«أستانة-8»: «سوتشي» نهاية الشهر المقبل… وإنجاز متواضع ويتيم: لجنتا عمل لمتابعة مصير المعتقلين والألغام

حجم الخط
1

دمشق – حلب – «القدس العربي»: انتهت الجولة الثامنة من المحادثات التي يطلق عليها دولياً اسم «محادثات السلام» في المدينة الكازاخية أستانة، دون تحقيق إنجاز مهم على صعيد المحورين المفترض إنجازهما في ملف السلام لسوريا، وذلك ما كان يتوقعه معظم السوريين وعدد من المؤتمرين، حيث خلصت مصادر مطلعة في استانة إلى ان هذه المحطة وجدت لغرضين رئيسيين، الأول عسكري يدور حول وقف إطلاق النار الذي اجتزئ بما يسمى مناطق خفض التصعيد، والثاني إنساني لإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال الإغاثات، وفي كلا الجانبين لم تحصل المعارضة السورية إلا على الوعود «الخلبية» وفق تعبيرهم.
على الصعيد الأول ضمن مناطق خفض التصعيد التي تشهد خروقات مستمرة، رأى المستشار السياسي والمتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة الدكتور يحيى العريضي ان النظام يرفض تطبيق اي اتفاق لخفض التوتر ويبني استراتيجيته على الحل الامني العسكري وارهاب السوريين، فيما تقتضي مصلحة إيران باستمرار الحرب وقتل الشعب السوري وكل ذلك يمضي برعاية وتكتيك روسي.

وعود خاوية

وفي اطار البعد الإنساني والذي يتلخص بإطلاق سراح المعتقلين، قال العريضي «إن الوعود التي تلقيناها من روسيا بشكل خاص لو نشرناها على الأرض السورية لغطت نصف جغرافيتها، فهم يأخذون باعتبارهم ان مصالحهم تقتضي حماية النظام السوري، والأخير يعي ان فتح ملف المعتقلين سيفتح عليه ابواب جهنم. اما الجانب الآخر من هذا الملف وهو الحصار وايصال الاغاثات، فلا يزال الحصار مستمراً في كثير من المناطق وخاصة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشـق».
وأضاف العريضي لـ «القدس العربي»: لقد أخذنا تعهدات قطعية من الروس حول قضية المعتقلين لتوقيع الوثيقة الناظمة لعملية اطلاق سراحهم ومتابعة الملف من قبل النظام، حيث تمت الموافقة على آلية العمل بحيث يقدم النظام السوري وثائق باسماء المعتقلين وتحدد تفصيلات عنهم وامكانية زيارات للمعتقلات، وهذا الشيء جيد من الناحية النظرية، ولكننا تعودنا على كذب النظام ومراوغته والوعود الفارغة الروسية والعرقلة الإيرانية. وأضاف: الفوائد من اجتماع استانة نسبية لأنه لا ثقة لنا بالروس، ولا نستطيع ان ننظر اليهم الا بأنههم قوة احتلال.

المؤتمر المر

اتسم الاجتماع «بالسوداوية» من وجهة نظر المعارضة، حيث وصف المستشار السياسي مؤتمر استانة بـ «المر» عازيا السبب إلى ان روسيا قد استخدمته محطة للدعوة لمؤتمر الحوار الوطني «المزعوم» في سوتشي، وأضاف المصدر «وهذا شيء مؤسف فكان من الممكن ان توجه الدعوة ولكن ليس عبر هذه المحطة». وعبّر العريضي عن انزعاجه من الدعوة إلى سوتشي ورأى انه أمر مرفوض بالمطلق، وقال ان احتمال تحصيل أي تقدم في سوتشي سوف يتلخص بأن تدفع مخرجاته نحو جنيف لتكون مخدمة او ميسرة للاتفاقات هناك.
من جهة ثانية قال العقيد فاتح حسون رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوة الثورة في الأستانة لـ «القدس العربي» انه بعد النقاش الذي دار بين الوفد والروس بالثبوتيات من قبل رئيس اللجنة العسكرية وتسلمهم الدراسة المعدة، أقر الوفد الروسي بوجود تواطؤ بين النظام وداعش في ريف حماة الشرقي، وصرحوا بأنهم سيحققون بذلك.
وأبلغ «حسون» وفد موسكو بأن صورة الضابط الروسي وهو يتعامل مع بشار الأسد أثناء زيارة الرئيس بوتين إلى قاعدة حميميم في سوريا تختصر المشهد في سوريا بشكل كامل، فيما رد الجانب الروسي على الموقف بالضحك.

البيان الختامي

وفي المقـابل ووفقاً للبيان الختامي لقوى الثورة والمعارضة في اسـتانة فقد اختتمت الجولة الثامنة من المفاوضات بين أطـراف الأزمة السورية، حيث تم الإعلان عن استضافة روسـيا لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، في حين تتواصل المباحثات بشـأن التـوقيع على وثيقتين متعلقتين بتبادل المعتقلين وإزالة الألغام وأعلنت الخارجية في كازاخستان الجمعة أن مؤتـمر الحـوار الوطـني السوري سيعقد في سوتشي الروسية يومي 29 و30 الشهر المقـبل.
وقال وزير الخارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف في ختام أعمال اجتماع «أستانة8»، أن الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران اتفقت على عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

مطالبة روسيا بالضغط

وقال عضو وفد قوى الثورة العسكري إلى مفاوضات أستانة ادريس الرعد لـ«القدس العربي» إن وفد الثورة أكد خلال اجتماعه مع الروس على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين، والالتزام باتفاقية خفض التصعيد. وأضاف، أن رئيس وفد قوى الثورة أحمد طعمة طالب بحصول تقدم بملف المعتقلين، وتفعيل الاتفاقية التي صيغت منذ سبعة أشهر بإشراف روسي تركي، كما شدد خلال الاجتماع على ضرورة أن تقوم روسيا بضغوط جدية على النظام لتفعيل جميع الاتفاقيات، معتبراً أن ذلك «من أهم النقاط الجوهرية التي جئنا من أجلها في آستانة».
ولفت إلى أن وفد قوى الثورة العسكري أكد للجانب الروسي عدم جدوى الحديث عن الانتقال للحل السياسي دون تحقيق الأهداف والنقاط التي بقيت عالقة في أستانة وعلى رأسها ملف المعتقلين ومناطق خفض التصعيد وفك الحصار وادخال المساعدات الإنسانية، فيما أكد الجانب الروسي حرصه على التقدم بالملفات الأساسية في الجولة الحالية من أستانة ويتوقع عملية مستمرة في حل ملف المعتقلين والمختفين وتبادل الجثث مشيراً إلى ضغط روسي تركي لايجاد حل نهائي لهذا الملف، مؤكداً ان وفد المعارضة سلّم رئيس الوفد الروسي، ملفاً كاملًا عن تغطية النظام لدخول قوات تنظيم داعش من مناطق «عقيربات» بريف حماه باتجاه إدلب، حيث طالب وفد الثورة بفتح تحقيق كامل حول هذا الملف، والذي يدين النظام ويبين تعامله المباشر مع الجماعات الإرهابية، في حين ركز «سيرغي سوروفيكين» على ضرورة استمرار العمل باتفاقية خفض التصعيد، معتبراً أن تلك الاتفاقية حققت تقدما ملموسا بدفع الصراع في سورية نحو السلام الذي يطمح له جميع السوريين.
اتى ذلك عقب اجتماع ضمن وفد قوى الثورة العسكري بالوفد الروسي بهدف مواصلة النقاش حول ملف المعتقلين والمحتجزين ومؤتمر الحوار السوري – السوري المزمع عقده في سوتشي، حيث طالب وفد قوى الثورة العسكري رئيس الوفد الروسي سيرغي سوروفيكين، قائد مجموعة القوات العسكرية الروسية في سوريا، بالضغط على النظام لوقف جرائمه.
وقدم رئيس الوفد الروسي سيرغي سوروفيكين شرحاً كاملاً للوفد العسكري عن التحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني الذي يزمع عقده في مدينة «سوتشي» لمناقشة ملفي الدستور والانتخابات، مؤكداً على أهمية الحصول على نتائج ملموسة من المؤتمر بهدف دعم العملية السياسية في جنيف والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن 2254.
وقال سوروفيكين لوفد قوى الثورة العسكري عن أهمية الالتزام بمرجعية جنيف وتنفيذ القرار الاممي 2254 وأن مؤتمر الحوار السوري – السوري سيكون ملتزماً بذلك ويحظى بالدعم الاقليمي والاممي، حيث كشف لهم أن عدة دول رشحت قوائم أسماء لحضور مؤتمر الحوار السوري – السوري والمزمع عقده في سوتشي منها مصر والسعودية وتركيا والإمارات وروسيا.

 «أستانة-8»: «سوتشي» نهاية الشهر المقبل… وإنجاز متواضع ويتيم: لجنتا عمل لمتابعة مصير المعتقلين والألغام
العريضي: مراوغة للنظام السوري ووعود فارغة روسية وعرقلة إيرانية
هبة محمد وعبد الرزاق النبهان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    كل هذه المؤتمرات تصب في صالح الدب الروسي وصاحب الوجه الرخامي ابو علي بوتين ووأد الثورة وتعويم المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي وليس في مصلحة الشعب السوري

إشترك في قائمتنا البريدية