الناصرة ـ «القدس العربي»: بخلاف كل التوقعات والاستطلاعات فاز حزب «الليكود» بالانتخابات البرلمانية في إسرائيل بحصوله على أكثر المقاعد في الكنيست. وحسب النتئج غير الرسمية فإن الليكود حصل على 30 مقعدا من أصل 120 إجمالي عدد مقاعد الكنيست. وهذا يشق الطريق أمام رئيسه بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة رابعة يرجح أن تكون أكثر يمينية واستقرارا من سابقتها.
في المقابل خابت آمال «المعسكر الصهيوني» بفوزه بـ 24 مقعدا فقط بعدما توجته استطلاعات رأي ووسائل إعلام كثيرة عشية الانتخابات. ومع ذلك ارتفعت قوة العمل مقارنة مع انتخابات 2013 بخمسة مقاعد جاءت على حساب «ميرتس» الذي تجاوز نسبة الحسم بشق الأنفس (5 مقاعد).
وعلى هذه الخلفية أعلنت رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، قرارها بالاستقالة من رئاسة الحزب عقب ظهور هذه النتائج. وقالت: «اذا اتضح في نهاية فرز الأصوات ان ميرتس حصلت على اربعة مقاعد فقط، فسأستقيل من الكنيست لصالح تمار زاندبرغ، وسأبقى رئيسة لحركة ميرتس حتى يتم انتخاب مؤسسات الحزب».
وبينما أحرزت القائمة المشتركة نتيجة طيبة (14 مقعدا) وباتت القوة البرلمانية الثالثة فقد تحطم حزب «يسرائيل بيتنا « برئاسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي فقد معظم مقاعده وحاز على ستة مقاعد فقط بعدما كان ممثلا بـ 13. كما تراجعت قوة حزب البيت اليهودي من 11 مقعدا إلى 8 مقاعد و «هناك مستقبل « فقد الكثير من ماضيه بتراجعه هو الآخر من 19 مقعدا إلى 12 مقعدا.
وذهبت معظم المقاعد التي فقدها «هناك مستقبل» إلى حزب جديد يدعّي تمثيل الطبقة الوسطى هو «كلنا « برئاسة وزير الاتصالات السابق المستقيل من الحزب الحاكم موشيه كحلون (10 مقاعد). وبعد الانشقاق تراجعت قوة حزب «شاس» المتدين الأصولي الشرقي من 11 مقعدا إلى سبعة مقاعد بينما سقط حزب «الشعب معنا» برئاسة عضو الكنيست المنشق عن «شاس» إيلي يشاي. وفاز حزب «يهوديت هتوراة» المتدين الأصولي الغربي بستة مقاعد.
انتصار تاريخي
وتعتبر هذه النتائج بمثابة انتصار تاريخي لنتنياهو، بعدما كان يصارع إلى ما قبل ثلاثة أيام من اجل سد الفجوة بينه وبين المعسكر الصهيوني الذي تغلب عليه حسب اخر عشرات الاستطلاعات. وتمكن نتنياهو خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من سد الفجوة بل والتقدم على المعسكر الصهيوني على حساب تراجع أحزاب في المعسكر اليميني، الذي فقد عددا كبيرا من المقاعد لصالح الليكود.
ويرجح أن ما ساعد نتنياهو في سد الفجوة حملته اليمينية المتطرفة المتناغمة مع أجواء العنصرية المتفشية في الشارع الإسرائيلي ومن خلال ظهوره بمظهر «الضعيف» المستغيث، محذرا حتى الدقيقة الأخيرة من فقدان حكم اليمين بتدخل قوى أجنبية وبمساعدة» العرب الذين خرجوا بجماهيرهم للإدلاء بأصواتهم».
وفي نطاق إستراتيجية الترهيب لم يكتف نتنياهو بالتلويح بقنبلة إيران وداعش واللاشريك الفلسطيني، فلجأ أمس لفزاعة فلسطينيي الداخل نازعا عنهم شرعية مواطنتهم غير مكترث بحقهم الديمقراطي بممارسة الحق بالاقتراع. وتكشف أمس أن نداءات وحملات نتنياهو قد استنفرت مدن التطوير والضواحي فحظي بثقة الأغلبية الساحقة من سكانها اليهود الشرقيين بخلاف المدن الكبرى المسكونة باليهود الغربيين ممن صوتوا لأحزاب ما يعرف بالوسط واليسار.
أقل من إدارة الاحتلال
وفي هذه النتائج التي تعني انزياحا أكثر نحو التطرف القومي والديني، قالت إسرائيل إن وجهتها للمزيد من العنصرية واستمرار الاستيطان والتهويد وتكريس الاحتلال. ويعني فوز نتنياهو الذي أعلن في الجولة الانتخابية هذه عن تراجعه عن خطاب بار إيلان وتأييد فكرة الدولة الفلسطينية، أن إسرائيل تعمل من أجل ما هو أقل من إدارة الصراع نحو المحافظة على الوضع الراهن والرهان على القوة وفرض الأمر الواقع.
وفور ظهور النتائج أجرى نتنياهو اتصالات هاتفية مع قادة الاحزاب اليمينية ودعاها للانضمام إلى حكومة برئاسته كما اتصل بكحلون ودعاه للعودة إلى صفوف الليكود. ورغم تصريحات نتنياهو بأنه لن يشكل حكومة وحدة قومية، إلا أن مصادر في الحزب واصلت الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة كهذه، حتى بعد إعلان نتائج العينات التلفزيونية.
يشار إلى أن نتنياهو سيواجه منذ اليوم صراعا داخل حزبه حول الحقائب الوزارية، حيث لن يتمكن، كما يبدو، من المس بالوزراء الحاليين، بينما يدين، في المقابل، لعدد من النواب الذين وعدهم بمناصب وزارية خلال الحملة الانتخابية، ومن بين هؤلاء زئيف الكين وياريف ليفين وغيلا جملئيل وميري ريغف، حسب ما قاله مصدر في الليكود.
ارتباك المعسكر الصهيوني
ومع صدور نتائج العينات التلفزيونية سادت حالة من الارتباك في المعسكر الصهيوني، وخمدت الأصوات التي كانت تهتف بكلمة «انقلاب» قبل ظهور نتائج العينة الانتخابية.
وصدر عن المعسكر الصهيوني الليلة قبل الماضية بيان بعد ظهور نتائج العينات التلفزيونية، قال فيه «ان احتفال نتنياهو وبينت سابقا لأوانه، فمعسكر اليمين تحطم وهرتسوغ بدأ باجراء اتصالات لتشكيل حكومة واسعة بدون بيبي وبينت.
وأجرى هرتسوغ اتصالات مع كل رؤساء القوائم المحتمل انضمامها إلى ائتلاف حكومي برئاسته، وبدأت طواقم المفاوضات العمل. لكن هرتسوغ استفاق على كابوس النتائج الرسمية فسارع للاتصال بنتنياهو وتقديم المباركة بالفوز معلنا نيته خدمة شعبه من خلال المعارضة.
كحلون سيرجح الكفة
وأعلن رئيس حزب «كلنا» موشيه كحلون، أنه سيقرر بشأن الشخص الذي سيوصي بتكليفه مهمة تشكيل الحكومة، بعد ظهور النتائج الرسمية للانتخابات. وأبلغ كحلون ذلك لنتنياهو وهرتسوغ خلال محادثتين هاتفيتين أجرياها معه.
ومن المنتظر ان يكون كحلون أكثر شخصية تتم مغازلتها خلال الأيام المقبلة، حيث يعتبر الكفة التي سترجح القرار بشأن هوية رئيس الحكومة المقبل. وفور ظهور النتائج الاولية للعينات التلفزيونية منع كحلون أعضاء قائمته من الإدلاء بتصريحات صحافية، وقال إنه وحده الذي سيفعل ذلك.
نجاح المشتركة
ونجحت « المشتركة « من إحراز نتيجة هامة في الانتخابات وانعكس الاهتمام المحلي والإسرائيلي والعالمي بها بازدحام مقرها الانتخابي ليلة الثلاثاء بعشرات الطواقم الإعلامية. وإذا كان هدف المشتركة إسقاط نتنياهو فقد ينطبق عليها القول إن العملية الجراحية قد نجحت والمريض مات. لكن في الواقع هذا حكم جائر فهذا لم يكن هدفها الوحيد المهم فقد تمكنت من تحقيق هدف حيوي بمجرد ولادتها لأنها نموذج للعمل الجماعي بين الخصوم السياسيين والفكريين.
كما أنها نجحت بالتأثير على وعي فلسطينيي الداخل ووعي الإسرائيليين بتحولها للقوة الثالثة بعد المعسكرين المتنافسين وهذا ساهم وسيساهم في إخراجها من الهوامش للمركز ناهيك عن زيادة تمثيلها في اللجان البرلمانية الفرعية ذات التأثير المباشرعلى الحياة اليومية في مختلف المجالات والخدمات. لكن عضو الكنيست أحمد الطيبي لم يخف خيبة أمله وقال في خطابه الليلة قبل الماضي إنها فرحة ما تمت بسبب بقاء اليمين الفاشي» بالسلطة. وتابع «مددنا يدنا للإسرائيليين لكن إسرائيل قررت أن تمضي في نهجها القومي والديني المتشدد».
وفي الواقع تعكس هذه النتائج الانتخابية الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تشهد تغيرات عميقة وباطنية منذ اعتلاء الليكود للحكم وسقوط حزب العمل المؤسس لها. من وقتها زاد عدد المتدينين كثيرا وأضيف لهم مليون مهاجر روسي وهؤلاء أيضا يحملون مواقف يمينة متطرفة. يضاف للتغييرات السكانية تغيير مناهج التعليم في ظل حكومات الليكود واليمين منذ الانقلاب الكبير عام 1977 وهذه ساهمت في تربية جيل متطرف قوميا ودينيا. وانعكس كل ذلك في نتائج الانتخابات للكنيست العشرين التي أثرّت في حسمها أيضا عدم وجود شخصية معارضة قوية ومقنعة، فيتسحاق هرتسوغ يبدو ضعيفا مترددا وصوته خافت وأنثوي، فيما لاا زالت إسرائيل متمسكة بالعساكر وتبحث عن جنرالات ليقودها.
وديع عواودة
هذه الحكومه افضل شئ للفلسطينيين لانها حكومه دينية ومتطرفه و ستعزل اسرائيل دوليا وتحطم صورتها امام الشباب والمجتمع في الغرب خصوصا بعد الغاء نتنياهو الدولة الفلسطينية واعلان البناء في كل الاراضي المحتله. لا استغرب لجوء مجلس الامن لاصدار قرارات ضد اسرائيل بمباركة امريكية.
سيحترم العالم والكثير من الدول التي تدعي الديمقراطية نتائج الانتخابات الصهيونية رغم أنها أفرزت فوز المتطرفيين والمتدينيين وسيعتبرونها شأن داخلي لكن عندما ينتصر الاسلاميين في الانتخابات العربية يعمل الكل على محاصرتها والغاء نتائج الانتخابات من الداخل والخارج هدا ما أثبتته التجارب السابقة وادا كان الرئيس محمود عباس يعتقد ان اقامة الدولة الفلسطينية في الوقت الراهن ممكن فهو واهم لدا عليه البحث عن استراتيجية جديدة اساسه توحيد الصف الفلسطيني والابتعاد عن التجادبات الاقليمية في ما يخص مسألة حركة حماس لان في الاخير لن تفيده الاطراف العربية شيئا بل سيصبح لعبة في يدهم اطراف خارجية فقد أثبث العقود السابقة أن الكل العربي يستخدم القضية الفلسطينية لاغراضهم الخاصة