رغم انحطاط الدلالات ما بعد السياسية ـ الأخلاقية، على سبيل المثال، لمَنْ يشاء ـ وراء استقرار أسبوعية «تايم» الأمريكية على اختيار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، رجل العام 2016؛ فإنّ القرار يتجاوز حدَّيْ الصواب أو الخطل. ذلك لأنه، ببساطة، يقبع في الحدّ المنطقي الوحيد المتبقي: واقع الحال، في هذه الـ«أمريكا»، ولا عزاء لعشاق نظامها الديمقراطي، ودستورها، وحرّياتها، ومجتمعاتها المدنية؛ رُفعت الأقلام، وجفّت الصحف!
وذات يوم كانت أمريكا قد طالبت العالم، بأسره في الواقع، أن يعيش حقبة ما بعد 11 أيلول (سبتمبر)؛ تماماً على النحو الذي طولبنا أن نعيش تحت اشتراطاته في مرحلة الـ«ما بعد»، بكامل أنساقها: ما بعد الحرب الباردة، ما بعد الحداثة، ما بعد المجتمع الصناعي، ما بعد الإيديولوجيا، ما بعد الشيوعية، ما بعد التاريخ، ما بعد السياسة… الحال الآن، وكأنها تلك التي ترسخت عشية سقوط جدار برلين: شبيهة بعالم أحادي تماثل وتشابه وتعاقب على ذاته ومن أجل ذاته، حتى بات من المحال ــ وربما من المحرج، أو العويص المربك! ــ الحديث عمّا هو سابق، عن الـ«ما قبل» أياً كانت الظواهر التي سبقته.
كأنّ كل شيء حدث لتوّه، كما يستغرب الباحث الأمريكي دافيد غريس في كتابه المثير «دراما الهوية الغربية»: العالم يخلع أرديته واحدة تلو الأخرى، من العقلانية والرومانتيكية والثورية، إلى تلك الرجعية والوثنية والمحافظة، مروراً بالليبرالية والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية. العالم اليوم هو أمريكا ما بعد ترامب، لأنّ «معجزة» صعود الأخير، من قاع الابتذال والعنصرية والشعبوية الأرخص، إلى أزرار الترسانة النووية الأعتى في تاريخ البشرية؛ هي معجزة أمريكية فقط، لا أقلّ ولا أكثر، وبلا علامات اقتباس هذه المرّة!
ولكن إذا توجّب، بالفعل، أن نعيش في حقبة ما بعد 11 أيلول، ثمّ ما بعد ترامب لاحقاً وراهناً؛ فلماذا يتوجّب أن تكون تصنيفات الحقبتين ثنائية، مانوية، اختزالية، غائمة، عائمة على سطوح الظواهر والمظاهر: خير ضدّ شرّ، وتمدّن ضدّ بربرية، وتسامح ضدّ أصولية، وغرب (ديمقراطي بالضرورة المطلقة) ضدّ شرق (استبدادي، بالضرورة الأشدّ إطلاقاً)؟ ثمّ لماذا ينبغي أن نعيش هذه الحقبة الثانية، تحديداً، وكأنّ شيئاً لم يطرأ على ملفّات العصر الأخرى (وهي، بدورها كبرى… كبرى!)؛ مثل زحف العولمة، وانتصار اقتصاد السوق ثمّ انكساره، وانكماش العالم إلى قرية صغيرة مقابل صحوة القوميات والإثنيات والعنصريات؟ ولماذا لا تكون الحصيلة، بين هذه الحقبة وتلك، نذيراً باقتراب مراحل الـ«ما بعد» في إيديولوجيات السرديات الغربية ذاتها، أي العولمة، واقتصاد السوق، والعالم/ القرية الصغيرة؟
لسنا ــ نحن أبناء الشرق، الذين يسهل اتهامنا بالشطط العاطفي وانفلات المخيّلة وضعف العقلانية… ــ وحدنا مَن ارتاب بالأمس، ويتعاظم ارتيابه اليوم؛ في أنّ مستويات الـ«ما بعد» كانت نذيراً ببدء العدّ العكسي في باطن ظواهر ومظاهر لاح، ساعة سقوط جدار برلين مثلاً، أنها لم تطرأ إلا لكي تبقى إلى الأبد، سرمدية وكونية ولا مفرّ منها في كلّ تاريخ وجغرافية وثقافة، وفي كلّ اجتماع وسياسة واقتصاد.
ذلك لأنّ اليقين الذي ساد خلال العقد الماضي (حول صعود الليبرالية التجارية، في سياق مدّ لا تقاومه أمّة أو سوق أو ثقافة أو فلسفة)، اهتزّ من جذوره، وبات طبيعياً أن يهتزّ إيمان الأسواق بحصانة العولمة. أكثر من ذلك، وعلى الطرف الآخر من المعادلة، كان صعود ترامب، وانقياد هذا السواد الأمريكي العريض خلفه، في ما يشبه غريزة قطيع جَمْعية، بمثابة نقلة كبرى نحو ما بعد إيديولوجيات اليقين الغربي؛ حيث انحصرت فلسفات الأنوار في قبضة ترامب، رجل نهايات التاريخ ـ الطبعة الأمريكية!
صبحي حديدي
نحن العرب ،لا يغيرنا شيء،لا ،،67،،ولا ،،73،، ولا ،،82،،
ولا 80…88،، ولا 90…91،،فلماذا يجب أن نتغير في الجوهر،بعد زلزال،، 11..9..2001 ،، ؟!.
تحجرنا،والرواسب كلستنا ،والعادات والتقاليد جمدتنا في ثلاجة
التاريخ،وفقدنا القدرات والمهارات،اللازمة للسباحة عكس التيار؟!. وها نحن نسدد الفواتير،،دماء ودموع ،حروب دمار وخراب،وعداد القتلى اليومي في تصاعد،وبأيدي محلية وأجنبية،وكل يحمل دعوتة وتصريحة في جيبة،،أمريكي،روسي،إيراني،صهيوني، تركي …الخ .
غزو وإحتلال 2003، وتداعيات ما بعدة وقبلة ،كلة بيكمل
بعضة ،ونحن نصنف ونوصف ونحدد مين مع ومين ضد ؟!.
وجنس الملائكة ،والفئة الناجية ،والفئة الهالكة ؟!.
اذا،العالم يعيش مرحلة “الترامبية”، او مابعد ترامب؛ بأشكال وانواع مختلفة.أوروبا تشهد بدورها ،تصاعد مرعب في الخطاب العنصري ؛ومتنوّري الأمس القريب والبعيد،لم يعد بإمكانهم-استسلاما لواقع الأمر- الاّ أن يكونوا ،قطيعا ،بكامل وعيهم .استسلموا وسقطوا في قاع الشعبوية والعنصرية .
هذا ماجناه الغرب من تغوّل الليبرالية في شقّها المالي والأخلاقي.
أشكرك أستاذ صبحي حديدي،على مقالك البنّاء والعميق .
تحية لك،وتحية لقراء قدسنا الغرّاء.
على أرض الواقع لكل موضوع هناك مليون زاوية وزاوية يمكن أن تنظر له من خلالها، أظن هذا عنوان رائع لصبحي الحديدي، جمع فهي كل ما يفكر به أتباع العقلية الأوربية، أهل فلسفة الصراع بين الأضداد هو أفضل وسيلة لإنعاش اقتصاد أي دولة، ممثلة في دونالد ترامب أخيرا، والتي دونالد ترامب اعترض على حالة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1988 عندما سألته المذيعة السمراء الأشهر عن طموحاته لرئاسة أمريكا في ذلك العام، فأبدى امتعاضه كيف أن مواطني الكويت لا يدفعون مثله ضرائب، أنا أظن تاريخ 8/8/1988 كان يوم مهم جدا في تاريخ البشرية أضعناه، حيث تم إعلان إيقاف الحرب العراقية الإيرانية وكذلك حصل انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بالإضافة إلى سقوط حائط برلين، وكلها كانت نتيجة لاجتماع رونالد ريغان مع غورباتشوف، لإيجاد حل لإفلاسهما بسبب سباق التسلّح للحرب الباردة، حيث العولمة (مشروع مارشال بنسخته الأوربية على ألمانيا، وفي اليابان بنسخته الأسيوية) فرضت ثقافة الـ نحن للأسرة الإنسانية، كبديل لثقافة الـ أنا ضد ثقافة الـ آخر، من خلال إبدال الصراع بالتكامل ما بين ثقافة الـ أنا وثقافة الـ آخر لإيجاد منتجات تعمل على فائدة الجميع للوصول إلى ثقافة الـ نحن للأسرة الإنسانية.
فلو هناك مشكلة بين أمريكا وروسيا في عام 2016 مثلا، فلماذا لم يستخدم بوتين السلاح الاقتصادي الذي بيده، لتدمير اقتصاد أمريكا تماما، ألا وهو بيع منتجات الطاقة التي لدى روسيا بعملة أخرى غير العملة الأمريكية؟! لماذا روسيا حتى الآن لم تتبع أسلوب الصين واليابان في التعامل بعملتها على الأقل مع المنتجات الروسية؟! ولو كانت أمريكا مع الكيان الصهيوني على طول الخط، لماذا جورج بوش الأب كرد لما وعد به دول مجلس التعاون الخليجي مقابل الاشتراك معه في طرد صدام حسين من الكويت لإرجاع حدود سايكس وبيكو إلى مكانها قبل 2/8/1990 أقام مؤتمر مدريد في توقيت له رمزية كبيرة وهو مرور 500 عام على طرد الإسلام واليهودية من اسبانيا والبرتغال، أي تاريخ سقوط حكم المسلمين في الأندلس، ومن قام بالتآمر على تدمير مؤتمر مدريد كان ياسر عرفات، لرفضهم جلوسه في مقعد تمثيل فلسطين، لأنه رفض أن يقف ضد صدام حسين مثله مثل الملك حسين، ولكن شتان ما بين نجاح طريقة عرض الملك حسين والأردن موقفه، مقارنة مع الفشل المريع لأسلوب ياسر عرفات ومنظمات فلسطين، نحن في حاجة إلى حل اقتصادي للأزمات
على أرض الواقع لكل موضوع هناك مليون زاوية وزاوية يمكن أن تنظر له من خلالها، وأظن هذا عنوان رائع لصبحي الحديدي، جمع فهم كل ما يفكر به أتباع العقلية الأوربية، أهل فلسفة الصراع بين الأضداد هو أفضل وسيلة لإنعاش اقتصاد أي دولة، ممثلة في دونالد ترامب أخيرا، والتي دونالد ترامب اعترض على حالة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في عام 1988 عندما سألته المذيعة السمراء الأشهر عن طموحاته لرئاسة أمريكا في ذلك العام، فأبدى امتعاضه كيف أن مواطني الكويت لا يدفعون مثله ضرائب، أنا أظن تاريخ 8/8/1988 كان يوم مهم جدا في تاريخ البشرية أضعناه، حيث تم إعلان إيقاف الحرب العراقية الإيرانية وكذلك حصل انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بالإضافة إلى سقوط حائط برلين، وكلها كانت نتيجة لاجتماع رونالد ريغان مع غورباتشوف، لإيجاد حل لإفلاسهما بسبب سباق التسلّح للحرب الباردة، حيث العولمة (مشروع مارشال بنسخته الأوربية على ألمانيا، وفي اليابان بنسخته الأسيوية) فرضت ثقافة الـ نحن للأسرة الإنسانية، كبديل لثقافة الـ أنا ضد ثقافة الـ آخر، من خلال إبدال الصراع بالتكامل ما بين ثقافة الـ أنا وثقافة الـ آخر لإيجاد منتجات تعمل على فائدة الجميع للوصول إلى ثقافة الـ نحن للأسرة الإنسانية.
فلو هناك مشكلة بين أمريكا وروسيا في عام 2016 مثلا، فلماذا لم يستخدم بوتين السلاح الاقتصادي الذي بيده، لتدمير اقتصاد أمريكا تماما، ألا وهو بيع منتجات الطاقة التي لدى روسيا بعملة أخرى غير العملة الأمريكية؟! لماذا روسيا حتى الآن لم تتبع أسلوب الصين واليابان في التعامل بعملتها على الأقل مع المنتجات الروسية؟! ولو كانت أمريكا مع الكيان الصهيوني على طول الخط، لماذا جورج بوش الأب كرد لما وعد به دول مجلس التعاون الخليجي مقابل الاشتراك معه في طرد صدام حسين من الكويت لإرجاع حدود سايكس وبيكو إلى مكانها قبل 2/8/1990 أقام مؤتمر مدريد في توقيت له رمزية كبيرة وهو مرور 500 عام على طرد الإسلام واليهودية من اسبانيا والبرتغال، أي تاريخ سقوط حكم المسلمين في الأندلس، ومن قام بالتآمر على تدمير مؤتمر مدريد كان ياسر عرفات، لرفضهم جلوسه في مقعد تمثيل فلسطين، لأنه رفض أن يقف ضد صدام حسين مثله مثل الملك حسين، ولكن شتان ما بين نجاح طريقة عرض الملك حسين والأردن موقفه، مقارنة مع الفشل المريع لأسلوب ياسر عرفات ومنظمات فلسطين، نحن في حاجة إلى حل اقتصادي للأزمات
مزيج الدمار والانحلال الذي يطرا على العالم يزداد بشكل مطرد وكأن الخطة الامريكية تتمحور حول التدمير الذاتي للشعوب لاستئصال كل مظاهر القوة لدى الامم، ترامب ظاهرة صوتية لن يكون له تأثير في الخارج ولكن ربما سيزداد الفجور الاسرائيلي وسيعيش المسلمون في حالة مريبه داخل امريكا.
دونالد ترامب.. صعود المهرج
ان الصعود المذهل والفجائعي لدونالد ترامب، يذكرنا كثيراً بما كتبه نيتشه في كتابه العظيم هكذا تكلم زرادشت ( اذ نزل زرادشت من الجبل الى القرية. ليجد اهل القرية متجمعين في الساحة، مشدوهين، ينظرون الى الاعلى حيث البهلوان يمشي على حبل مشدود بين برجين، بهدوء وثقة وهو يحمل عصا التوازن … وفجأة يخرج من نافذة البرج المهرج ويعدو وراء البهلوان ويصيح به ابتعد عن طريقي ايها الاعرج ثم يقوم بقفزته الخارقة من فوق البهلوان. يرتبك البهلوان وتسقط عصا التوازن من يديه ويهوى الى الارض ميتاً..)
ترمب هو المهرج الذي فاجأ وأربك اوباما وكلينتون المحترفين الذين يمسكان عصا السياسة بإتزان ، فأسقطهما وسط ذهول الجمهور. و لعلنا نذكر انه تهكم على احد المعوقين بشكل علني و كأنه صدى لصيحة مهرج نيتشه ( ابتعد عن طريقي ايها الاعرج) كما انها اشارة عنصرية الى اوباما…
كان نيتشه يبشر من خلال زرادشت بالانسان الاعلى وتجلى ذلك في صعود النازية التى اعتبرت الانسان الاعلى هو العرق الجرماني الصافي في حين ان امريكا راعية الديموقراطية والمساواة في العالم، كما تدعي. تبنت موقفا مختلفا من نظرية الانسان الاعلى وحاربتها. الامريكان لم يستطيعوا تطويع نظرية الانسان الاعلى لصالحهم كونهم مجموعة من الاعراق و حتى البيض منهم هم خليط غير صاف من الاجناس الاوربية لذلك مثلوا الانسان الاعلى بشخصية سوبرمان القادم من كوكب بعيد و ليس من سلالة البشر. ليصبح تفوق الامريكي يعتمد بالدرجة الاولى على انتماءه و ليس على صفاء عرقه فهذا الانتماء يوفر له الثروة و التفوق التكنولوجي، و هي صفات يمثلها الرجل الوطواط بامتياز فهو لا يمتلك قدرات خارقة بالولادة بعكس سوبرمان، بل من خلال التدريب و الثروة و التكنولوجيا اصبح خارقا.و ليس غريبا ان تتسلل الفلسفة الى الثقافة الشعبية الامريكة فقد ظهرت سلسلة الرجل الوطواط في عام 1939 قبيل الحرب العالمية الثانية لتواجه صعود هتلر النازي الذي كان مهرجا ايضا كمهرج نيتشه. وتعتمد السلسلة على مغامرات المليونير بروس واين الذي يرتدى بزة الرجل الوطواط ويستخدم التكنولوجيا وفنون القتال لمحاربة الاشرار. وهو هنا يمثل البهلوان الذي يتقن عمله ويحافظ على التوازن بواسطة عصا التوازن التي تمثل التكنولوجيا. في حين ان العدو الاساسي للرجل الوطواط هو الجوكر (المهرج) الذي يحاول السيطرة على مدينة جوثام بالتعاون مع مختلف انواع الاشرار حتى انه في احد اجزاء السلسلة يستعين بالمافيا الروسية. وهذا يفسر الذعر الذي يشعر به الامريكان من وصول ترمب الى سدة الرئاسة. حتى انه قبيل الانتخابات الامريكية انتشرت ظاهرة المهرج الشرير في عدد من الولايات الامريكية اذ كان يظهر و يثير الذعر بين الناس في اشارة الى فوز المهرج على الرجل الوطواط والذي يسمي ايضا (الفارس الداكن) في اشارة الى بشرة اوباما الداكنة. يببقى ان نقول ان الرجل الوطواط لن يحارب المهرج في فيلمه القادم بل سيكون ضمن فريق من الابطال الخارقين في و المثير ان هذا الفريق سيحارب احد الالهة الالمانية القديمة و يدعى ابن اوى و اخته الكبرى المسيطرة عليه و تدعى ( هجرة).