صدر هذا الكتاب باللغة الإنكليزية أولاً، السنة الماضية، عن دار الساقي، تحت عنوان Morbid Symptoms: Relapse in the Arab Spring؛ ثم صدرت نسخته العربية بعنوان «انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراض مرضية»، عن الدار ذاتها. وقبل أيام صدرت الترجمة الفرنسية، بالعنوان ذاته، عن «سندباد ـ أكت سود» في باريس، بترجمة جوليان سالانغ.
وكانت نشوة ما سُمّي بـ»الربيع العربي» قد أفضت إلى كآبة الانتكاسة العنيفة والهبوط إلى جحيم الحرب، وأخلت الثورة السبيل أمام الصدام بين قطبي الثورة المضادة المتنافسين: النظام القديم من جهة، ومنازعوه الأصوليون من جهة أخرى. وفي هذا الكتاب، المكمّل للبحث الشهير حول الانتفاضة العربية، والذي صدر سنة 2013 بعنوان «الشعب يريد»، يحلل جلبير الأشقر العوامل الكامنة وراء الانتكاسة الإقليمية: قدرة بنى النظام القديم على الصمود في وجه العاصفة الثورية، وطاقة قوى الرجعية الدينية المتراكمة طوال عقود سابقة، والعدد الاستثنائي من الأطراف الداعمة لكلا المعسكرين الرجعيين المتنافسين سواء كانت إقليمية أو دولية، وأخيراً وليس آخراً قصور القوى التقدمية.
يتفحص الكاتب الأحداث الجارية في المنطقة العربية بمنظور تاريخي، ويبحث عن كثب في وضعي سورية ومصر. واستناداً إلى جمعه المميّز بين الإلمام العلمي والمعرفة السياسية بالأوضاع الإقليمية، يرى أن المنطقة العربية لن تبلغ الاستقرار ما لم تشهد تغييراً اجتماعياً جذرياً. ويقول المؤلف، في مقدمة الطبعة الإنكليزية، إنّ كتابه هذا يكمل «الشعب يريد»، ولكنه كذلك كتاب مستقلّ في ذاته، كُتب من منطلق أنّ قارئه قد لا يكون ألمّ بالكتاب الأول، ولهذا فإنّ الأشقر يعيد إيجاز خلاصاته السابقة بصدد كلّ حالة، خاصة مصر وسوريا. كما يرجو أن تفلح أفكار الكتاب الجديد في الصمود أمام متغيرات الزمن العربي، آملاً أن تثبت الأيام أنه ارتكب خطيئة الإفراط في التشاؤم!
جدير بالذكر أنّ الأشقر باحث وكاتب لبناني، وهو أستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.Sindbade Actes Sud, Paris 2017 .282 p.
كتاب قيم جدا ويستحق القراءة, خاصة وان الاستاذ جلبير اشقر كما عودنا دائما بتحليله العميق ومعرفته الدقيقة بالوضع العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص
هذا الكتاب من الكتب التي تعتبر مرجعا في وضعية انتكاسات الثورات العربية والاسباب التي اوصلتها الى هذه الانتكاسة