يا أمير الياسمين الدمشقي، أبجدية الفل تفتقدك…

حجم الخط
19

«آخر كلمات» نزار قباني… جاء نزار إلى كوكبنا مع الربيع، ورحل مع الربيع في مثل هذه الأيام عام 1998. ولكن ما أن تفتح دفات كتاب «آخر كلمات نزار» للصحافي (الشامي) عرفان نظام الدين (كان رئيساً لتحرير جريدة الحياة وجريدة الشرق الأوسط) وصديقاً لنزار قباني ورافقه في أيامه الأخيرة، ما أن تفتح هذا الكتاب (دار الساقي) حتى تهب عليك رائحة الياسمين من الكلمات الأخيرة لنزار من مستشفى (سان توماس) ـ لندن، بعد الأزمة القلبية الخطيرة التي أصابته قائلاً إنه شاهد الوطن العربي كله جالساً قرب سريره، يذرف الدموع، ويتضرع إلى الله كي يعيد إلى قلبه السلامة والعافية.. ويضيف: «فكيف يمكنني أن أتصور أن مئتي مليون عربي يمكنهم أن يحتشدوا في غرفة ضيقة يشغلها شاعر عربي مريض؟ هل يكفي أن أكون واحداً من الشعراء العرب حتى يأتي الوطن كله بأرضه وسمائه وأشجاره وأنهاره ورجاله ونسائه وأطفاله ليدافع عن حياتي، ويمسح العرق عن جبيني ويؤدي صلاة جماعية من أجل نجاتي؟»

القارئ جزء من أسرة الكاتب

يضيف نزار في «كتاب الوفاء» الذي أحسن عرفان نظام الدين بإصداره، يضيف متسائلاً: لماذا يختارني الوطن دون غيري من الشعراء ويجعل غرفتي في مستشفى سان توماس مهرجانا للورد والعطر ومكاتيب الهوى؟
ربما لأنني رفعت الكلفة بيني وبين الوطن، وجلست مع الناس على بساط المحبة والديمقراطية، وتقاسمت معهم لغة شعرية لا تختلف في بساطتها عن حديثهم اليومي»..
وهكذا، وفي كلمات مختزلة نلتقي بأمرين غاية في الأهمية: إن القارئ يصير من بعض أسرة الكاتب، ويحيط بسريره وهو يحتضر، وإن نزار ـ كما يرى ـ استطاع في شعره أن يخاطب اولئك الأحباب القراء بلغة شعرية راقية لا تختلف في بساطتها عن لغتهم اليومية وفي ذلك يكمن سر إبداع نزار الذي لم يخن لغة الشعر ولا لغة القارئ..

عرفان نظام الدين: وفاء للصديق المبدع

في هذا الكتاب «آخر كلمات نزار» قام عرفان بتدوين خلجات قلبه وخلجات قلوب الكثيرين من محبي إبداع نزار والآسفين للخسارة التي حلت بلغة الياسمين وبالشعر العربي لرحيله.. وهو لم يدون فقط «ذكريات مع شاعر العصر» العنوان الفرعي لكتابه بل احتوى أيضاً الكثير من الشهادات المحبة من مبدعين. وفي الكتاب نقرأ قصيدة الكبير غازي القصيبي في رثاء نزار:
عجبت للكلمة الخضراء… تزرعها
فترقص البيد في بحر من الشجر
تموت؟ كيف؟ وللأشعار مملكة
وأنت فيها مليك البدو والحضر
تسير بين الرعايا… ناثراً صرراً
من الكواكب والحلوى على صرر…
ولولا كتاب عرفان لضاع بين أنياب سمكة قرش الصحافة اليومية الكثير مما قيل في نزار بعد رحيله، كقول عبد الله الجفري: «أي موت هذا الذي لا يميت الإنسان بل يزيده حياة وصداحاً؟ أية حياة هذه التي يتفوق فيها الموتى على الأحياء؟
وتكتب الأديبة السورية الكبيرة سلمى الحفار الكزبري مخاطبة نزار: «تحولت بعد غيابك عن أعيننا إلى كوكب مقيم في القبة الزرقاء ينوّر بإشعاعاته الذين يعرفون النظر إلى السماء للاستضاءة بنجومها ولأن حضورك في وجداننا وذاكرتنا على مدى الأزمان»…
والمحزن أن معظم الذين استشهد بهم عرفان عن نزار لحقوا به، فالموت يتمتع بذاكرة مذهلة ولا ينسى أحداً من زيارته..
كأننا جميعاً نقيم في المقهى المجاور للمقبرة..

كتاب الوفاء لإبداع نزار أولاً

وعرفان الصحافي نجح في اختزال المحطات المؤثرة لرحيل نزار والأصداء حولها ولم ينس تدوين فرحة نزار بتسمية شارع دمشقي باسمه وهو على حافة كوكب الرحيل الأخير حيث يكتب: «وأخيراً شرفتني مدينة دمشق، بوضع اسمي على شارع من أكثر شوارعها جمالاً ونضارة».. ولكن عشاق إبداع نزار ما زالوا يبحثون عنه في «البيت العتيق» في أزقة دمشق القديمة، وها هو عبد الواحد لؤلؤة الفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين في حقل الترجمة يكتب لي قائلاً في رسالة مشعة السطور إنه حين زار دمشق ذهب بحثاً عن البيت الأول لنزار حيث ولد وكبر ولم ينس بخفة ظل تقليد اللهجة الشامية حين أرشده المختار إلى المكان!!
وذكرني ذلك بالصديقة الناقدة السورية والأستاذة الجامعية د. ماجدة حمود التي تكرمت ذات يوم بزيارتي في باريس لتعزيني برحيل زوجي، وذكرت لي في مخابرة هاتفية مؤخراً أنه تصادف أن كانت في دمشق القديمة وفتشت عن «زقاق الياسمين» حيث ولدت زين بطلة روايتي «فسيفساء دمشقية» ولم تجد الزقاق بل وجدت «زقاق السمان».. وسألتني بمهارة نقدية: هل اخترعت «زقاق الياسمين» لأغراض روائية كما فعل الكثير من الروائيين؟
حين أعود إلى دمشق، سأصطحبها إلى «زقاق الياسمين»!

الوطن ليس أكذوبة شعرية

ترى هل نخلف قبساً من أرواحنا في الأماكن التي ولدنا فيها ثم رحلنا.. وهل تخلف هي في نفوسنا شعلة حــــب وتوق إليها لا تنطفئ؟ لا أدري.. لكنني أعرف أن روح نزار ما تزال تقيم في بيتـــها الأول الشامي العتـــــيق.. على الرغــــم من رحلاته بين الصين والهند وجنيف ولندن والأندلس وسواها.
ويذكرنا عرفان في كتابه بالقول النزاري: تذكروا أن أبي وأمي ووطني وقصائدي طارت كحمام الشام من المحيط إلى الخليج.. والقومية العربية.. تصنعها السيوف الدمشقية. عرفان نظام الدين أهدانا قطرة عطر مكثفة من عرائش الياسمين الشامية وحقول الفل النزارية.

يا أمير الياسمين الدمشقي، أبجدية الفل تفتقدك…

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) (سورة الشعراء)
    نريد شعراء حماسيين وثوريين كالشابي ومفدي زكريا ومحمود درويش وووو – بلادنا محتلة الآن من قتلة طغاة لا يخافون الله
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول Ahmad ismaeil.Holland:

      الشيخ داود من النرويج; في عام 1968 كتب الشاعر نزار قباني قصيدة “أصبح عندي الآن بندقية” يقوم فيها بتحية الكفاح الفلسطيني، وفي العام التالي غنت أم كلثوم هذه القصيدة من ألحان عبد الوهاب، ولحن هذه القصيدة تعبيري خالص لا يتعمد كثيراً على التطريب. وقد أعاد عبد الوهاب غناء هذه الأغنية وصدرت ضمن مجموعة وطنياته، وقد غنى عبد الوهاب هذه الأغنية بمصاحبة فرقة موسيقية، وربما هي المرة الوحيدة التي غنى مع فرقة موسيقية لحناً أعطاه قبل ذلك لأحد المطربين.
      رغم جمال الأغنية إلاّ أن كثيراً من جمهور المستمعين لا يعرفونها لأنها غير مصورة، ولأن وضع الفلسطينيين لم يتغير كثيراً منذ غناء الأغنية، يشعر من يسمعها وكأنها تعبر عن مأساة هذا الشعب الآن الذي لم تحل مشكلته إلى الآن.
      غنى الأغنية أيضا العديد من الفنانين، والفنانات العرب، منهم الفنانة الراحلة ذكرى.

    2. يقول حي يقظان:

      الدكتاتور جوزيف ستالين دعا الشاعر فلاديمير ماياكوڤسكي وقال له بلهجةٍ صارمة: «نريد منكَ شعرًا حماسيًّا ثوريًّا يتحدَّث عن ثورة أوكتوبر». وما إن وصل الشاعرُ إلى مهجعهِ، آنئذٍ، حتى انتحر.

      إنتَ فين والشعر فين، يا سناتور كروي داود!

  2. يقول جبل النار - الولايات المتحدة الامريكية:

    نزار قباني من افضل شعراء القرن العشرين الذين كتبوا للحب والوطن إلا ان كتاباته في بالمرأة والحب طغت على كتابته الوطنية رغم انها كتابات هامة وجميلة .

    1. يقول تعليق على تعليق:

      لا أعتقد أنه من أفضل شعراء القرن العشرين أوغيره من القرون..

  3. يقول رياض - المانيا:

    شكرا جزيلا أستاذة غادة. نزار قباني شاعر كبير. يؤخذ عليه غزله الصريح جدا جدا في المرأة. الا ان له قصائد رائعة جدا تتحدث عن حال العرب والاوطان وقصائد في حب دمشق. تعجبني له هذه القصيدة:

    أكرهُها.. وأشتهي وَصْلـَها
    وإنّني أحبُّ كُرهي لها
    أحبُّ هذا اللؤم في عينها
    وزورها.. إن زوَّرت قولها
    وألمحُ الكِذبة في ثغرها
    دائرة ً.. باسطة ً ظِلـَّها
    عينٌ، كعين الذئبِ، محتالة ٌ
    طافتْ أكاذيبُ الهوى حَولها
    قد سكنَ الشيطانُ أحداقها
    وأطفأتْ شهوتـُها عقلها
    أشكُّ في شكيِّ.. إذا أقبلتْ
    باكية ً شارحة ً ذلـّها
    فإن ترفـَّقتُ بها.. استكبرتْ
    وجرَّرتْ ضاحكة ً ذيلها
    إن عانقتني.. كسّرتْ أضلعي
    وأفرغتْ على فمي غلـَّها
    يُحبُّها حقدي.. ويا طالما
    وددتُ إذ طوقتـُها.. قتلها

  4. يقول مغربي:

    الى السيد الكروي..ما كتبه نزار عن القضية العربية لم تصله ابداعات من ذكرت..عد الى اعماله الكاملة قبل ان تقول هذا الكلام

    1. يقول تعليق على تعليق:

      بالعكس أعتقد وبشدة بصحة ماكتبه الكروي حين دكر أسماء شعراء مبدعين مثل أبا القاسم الشابي ومفدي زكريا ومحمود درويش الخ

  5. يقول طاهر العربي:

    اخ كروي، المثقف فنان يجب ان نعطيه اكبر هامش من الحرية للكتابة و التعبير. تأويل القرآن و الأحاديث النبوية لها اَهلها، وظروفها التاريخية التي يجب اخذها بعين الاعتبار. نحن أهل المغرب خاصة، لازلنا ندفع ثمن هزيمتنا الحضارية “سقوط غرناطة”
    كنتيجة لحرق كتب ابن رشد من طرف المتطرفين الذين رفضوا أفكار شيخ الفلسفة رحمه الله، اذ قال عنهم:” اكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس”.
    طاب نهاركم!

  6. يقول حي يقظان:

    يقول غازي القصيبي:

    عجبتُ للكٍلْمَةِ الخضراءِ تزرعها / فترقصُ البيدُ في بحـرٍ من الشجرِ
    تموتُ؟ كيفَ؟ وللأشــــعارِ مملكةٌ / وأنتَ فيها مليكُ البدوِ والحضــرِ
    تسير بين الرعـــايا ناثرًا صــررًا / من الكواكب والحلوى على صر

    لا أظنُّ أن شعرًا تقليديًّا تمجيديًّا وتأليهيًّا كهذا الشعر سيلقى حُظْوَةً عند الشاعر الراحل نزار قباني، خصوصًا وأنه كان يفخر كلَّ الفخر بما قام به من رفع الكلفة بينه وبين الوطن، ومن الجلوس مع الناس على بساط المحبة والديمقراطية، ومن التقاسم معهم لغةً شعرية لا تختلف في بساطتها عن حديثهم اليومي.

    للأسف الشديد، لم يأْتِنا من القومية العربية التي صنَّعَتْها السيوف الدمشقية سوى القتل والدمار والخراب.

  7. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

    لا زلت عند رأيي الذي ذكرته في مناسبة رداً على أختي الفاضلة صاحبة القلم الرشيق ، و العبارات الذكية ، ابنة فلسطين المفقودة الى حين ، الاستاذة غادة الشاويش ، من أن ابجدية أمير الياسمين الدمشقي ، في المقال السياسي و القصيدة الوطنية ، أعظم و ارقى و اقوى من قصائد الغزل التي اشتهر بها و طبعت اسلوبه و صار علماً لها و عليها.
    و حتى قصائد غزله تلك ،مرت بمراحل ، هي من طبائع الأشياء و الحياة ، فسلوك الأنسان منا و هو فتى مراهق ليس كشاب متحرر و ليس كرجل ناضح ثم كهلا من الصالحين !
    هكذا كان تطور محتوى و اهداف قصائد نزار دون ان يفقد في اي مرحلة ابجدية الفل و الإحساس التي تميز بها و صارت علامة فارقة لعبقريته ،حتى في أشد قصائده الوطنية عنفاً و مقالاته السياسية تطرفاً.
    برايي ،النظرة الناقدة المنصفة ،يجب ان تأخذ ذلك بنظر الأعتبار ،ناهيك عن ان تكون قد قرأت كل ذلك التراث بعمق و لم تسمع عنه عنعنة او تقرأه مجزءاً مبتسراً .

  8. يقول عمرو - سلطنة عُمان:

    مكان الميلاد والمنشأ هو المؤثر الأول في الشخصية
    ودائما الحنين له موجود ونحاول حتى بلا وعي رسم صورة قريبة منه حيث نكون فهذا المكان بحجره وشجره وبشره يعيش فينا كل شخصياته لا يموتون ولا يهرمون يبقون كما عرفناهم حتى الحي الذي كنا نشاهده كبير ولو زرناه اليوم لوجدنا انه حي صغير وضيق ستبقى في مخيلتنا الصورة الأولى
    نحن مسكونون بتلك الأماكن وهي تسكننا
    أذكر انه كان عندنا مقعد ” كنباية” تجلس عليها جدتي دائما وأصبحت مكانها المخصص عندما توفيت بقينا نراها في نفس المكان ونبكي
    وهكذا الأماكن تترتبط بالأشخاص وذكرياتنا الوطن هو الذاكرة .. وانتم الأدباء والكتاب عشنا معكم من خلال الحرف ونعرف تلك البيئة والبيوت التي عشتم فيها وشاهدناها مراراً في مخيلتنا. .
    وك صديقتك الدكتورة ماجدة حمود لدي فضول لازور زقاق الياسمين و زقاق الجن ومقهى الهافانا وبكداش وساحة النجمة أو ساحة المدفع حيث كبرت زين بطلة المستحيلة و يا دمشق وداعا

  9. يقول الكروي داود النرويج:

    كُنَّا جبالاً في الجبال وربما *************سِرْنا علـى مـوجِ البحـار بحـارا
    بمعابد الإفرنـج كـان أذانُنـا**********قبل الكتائب يفتـح الأمصـارا
    لم تنْسَ إفرِقْيا ولا صحراؤهـا***********سَجَداتنا والأرض تقذف نـارا
    وكأنَّ ظلَّ السيف ظـلُّ حديقـة********خضراء تنبت حولنا الأزهـارا
    لـم نخْـشَ طاغوتـاً يُحارِبُنـا ولو **********نَصَبَ المنايا حولَنا أسوارا
    ندعو جهاراً لا إله سوى الـذي*********صنع الوجود وقـدَّرَ الأقـدارا
    ورؤوسُنا يـا ربُّ فـوق اكفِّنـا*********نرجوا ثوابَك مغنمـا وجـِوارا
    – لشاعر الهند الكبرى محمد إقبال البنجابي –
    ملاحظة : لقد غنت له أم كلثوم قصيدته حديث الروح
    مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لمن إعترض على تعليقي السابق وعلى من أيده والجميع
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  10. يقول أفانين كبة . مونتريال ، كندا:

    أسبوع جديد ونحن نستمتع ونحتسي فنجان القهوة العربية مع أديبتنا وملهمتنا غادة السمان .
    وفاء جميل منك لأحياء ذكرى شاعر لامس قلوبنا و أيقض ضمائرنا … ابدا …. لم ولن يغيب نزار قباني !

    وما حب الديار شغفن قلبي
    ولكن حب من سكن الديارا

    مجنون ليلى قيس بن الملوح

    سيدتي ، آلآف ألآلآف ممن زاروا بيوت الفنانين والنوابغ في أوربا، ومروا عليها مرور الكرام . لكنك غير هؤولاء ، فلقد استدعيت آلآمهم وأحلامهم و بصمات أصابعهم التي تركوها في الأماكن وحاورتيهم وكتبت عنهم في “رعشة الحرية” و كتب اخرى لك . فنحن من يسألك بأي من الحواس توصلت لهم ? أنت أدرى منا بأرواح الأماكن !
    أفانين كبة
    مونتريال

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية