بيروت ـ «القدس العربي» : غابت الحركة السياسية في عيد الفطر وتركّز الاهتمام على متابع خطب العيد التي ركّزت في معظمها على ضرورة حفظ الاستقرار السياسي والامني في لبنان والتنديد بمحاولة استهداف المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة.
واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في خطبة عيد الفطر من جامع محمد الامين في وسط بيروت أن «هناك أموراً إيجابية حصلت في لبنان منها إقرار قانون جديد للانتخاب والأهم أنه حصل في أجواء توافق وطني كبير وهناك شكاوى من غموض القانون وصعوبة في تطبيقه لكننا متفائلون لأنه كما جرى التوافق على الاقرار يمكن التوصل إلى توافق على طرق التطبيق».
وقال «لقد طال انتظار اللبنانيين للانتحابات والتي قد يكون إجراؤها في اهمية القانون نفسه»، مشدداً على أنّه «لا صدقية في أي نظام سياسي من دون انتخابات حرة ومنظمة». وتطرّق دريان إلى قضيّة السلاح المتفلّت، مشيراً إلى «ضرورة ضبط ظاهرة السلاح المتفلت على مختلف الاراضي اللبنانية»، مؤكداً أنه «على الدولة أن تضرب بيد من حديد لضبط هذه الظاهرة الخطيرة». وحول إحباط الهجوم الإرهابي الذي كان يستهدف الحرم المكّي، شدّد المفتي دريان على أنّ «أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة وأمن المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة هو خط أحمر لا نرضى أبداً أن يتخطاه احد أو أن يزعزع امنهما واستقرارهما أحد»، معتبراً أن «ما جرى في مكة المكرمة من محاولة فاشلة لاستهداف الحرم المكي الشريف هو جريمة نكراء وغير عادية بل هي أم الجرائم ومن قام بهذه الجريمة وبهذا العمل الشنيع أو حرض عليه ارتكب أكبر المحرمات والتعرض للقبلة تعرض لكل مسلم بعينه».
ونوّه المفتي دريان بـ«الجهود التي قام بها المسؤولون في السعودية ويقومون بها وعلى رأسهم الملك السلمان وولي العهد لكشف هؤلاء الارهابيين والضرب على ايديهم ليكونوا عبرة لكل من يحاول المس بأمن السعودية واستقرارها»، مؤكداً ان «المسلمين في لبنان مع السعودية في السراء والضراء والعسر واليسر ويهمهم أمنها كما يهمهم أمنهم فنحن جسد واحد». وأدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الفطر لهذا العام في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وألقى خطبة العيد التي جاء فيها «ما يجري في مناطقنا ودولنا ليدمي القلب، ويدعونا إلى أن نرفع الصوت باتجاه كل من يسمع ويعي، محذرين من مخاطر ما يجري، وإلى ما قد يستجره على أمتنا وشعوبنا من ويلات وخراب ودمار. فأي إسلام هذا! وأي دين ندين حتى نتنازع ونتخاصم ونسقط في شباك الفتن! ألم يحذرنا رسول الله (ص) من الفتنة! ألم ينهانا عن قتل بعضنا بعضا! ألم يدعونا إلى الوحدة والتآخي! ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نكون في سبيله صفا كالبنيان المرصوص؟ أين هي هذه الوحدة؟ وأين هو هذا البنيان المرصوص؟ ونحن على هذا النحو من التشرذم والفوضى والحروب التي تدمر دولنا، وتقتل شعوبنا، وتهجر أبناءنا، وتتيح لمن يريد الكيد لنا بأن يفعل ما يشاء، وينهب ما يشاء، ويقسم ما يشاء، ويبني مصالحه على حساب خرابنا ودمارنا وفقرنا وجوعنا».
واضاف قبلان «أين أصحاب العقل؟ أين أصحاب الرأي والحكمة؟ ألا يوجد في هذه الأمة من ينادي بالحوار ويقول: تعالوا إلى الصلح، تعالوا إلى شبك الأيدي ووقف الخصام، تعالوا إلى قوله تعالى (إنَ هَذه أمَتكم أمَة وَاحدَة وَأَنَا رَبكم فَاعبدون). ما هذه المدارس التي صنعتموها، وهذا الإرهاب الذي دفعتم الأموال طائلة لصناعته! فها هو ينقلب عليكم، ويهدّد عروشكم، ويستهدف دوركم، فهل من يقظة وانتفاضة على كل ما دبرتم وخططتم؟ هل من توبة نصوحة ولو بعد خراب العراق وسوريا واليمن، تنطلقون بعدها إلى وحدة تجمعكم، وشراكة تضمكم، ومودة تؤاخي بينكم، ومسيرة تظهر حقيقة الإسلام الذي شوهتموه بأموالكم، وحولتموه إلى خلايا إرهابية لا ترى الله إلا محباً للقتل وسفك الدماء، فخدمتم إسرائيل، وحرّضتم على كل من يقول لا إله إلا الله.اتقوا الله أيها القادة والزعماء في هذا اليوم المبارك، اتقوا الله أيها الملوك والأمراء والرؤساء، وانزعوا من قلوبكم كل غل، ومن عقولكم كل رهان وارتهان، وتصافحوا وتناصحوا وتكاتفوا، فأنتم وشعوبكم وخيراتكم وثرواتكم في خانة الاستهداف والابتزاز، فلا تنخدعوا، ولا تتواكلوا، ولا تظنوا يوماً بأن المال يحميكم ويدفع عنكم، بل محبة الناس تبقى هي المعتمد وهي الأساس، فاستيقظوا وكونوا في مستوى هذه المرحلة العصيبة، واعملوا على تجاوزها بإقفال مدارس الإرهاب، والقضاء على بؤره، بالتعاون والتعاضد في ما بينكم، وبإظهار الإسلام الحقيقي الذي هو دين السماح والانفتاح، والكلمة الطيبة، وتعانقوا مع طهران التي كانت وستبقى عضداً لكم، وسنداً إلى جانبكم في مواجهة أعداء هذه الأمة. فأوبوا إلى الله واذكروا ميثاقه فيكم، بألا تسفكوا دماءكم، ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم، فأنتم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما المزيد من الحرب والتهجير والتكفير، وهذا يعني أن المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتحار العام، وإما الدخول في تسوية تحفظ ما تبقى، وتؤسس لشراكة إقليمية تحول دون الانهيار التام».
وحول الوضع في لبنان قال المفتي قبلان «سنستمر في مطالباتنا ومناشداتنا للجميع، بأن ينصرفوا بعد إقرار قانون الانتخاب إلى إدارة شؤون الدولة، وبناء مؤسساتها، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في اللقاء التشاوري الذي عقد في القصر الجمهوري، واعتماد الشفافية في التنفيذ، ومتابعة القضايا التي تهم الناس، وتعالج مشاكلهم الحياتية والاجتماعية، وفق برامج تنموية، ورؤى اقتصادية، تؤمن فرص العمل، وتزيد الناتج القومي، وتخفف من الدين العام، وتشعر الناس بشيء من الاستقرار المجتمعي، والاطمئنان النفسي الذي يلجم الجريمة، ويضع حداً لهذا التفلت، ولهذه الفوضى التي باتت تشكل خطراً على السلم الأهلي في ظل هذا الضيق المعيشي، وهذا الازدحام السكاني، الذي سببه النزوح السوري، حيث باتت معالجته أمراً ملحاً، بما يؤمن عودة الإخوة السوريين إلى بلدهم آمنين، وذلك بالتواصل والتنسيق مع الحكومة السورية، التي ينبغي أن تكون جاهزة ومتجاوبة في هذا الشأن».
كذلك، أمّ شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن المصلين في مقام الامير عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات والهيئات الروحية والاجتماعية والاهلية.وقال «شعبنا يتطلع إلى الخروج من نفق التجاذبات. فلا بد من ايجاد الحلول الناجعة لملفات الطاقة والمياه وإنهاء مشكلة النفايات ومكافحة تفلت الجرائم والمخدرات وغيرها. إن المعالجات الجادة والفعالة لهذه الأمور تسهم في ما نريده لوطننا من صمود في وجه العواصف والأخطار المحدقة التي يعرفها الجميع. إننا نحيي أصحاب الجهود المخلصة الدافعة في هذا الاتجاه. وقناعتنا هي أن الاستقرار السياسي، وانتظام المؤسسات الدستورية في عملها وحسن أداء مهماتها التي انوجدت من أجلها، هي الأساس المتين للدعم المطلوب للجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الذين يؤديان أدق المهمات وأخطرها دفاعاً عن لبنان وشعبه، وسيادته وحريته، وصوناً للأمن الوطني».
أضاف «اننا في هذه المناسبة المباركة، ندعو الى تكريس مبدأ المواطنة فعلاً لا قولاً عبر المناهج التربوية الخاصة والعامة والاحترام التام لآداب الاختلاف. وندعو الى وحدة إسلامية حقيقية تكون بمستوى التحديات الخطيرة التي تواجهها الأمة في مختلف أصقاع العالم، حيث التطرف يشوه صورة الإسلام، وقد كانت محاولة التفجير المدانة والمستنكرة قرب الحرم المكي المكرم خير دليل على حجم هذه التهديدات السافرة التي تشكل تهديدا لكل العالم الإسلامي، في الوقت الذي تنتقل فيه مشاهد إراقة الدماء بين دول المنطقة واحدة تلو الاخرى، فيما محاولات الحلول لا تزال قاصرة عن أي علاج جدي، وفلسطين بأرضها وشعبها ومقدساتها تواصل درب الجلجلة في ما تقاسيه من احتلال وعدوان غاشم».
سعد الياس
المفتي قبلان في كلامه يخاطب السعودية فقط جاعلاً كل الوزر عليها فقط ، داعياً إياها لمعانقة الحمل الوديع طهران ….و ما هذه بدعوة من يريد الصلاح !
نعم .نريد أن تكون منطقتنا بخير .بكل سكانها وطوائفها .وان يعم الأمن والسلام على الجميع. للتقارب مع إيران وتركيا .لما فيه الخير للجميع وان نقلع من أرضنا هذا الكيان .
وما زالوا يكذبون جاهدين بأن هدفهم هو اقتلاع الكيان الصهيوني من أرض فلسطين. حليفهم الأسدي باع جزء من سوريا للصهاينة فما بالك بفلسطين؟!
كيف سيتم ادارة شؤون الدولة وبناء مؤسساتها وبكل أسف نجح “حزب الله” في مسعاه الى فرض تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الادارة والأمن والسياسة