سوريا: أبو الورد عالم رياضيات لقب بـ”خوارزمي العصر” ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية

من بين ركام الحرب، ومن ثنايا آلاف قصص الموت والنزوح، تبرز قصة السوري جمال أبو الورد عالم الرياضيات الذي تمكن من اكتشاف قواعد وقوانين رياضية جديدة وبات يصفه الكثيرون بـ”العالم” وصرح بطموحه بالترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا.

جمال أبو الورد، استطاع أن يمد أواصر ثورته الفكرية بعقله المبدع الذي لم يراوح في مكانه باكتشافه ما يزيد عن 42 قانونًا وقاعدة في علم الرياضيات لم تكن موجودة من قبل، منها 17 قاعدة في جبر الأعداد، و12 قاعدة في التحليل الرياضي والهندسي، و13 قانونًا بعلاقة المثلثات، واستطاع، كسر مقولة المحدد الثلاثي أو الرباعي للمصفوفات، والتي أصبحت معتمدة وتدرس في المناهج الدراسية، وألف كتاب “نزهة العقول في جبر الأعداد” عام 2016 ويقول إنه أكمل من خلاله ما توصل له عالم الرياضيات محمد بن موسى الخوارزمي، وتبنى الكتاب المعهد الأمريكي في افريقيا والشرق المتوسط.

“القدس العربي” أجرت حواراً خاصاً مع السوري جمال أبو الورد الذي لقب بعالم الرياضيات، ليحدثنا أكثر عن مسيرته العلمية.

أبو الورد يؤمن بأهمية دوره الفاعل في المنظومة التعليمية لمفهوم الإبداع الخلاق الذي يستطيع أن ينتج ما يكمّل مفهوم الثورة والمتغير الإيجابي لكل البشرية. يقول: “في هذه الدنيا كل شيء يزول ويموت، لكن الخلود الفعلي هو خلود الفكر، وعلى مر التاريخ نستشعر علماء الأمة العربية والغربية فنتعلم علومهم ونستذكر أسماءهم التي لم ترحل عن هذه الدنيا، بفكرهم ونتاجهم العلمي والأدبي وغيرها من العلوم الأخرى”.

التفكير الابتكاري

لقب “مستشار عالمي للإبداع” من قبل المنظمة الكندية للتعليم الاحترافي بالتعاون مع الأكاديمية العلمية للتنمية البشرية، والتي منحته بدورها العضوية الفخرية، ليصبح مدرباً معتمداً من قبلها في الإبداع والتفكير الابتكاري، لطالما عرف منذ صغره بحبه لمادة الرياضيات حيث كان يحل أصعب المسائل الأكبر منه سناً في المناهج التعليمية، قبل أن يعجب به أساتذة الرياضيات في مدرسته.

ولد أبو الورد في قرية كفر جالس في ريف إدلب السورية عام 1971. ويقول: ” درست المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدينة إدلب حيث كانت ثانوية المتنبي أقوى وأشهر ثانوية في المحافظة، وبعدها دخلت الكلية الحربية ومن ثم درست الهندسة الزراعية في جامعة البعث وأكملت بعدها في قسم تكنولوجيا المعلومات وكلفت بعدد من المهام الوظيفية، وبدأت البحث الذاتي بالإضافة لدراسة المنهاج المدرسي الذي لم أجد فيه ما يروي شغفي ويجيب عن تساؤلاتي اللامتناهية، ثم اتجهت إلى الرياضيات وبدأت أبحث في جبر الأعداد والمثلثات، إلى أن توصلت إلى قاعدتين في جبر الأعداد وأنا في الثانوية وقبل دخول الجامعة واحتفظت بهما”.

وتابع أبو الورد مسيرة البحث العلمي لسنوات طويلة في مجال الرياضيات، ويشرح بالقول: “توصلت للعديد من القواعد الجبرية والقوانين الرياضية وكنت أول من يحصل على الملكية الفكرية في الرياضيات في سوريا وعرضت القوانين على جهات علمية وتم اقرارها بعد سنوات من الدراسة ولجان متعددة، والتي كانت في غاية الأهمية في المناهج الدراسية لدى وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية سابقاً”.

ويشير إلى أنه حصل على أول شهادة “عالم” في سوريا عام 2004 بعد الملكية الفكرية، وعُرّف عنه بصفة عالم في المناهج المدرسية.

ويشرح الظروف التي مر بها مع انطلاق الثورة السورية، لافتاً إلى أنه بدأت محاربة ظهوره على وسائل إعلام النظام كونه بدأ تدريجياً يأخذ موقفاً ضد الظلم والاستبداد فتم منعه من السفر وتم حذف كتبه من وزارة التربية السورية، يقول: “علمت بوجود خطة لاغتيالي من قبل جيش النظام الذي رفضت الانضمام له أو تأييده فلجأت إلى تركيا التي احتضنتني وكرمتني”.

ويشير أبو الورد إلى أنه جرى تكريمه في تركيا عبر منحه الجنسية بقرار من الرئيس رجب طيب اردوغان، تقديراً لإنجازاته، ويقول: “قبل خمس سنوات نتيجة لاكتشافاتي العلمية تم تكريمي كأول عالم يمنح الجنسية التركية، وفي هذا البلد الآمن الذي يوفر بيئة علمية مشجعة بالحريات الفكرية والإبداعية، بدأت بأنشطتي العلمية التي كنت لم تكن موجودة في سوريا. بدأت بإلقاء المحاضرات لطلبة الجامعات وأصول وطرائق تدريس الرياضيات للمعلمين الأتراك والعرب، وتم تكريمي في المغرب، وحصلت على شهادة دكتوراه في تطوير نظرية الأعداد من جامعة ديلا وير الأمريكية، وتكريمي بمنحي دكتوراه مهنية في التعليم من جامعة تورنتو الكندية الدولية، وأكثر من شهادة مدرب دولي ومستشار عالمي في الرياضيات، كما تم تكريمي من قبل مؤتمر اسطنبول للتعليم الذي حضره مندوبون وعلماء ومختصون والتكريم من جامعة طوكيو اليابانية”.

أهداف علمية

أسس أكاديمية العلوم والإبداع في إسطنبول، ومن ثم أكاديمية في بورصة والتي تشمل فئة الأطفال والشباب لتقديم دورات بأسعار زهيدة، مشيراً إلى أنه يسعى جاهداً لتحقيق أهداف علمية لخدمة كل البشرية، قائلاً: “لأنني أحمل فكرا بناء لخدمة العلم والعلماء، عملت جاهداً للحصول على اعتراف بشهادات خريجي الجامعات السورية في الشمال السوري المحرر أو اعتماد شهاداتهم، ودائماً أقدم المراسلات إلى الجهات المعنية لإقامة جامعات تركية في الشمال السوري، وكنت أحمل هذه الراية من أجل إتمام المشروع العلمي والإنساني، بما أن سوريا تستحق منا بعد كل هذه التضحيات الجسام على مذبح الحرية أن نضمد جراحها ونعمل معا لبناء مؤسساتها”.

وقبل أسابيع قليله أعلن أبو الورد عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية السورية في الانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تجري عام 2021 بشرط وجود إشراف دولي يؤمن انتخابات شفافة ونزيهة، وتوفير ضمانات دولية لسير هذه الانتخابات المصيرية، في جو من النزاهة والديمقراطية وذلك بأن تشرف عليها هيئة مراقبة مستقلة دولية، معللاً ذلك ليس بغاية الترشح للانتخابات بقدر رغبته في بناء سوريا المدمرة، على حد تعبيره.

ويضيف: “سوريا تستحق منا بناءها كدولة مؤسسات بعد كل الدمار الذي لحق بها من قبل النظام وأعوانه، وعودة الحياة الطبيعية وكل الذين تهجروا قمعاً وظلماً وأصبحوا يخدمون بلادا أخرى، وعودة كل المجالات التي كانت مهمشة في سوريا”.

وحول رسالة مشروعه في حال أوصلته الانتخابات إلى الحكم، يقول: “من يتسلم سوريا يجب أن يرهن نفسه وحياته لإعادة الإعمار وبناء المؤسسات بشكل علمي ومنظم، لأن سوريا قبل تدمير البنية التحتية التي لحقت بها أثناء الثورة كان هناك تدمير للإنسان خلال أربعة عقود من الزمن، ولذلك يجب أن يتوفر برنامج عمل واضح ومشروع بناء الدولة والانفتاح على كل تجارب الشعوب والدول المتقدمة في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية بكل حرية وديمقراطية”.