ماذا لو أسقطت أنقرة طائرة روسية جديدة؟

حجم الخط
12

إسطنبول ـ «القدس العربي»: جدد الاختراق الجديد الذي قامت به طائرات حربية روسية للأجواء التركية حالة الاحتقان السياسي والعسكري بين أنقرة وموسكو، الأمر الذي دفع بالحكومة التركية للطلب من حلف شمال الأطلسي تزويدها بصواريخ «ياتريوت» المضادة للطائرات والصواريخ، فماذا لو أسقطت أنقرة طائرة روسية جديدة؟
الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج استبعد إقدام تركيا على إسقاط طائرة روسية جديدة بدون قرار من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لافتاً إلى أن حادث الاختراق الأخير الذي أعلنت عنه الحكومة التركية «ربما ليس الحادث الأول منذ إسقاط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا، لكن يبدو أن الحكومة التركية فَعلت القضية من جديد في مسعى لوقف الانتهاكات الروسية لأجوائها».
وقال الحاج في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «لا اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو معنيان بالتصعيد مع روسيا خاصة بعد التفاهمات الأمريكية الروسية حول سوريا فالعلاقات الروسية الأمريكية تتجه أكثر نحو التنسيق والتهدئة أكثر من توجهها نحو الصدام»، مذكراً بالموقف الأمريكي الأقرب إلى «الحياد» تجاه الانتهاكات الروسية المتكررة للأجواء التركية.
وعلى الرغم من أن الجيش التركي مصنف بالمرتبة العاشرة كأقوى جيش بالعالم، ويعتبر ثاني أقوى الجيوش في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، إلا أنه ما زال يفتقد إلى منظومة متطورة للدرع الصاروخي لمواجهة اختراقات الطائرات واحتمال تعرض الأراضي التركي لهجمات صاروخية من محيطها المضطرب.
ولا تمتلك تركيا منظومة درع صاروخي خاصة بها، لكنها مشمولة ضمن منظومة «الباتريوت» التي يعمل على نشرها حلف شمال الأطلسي «الناتو» في دول الاتحاد الأوروبي للتصدي لأي هجمات صاروخية محتملة على دول الحلف.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي باكير أتاجان في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن «روسيا تحاول تصدير أزماتها الاقتصادية وتورطها في المستنقع السوري عبر الاشتباك مع تركيا»، لافتاً إلى أن الانتهاكات الروسية المتكررة للأجواء التركية تهدف إلى استفزاز تركيا ودفعها نحو الدخول في مواجهة عسكرية.
وعن احتمال إقدام أنقرة على إسقاط طائرة روسية جديدة، قال أتاجان: «تركيا ستجد نفسها مجبرة على الدفاع عن سيادتها وأراضيها إذا ما تواصلت الاستفزازات والانتهاكات الروسية.. لا أتوقع أن يقدم الجيش التركي مباشرة على إسقاط طائرة روسية ولكن لو تواصلت الانتهاكات بالتأكيد لن يتردد الجيش بالقيام بهذا الأمر».
وشدد أتاجان على أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وقيادة حلف الناتو لن تقف إلى جانب تركيا في أي مواجهة محتملة مع روسيا، معتبراً أن «الغرب له مصلحة في حدوث اشتباك روسي إيراني تركي يضعف الأطراف الثلاثة ويتيح لواشنطن ولندن تقاسم الكعكة لوحدهما في الشرق الأوسط».
وذكرت مصادر صحافية تركية، بأن الحكومة التركية تتحرك نحو طلب إعادة بطاريات صواريخ باتريوت إلى أراضيها مرة ثانية، وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية، قبل أيام، وتنتظر حكومة أنقرة من الولايات المتحدة، وألمانيا التي توجد لها قوات عسكرية في قاعدة «إنجيرليك» العسكرية الموجودة على الأراضي التركية، جوابًا بشأن نشر نظم دفاع الباتريوت.
وكان حلف الناتو قد أصدر قرارًا يقضي بنشر نظم الدفاع الباتريوت في الأراضي التركية وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلة الروسية للأجواء التركية قبل عدة شهور.
وأضافت المصادر الصحافية، أنه بعد سحب نظم الدفاع الباتريوت لم يبقَ أي نظام دفاع جوي في تركيا إلا بطاريات صواريخ تتبع للحكومة الإسبانية.
وهددت الحكومة التركية بأنها ستقوم بإسقاط أي مقاتلة تخترق مجالها الجوي، في أي حال من الأحوال.
في سياق آخر، ختم رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» زيارته إلى المملكة العربية السعودية، الأحد، بلقاء وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، حيث حضر اللقاء من الجانب التركي، وزير الدفاع «عصمت يلماز» ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إضافة إلى رئيس هيئة الاستخبارات التركية «هاكان فيدان».
كما رافق رئيس هيئة الأركان العامة التركي «خلوصي أكار» داود أوغلو في زيارته الرسمية التي قام بها إلى السعودية، وذلك في حادثة تعد الأولى من نوعها، والتي يرافق فيها مسؤول عسكري رفيع المستوى وفدا رسميا للحكومة في زيارتها إلى الخارج.
وأوضح داود أوغلو أن سبب مشاركة «أكار» في الزيارة الرسمية، بأن الحكومة رغبت في إطلاع «أكار» على المباحثات الثنائية بين البلدين بشكل مباشر، قائلاً: «إن رئيس الجمهورية التركي في زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية اتخذ قرارا مشتركا بإنشاء مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى، وإقامة تعاون دفاعي بين البلدين، ولذلك أردنا أن يكون رئيس هيئة الأركان العامة معنا، ليطلع على فحوى المباحثات بشكل مباشر.. بعد الآن سيشارك رئيس هيئة الأركان العامة في مثل هذه المباحثات باستمرار، ومن هنا عليكم ألا تستهجنوا الأمر، وألا تنظروا إليه على أنه أمر غريب واستثنائي».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي محمد:

    نحن العرب عاطفيين في القراءة والتحليل ولذلك لا نذهب كثيرا مع المصالح وسيظل الجميع يتفق علينا ويجبرنا على تحمل تبعات مصالحة

  2. يقول السلام-الجزائر:

    هنا يقضي اردوغان على حياته ويندم

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية