عمان- «القدس العربي»: أكد رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، عدنان أبو عودة، على ضرورة تعزيز البعد القومي العربي للقضية الفلسطينية، لمواجهة المشروع الصهيوني القومي، محذراً من خطورة استمرار الواقع العربي في غياب التضامن الرسمي وضعف دور جامعة الدول العربية في ظل تزايد الصراعات بين الدول العربية، ولجوء بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الاحتلال.
واعتبر خلال ندوة لمركز دراسات الشرق الأوسط مساء السبت بعنوان «التضامن العربي لمواجهة صفقة القرن»، أن إسرائيل وبنجاح باهر استطاعت تحويل إيران إلى العدو الأول للعرب، لافتاً إلى أن إسرائيل عضو محكوم عليه بالإعدام، وما تقوم به الآن هو تأجيل تنفيذ الحكم، لكنه آت لو بعد 100 عام.
وأوضح أن المواقف الرسمية من «صفقة القرن» تستند إلى تسريبات متعددة، فيما لا تزال تفاصيلها غامضة، لافتاً إلى التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية بكون الصفقة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وتقوم على أساس خطوات مرحلية ضمن مشاريع تنفذ على أرض الواقع ضمن مراحل زمنية لإتمامها.
وبات الحديث عن الخطة الأمريكية لحل النزاع في الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أو ما يعرف بـ»صفقة القرن»، حديث الأردنيين في سهراتهم الرمضانية، مع اقتراب الإعلان عنها، حيث تعتزم الولايات المتحدة الكشف عنها في حزيران/يونيو المقبل.
ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بينها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين. وأكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، محمد مصالحة، الذي أدار أعمال الندوة التي أقيمت على هامش حفل الإفطار السنوي للمركز بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والدبلوماسية والإعلامية الأردنية، على ما تمثله القضية الفلسطينية من قضية مركزية في العالم العربي، واستمرار المطالب الشعبية بتحقيق التضامن العربي بين الأنظمة الرسمية وتجاوز الصراعات القائمة بينها لمواجهة المشروع الصهيوني، لافتاً إلى خطورة تسيد فكرة الدولة الوطنية على حساب البعد القومي، والدور الإسرائيلي في تمزيق وحدة الصف العربي وانتشار حالة الفوضى في بعض الدول العربية.
فيما أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور، أحمد سعيد نوفل، إلى ضرورة تحقيق الانسجام بين الموقف العربي الرسمي والموقف الشعبي تجاه القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع إسرائيل، وعلى استمرار القضية الفلسطينية كقضية مركزية.
وشدد على ضرورة بناء استراتيجية وطنية لمواجهة المشروع الصهيوني ومساعي تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن، مع استنهاض الأمة العربية في وجه الخطر الإسرائيلي، باعتبار أنه يستهدف الأمة جميعها إلى جانب فلسطين والفلسطينيين.
وأكد المتحدثون على ضرورة إعادة إحياء القضية الفلسطينية في بعدها القومي في مواجهة المشروع الصهيوني، والارتكاز إلى تضامن الموقف الشعبي العربي الموحد وتوافق القوى السياسية والحزبية والمجتمعية العربية في مواجهة مؤامرات تصفية القضية المركزية وفي مقدمتها صفقة القرن.
وأشار المتحدثون إلى تباين المواقف العربية الرسمية تجـاه هذه الصفقة والمشروع الصهيوني، مع الدعوة للبناء على الموقف الرسمي الأردني والفلسـطيني الـرافض بثبـات لصفقة القرن كمدخل نحو موقف عربي مشترك في مواجهتها، وفي ظل البيان الأخير الصادر عن جامعة الدول العربية حول رفض هذه الصـفقة.