دمشق – «القدس العربي» : عاشت مدينة إدلب والغوطة الشرقة يوماً دامياً ومشاهد مروعة لمدنيين قتلوا بأكثر من 60 غارة صاروخية وجوية مصدرها المقاتلات السورية والروسية التي نفذت هجمات انتقامية واستهدفت مدن وقرى محافظة إدلب شمالي سوريا، موقعة العشرات ما بين جرحى وقتلى وعالقين تحت الأنقاض، في ظل تصعيد عسكري مكثف يخدم أهدافاً سياسية في منطقة خفض التصعيد الرابعة، في وقت تتحدث فيه موسكو الراعية للاتفاق عن البدء بتنفيذ بنود أستاناً. وسقط أكثر من 170 شخصاً بين قتيل وجريح بأكثر من 40 غارة جوية شنتها 16 طائرة حربية، استهدفت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية أمس.
ووفقاً للدفاع المدني السوري في محافظة ادلب فقد قتل أكثر من 15 مدنياً خلال الـ 24 ساعة الفائتة، وسط تأكيدات بقصف قوات النظام مدينة سراقب – التي تحاول انتزاع السيطرة عليها – بالغازات سامة، بالتزامن مع قصف عنيف على كل من قرى وبلدات كفرنبل ومعصران ومعرة النعمان ومورك ومعردبسة والغدفة والتح وتحتايا ومعصران وجرجناز وخان شيخون وكفرزيتا وأم الخلاخيل وسراقب في ريف إدلب.
استهداف مشافي إدلب
وبحسب الوقائع فإن المقاتلات الروسية تستهدف البنى التحتية والمراكز الطبية والمشافي، وتقصف أماكن تجمع المدنيين واحياءهم السكنية، حيث أوضحت مصادر طبية لـ «القدس العربي» ان المشفى المركزي في مدينة معرة النعمان بريف ادلب خرجت نهائيا عن الخدمة جراء القصف العنيف الذي استهدفها، ثم شنت الطائرات حربية الروسية والسورية أربع غارات على المشفى الجراحي في مدينة كفرنبل الامر الذي أخرجه عن الخدمة وحال دون اسعاف عشرات الجرحى.
التصعيد العسكري الذي تدفع ثمنه محافظة ادلب جاء رداً على اسقاط فصائل المعارضة السورية لطائرة روسية قرب بلدة معصران في ريف ادلب بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، امس ، فإن موسكو ردت «بشكل حازم على الإرهابيين لإسقاط المقاتلة سو-25 السبت الماضي» وعبّر بيسكوف عن قلق الكرملين «من امتلاك المعارضة في سوريا لمنظومات دفاع جوي محمولة، تشكل خطراً هائلًا على كل الحكومات»، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية.
الدفاع المدني ذكر ان فرقه واصلت عمليات البحث يوم امس الاثنين لأكثر من 15 ساعة تحت أنقاض المنازل المدمرة بعد قصف الطيران الحربي الأبنية السكنية لمدينة إدلب، التي شهدت مقتل 3 مدنيين وجرح العشرات، جراء غارات استهدفت احياءهم بالصواريخ الارتجاجية، فيما قال «مركز إدلب الإعلامي»، إنّ «البوارج الروسية المتواجدة على الساحل السوري، قصفت بصواريخ بالستية قرية الدير الشرقي في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى بين المدنيين»، فضلاً عن الغارات المكثفة للطيران الحربي الروسي استهدفت كلاً من جرجناز والغدفة بخمس غارات حيث عملت فرق الدفاع المدني على انتشال القتلى وإسعاف الجرى وإطفاء الحرائق التي خلفتها تلك الغارات في كل من كفرنبل ومشـفى معـرة النعـمان.
وأوضح الناشط الإعلامي عبد الله جدعان من ريف ادلب في اتصال مع «القدس العربي» ان محافظة ادلب تشهد حرباً عنيفة، وحالة من الذعر والخوف تعتري الأهالي بسبب اكتظاظ المدن والارياف بمئات الاف النازحين من كامل الجغرافيا السورية، وعجز المشافي والمراكز الطبية عن اسعاف الكم الهائل من الجرحى، فضلاً عن نزوح متجدد إلى المناطق الحدودية والخيم البدائية وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى تلك المناطق، مشيراً إلى ان المقاتلات الروسية استهدفت بعشرات الغارات الجوية مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة ومحيطها ومعرة النعمان وكفرنبل، ومورك ومعردبسة والغدفة والتح وتحتايا ومعصران وجرجناز فيما استهدفت مدفعية النظام محيط بلدة الهبيط بـ 5 قذائف مدفعية، وفي قطاع ادلب الغربي تواصل فرق الدفاع المدني عملها لإنقاذها لأربعة عائلات مفقودين تحت الأنقاض بعد تعرض بنائهم لانهيار كامل جراء استهداف المنطقة بصواريخ من نوع ارض ارض.
واستهدف الطيران الحربي بقنابل النابالم الحارق اطراف مدينة إدلب، وقنابل الفسفور التي سقطت على الغابات على أطراف المدينة، وعملت فرق الدفاع المدني على انتشال العالقين تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى والمصابين.
ضحايا الغوطة
وسقط أكثر من 170 شخصاً بين قتيل وجريح في أكثر من 40 غارة جوية شنتها 16 طائرة حربية، استهدفت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية أمس حسب الوكالة الألمانية (د ب أ).
وقال مصدر مسؤول في الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن «32 شخصاً على الأقل قتلوا، من بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 120 آخرين بجروح في مدن وبلدات حمورية وزملكا وعربين وبيت سوى ودوما وحرستا وعين ترما، حيث تناوبت 16 طائرة حربية على قصف تلك البلدات بأكثر من 40 غارة، وتعمل فرق الدفاع المدني والاهالي على انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض وقد أغلق بعض الشوارع بالكامل بسبب كثافة القصف وانهيار المباني وتناثر الركام».
وأكد ابو الحسن أن «بعض الطائرات أطلقت اربعة صواريخ خلال قصفها وعادت اخرى وقصفت مناطق مرتين ما تسبب بارتفاع أعداد القتلى والجرحى، من بينهم أحد المسعفين أثناء إسعاف الجرحى في بلدة عربين، التي تعرضت لأكثر من 15 غارة استهدف بعضها السوق الشعبي وسقط خلالها تسعة قتلى وأكثر من 40 جريحاً كما قتل 10 اخرين في بلدة بيت سوى التي قصفت بصواريخ موجهة». من جانبه اكد قائد عسكري في المعارضة السورية في الغوطة الشرقية أن « مقتل أكثر من 14 عنصراً من القوات الحكومية في كمين على جبهة عين ترما في الغوطة الشرقية إثر تفجير نقاط تجمع القوات التي تحاول اقتحام جبهات بلدة عين ترما» حسب الوكالة الألمانية (د ب أ).
وأضاف القائد العسكري «تعرضت بلدات الغوطة الجنوبية لقصفت بالمدفعية الثقيلة من مجموعات حزب الله في بلدة السيدة زينب جنوب دمشق ما تسبب بدمار كبير في المباني التي استهدفها القصف». وكشف مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية لـ(د.ب.أ) أن «القيادي في المعارضة المسلحة محمود حمورية قتل في غارة نفذها سلاح الجو السوري في بلدة عربين». وأضاف المصدر «نفذ الطيران الحربي عشرات الغارات على مواقع التنظيمات الإرهابية في حرستا وعربين وحمورية بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين».
وفي دمشق، قال مصدر في شرطة العاصمة في تصريح صحافي إن «شخصين قتلا واصيب 13 اخرون في سقوط قذائف هاون على حي باب توما وشارع الأمين في حي الشاغور وأخرى على حي دويلعة، كما سقطت قذائف عدة على ضاحية حرستا شمال شرقي العاصمة دمشق». وتشهد الغوطة الشرقية حملة عسكرية كبيرة منذ مطلع العام الحالي تشنها قوات النظام في محيط إدارة المركبات التي خسرتها في هجوم للمعارضة السورية، من ثلاثة محاور في حرستا وعربين واضافة إلى معارك في منطقة المرج جنوب شرقي الغوطة.
ابادة الشعب السوري و محو الدولة السورية العربية المسلمة السنية المجاورة لليهود تدخل ضمن صفقة القرن .
اين اردوكان هذا البطل ،هل ان الذين
يموتون اليوم بفعل هذه الغارات ليسوا سوريين ؟
ام انها غارات حميده كونها روسيا التي
اصبحت من اعز صديقات اردوكان بعد
اسقاطه لطاىرتها.