الأناضول- دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إلى تعبئة الجهود العربية لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن “الجامعة العربية تحتاج لتطوير عاجل لمواجهة التحديات ولإحداث التغيير المطلوب”.
جاء ذلك في كلمته بالقمة العربية الـ27 المنعقدة بنواكشوط، في أول قمة تنعقد إثر ترؤسه للجامعة العربية مطلع شهر يوليو/ تموز الماضي.
وأكد أبو الغيط على أهمية “تطوير الاتفاقيات والتعاون والالتزام وتعبئة الجهود العربية لمواجهة الإرهاب الذي يهدم مقومات الدولة الوطنية”.
ودعا إلى “تسوية الأزمات السياسية”، معتبرًا إياها “تساهم في مواجهة الإرهاب ومواجهة تنظيماتها الهدامة”، لافتا إلى أن “أمتنا العربية تخوض حربا ضروسة ضد الإرهاب التي استشرت بشكل غير مسبق”.
وشدد على أن “قضية فلسطين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في صدر العمل العربي المشترك”.
ووصف المواقف الإسرائيلية بأنها “شديدة التصلف”، داعيا لاستغلال بوادر الزخم الدولي الجاري لإنقاذ السلام، في إشارة على ما يبدو للمبادرة الفرنسية التي تسعي لإقامة مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس التشادي إدريس ديبي، إنه يؤكد دعمه لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، داعيا لمزيد من التشاور لتوثيق العلاقات العربية الأفريقية.
وشدد الرئيس التشادي، خلال كلمته، على أهمية مواجهة الإرهاب ودحره قبل أن يفاقم من أزمات المنطقة.
وانطلقت، في وقت سابق الاثنين، الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها الـ27 بحضور قادة ومسؤولين عرب.
وهذه هي القمة الأولى للأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي تولى مهام منصبه مطلع يوليو/ تموز الجاري، وهي، أيضا، القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا طيلة تاريخها.
وخلال فعاليات القمة التي تتواصل ليومين، يتباحث القادة والرؤساء والأمراء العرب ورؤساء الوفود في 16 بندا يتضمنها جدول الأعمال، ويأتي في مقدمتها بند القضية الفلسطينية بكافة أبعادها، خاصة ما يتعلق منها بعملية السلام والقدس والاستيطان واللاجئين.
كما يتضمن جدول الاجتماعات تطورات الأزمة السورية، والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال، وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور “يوناميد” من الإقليم، واحتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث “طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى “، بجانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ويشمل جدول الأعمال، أيضا، بنود تتعلق بصيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، ومشروع بيان بشأن التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق.
وآلت رئاسة القمة إلى موريتانيا بعد إعلان الجامعة العربية “اعتذار” المغرب عن استضافتها، فيما قالت الرباط إنها تطلب “إرجاءها بدعوى أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة”.
وتسعى موريتانيا إلى أن تكون القمة العربية “قمة أمل غير مسبوقة”، لكن الظروف الصعبة التي يشهدها العالم العربي، حسب خبراء ودبلوماسيين تحدثوا لـ”الأناضول”، قد تجعل “قمة الأمل” في موريتانيا في أفضل الأحوال “قمة عربية عادية جدًا” و”اجتماع مناسباتي” رغم الجهود التي تبذلها الدولة المضيفة لإنجاحها والخروج ولو بالحد الأدنى من القرارات في مواجهة الأوضاع المتأزمة في المنطقة العربية خاصة في كل من سوريا وليبيا واليمن وتطورات القضية الفلسطينية التي تعاني جمودا منذ قرابة العامين فضلا عن مواجهة الإرهاب.