أبرز داعمي الرئيس التونسي يدعو لإسقاطه.. ومراقبون: آخر الفارّين من سفينة الانقلاب

حجم الخط
1

تونس- “القدس العربي”: تعرض محمد عبّو، مؤسس حزب التيار الديمقراطي التونسي، لموجة من الانتقادات والسخرية، بعدما طالب بإسقاط الرئيس قيس سعيد بأي وسيلة “شرعية أو غير شرعية”.

وقال عبّو، الذي كان حتى وقت قريب أبرز داعمي الرئيس، “قيس سعيد يجب أن يسقط بأي وسيلة شرعية أو غير شرعية”، معتبرا أنه لم يعد يعتبر سعيد رئيسا لتونس.

وأثارت تصريحات عبو جدلا كبيرا، حيث كتب المحلل السياسي عبد اللطيف دربالة “محمّد عبّو كان يؤمن إيمانا راسخا بقيس سعيّد وسياسته و”طهوريّته” رغم ما أبداه في الأشهر الأولى من رئاسته من مناورات ومؤشّرات على الهوس بامتلاك كلّ السلطة، وكان يعتبره منقذا للبلاد، ويحبّ العمل معه ويدافع عنه وعن جميع أخطائه بشراسة، وكان هو بالذات أوّل من شجّع علنا الرئيس سعيّد على تفعيل الفصل 80 من الدستور في غير معناه الدستوري والقانوني تماما، ونظّر له إمكانيّة ذلك، ودعاه لنشر الجيش في الشوارع لفرض إجراءات استثنائيّة بالقوّة عبر عدّة أعمال، منها اعتقال شخصيّات سياسيّة وعامّة واقتصاديّة وماليّة ووضعهم تحت الإقامة الجبريّة باسم محاربة الفساد، واقصاء أحزاب سياسيّة من الساحة ومن الانتخابات القادمة باسم تطبيق القانون، وإجراء محاكمات سريعة واستثنائيّة بزعم فرض النظام”.

وأضاف “محمّد عبّو هو مثال مؤسف وصارخ وفاضح لما يمكن أن يكون عليه السياسيّون عندما لا يكون لديهم فكر سياسيّ عميق ولا رؤية استراتيجيّة ولا بعد نظر ولا اطلاع على التاريخ ويكون أفقهم ضيّقا ويجرون فقط وراء مصالح تكتيكيّة ومكاسب سياسيّة آنيّة دون تقدير للأخطار والعواقب. هذا الصنف من السياسيّين لا يقدّرون أنّ التجربة أثبتت ببساطة بأنّ من يفتح الباب لخرق الدستور والقانون، فلن يمكنه لاحقا وقف خرق الدستور والقانون!”.

ودون المحلل السياسي نصر الدين السويلمي “محمد عبو يدعو إلى اسقاط قيس سعيد! لماذا نقول إن مراحل الانتقال الديمقراطي يلزمها تروٍّ وعقل يفرق بين معارك الاصلاح ومعارك التأسيس، في التأسيس الديمقراطي يلزم أن تحافظ على مثلث الحياة: الدستور كقاعدة، الانتخابات كفيصل، وهيئة انتخابات مستقلة كحكم. المثلث هذا ابني عليه دون أن تمسه، وبالتوازي ادخل في معارك ضد الفساد والمحسوبية والتهميش والبطالة والغلاء والاضرابات العشوائية واصبر!”.

فيما حاول عدد من النشطاء السخرية من عبو الذي اعتبروا أنه آخر الفارّين من سفينة الانقلاب، في إشارة إلى أن الرئيس قيس سعيد بدأ يفقد حلفاءه تباعا مع اتساع جبهة المعارضين لتدابيره الاستثنائية.

وقال النائب ياسين العياري “السياسي محمد عبو وزوجته النائب سامية عبو طمعا في الحصول على منافع من تطبيق الفصل 80 لكنهما خرجا من المولد بلا حمص”.

وأضاف في تصريح إذاعي “للأسف الشديد لم أتوقع منهما السعي وراء المناصب والتنكر لمبادئهما الديمقراطية”.

وكان عبو دعا الرئيس سعيد في مناسبات عدة إلى تفعيل الفصل 80 في الدستور الذي يفرض الحالة الاستثنائية في البلاد، كما دعاه لاعتقال الفاسدين ومصادرة أملاكهم، مشيرا إلى أنه “في حال عدم قيام القضاء بواجبه، يمر رئيس الدولة الى وضعهم تحت الاقامة الجبرية”.

يُذكر أن الرئيس قيس سعيد أشار في خطابه الأخير إلى تبدّل موقف بعض حلفائه السابقين بعدما فضلوا الحصول على مناصب في الحكومة الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الملاسيني:

    المركب يغرق والربّان مضربون عن الحوار .

إشترك في قائمتنا البريدية