات. والجمهور سيجد دوما جديدا وتحقيقات مميزة، من قبيل تحقيق عن منطقة حلايب سيشاهده الجمهور قريباً.
■ ما هي البرامج الأكثر مشاهدة ونجاحا ضمن الشبكة البرامجية الجديدة؟
-كل الساعات البرامجية عندي مثل أبنائي. وكمدير للقناة، لا أستطيع القول إن برنامجاً معينا هو الأفضل. لكن الإحصاءات التي أجريناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاستطلاعات من خلال المتابعات، أثبتت أن جمهور الجزيرة كان متعطشا للتغيير، واكتشفوا مواهب في برامج جديدة، مثل ثامر المسحال في برنامج «ما خفي أعظم»، وأعتقد أنه كان من أفضل برامج التحقيقات على مستوى الإعلام العربي.
ولا يمكن إغفال الجانب الثقافي والمنوع، من قبيل برنامج «خارج النص»، و«رواد الأعمال»، الذي بث حلقات عن رواد الأعمال في السعودية ودول خليجية، ما يعكس أنه ليس لدينا موقف من أي بلد خليجي.
نحن أكبر مجتمع تفاعلي عربي على الانترنيت بحوالي 100 مليون
■ الملاحظ في الشبكة البرامجية، غياب برامج تتناول القضايا الراهنة من وجهة نظر شبابية، مقابل طغيان برامج غلبت عليها الرتابة؟
– منذ تأسيس الجزيرة، كانت دوما فكرة برنامج شبابي مطروحة. ولكن لا يوجد شيء اسمه برنامج شبابي، والقصة الأساسية هي تقديم برامج تهم شريحة الشباب، وتكون جزءاً من المنتج. وأعتقد أن النشرة التفاعلية بتوقيت الثامنة مساء، وبرنامج «رواد الأعمال» يمس شريحة الشباب. ومنذ مجيئي للقناة، حرصت على تعيين الشباب والمرأة والتمكين لهما، من قبيل إسناد مهمة تقديم البرنامج الحواري «للقصة بقية» لفيروز زياني المشهود لها بكفاءتها. والفريق الرقمي كلهم شباب تحت سن 30 عاما. وصحافيون مثل سلام هنداوي وثامر المسحال وعمر الشامي يمثلون فئة الشباب. أما تخصيص برنامج شبابي، فأعتقد أنه لن ينجح.
■ وهل هناك تفكيير في الاستغناء عن برامج أخذت نصيبها من البث بعد سنوات طويلة؟
-المؤكد أن هذه القرارات مشتركة وتتخذ على مستوى مجلس الإدارة. لكن من حيث المبدأ، فإن أي قناة لا يوجد بها برنامج غير قابل للحذف والإضافة والتطوير. مثل برنامج «الحصاد» الذي تغير محتواه تماماً. فلا يوجد برنامج ثابت، والثابت هو عيون المشاهدين.
■ هل من استطلاعات تؤكد أن الجزيرة ما تزال الأكثر مشاهدة عربيا وبرامجها الأفضل؟
-الآلية المعتمدة في القنوات العربية تعتمد على استطلاعات تجارية. ولا وجود لاستطلاع علمي مبني على عينة ممثلة، بمعنى الكلمة. وأنا شخصياً لا أميل للاستطلاعات بسبب التضييق الذي تفرضه الدول وغياب الآليات العلمية. ومع ذلك؛ فإن صفحة «الجزيرة مصر» يزورها 3 ملايين شخص يوميا، ونحن أكبر مجتمع تفاعلي عربي على الانترنت بحوالي 100 مليون متابع، بحساب صفحات المذيعين وصفحات البرامج وصفحات رئيسية.
والأهم هو الأثر الذي تتركه الجزيرة؛ فتقرير «غرابيب سود» للصحافية فاطمة التريكي الذي بث في برنامج «الحصاد»، تم إعادة نشره في «تويتر» 20 ألف مرة، أي أعلى «ريتويت» في تاريخ موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ويتعلق الأمر هنا بتقرير مهني وليس كليب ساخر مثلا.
وفي الأخير، ليس هناك دليل على تأثير الجزيرة وقوتها مثل أزمة الخليج، حينما تضع دول إغلاق قناة تلفزيونية على رأس مطالبها، وتتسبب في أزمة عالمية، يتدخل فيها رؤساء أكبر الدول! وهذا يعكس قوة الجزيرة وتأثيرها عالمياً، وزيادة نفوذها مع أزمة الخليج الحالية.
دول الحصار تطالب بإعدام المحطة
وليس تعديل خطها التحريري ومهنيتها
■ بعد خمسة أشهر من الأزمة، هل تعتقدون أن دول الحصار استسلمت لاستحالة إغلاق القناة أم أن المطلب مجرد وسيلة ضغط لإجبار القناة على مراجعة خطها التحريري؟
-القناة أقحمت في الأزمة الخليجية بسبب مهنيتها، والمطلوب كان إعدام «الجزيرة»، وليس تعديل أو انتقاد خطها التحريري ومهنيتها فقط. وتاريخيا تعرضت القناة للقصف واعتقالات واسعة، لكن لم يحدث في تاريخ البشرية أن دولاً تطالب بإغلاق قناة تلفزيونية؛ مثلما فعلت الدول المحاصرة لدولة قطر.
«الجزيرة» لم تشتم أحدا طوال الأزمة، رغم أنها تعرضت للشتم والافتراء. ويبقى من حق أي مشاهد انتقاد «الجزيرة» ومناقشة طريقة تغطيتها، مثلما فعلت الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية، لأن مناقشة تغطية القناة من حق الأفراد والدول. وأرشيفنا مفتوح، ولو تبيّن أننا أخطأنا في حق أحد ونشرنا معلومة غير دقيقة وغير صحيحة نعتذر عنها.
■ هل صحيح أن القناة تفكّر في تغيير مقرها الرئيسي إلى لندن؟
-هناك كم كبير من الأكاذيب. و«الجزيرة» جزء من المشكلة وليست كل المشكلة. لأن المشكلة الحقيقية هي استهداف استقلالية سلطة القرار القطري. ويريدون أن تكون قطر تابعة لهم، لأنها حققت إنجازات كبرى، إلى جانب رغبتهم في تمويل قطري لمصر. ويريدون من الجزيرة أن تكون إعلام بروبوغاندا لتلك الدول. فالمطالب الثلاثة عشر لدول الحصار هي شروط مستعمر نجح في احتلال بلد؛ ولذلك رفضت من قبل دولة قطر.
أردوا القضاء على «الجزيرة» فأعطوا
لها عمرا إضافيا ونفوذا وانتشاراً
■ هناك انتقادات للقناة بأنها تحولت إلى قطرية محلية في تغطيتها للأزمة والدفاع عن قطر؟
-نحن نفتخر بأننا كنا سداً منيعا في وجه العدوان الذي استهدف قطر. وقمنا بدورنا المهني الذي أحبط العدوان.
■ ألا ترون أن الأزمة الخليجية أعادت لـ«الجزيرة» جمهورها الذي نفر منها بسبب تغطيتها للثورات العربية؟
-حالة الإحباط لدى الرأي العام التي أعقبت ثورات الربيع العربي «قرفت» الناس من الإعلام العربي ككل، ولم يعد يرغب في مشاهدة الأخبار، مع طغيان الانقلابات والدماء، والهجوم بالكيماوي في سوريا، وصور كثيرة سببت نفور المشاهد العربي. و»الجزيرة» دفعت كلفة انتصار الثورات المضادة، مثلما قبصت كلفة الربيع العربي وازدهار الشاشة. ومع انتصار الثورات المضادة سنة 2014، تحولت من موضع القناة التي يرفع شعارها في الشوارع إلى متهم بتحريض الشارع ويتعرض صحافيوها للسجن. وفي نهاية المطاف، نحن نعتبر أنفسها مثل الخوذ البيضاء نعمل بكفاءة في كل الظروف.
■ لكن تغطيتكم للأخبار في الدول العربية تختلف من دولة لأخرى، هل تنكرون ذلك؟
-بعد التغييرات السعودية أصبح لدينا تواجد فيها وفتحنا مكتبا. ووجودنا في بلد يفرض علينا أحيانا التزامات وأن نغطي بشكل أكثر تحفظا وهدوءا لأجل الحفاظ على المكتب.
■ ألا يعد ذلك تنازلا عن مهنية «الجزيرة»؟
-هذا تحدٍ أمام كل وسائل الإعلام أن تحافظ على مهنيتها ووجودها. لكن المؤكد أن الثناة منذ تأسيسها لا تكذب. يمكن أن تذكر 10 ٪ أو 90 ٪ من الحقيقة، لكن أبداً لا تكذب. لم يكن ممكنا قول الحقيقة كاملة في أيام حافظ الأسد أو صدام حسين أو في كوريا الشمالية اليوم مثلا. فنحن نغطي ضمن شروط النظام، لكن دون أن نكذب. وهذه موزانة موجودة في كل القنوات. وأبدا لم نقع في مداهنة أو كذب منذ تأسيس «الجزيرة» في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1996 إلى يومنا هذا. كنا ننشر كل الأخبار بمساحات مختلفة. وبصفتي مديراً لقناة الجزيرة الإخبارية، لو طلب مني نشر خبر كاذب عن وزير خارجية البحرين سأستقيل. فلا يمكنني أن أكذب، لأنها سقطة أخلاقية، فكيف يمكن أن تكذب على ملايين الناس؟
■ في الحرب اليمنية، وجهت لكم انتقادات بالتغاضي عن أخبار الضحايا المدنيين ودعم مطلق لعاصفة الحزم، ما قولك؟
-أعترف أنه منذ تأسست «الجزيرة» هناك أخطاء. وفي عهدي توجد أخطاء. وأنا أرحب بدراسات نقدية لـ«الجزيرة». نحن نغطي العالم على مدار 24 ساعة. وفي اليمن وقعنا في أخطاء، فلم يكن ممكنا تغطية مناطق الحوثيين بعد هجومهم على مكتب «الجزيرة». وأعتقد أن مراجعة تغطيتنا لعاصفة الحزم ضرورية، وقد قمنا بإنتاج أفلام وثائقية وتغطيات لمعالجة أخطائنا. وما يهمني اليوم أن الأزمة الخليجية أعطتنا مساحة أوسع للتعامل مع كثير من الملفات، وأعادت إلينا جمهورا واسعاً.
كان هناك نوع من التواطؤ لتحييد
الإمارات عن التغطية في الماضي
■ لو حلت الأزمة الخليجية، هل ستتراجعون عن تغطية الشأن السعودي والإماراتي بالنهج ذاته، كما هو الحال اليوم؟
-الأكيد اليوم أن المساحة التي اكتسبتها القناة لن تتخلى عنها. وعلى سبيل المثال، فالشأن الإماراتي، مثلاً، لم يكن يغطى لنفوذها عالميا، وحاجة وسائل الإعلام لمدينة دبي للإعلام، فكان هناك نوع من التواطؤ لتحييد الإمارات، لكننا اليوم نغطي الشأن الإماراتي بمهنية وتطرقنا لأوضاع سجن الرازية وغسيل الأموال فيها، لكننا في جميع تقاريرنا لم نفتر على دولة الإمارات بحرف واحد. لو قارنتم بين «الجزيرة» ووسائل إعلام مثل «العربية» أو «سكاي نيوز» لم يحدث أبداً أن شتمت وزير الخارجية السعودية أو البحريني مثلا. والغريب أن بعض الإعلاميين كانوا زملاء لنا في قناة «الجزيرة» سابقا.
زملاؤنا الذين استقالوا لم يتحدثوا سوءاً
عنها ونتمنى أن لا يطول غيابهم
■ كيف استقبلتم استقالة زملائكم في قنوات «الجزيرة» بسبب الأزمة الخليجية؟
-زملاؤنا الذين استقالوا من دول الحصار نفخر بهم، ونتمنى أن لا يطول غيابهم. ونحن قبلنا استقالتهم بكل حزن وأسى، ونأمل أن نراهم قريباً على شاشة «الجزيرة»، ونتفهم الظروف التي يمرون بها. والمؤكد أنهم لم يذكروا «الجزيرة» بسوء، بل التزموا بقرار دولهم، ونحن نحترم قرارهم.
■ما صحة الأخبار عن استقالتكم التي رفصت أكثر من مرة؟
-الإشاعات تلاحق «الجزيرة» دوما. وأسمع يوميا إشاعات عن تغيير مدير «الجزيرة»، ولن تتوقف. والأكيد سأغادر منصبي يوماً. وأنا جئت على قاعدة أنني صحافي منذ 1996، كمراسل بالقطعة. واليوم مدير للقناة، وأفخر بالعمل في هذه المؤسسة التي اكتسبت فيها خبرة الصحافة التلفزيونية.
ومنذ اليوم الأول قلت للموظفين يهمني اليوم الذي أخرج فيه من الباب، وما يهمني الأثر الذي أتركه. وأزعم أنني قدمت أفضل ما لدي بدعم من رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني؛ وهذا الدعم هو الشرط الأساسي للنجاح.
وفخور أنني كنت موجودا في منصبي لمواجهة العدوان الأقسى والأسوأ مع فريق قدم درسا للعالم في التغطية المهنية، وهذه ميزة «الجزيرة»، حيث لا يجرؤ الآخرون.
إسماعيل طلاي
لا توجد وسيلة إعلام حيادية بنسبة 100%
لكن حيادية الجزيرة تتنافس عالمياً في المراتب الأولى
والدليل هو :
أن أكبر وسائل الإعلام في العالم تنقل عن الجزيرة بلا تحفظ !
ملاحظ
و هل انتصرت الثورات المضادة….يا أستاذ ? هذا غير صحيح….ثورة الياسمين قائمة و تتمدد…..مهما شكك المشككون……
كنت فى السابق أشاهد الجزيرة و منذ 2011 بالكاد شاهدتها 3 او اربع مرات ….اظن ان العصر الذهبى للجزيرة انتهى ….منذ 2011 اتابع الإعلام الوطنى التونسي الذى أصبح ذو مصداقية و حرية كبيرة او أشاهد ايضا فرنسا 24 …..و هذا حال اغلبية التونسيين …..تحيا تونس تحيا الجمهورية
مرحبا