أبو مازن لا يريد السلام

حجم الخط
0

من الواضح أن محمود عباس لا يريد السلام. وكيف نعلم ذلك؟ نعلم ذلك من أن دولة اسرائيل تريد السلام بما أوتيت من قوة، وهو ببساطة لا يريد السلام.
كلنا نريد السلام. إن اليسار يقيم الدنيا ولا يقعدها في هذا الشأن لكنه ‘لا يوجد يهودي لا يريد السلام’. ومن المعلوم أنه لا أحد يفكر في أن يقول إن الصراع بيننا هو على المستوطنات والمناطق. ماذا دهاكم؟ يقول وزير الخارجية: ‘إنهم لا يريدوننا هنا، هذا هو الأمر كله’. لكنه يريدهم هنا، حتى إن افيغدور ليبرمان استنتج بعد زيارة فريق’شارة الثمن’ لمسجد مركزي في أم الفحم، استنتاجا منطقيا وهو أنه ينبغي منح سكان أم الفحم ما يريدونه حقا وهو أن يكونوا جزءً من الدولة الفلسطينية التي يدفع بها قدما بكل ما أوتي من قوة.
ليست مشكلة اسرائيل الرئيسة في حقيقة أن ، بل في احتلال الوعي العالمي وإن هذه هي الحقيقة لا سواها. لكن هذا الرجل السيء يرفض أن يمنحنا ختما يشهد على كون دولتنا دولة يهودية لأنه معادٍ للسامية ومُنكر للكارثة.
كان فرح كبير بطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتم الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية، فقد فرح جلعاد أردان واسرائيل كاتس وزئيف إلكين ونفتالي بينيت واوري اريئيل. فقد تمنوا هذا الاعتراف كثيرا. وكان هذا بالضبط هو العنصر الناقص لتغيير موقفهم. إن زعيم الأمة الفلسطينية سيعترف آخر الامر بأن دولة اسرائيل دولة يهودية. وصفقوا لرئيس الوزراء بسبب خطوته هذه.
لو أن أبو مازن كان أذكى لقال: أنا أدرك أهمية هذا الموضوع وسيكون جزءاً من الصيغة النهائية للاتفاق بيننا. ولو فعل ذلك لزعم كل مؤيدي إلكين أن ذكاء نتنياهو أقل مما قدروا. لأنهم أيدوا الاقتراح وعرضوه مرة بعد اخرى لأنهم علموا وأملوا أن يرد أبو مازن نتنياهو خائبا، وأنه لذلك لن تكون محادثات ويمكن الاستمرار على البناء في يتسهار، ويشير العالم ايضا الى المذنب الحقيقي.
لكن أبو مازن لم يفعل ذلك. وحينها أدركت كل حلقات اليمين في الكنيست ادراكا نهائيا بأسى كبير وصعوبات هضم أن أبو مازن الذي أرادوا أن ينشئوا معه نظاما جديدا في الشرق الاوسط انفلت من بين أيديهم واتجه الى طريق الرفض.
ومن هنا ينبغي أن نؤكد يوما بعد يوم أن أبو مازن ورجاله لا يريدون تسوية. والفلسطينيون يساعدون على حفظ الأمن في المناطق لأنه مصلحتهم. وماذا عنا؟ نحن نريد السلام بل إننا خططنا لمراسم يبارك فيها نتنياهو وموشيه يعلون وبينيت السلام الذي تمنوه سنين طويلة.
سيدرك العالم أن الصراع هو بين حركتين قوميتين. أما الاولى فعادلة تسعى الى تسوية، وأما الاخرى فهي تدير ظهرها لتسوية عادلة وهي التي تتحمل وحدها تبعة فشلها. لكن العالم مشبع بمعاداة السامية والآراء المسبقة. والعالم يعتقد أن اريئيل يُحصن مستوطنات غير قانونية. والعالم يعتقد أن داني ديان وداني دنون يبحثان عن حلف مع كل جهة رجعية في العالم لمنع تسوية. والعالم يعتقد ايضا أن للشعب الفلسطيني حقا في تقرير المصير على أساس حدود 1967 مع تبادل اراض في اطار سلام بين الدولتين. وعندي شعور بأن العالم ذا الآراء المسبقة يعتقد أن نتنياهو ربما يكون هو المضلل.
لكن العالم ضدنا دائما حتى حينما نتنازل تنازلات مبالغا فيها. أما نحن الذين أثبتنا بالأدلة والحجج رغبتنا في السلام فاننا نواجه دعامة مكسورة مع عزاء وحيد في القلب هو أن أبو مازن يتجه الى حماس ونتمسك نحن بالحقيقة والعدل.

هآرتس 28/4/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية