آخر نزوات الأعضاء.. ساعر يتصل بنتنياهو سراً ويشهر السيف في وجه بينيت “المحبط”

حجم الخط
0

ائتلاف التغيير لن يتفكك بسبب المعارضة. فرغم تصميم رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو والكفاءة السياسية لرئيس كتلة الليكود يريف لفين، فليسا هما اللذين سيسحبان البساط من تحت أقدام حكومة بينيت – لبيد.

نتنياهو ولفين والحريدية، يمكنهم أسبوعياً رفع مشاريع لحجب الثقة لإحراج الائتلاف في تصويت الهيئة العامة أو محاولة تجنيد فاريّن إضافيين، وهو ما فشل حتى الآن. لكن ليس هذا ما سيمنحهم الأغلبية لحل الكنيست أو يسمح لهم بإقامة حكومة بديلة في الكنيست الحالية.

من سيسقط الائتلاف هو الائتلاف نفسه. فقد بدا رئيس الوزراء بينيت في الأيام الأخيرة محبطاً. ومن يتحدث معه عن الساحة السياسية ومستقبل الائتلاف والحكومة يدرك سبب وجود فجوة هائلة بين الحكومة الجيدة والمؤدية لمهامها وبين الائتلاف الذي يقف على أرجل دجاجة ويكون بقاؤه كل أسبوع متعلقاً بنزوة شخصية أو سياسية لهذا النائب أو ذاك.

يمكن أن يقال في صالح الائتلاف إن جناحيه يتشاركان في انعدام الوضوح السياسي في الكنيست: مرة عيدت سيلمان من اليمين، ومرة غيداء ريناوي الزعبي من اليسار، ومرة رئيس لجنة الكنيست ميخائيل بيتون من “أزرق أبيض”، ومرة أخرى آلام بطن نير اورباخ من “يمينا”. كل منهم يقدم مساهمته المتواضعة أو الكبيرة في حالة سيلمان لتفكيك الائتلاف من الداخل. وكل ذلك بالطبع انطلاقاً من نوايا طيبة.

أما حالة رئيس “أمل جديد” ووزير العدل جدعون ساعر، فهي مختلفة تماماً عن بوادر التمرد لدى نائب مجهول إلى هذا الحد أو ذاك من الائتلاف. فيكاد يكون مثل الجملة الشكسبيرية الشهيرة “نكون أو لا نكون” يمكن لساعر أن يحسم إذا كان الائتلاف سيتلقى هواء للتنفس أو ينتحر سياسياً. فالاتصالات السرية بينه وبين نتنياهو بشكل مباشر وغير مباشر، والتي كشفت النقاب عنها “يديعوت أحرونوت” أمس هزت الساحة السياسية ذات مستوى الأعصاب المتدني. فالمحور الذي نسج بين ساعر ونتنياهو من خلال مقربيه قد يؤثر على مستقبل الائتلاف أكثر من أي خطوة سياسية أخرى.

ثمة بينات سياسية ظرفية أدت بمسؤولي الائتلاف للتساؤل بصمت عما يمر بساعر: إنذار مفاجئ ألقى به على الائتلاف الذي هو عضو فيه؛ وتعليمات نتنياهو لمسؤولي حزبه للبقاء في الظل وعدم مهاجمة ساعر شخصياً، ومنشورات عن اتصالات مع الليكود.

قصة وزير العدل قصة ذات مغزى. لقد كان ساعر محدث التغيير الذي أدى إلى إقامة حكومة بينيت – لبيد. هو الذي أعلن مسبقاً بأن من يريد نتنياهو رئيساً للوزراء ألا يصوت له. مقاعده الستة – معظمهم انتقلوا من كتلة نتنياهو إلى كتلة التغيير – هم الذين سمحوا بتغيير رئيس الوزراء بعد 12 سنة وإقامة حكومة التغيير. فهل ستكون هذه المقاعد الستة، أو معظمها، هي التي ستتوج نتنياهو مرة أخرى كرئيس الوزراء؟

من ناحية ساعر، الأفضلية واضحة؛ فهو يفضل بلا قياس حكومة بينيت-لبيد في صيغتها الحالية بكل مشاكلها. نتنياهو لن يعود ليكون شريكاً مثالياً بالنسبة له. وهنا تأتي “لكن” كبرى: إذا كان ساعر يقدر بأن أيام الائتلاف معدودة، فسيتعين عليه أن يتخذ قرارات. سيكون فظيعاً من ناحيته الجلوس في حكومة مع نتنياهو، لكن الأكثر فظاعة أن يسير إلى الانتخابات مع مستقبل سياسي يلفه الغموض. إذن صحيح، عليه أن يشرح خطوة متطرفة جداً من ناحيته، لكنه لن يكون أول من يفعل ذلك.

بخلاف التقدير السائد، سيكون لهذا الائتلاف فرصة للصمود حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست، في نهاية تموز. فقد اجتاز أربعة أسابيع صعبة منذ بداية الدورة، لكنه لم يكن قريباً من السقوط رغم الأجواء السياسية لنهاية الدورة والاستعداد للانتخابات.

بكل حال، سيكون يوم الاثنين اختباراً مهماً عقب الإنذار الذي طرحه ساعر على الائتلاف: ماذا سيحصل إذا لم تتم إجازة “قانون المناطق”، قانون يميني – استيطاني، بسبب معارضة “الموحدة”؟ هل سيرى ساعر في ذلك نهاية الائتلاف الذي أراد وجوده وأعاد النظر في مسار سياسي جديد؟ إن غداً لناظره قريب.

بقلم: يوفال كارني

يديعوت أحرونوت 2/6/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية