عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: قرار تمديد فترة الاقتراع لمدة ساعتين المتخذ في اللحظة الأخيرة في الانتخابات الأردنية اتخذ فورا بعد تسجيل ملاحظة ميدانية تؤشر على انخفاض ملموس في نسبة المشاركة، وتحديدا في دوائر الكثافة السكانية حيث أغلبية المكون الفلسطيني في المجتمع. التمديد انتقى دائرتين في الزرقاء ومدينة مادبا ودوائر عمان العاصمة ومدينتي جرش وعجلون ومدينة إربد على أمل زيادة نسبة الاقتراع التي وصلت عند إقفال الصناديق في الفترة المحددة قبل التمديد إلى ما لا يزيد عن 23٪.
يتوقع ان يبدأ الفرز مساء الثلاثاء وبعد تمديد الساعتين قد لا تزيد نسبة الاقتراع عن هامش ما بين 26 – 30 ٪ ، وهو بكل الأحوال تعبير عن مقاطعة سلبية واسعة وعلى الإخفاق في ما وصفتها الهيئة المستقلة بـ»استعادة مصداقية العملية الانتخابية».
واضح تماما أن الهيئة المستقلة لم تستطع وبسبب انخفاض نسبة التصويت الالتزام بما أعلنته سابقا عن عدم التمديد وإقفال الصناديق عند الوقت المحدد فقط وهو السادسة مساء، في مؤشر على أن قرار التمديد عابر للهيئة وفوقها ومرجعي بامتياز.
بعيدا عن لغة الأرقام وفي الجانب الإجرائي سيطرت قوى الأمن على العديد من الحوادث الأمنية، لكن الجانب الإجرائي سار بهدوء وبنعومة مقتصرا على «ردات فعل» أو مظاهر احتقان هنا وهناك، وعلى ملاحظات تتمحور حول «خروقات» حصلت وصفها كبير المراقبين المحليين د. عامر بني عامر بأنها مخالفات لا ترقى لمستوى عدم الاطمئنان لنزاهة سير العملية الانتخابية. الخروقات تحدث عنها أيضا التيار الإسلامي واستعرضها بالتفصيل من وجهة نظره، لكنه وبوضوح أيضا لم يجد فيها ما يدفعه لإعلان الانسحاب أو التراجع عن المشاركة في الانتخابات، كما هدد سابقا في رسالة تلقاها رئيس هيئة الانتخاب خالد كلالده من الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ محمد زيود.
بدأت الخروقات التي يتحدث عنها جمهور المراقبين من تواجد غير مبرر في غرف الاقتراع لرجال أمن بالزي المدني، إلى خشونة إدارية عند رؤساء بعض اللجان، إلى منع التصوير وبلاغات عن عملية مال سياسي وبيع أصوات لم تؤد لاعتقال اي شخص متلبسا كما وصف الأمين العام.
أما الأحداث الأمنية فتعلقت بالتدخل لفض احتكاكات بين أنصار مرشحين في حالتين، والتصدي لحالة إطلاق رصاص في مادبا وحصول احتقانات من النوع العادي والبسيط قبل تصوير الحادثة الأكثر غرابة، حيث ألقي القبض على لاجئ سوري داخل غرفة الاقتراع والحبر مغمس على أصبعه وظهر وهو يصيح برجال الشرطة «لم أصوت».