لا أدري
كيف التصق أبي بأمّي كقنفذٍ
وانزلقتُ مثل صابونةٍ
وجئتكَ أيّها العالم عارياً،
حافيّ القدمين
وبثلاثة كيلوغرامات على الأرجح
مدسوساً وسط إخوتي مثل مخبرٍ،
متلكئاً فوق هضبةٍ بيوتها مبعثرة
كقطع نقديّة فوق منديل متسوّل.
فطوري بالشاي، غدائي بالشاي وعشائي بالشاي
حتّى نبتَ قملٌ كثير في شَعري وثيّابي،
بئيساً ومسحوقاَ في صوّر قديمة،
وجهي خالٍ من الفيتامينات،
أرى الفواكه في الكتب المدرسيّة
وأمرّر لساني على شفاهي اليابسة وأتألم،
كبرتُ سريعاً مثل إشاعةٍ
في وطنٍ عامر باللّصوص والأشباح،
أدمنتُ روايات الألم الشخصي
والسخرية المندلقة من أشداق الشعراء
ومن دفتر التاريخ المنزوعة دفتاه
حيث كلّما ضاعت منه ورقة ضاعت الحكاية.
أيامي متشابهة مثل شقق العمارات،
مشاعري غامضة كرمّانة في شجرة بعيدةٍ
أحزاني أليفة ككلاب الأثرياء.
متلعثماً جئتك أيها العالم
كما لو في فمي جمرات حارقة
حذراً من عصا المعلمّين والشرطة
الرعد والظلام
من أعياد الميلاد والأزهار البلاستيكيّة
مناشير الأحزاب والنقابات
الذهب الذي يركله الفقراء في أحلامهم
والأحلام التي تركل الشعراء في وادي عبقر
وكلّ شيء تقريباً.
من يجمع شذر مذر
وهذا الخراب
في قصيدةٍ نثرٍ
أريدُ أن أجلس تحت شجرةٍ وأسمع.
شاعر مغربي
حسن بولهويشات
شكرا في أي لحظة.الوجود لحظة ولأأدري طبعا !.