لندن ـ «القدس العربي»: يختفي الإعلاميون المؤيدون لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تدريجياً من المشهد، حيث تتم الإطاحة بهم واحدا تلو الآخر بصمت كبير، وسط أحاديث في مصر عن أن النظام بدأ بتصفية حلفائه الأقوياء من الإعلاميين لإيجاد جيل جديد من الصحافيين والإعلاميين الذين يمكن أن يكونوا أكثر نجاحا خلال الفترة المقبلة.
واختفى عن المشهد الإعلامي المصري مؤخراً أحد أبرز وأهم نجومه وهو الإعلامي وائل الإبراشي الذي ظل لسنوات نجم «العاشرة مساء» على قناة «دريم» الفضائية، حيث اختفى لعدة أسابيع قبل أن يعود أخيراً قبل أيام إلى الشاشة، وسط شائعات عن أن الإبراشي يتم سحبه تدريجياً من شاشة القناة وأن عودته الحالية هي المؤقتة وليس غيابه السابق عن «دريم».
وكان الإبراشي اختفى بشكل مفاجئ عن الشاشة وترددت أنباء في البداية عن أنه في إجازة، لكن إجازته طالت فاضطرت مصادر القناة إلى التسريب بأنه يجري «تجديد الاستديوهات» وهو ما دفع الإدارة إلى وقف البرنامج مؤقتاً، إلا أن هذا العذر لم يُقنع الكثيرين، وظلت الشائعات تتوالى حتى عاد الإبراشي يوم الاثنين الماضي ليطل على المشاهدين ويؤكد بلسانه أنه يجري تطوير البرنامج، الأمر الذي اعتبره أيضاً بعض المحللين تمهيداً لغيابه النهائي.
ويأتي اختفاء الإبراشي عن الشاشة بعد نحو عامين على اختفاء توفيق عكاشة الذي كان عضواً في البرلمان وكان أحد أشرس المدافعين عن العسكر في مصر والمهاجمين لجماعة الإخوان المسلمين.
أما في هذه الأثناء فتجري تصفية الإعلامي المعروف عبد الرحيم علي الذي هو عضو في البرلمان، ويمتلك ويدير صحيفة «البوابة نيوز» وهي صحيفة مطبوعة لها موقع الكتروني واسع الانتشار في مصر، وكان قد دخل في مواجهة مع وزارة الداخلية منذ اتهامها بالتقصير عند وقوع التفجيرات الإرهابية للكنائس التي أدت إلى مصرع عدد كبير من المدنيين.
ويقول الكثير من المراقبين في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بتصفية الإعلاميين المحسوبين على الجنرال أحمد شفيق الذي يمكن أن يهدده في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة وأن شفيق محسوب على المؤسسة العسكرية وليس من خارجها.
وقال أستاذ العلوم السياسية عبد الخبير عطية إن التخلص من كل رجال شفيق وخاصة الإعلاميين الذين يمكنهم حشد الرأي العام ضد السيسي هو خطة مدروسة من جانب النظام قبل انتخابات الرئاسة المقبلة، وذلك حسب ما نقل عنه موقع «عربي21».
وأضاف إن الهجوم الأخير على الصحافي عبد الرحيم علي نموذج واضح لهذه الخطة، مشيرا إلى أن النظام يدرك جيدا أن شفيق يمثل خطرا حقيقيا عليه وما زالت لديه فرص جيدة للفوز بالرئاسة إذا خاض الانتخابات ضده.
وأكد أن هذه التصرفات تعكس خوفا واضحا من جانب النظام وقلقا من تعرضه للهزيمة في انتخابات الرئاسة المقبلة، لأنه كان يتوقع أن يتم تعديل مواد الدستور لزيادة مدة الرئيس، لكن رفض الغرب لهذه الخطوة أربك السيسي، ودفعه للإسراع في التخلص من كل من يهدد استمراره في الحكم حتى لو كان عبد الرحيم علي، الذي كانت الأجهزة الأمنية تسرب له تسجيلات سرية لشباب ثورة كانون الثاني/يناير 2011 كي يذيعها ويقوم بتشويه الثورة. لكنه في هذه الأثناء يتعرض إلى حملة شرسة في الإعلام المصري فهمها كثيرون على انها محاولة للقضاء عليه سياسياً وإعلامياً.
ونشرت صحيفة «الأهرام» الحكومية تقريراً حمل عنوان «حشد برلماني لإسقاط عضوية عبد الرحيم علي» قالت فيه إن عدداً من النواب بدأ في جمع التوقيعات بالفعل على مذكرة تحويل علي إلى لجنة القيم إيذاناً ببدء إجراءات إسقاط العضوية عنه، وذلك رداً على تهكم صحيفته على بعض النواب.
وقالت عضو ائتلاف الغالبية زينب سالم في بيان لها إن «عبد الرحيم خانه ذكاؤه السياسي، عندما سخَّر صحيفته كمادة للتهكم على زملائه، وعلى الكيان الذي ينتمي إليه، فخسر من تعاطفوا معه، وخسر معركته قبل أن تبدأ» معتبرة أن التهكم، والتجريح، والسخرية، والمساس بكرامة أعضاء البرلمان «سقطة سياسية لن يغفرها النواب له».
أما جريدة «المساء» فوصفت عبد الرحيم علي بأنه «متلون» مشيرة إلى محاولاته إعادة جمال مبارك إلى المشهد السياسي مجدداً، من خلال تتبع أخباره، ونشر استطلاع رأي عن ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وقالت الصحيفة عن عبد الرحيم إنه «إعلامي اشتهر بابتزاز المرشحين من خلال تسريب تسجيلات صوتية لهم، من دون الكشف عن مصدرها» وإنه يوصف تحت قبة البرلمان بـ«النائب سيئ السمعة» لخروجه عن ميثاق الشرف الصحافي، متهمة إياه بالتورط في فضائح جنسية أيضاً.
كما قالت «المساء» إن عبد الرحيم يملك ثروة مالية طائلة غير معلومة المصدر على الرغم من بدايته المتواضعة كباحث في موقع «إسلام أون لاين» وطرده منه بعد اتهام بعض زملائه له بالوشاية ضدهم لجهات أمنية، ومحاولة تقربه من جماعة الإخوان في أعقاب وصولهم للسلطة، ثم الهجوم عليهم بعد لفظهم له، من دون الحديث صراحة عن التمويل الضخم الذي يتلقاه من دولة الإمارات.
كما نشرت صحيفة «الجمهورية» مقالاً مطولاً للممثل تامر عبد المنعم، تحت عنوان «عبد الرحيم علي.. من مساكن الزلازل إلى نيو جيزة» تطرق فيه إلى رحلة الإعلامي من السكن في منطقة شعبية إلى الإقامة في أرقى الفيلات، ومن الحصول على الوجبات اليومية المخفضة في نقابة الصحافيين إلى السفر للتنزه في باريس.
وكان أول الإعلاميين المحسوبين على نظام السيسي واختفوا هو الإعلامي المثير للجدل وعضو البرلمان توفيق عكاشة الذي تعرض لانتقام شرس من جانب النظام بعد أيام من تقدمه بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل العام الماضي حول أسباب منع شفيق من العودة للبلاد على الرغم من عدم إدانته في أي قضية.
ولاحقاً لذلك استغل النظام استقبال عكاشة للسفير الإسرائيلي في بيته في شباط /فبراير 2016 ليطيح به من البرلمان ويغلق قناته الفضائية ويمنعه من الظهور العلني منذ ذلك الحين.
* سبحان الله يا عرب..!!
كل هذه الدسائس والمؤامرات
من أجل (الكرسي)..؟؟؟!
كرسي الغم والدم والندامة ..
سلام
نعيب زماننا والعيب فينا **** وما لزماننا عيب سوانا
وقد نهجو الزمان بغير جرم **** ولو نطق الزمان بنا هجانا
فدنيانا التصنع والترائي **** ونحن بها نخادع من يرانا
تعاف الذئب تأكل لحم ذئب **** ونأكل بعضنا بعضا عيانا
– الإمام الشافعي –
ولا حول ولا قوة الا بالله
حياك الله أخي الكروي وشكرا على هذه الأبيات الرائعه
كذلك تحيه محبه للأخ سامح والجميع
هذه العينات من زبانيه الانقلاب مءالاتها إلى مز-بلة التاريخ كما سبقهم أقرانهم من قبلهم