أجيال‭ ‬المقاومين‭ ‬الجدد‭ ‬تمتلك‭ ‬كفاءات‭ ‬استثنائية‭… ‬وستجبر‭ ‬إسرائيل‭ ‬قريبا‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بما‭ ‬تكره

حسام‭ ‬عبد‭ ‬البصير
حجم الخط
0

القاهرة‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭ : “‬حديقة‭ ‬الحيوان‭ ‬مغلقة‭ ‬لحين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬التطوير‭”.. ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬اللافتة‭ ‬التي‭ ‬صدمت‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬توجهوا‭ ‬بصحبة‭ ‬عائلاتهم‭ ‬قاصدين‭ ‬مصدر‭ ‬متعتهم‭ ‬الوحيدة،‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬الرئة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المتاحة‭ ‬أمام‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وتقرر‭ ‬تفعيل‭ ‬قرار‭ ‬إغلاق‭ ‬الحديقة‭ ‬لمدة‭ ‬18‭ ‬شهرا،‭ ‬وبررت‭ ‬الحكومة‭ ‬قرار‭ ‬الإغلاق‭ ‬لتنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬تطويرالحديقة‭ ‬بشكل‭ ‬يليق‭ ‬بمكانتها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أصولها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭. ‬أبرز‭ ‬مظاهر‭ ‬الحزن‭ ‬تجسدت‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الباعة‭ ‬الجائلين‭ ‬الذين‭ ‬اعتادوا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬الوقوف‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬الحديقة‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم،‭ ‬والذين‭ ‬جمعت‭ ‬بينهم‭ ‬أخيرا‭ ‬المفاجأة‭ ‬غير‭ ‬السارة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬التي‭ ‬حطت‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم،‭ ‬إذ‭ ‬راحوا‭ ‬يتشاورون‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بينهم‭ ‬عن‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬بوسعهم‭ ‬أن‭ ‬ينقلوا‭ ‬أنشطتهم‭ ‬إليها‭.. ‬وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة،‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تسليم‭ ‬إدارة‭ ‬حديقتي‭ ‬الحيوان‭ ‬والأورمان‭ ‬في‭ ‬الجيزة،‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬إلى‭ ‬التحالف‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬شركات‭ ‬هي‭ ‬الهيئة‭ ‬القومية‭ ‬للإنتاج‭ ‬الحربي،‭ ‬وأبناء‭ ‬سيناء،‭ ‬وحديقتي،‭ ‬لبدء‭ ‬أعمال‭ ‬التطوير‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تدوم‭ ‬لعام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭. ‬ومن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ساقتها‭ ‬الحكومة‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬الحكومة‭ ‬ملائمة‭ ‬للعودة‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لحدائق‭ ‬الحيوان‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬منه‭ ‬عام‭ ‬2004‭.. ‬وشهد‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العلمين‭ ‬الجديدة،‭ ‬اصطفاف‭ ‬20‭ ‬مركزا‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متنقلا‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬لتخدم‭ ‬محافظتي‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ومطروح،‭ ‬بحضور‭ ‬الدكتورة‭ ‬هالة‭ ‬السعيد‭ ‬وزيرة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬واللواء‭ ‬مهندس‭ ‬مختار‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف،‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للتصنيع‭..‬‭ ‬
ومن‭ ‬أخبار‭ ‬الوزراء‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬السجن،‭ ‬أسدل‭ ‬الستار‭ ‬نهائيا‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬القضايا‭ ‬المتهم‭ ‬فيها‭ ‬يوسف‭ ‬بطرس‭ ‬غالي،‭ ‬حيث‭ ‬توالت‭ ‬أحكام‭ ‬البراءة‭ ‬النهائية‭ ‬الصادرة‭ ‬لصالحه‭ ‬في‭ ‬اتهامات‭ ‬الإضرار‭ ‬العمدي‭ ‬بالمال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المعروفة‭ ‬إعلاميا‭ ‬بـ‭”‬فساد‭ ‬الجمارك‭”‬،‭ ‬وبالفساد‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ “‬اللوحات‭ ‬المعدانية،‭ ‬وبالفساد‭ ‬المالي‭ ‬في‭ “‬كوبونات‭ ‬الغاز‭”. ‬لم‭ ‬يمثل‭ ‬يوسف‭ ‬بطرس‭ ‬غالي‭ ‬مطلقا‭ ‬أمام‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬أو‭ ‬قضاة‭ ‬التحقيق‭ ‬أو‭ ‬المحاكم،‭ ‬بل‭ ‬استغل‭ ‬تعديلات‭ ‬تشريعية‭ ‬استُحدثت‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬لإعادة‭ ‬إجراءات‭ ‬محاكمته‭ ‬بموجب‭ ‬توكيل‭ ‬منه‭ ‬لهيئة‭ ‬دفاعه‭.. ‬ووفق‭ ‬تصريحات‭ ‬محاميه‭ ‬أحمد‭ ‬الحناوي،‭ ‬فإن‭ ‬موكله‭ ‬لم‭ ‬يدل‭ ‬أبدا‭ ‬بأي‭ ‬تصريحات‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬عودته‭ ‬للقاهرة،‭ ‬لكن‭ ‬المجال‭ ‬الآن‭ ‬مفتوح‭ ‬أمامه‭ ‬للعودة‭.. ‬ومن‭ ‬حوادث‭ ‬الامتحانات‭: ‬أعلن‭ ‬الدكتور‭ ‬رضا‭ ‬حجازي‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ضبط‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬تصوير‭ ‬أسئلة‭ ‬امتحان‭ ‬مادة‭ ‬التفاضل‭ ‬والتكامل‭ ‬للثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬داخل‭ ‬إحدى‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬ونشره‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ ‬الغش‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬تليغرام‮»‬،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنّه‭ ‬جرى‭ ‬تحويلهم‭ ‬للنيابة‭.. ‬ومن‭ ‬اخبار‭ ‬المحاكم‭: ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬فحص‭ ‬الطعون‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة،‭ ‬بإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬برفض‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بإلزام‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬صبحي‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬‏والرياضة،‭ ‬بإصدار‭ ‬قرار‭ ‬بزوال‭ ‬صفة‭ ‬مرتضي‭ ‬منصور‭ ‬رئيس‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك‭ ‬واستبعاده‭ ‬‏من‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭.‬

رغم‭ ‬القتل

آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬حكومة‭ ‬يمينية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد،‭ ‬قدمت‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬السيد‭ ‬صالح‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭”‬،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬لاقتحام‭ ‬مخيم‭ ‬جنين‭. ‬استهدفت‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬والمقاومين‭. ‬12‭ ‬شهيدا‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاقتحام،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬الاثنين،‭ ‬تعمدت‭ ‬منع،‭ ‬أو‭ ‬تعطيل،‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭. ‬قطعت‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬المخيم‭. ‬استخدمت‭ ‬القوى‭ ‬المميتة‭ ‬في‭ ‬الاقتحام‭. ‬حاصرت‭ ‬المساجد،‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬مجرمي‭ ‬حرب‭ ‬وأعداء‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬قدمت‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬دعاية‭ ‬مكثفة‭ ‬ومنظمة‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬تستهدف‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬والمدعومين‭ ‬من‭ ‬إيران‭. ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬تقصد‭ ‬كتيبة‭ ‬جنين‭ ‬التابعة‭ ‬لسرايا‭ ‬القدس،‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بعمليات‭ ‬نوعية‭ ‬ناجحة،‭ ‬أوجعت‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأسقطت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭. ‬سرايا‭ ‬القدس‭- ‬كتيبة‭ ‬جنين‭- ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬وفي‭ ‬بيان‭ ‬لها،‭ ‬باركت‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬النصر‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سطرت‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬أروع‭ ‬الملاحم‭ ‬والبطولة‭ ‬والفداء‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬كبدت‭ ‬العدو‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‮»‬‭. ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ميلاد‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬جيل‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬وقائع‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬الثانية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الاجتياح‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الدموي‭ ‬السابق‭ ‬لمخيم‭ ‬جنين‭ ‬في‭ ‬2002،‭ ‬لكنهم‭ ‬بالطبع‭ ‬سمعوا‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬وقرأوا‭ ‬عن‭ ‬البطولات‭ ‬العديدة‭ ‬والتضحيات‭ ‬التي‭ ‬سُطرت‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬وفي‭ ‬أنحاء‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭.‬

الفجر‭ ‬يقترب

واصل‭ ‬أحمد‭ ‬السيد‭ ‬صالح‭ ‬الذي‭ ‬يلازمه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمستقبل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إحصاء‭ ‬أخطاء‭ ‬العدو‭: ‬لقد‭ ‬أخطأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬مجددا‭.‬‭ ‬تصورت‭ ‬أنها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صنعت‭ ‬معاهدات‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬قد‭ ‬أضعفت‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحاصرت‭ ‬المقاومة،‭ ‬لكنها‭ ‬تُفاجأ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬بأن‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬باتت‭ ‬أشد‭ ‬شراسة‭ ‬وخبرة،‭ ‬وإيمانا‭ ‬بقضيتهم‭. ‬لقد‭ ‬أعلنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬المخيم،‭ ‬فجر‭ ‬الأربعاء،‭ ‬لكن‭ ‬بدأت‭ ‬التسريبات‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬بشأن‭ ‬فشل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة،‭ ‬وأن‭ ‬القوات‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭. ‬لقد‭ ‬ظهرت‭ ‬نتيجة‭ ‬أخرى‭ ‬كإحدى‭ ‬تبعات‭ ‬هذا‭ ‬الاجتياح،‭ ‬وأقصد‭ ‬بذلك‭ ‬التناول‭ ‬الجيد‭ ‬للقضية‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭. ‬الأنظمة‭ ‬الغربية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬متحيزة‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتتعامى‭ ‬عن‭ ‬الفظائع‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬يتحسن‭ ‬عند‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ ‬وفي‭ ‬وسائل‭ ‬إعلامه،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عواصم‭ ‬غربية‭ ‬باتت‭ ‬تتبنى‭ ‬مواقف‭ ‬قوية‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬وممارساتها‭. ‬المهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ألّا‭ ‬يخطئ‭ ‬المقاومون‭ ‬وقياداتهم،‭ ‬وألّا‭ ‬يرتموا‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬أي‭ ‬قوى‭ ‬إقليمية،‭ ‬وأن‭ ‬يبتعدوا‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬حتى‭ ‬يستمر‭ ‬التعاطف‭ ‬الشعبي‭ ‬معهم‭. ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬أيضا‭ ‬لدعاية‭ ‬جيدة‭ ‬تشرح‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬المعيشة،‭ ‬وفي‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬ومستقرة،‭ ‬وأن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والمتطرفين‭ ‬الحقيقيين‭ ‬هم‭ ‬قيادات‭ ‬وجنود‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وكذلك‭ ‬المستوطنون‭ ‬الذين‭ ‬يتوسعون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬بيوت‭ ‬وأراضي‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ثأر‭ ‬قديم

قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬تحتفل‭ ‬بمرور‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬إنشائها،‭ ‬بينما‭ ‬أحيا‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬والعرب‭ ‬ذكرى‭ ‬مرور‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬النكبة،‭ ‬ولكن‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الحدثين‭ ‬كان‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬عمرها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬عاما‭ ‬للاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬كاملة،‭ ‬واستيعابها‭ ‬وهضمها‭. ‬قبل‭ ‬قيام‭ ‬الدولة‭ ‬بنصف‭ ‬قرن‭ ‬وردت‭ ‬فكرة‭ ‬الدولة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬ثيودور‭ ‬هيرتزل‭ ‬لكي‭ ‬يعرضها‭ ‬على‭ ‬مؤتمر‭ ‬يهودي،‭ ‬ولكنها‭ ‬ظلت‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬جهد‭ ‬دؤوب‭ ‬وهائل‭ ‬في‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬‮«‬بوطن‭ ‬قومي‮»‬،‭ ‬وانتظر‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬إلى‭ ‬1942‭ ‬حتى‭ ‬يعلنوا‭ ‬عن‭ ‬نيتهم‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬الدولة‭ ‬بقيادة‭ ‬دافيد‭ ‬بن‭ ‬غوريون‭. ‬أثناء‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬الفكرة‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬عملا‭ ‬يدفع‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الهجرة،‭ ‬وبناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬العبرية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الهستدروت‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الأحزاب‭ ‬والمجتمع‭ ‬الأهلي‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬المقاتلين‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الحقيقية‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭. ‬وقت‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬جاهزا،‭ ‬وفى‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الضجيج‭ ‬والمقاطعة‭ ‬وحروب‭ ‬لم‭ ‬يتيسر‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬التدريب‭ ‬الكافى‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬أبدا‭ ‬تحقق‭ ‬تفوقا‭ ‬بشريا‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬القتال‭. ‬خمسة‭ ‬وسبعون‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬الدولة‭ ‬جرى‭ ‬الزحف‭ ‬البطيء‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬الجريمة‭ ‬النازية‭ ‬‮«‬الهولوكوست‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬دخول‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬استعمارية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬ثم‭ ‬العدوان‭ ‬الخاص‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬1967‭. ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬إسرائيل‭ ‬كان‭ ‬بناء‭ ‬نفسها‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المقاييس‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مقياس‭ ‬السعادة،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جبروت‭ ‬وعدوان‭ ‬واشتباك‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومع‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

الحل‭ ‬العبري

المحصلة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬عندها‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬زحفا‭ ‬بطيئا،‭ ‬ولكنه‭ ‬مؤكد‭ ‬للاستعمار‭ ‬والاستيطان،‭ ‬حرب‭ ‬جنين‭ ‬الأخيرة‭ ‬تبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تتم‭ ‬إدارتها‭ ‬بالطريقة‭ ‬نفسها‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الصبر‭ ‬والتجهيز‭ ‬والتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬توجد‭ ‬فيه‭ ‬معاهدات‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬تطبيع‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحدها‭ ‬مصدرا‭ ‬للاعتداء‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬وفي‭ ‬زمن‭ ‬يصدر‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬المجتمع‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الضجيج‭ ‬والهتاف‭ ‬باسم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬الحل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للمعضلات‭ ‬الجديدة‭ ‬هو‭ ‬الحرب‭ ‬القصيرة،‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬فإذا‭ ‬جاءت‭ ‬الضربات‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬فإن‭ ‬الضربات‭ ‬المضادة‭ ‬تجعل‭ ‬الهدنة‭ ‬مفروضة‭ ‬لفترات‭ ‬زمنية؛‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬جنين‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬فإنها‭ ‬تبدأ‭ ‬عمليات‭ ‬تفريغ‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬تكون‭ ‬خطوة‭ ‬بعد‭ ‬خطوة،‭ ‬وقصر‭ ‬المدة‭ ‬يعطي‭ ‬انتصارا‭ ‬مزعوما‭ ‬لمن‭ ‬بح‭ ‬صوته،‭ ‬ويخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الهدوء‭ ‬والرضا‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬انتهاء‭ ‬الأزمة‮»‬‭ ‬لكى‭ ‬يعود‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وعلاقات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين،‭ ‬ولمن‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬فإن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭: ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬واقعة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطيران‭ ‬والمسيرات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهى‭ ‬دولة‭ ‬يمكن‭ ‬إرضاؤها‭ ‬بحقل‭ ‬غاز‭ ‬يكفل‭ ‬موارد‭ ‬كافية،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬دائما‭ ‬مستعدة‭ ‬لتقديم‭ ‬العون‭ ‬للدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الوليدة،‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬سوف‭ ‬تشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬نكبات‭ ‬الأربع‭ ‬والعشرين‭ ‬ساعة،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬البلدوزر‭ ‬بواجباته‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الحياة‭ ‬مستحيلة‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬النزوح،‭ ‬لكي‭ ‬يلحق‭ ‬بنازحين‭ ‬ولاجئين‭ ‬سابقين‭. ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قابلة‭ ‬للإجهاض‭ ‬بنفس‭ ‬وصبر‭ ‬يطول،‭ ‬وعزيمة‭ ‬وإرادة‭ ‬قوية‭.‬

الوضع‭ ‬اختلف

يتابع‭ ‬يوسف‭ ‬القعيد‭ ‬بدقة‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المُحْتَلَّة‭ ‬كما‭ ‬أخبرنا‭ ‬في‭ “‬الأخبار‭”: ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬اغتصابُه‭ ‬لفلسطين‭ ‬الحبيبة‭ ‬سنة‭ ‬1948‭ ‬جريمة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرة‭ ‬لليوم‭.. ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬زمن‭ ‬التلفزيون،‭ ‬ونتابع‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬هُناك‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة،‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬استُشهِد‭ ‬8‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬وأُصيبَ‭ ‬50‭ ‬آخرون‭ ‬جرَّاء‭ ‬عُدوان‭ ‬إسرائيلي‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬جنين‭ ‬ومُخيَّمها،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬بإطار‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬وصفت‭ ‬بالكُبرى‭ ‬منذ‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الثانية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الجميع‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭. ‬أسماء‭ ‬الشُهداء‭ ‬تبقى‭ ‬جراحا‭ ‬في‭ ‬القلب‭. ‬سميح‭ ‬فيراس‭ ‬أبو‭ ‬الوفا‭ ‬21‭ ‬عاما،‭ ‬وأَوْس‭ ‬الحنون،‭ ‬وحُسام‭ ‬أبو‭ ‬ذيبة،‭ ‬ونور‭ ‬الدين‭ ‬حُسام‭ ‬مرشود،‭ ‬ومحمد‭ ‬مُهّند‭ ‬شامي‭. ‬إنه‭ ‬العُدوان‭ ‬المُتكرر،‭ ‬وللأسف‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سوى‭ ‬مُتابعة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬وإدانته‭ ‬وسطِ‭ ‬عالمٍ‭ ‬لا‭ ‬يُعطينا‭ ‬حتى‭ ‬أُذُنيه‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العدو،‭ ‬وكونه‭ ‬جريمة‭ ‬يومية‭ ‬تتم‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬التعوُّد‭ ‬أصبح‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬ننظُر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العدو‭ ‬ونتعوده‭. ‬أنظُر‭ ‬إلى‭ ‬البيان‭ ‬المُشترك‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وجهاز‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬الإسرائيلي‭ “‬الشاباك‭” ‬بأنه‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬جِنين‭ ‬ومُخيَّمِها‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الغارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬استهدفت‭ ‬بُنى‭ ‬تحتيَّة‭ ‬تابعة‭ ‬لفصائل‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬جِنين‭. ‬وعناصر‭ ‬من‭ ‬كتيبة‭ ‬جِنين‭. ‬وأعلن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬إصابة‭ ‬أحد‭ ‬جنوده‭ ‬بشظايا‭ ‬قُنبُلة‭ ‬يدوية‭ ‬في‭ ‬مُخيَّم‭ ‬جِنين‭.‬

جريمة‭ ‬جديدة

الخطير‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬يوسف‭ ‬القعيد‭ ‬أننا‭ ‬بدأنا‭ ‬ننظُر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬العاديَّة،‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬لم‭ ‬تحُدث‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الفظاعة‭ ‬والقسوة‭ ‬مُنذُ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭. ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الرئاسة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نبيل‭ ‬أبو‭ ‬ردينة‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬نشرته‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفلسطينية‭ “‬وفا‭” ‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لن‭ ‬يتحققا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬بهما‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭. ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬أدان‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬العُنف‭ ‬فورا‭. ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬ووزيرها‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُتابع‭ ‬الموقف‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬سامح‭ ‬شُكري‭ ‬اعتبر‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬فورا‭. ‬ولكن‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬يبدو‭ ‬مُستمرا‭ ‬في‭ ‬صلفه‭ ‬وغروره‭ ‬وقنابله‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬اعتبرها‭ ‬المراقبون‭ ‬العملية‭ ‬الأعنف‭ ‬مُنذُ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عِقدين،‭ ‬وأنها‭ ‬تُنذِرُنا‭ ‬جميعا‭ ‬بتصعيد‭ ‬خطير‭. ‬أنظُر‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬مباني‭ ‬ومنازل‭ ‬سكنية‭ ‬ومركبات‭ ‬ومحلات‭ ‬تجارية‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬بري‭ ‬وجوي‭ ‬بالمُسيَّرات‭ ‬مُنذُ‭ ‬فجر‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬الحرب‭. ‬المصادر‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬اشتباكات‭ ‬مُسلَّحة‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والقوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مُتعدِّدة‭ ‬من‭ ‬مُخيَّم‭ ‬جِنين‭. ‬وهل‭ ‬يملُك‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬سوى‭ ‬المقاومة‭ ‬والقتال‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أرضهم‭ ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬وطنهم‭ ‬الذي‭ ‬احتله‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عُنوة؟‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬يُطِلُ‭ ‬علينا‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬عملية‭ ‬جِنين‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬تُحقق‭ ‬الهدف‭ ‬المطلوب،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حفلٍ‭ ‬أقامته‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭. ‬نحن‭ ‬إزاء‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬جديدة‭.‬

مصر‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬فرنسا

انقلبت‭ ‬فرنسا‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب؛‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬شاب‭ ‬فرنسي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬الضواحي‭ ‬الفقيرة؛‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬شرطي‭ ‬فرنسي‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭.. ‬والحادث‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬خالد‭ ‬حمزة‭ ‬في‭ “‬المشهد‭”‬،‭ ‬بسيط‭ ‬ويكاد‭ ‬يتكرر‭ ‬كل‭ ‬يوم؛‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬كلها‭ ‬وإلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬المحيط‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ذاتها‭. ‬والأسباب‭ ‬متراكمة‭ ‬ومعروفة‭ ‬منها‭: ‬الفقر‭ ‬والتهميش‭ ‬وغياب‭ ‬المساواة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬يقدرعددهم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وحدها‭. ‬ومنها‭ ‬بالطبع‭.. ‬نمو‭ ‬التيار‭ ‬الشعبوي‭ ‬والإسلاموفوبيا‭ ‬وتنامي‭ ‬أحزاب‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬والنازيين‭ ‬الجدد؛‭ ‬وكلها‭ ‬تدعو‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أجندتها‭ ‬لطرد‭ ‬المهاجرين‭ ‬شر‭ ‬طردة،‭ ‬ولأن‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬متكررة‭ ‬ولأنها‭ ‬تخص‭ ‬الغرب‭ ‬وأهله؛‭ ‬فإنهم‭ ‬هناك‭ ‬يتصرفون‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬معتقداتهم‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتظاهر‭ ‬والاعتراض‭.. ‬ولكن‭ ‬بضوابط،‭ ‬حتى‭ ‬الذين‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم؛‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬بعد‭ ‬هدوء‭ ‬الاضطرابات‭ ‬أو‭ ‬انتهائها؛‭ ‬لأن‭ ‬حقوقهم‭ ‬هناك‭ ‬تكفل‭ ‬لهم‭ ‬ذلك؛‭ ‬ولفترات‭ ‬محددة،‭ ‬ومن‭ ‬يثبت‭ ‬انتهاكه‭ ‬لتلك‭ ‬الحقوق؛‭ ‬يقدم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬فورا‭ ‬دون‭ ‬ابطاء،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬بعض‭ ‬المطبلين‭ ‬والآكلين‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الموائد‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬للترويج‭ ‬لغياب‭ ‬الشفافية‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬ودعوات‭ ‬بعض‭ ‬أهل‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬الضرب‭ ‬بقوة‭ ‬مفرطة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المتظاهرين؛‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬حظرها‭ ‬ولو‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬فذلك‭ ‬اللافت‭ ‬للنظر‭ ‬فعلا؛‭ ‬فهم‭ ‬لم‭ ‬يكتفوا‭ ‬بمجرد‭ ‬الدعوة؛‭ ‬بل‭ ‬أتبعوها‭ ‬بالتطبيل‭ ‬والتهليل‭ ‬لمصر‭ ‬واحة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام؛‭ ‬وانظروا‭ ‬يا‭ ‬مصريين‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬انتهاكات؛‭ ‬وماذا‭ ‬فعل‭ ‬ماكرون‭ ‬وحكومته‭ ‬من‭ ‬قمع‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بلا‭ ‬رحمة؛‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬تجرأ‭ ‬علينا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة؛‭ ‬واتهمنا‭ ‬بانتهاك‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬وكبت‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬و‭.. ‬و؟‭ ‬ولأن‭ ‬الحقيقة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬شخصين‭ ‬واحد‭ ‬يقولها؛‭ ‬والآخر‭ ‬يتحملها‭ ‬فالحقيقة‭.. ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬وجه‭ ‬للمقارنة؛‭ ‬فالمعايير‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬هناك‭. ‬هنا‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬مأكله‭ ‬ومشربه‭ ‬وصحته؛‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬له‭ ‬التمتع‭ ‬بتلك‭ ‬الحريات؛‭ ‬وهو‭ ‬مكبوت‭ ‬الرأي‭ ‬والفكر‭ ‬وهلم‭ ‬جرا؟‭ ‬وهناك‭.. ‬يرون‭ ‬حوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حزمة‭ ‬واحدة‭.‬

القنابل‭ ‬العنقودية

قررت‭ ‬أمريكا‭ ‬تزويد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالقنابل‭ ‬العنقودية‭. ‬القرار‭ ‬كما‭ ‬يراه‭ ‬جلال‭ ‬عارف‭ ‬في‭ “‬الأخبار‭” ‬خطير‭ “‬أو‭ ‬بتعبير‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬صعب‭ ‬للغاية‭” ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لأنه‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬سلاحا‭ ‬فتاكا،‭ ‬وإنما‭ ‬لأنه‭ ‬يورط‭ ‬أمريكا‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تستنكر‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬المحظور‭ ‬دوليا‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭. ‬والذي‭ ‬يهدد‭ ‬بوقوع‭ ‬إصابات‭ ‬عديدة‭ ‬بين‭ ‬المدنيين،‭ ‬رغم‭ ‬أي‭ ‬احتياطات‭ ‬قد‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬سوف‭ ‬تتخذ‭ ‬لمنع‭ ‬ذلك،‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فإن‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع‭ ‬الرئيسية‭ ‬هنا‭ “‬روسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وأوكرانيا‭” ‬لم‭ ‬توقع‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬أوسلو‭ ‬الخاصة‭ ‬بحظر‭ ‬إنتاج‭ ‬استخدام‭ ‬القنابل‭ ‬العنقودية‭.. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تبقى‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬تعريض‭ ‬أرواح‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬للخطر‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬قالته‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ “‬خطية‭” ‬من‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬القنابل‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬شظاياها‭ ‬في‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬أو‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬ألغام‭ ‬قابلة‭ ‬للانفجار‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المدنيين،‭ ‬وبالتأكيد‭.. ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يريد‭ ‬وضع‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬تتحمل‭ ‬واشنطن‭ ‬مسؤوليته‭ ‬كاملة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬حلفائها‭ ‬الكبار‭ “‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭”‬،‭ ‬يعارضون‭ ‬القرار‭ ‬ويلتزمون‭ ‬بأحكام‭ ‬معاهدة‭ ‬حظر‭ ‬القنابل‭ ‬العنقودية،‭ ‬ويخشون‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬تزويد‭ ‬أوكرانيا‭.. ‬ورد‭ ‬فعل‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬الهجوم‭ ‬المضاد‭ ‬الذي‭ ‬قالت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إنها‭ ‬تشنه‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬أربك‭ ‬حسابات‭ ‬البعض،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬كانوا‭ ‬يشككون‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬قوات‭ ‬أوكرانيا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬الأوكراني‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المتوقع،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬القنابل‭ ‬العنقودية‭ ‬وسيلة‭ ‬لرفع‭ ‬قدرة‭ ‬الجيش‭ ‬الأوكراني‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬تزويد‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بهذه‭ ‬القنابل‭ ‬هو‭ “‬إجراء‭ ‬مؤقت‭”‬،‭ ‬وإن‭ ‬القرار‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬محادثات‭ ‬سرية‭ ‬بين‭ ‬مسؤولين‭ ‬روس‭ ‬وشخصيات‭ ‬أمريكية‭ ‬نافذة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ليست‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭. ‬وهي‭ ‬أخبار‭ ‬تم‭ ‬نفيها‭ ‬من‭ ‬الجانبين،‭ ‬ولكنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الكواليس‭ ‬يؤكده‭ ‬مسؤولون‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬حين‭ ‬يقولون،‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬المساعدات‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬تستهدف‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ “‬كييف‭”‬،‭ ‬من‭ ‬التفاوض‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬وفقا‭ ‬لشروطها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تبقى‭ ‬اللعبة‭ ‬خطرة‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الطريق‭ ‬للتفاوض‭ ‬ملغوما‭ ‬بشظايا‭ ‬القنابل‭ ‬العنقودية‭.. ‬أو‭ ‬بضحاياها‭.‬

حزين‭ ‬لسبب‭ ‬غريب

‭ ‬نعم،‭ ‬وبصدق‭ ‬وصراحة‭ ‬كاملين،‭ ‬تنتاب‭ ‬مشاعر‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الغزالي‭ ‬حرب‭ ‬مشاعرغير‭ ‬مريحة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”: ‬أشعر‭ ‬بحزن‭ ‬شديد،‭ ‬لسبب‭ ‬قد‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬غريبا‭ ‬أو‭ ‬مبالغا‭ ‬فيه،‭ ‬ولكنني‭ ‬بالفعل‭ ‬حزين،‭ ‬وأرجو‭ ‬ألا‭ ‬تستغربوا‭ ‬إنني‭ ‬أتابع‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬الصراع‭ ‬الجاري‭ ‬بين‭ ‬تويتر‭ ‬وثريدز‭… ‬هل‭ ‬سمعتم‭ ‬عنه؟‭ ‬إنكم‭ ‬جميعا،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أغلبكم،‭ ‬تعرفون‭ ‬تويتر‭ ‬إنه‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الشهير،‭ ‬الذي‭ ‬يستخدمه‭ ‬الكثيرون‭ ‬منكم‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬وإرسال‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭ ‬قصيرة،‭ ‬لكتابة‭ ‬الآراء‭ ‬والتعليقات‭ ‬وتداولها‭ ‬بين‭ ‬بعضكم‭ ‬بعضا،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬مواقفهم‭ ‬إزاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والمشكلات‭ ‬العامة‭. ‬وليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬تويتر‭ ‬أيضا‭ ‬منصة‭ ‬للكثيرين‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الفكر‭ ‬والسياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة،‭ ‬للتعبير‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬وأفكارهم‭. ‬تويتر‭ ‬هي‭ ‬منصة‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬ومعناها‭ ‬بالإنكليزية‭ ‬تغريدة،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬صوصوة‭ ‬العصفور،‭ ‬أو‭ ‬شقشقته‭ ‬التي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نسمعها‭ ‬متكاثرة‭ ‬صباحا‭ ‬مبكرا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬جميل،‭ ‬وهنا‭ ‬فإننى‭ ‬أتحفظ‭ ‬وأقول‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يسيء‭ ‬استعمال‭ ‬هذه‭ ‬التويتات،‭ ‬أو‭ ‬يرسلها‭ ‬مجهلة‭ ‬لأشخاص‭ ‬بعينهم،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬تويتر‭ ‬تزيد‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬فضاء‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أكثر‭ ‬رحابة‭ ‬وحرية‭. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬المثارة‭ ‬الآن‭… ‬بل‭ ‬وبحدة‭ ‬شديدة‭ ‬للغاية؟‭ ‬إنها‭ ‬إعلان‭ ‬شركة‭ ‬ميتا‭ ‬المالكة‭ ‬لفيسبوك‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬منصة‭ ‬إلكترونية‭ ‬جديدة‭ ‬سمتها‭ ‬ثريدز،‭ ‬وتعني‭ ‬بالإنكليزية‭ “‬خيوط‭ ‬أو‭ ‬أسلاك‭”. ‬لقد‭ ‬سدد‭ ‬ظهور‭ ‬ثريدز‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬لتويتر،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بجذب‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬مستخدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتويتر،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬من‭ ‬سحب‭ ‬كبير‭ ‬كارثي‭ ‬لإعلاناتهم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬ثريدز‭ ‬ترتبط‭ ‬بمنصة‭ ‬أنستغرام،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬بسهولة‭ ‬التسجيل‭ ‬على‭ ‬ثريدز‭ ‬منها‭.. ‬وقد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭: ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يحزنك‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬الساخن‭ ‬البعيد؟‭ ‬أقول‭ ‬بحزن‭ ‬وأسى،‭ ‬يحزنني‭ ‬إننا‭ ‬فقط‭ ‬كنا‭ ‬ـ‭ ‬ولا‭ ‬نزال‭ – ‬مجرد‭ ‬مشاهدين‭ ‬ومتفرجين،‭ ‬نعم‭.‬‭. ‬لا‭ ‬نزال‭ ‬فقط‭ ‬مشاهدين‭ ‬ومتفرجين‭.‬

أشهر‭ ‬معلومات

يرى‭ ‬اسامة‭ ‬سرايا‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭” ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أمام‭ ‬التطورات‭ ‬المذهلة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة،‭ ‬وفي‭ ‬المواصلات‭ ‬إليها،‭ ‬والمعيشة‭ ‬فيها،‭ ‬وحولها،‭ ‬بل‭ ‬أسعار‭ ‬الرحلة‭ ‬الضخمة‭ – ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬تَبَصُر‭ ‬أمورنا،‭ ‬بل‭ ‬جدولتها،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬العصر،‭ ‬وأن‭ ‬نبسط‭ ‬الحج‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬درجة‭ ‬ممكنة،‭ ‬فالحج‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬خاطرنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نوقن‭ ‬بأن‭ ‬الحج‭ ‬عبادة،‭ ‬وأن‭ ‬نخلصه‭ ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬والسياحة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مضمون‭ ‬الرحلة‭ ‬تجارة‭ ‬وسياحة،‭ ‬بل‭ ‬مؤتمر،‭ ‬وعلم‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكنها‭ ‬عناصر‭ ‬جزئية،‭ ‬أو‭ ‬هامشية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬السيرة،‭ ‬أو‭ ‬الرحلة‭ ‬الإيمانية،‭ ‬ولا‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬فيها،‭ ‬وإلا‭ ‬ضاعت‭ ‬الفريضة،‭ ‬ولم‭ ‬نؤدِ‭ ‬حقيقتها‭ ‬التي‭ ‬ذهبنا‭ ‬إليها،‭ ‬ولنا‭ ‬غرض‭ ‬عند‭ ‬الخالق‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬قبل‭ ‬رحيلنا‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭. ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يشتكي‭ ‬بعض‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المنظمين‭ ‬الذين‭ ‬يميزون‭ ‬بين‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬ولا‭ ‬يحترمون‭ ‬الفريضة،‭ ‬ويستغلون‭ ‬طموحهم‭ ‬في‭ ‬الحج،‭ ‬ويعاملونهم‭ ‬كزبائن،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يساعدون‭ ‬الحجاج،‭ ‬وكلنا‭ ‬يريد‭ ‬الحج،‭ ‬ويبحث‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬يتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الشوائب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المعاصر،‭ ‬ولهذا‭ ‬أدعو‭ ‬الحكومة‭ ‬لإنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬يديرها‭ ‬مخلصون،‭ ‬وتساعد‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الحج،‭ ‬ولا‭ ‬ترهقهم،‭ ‬تأخذ‭ ‬منهم‭ ‬طوال‭ ‬العام‭ ‬مبلغا‭ ‬بسيطا،‭ ‬ثم‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬ميسرة،‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬تمييز،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬مخالف‭ ‬لتعاليم‭ ‬الشرع،‭ ‬وضد‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬فالرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬حج‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولم‭ ‬يكررها،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬أعلم‭ ‬بنا،‭ ‬ويعلم‭ ‬مدى‭ ‬كثرة،‭ ‬وتشوق‭ ‬المسلمين‭ ‬للرحلة‭ ‬المقدسة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أداها‭ ‬سقطت‭ ‬عنه،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬عليها،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يستعد‭ ‬لها،‭ ‬ليقبلها‭ ‬الخالق‭ ‬منه،‭ ‬ومن‭ ‬منحه‭ ‬الله‭ ‬أموالا‭ ‬زائدة‭ ‬يذهب‭ ‬للعمرة،‭ ‬وليس‭ ‬الحج،‭ ‬وأن‭ ‬يترك‭ ‬مكانه‭ ‬للمسلمين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الفريضة‭. ‬إنني‭ ‬أتطلع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬هيئة‭ ‬مكسبها‭ ‬الحقيقي‭ ‬مساعدة‭ ‬الحجيج،‭ ‬فهل‭ ‬أقول‭ ‬كلاما‭ ‬للحالمين‭.. ‬سامحونى‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬تجاوزت‭ ‬في‭ ‬الحلم،‭ ‬فهو‭ ‬خاطرة،‭ ‬والله‭ ‬يعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬ضميري‭ ‬تجاه‭ ‬رحلة‭ ‬الركن‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭.‬

ورطة‭ ‬لميس

هل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انتشار‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإلكترونية،‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬معين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصدق‭ ‬شائعة‭ ‬ساذجة‭ ‬ولا‭ ‬تتحقق‭ ‬منها،‭ ‬رغم‭ ‬السهولة‭ ‬الشديدة‭ ‬للتحقق؟‭ ‬يطرح‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين‭ ‬في‭ “‬الشروق‭” ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬بعد‭ ‬الجدل‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬وفحواه‭ ‬إشاعة‭ ‬ضخمة‭ ‬انتشرت‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭ ‬بأن‭ ‬الإعلامية‭ ‬لميس‭ ‬الحديدي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬إلغاء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬بشكلها‭ ‬الحالي‭ ‬واستبدالها‭ ‬بالحج‭ ‬عبر‭ ‬الميتافيرس‭ ‬‮«‬الفيسبوك‭ ‬سابقا‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الزوم‭. ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬أن‭ ‬الحديدي‭ ‬استضافت‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬‮«‬كلمة‭ ‬أخيرة‮»‬‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬ON‭ ‬E‮»‬‭ ‬الشيخ‭ ‬أسامة‭ ‬رسلان،‭ ‬مشرف‭ ‬وحدة‭ ‬اللغة‭ ‬الإنكليزية‭ ‬في‭ ‬مرصد‭ ‬الأزهر‭ ‬للحديث‭ ‬حول‭ ‬مناسك‭ ‬الحج،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬لتأديتها‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأسئلة‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭: ‬‮«‬لو‭ ‬أحد‭ ‬الأطفال‭ ‬سأل‭ ‬والده‭ ‬أو‭ ‬والدته‭ ‬عن‭ ‬أحد‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬وأخبره‭ ‬الوالدان‭ ‬بضرورة‭ ‬عدم‭ ‬مناقشة‭ ‬المناسك‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬وقالا‭ ‬له‭: ‬إنت‭ ‬بتناقش‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬ربنا،‭ ‬إعمل‭ ‬الحاجات‭ ‬زي‭ ‬ما‭ ‬ربنا‭ ‬قالها‭ ‬وخلاص‭. ‬وهذا‭ ‬الرد‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعجب‭ ‬الطفل،‭ ‬الذي‭ ‬سيسأل‭ ‬أيضا‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نؤدي‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬‮«‬أونلاين‮»‬‭ ‬أو‭ ‬بتقنية‭ ‬الميتافيرس،‭ ‬ولماذا‭ ‬نذهب‭ ‬ونلف‭ ‬حول‭ ‬الكعبة‭ ‬7‭ ‬مرات؟‭ ‬تضيف‭ ‬الحديدي‭ ‬في‭ ‬سؤالها‭: ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أسئلة‭ ‬يطرحها‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬ولا‭ ‬أطرحها‭ ‬أنا،‭ ‬فكيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رد‭ ‬والديه؟‮»‬‭. ‬الجزء‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬تجاهله‭ ‬كثيرون‭ ‬هو،‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬رأيي‭ ‬أنا،‭ ‬بل‭ ‬أطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬لبيان‭ ‬بعض‭ ‬التفسيرات‭ ‬المهمة‭ ‬لفلسفة‭ ‬الحج‭ ‬عند‭ ‬صغار‭ ‬السن‭. ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬مشبوهة‭ ‬ومغرضة‭ ‬ومتربصة‭ ‬وغير‭ ‬مهنية‭ ‬وساذجة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تجاهلت‭ ‬الحلقة‭ ‬لمدة‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬كاملة،‭ ‬فجأة‭ ‬وجدنا‭ ‬حملة‭ ‬منسقة‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الحج،‭ ‬اختزلت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬عبارة‭ ‬قصيرة‭ ‬تقول،‭ ‬لميس‭ ‬الحديدي‭ ‬تسأل‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نحج‭ ‬أونلاين‭ ‬بالميتافيرس‭ ‬أو‭ ‬الزوم؟‭ ‬وهؤلاء‭ ‬نسوا‭ ‬جميعا‭ ‬العبارة‭ ‬الإضافة‭ ‬المهمة،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬رأيها،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬تفكير‭ ‬بعض‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭.‬

خطورة‭ ‬الفبركة

كان‭ ‬منطقيا‭ ‬كما‭ ‬اوضح‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬حسين،‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬لميس‭ ‬الحديد‭ ‬وتكتب‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬وتقول‭: ‬‮«‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬الحقيقة‭ ‬حول‭ ‬هوجة‭ ‬الحج‭ ‬بالميتافيرس‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الفيديو‭ ‬الحقيقي‭ ‬والكامل‭.. ‬مش‭ ‬القص‭ ‬واللزق‭ ‬اللي‭ ‬الإخوان‭ ‬طلعوه‮»‬‭. ‬أما‭ ‬اللي‭ ‬عاوزين‭ ‬يزيطوا‭ ‬بقى‭ ‬ويصدقوا‭ ‬أي‭ ‬حاجة‭ ‬دون‭ ‬تيقن‭ ‬فنتركهم‭ ‬لجهلهم‮»‬‭. ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬هو‭ ‬القصة‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬التي‭ ‬ينتفض‭ ‬فيها‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬لم‭ ‬يدقق‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬يتحقق‭ ‬منها‭. ‬غالبية‭ ‬المتابعين‭ ‬للقصة‭ ‬لم‭ ‬يكلفوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أن‭ ‬يسمعوا‭ ‬سؤال‭ ‬المذيعة‭ ‬كاملا،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتأكدوا‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬السؤال‭.. ‬لكن‭ ‬ولأن‭ ‬المذيعة‭ ‬قامت‭ ‬بالرد‭ ‬والتوضيح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بفضل‭ ‬نشاطها‭ ‬على‭ ‬تويتر،‭ ‬فإن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المتربصين‭ ‬والمتطرفين‭ ‬والمحرضين‭ ‬والمفبركين‭ ‬اضطروا‭ ‬للاعتذار‭ ‬لها‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نادر‭ ‬الحدوث‭.‬
السؤال‭ ‬الجوهري‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭: ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بهذه‭ ‬السطحية‭ ‬وتصديق‭ ‬أي‭ ‬إشاعة‭ ‬يسمعها‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬غريبة‭ ‬وشاذة؟‭ ‬والأخطر‭ ‬هو‭: ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تضليل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬وتعقيدا‭ ‬وتشابكا‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكتائب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تتربص‭ ‬بالجميع؟‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬‮«‬الحج‭ ‬أونلاين‮»‬‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬لأنه‭ ‬ينبهنا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والتنظيمات‭ ‬والأجهزة‭ ‬إمكانية‭ ‬العبث‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬توجهات‭ ‬المواطنين‭ ‬المصريين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مختلفة‭ ‬خصوصا‭ ‬الشباب‭.‬

لحم‭ ‬أمريكي

يقوم‭ ‬الأمريكيون‭ ‬بتشكيل‭ ‬العالم‭ ‬وصياغته‭ ‬في‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬حياتنا‭. ‬اليوم‭ ‬والكلام‭ ‬لرفعت‭ ‬رشاد‭ ‬في‭ “‬الوطن‭” ‬يعدون‭ ‬لصناعة‭ ‬اللحم‭ ‬واستزراعه‭ ‬أو‭ ‬استنباته‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬لتوفير‭ ‬وجبات‭ ‬لحم‭ ‬رخيصة‭ ‬للناس‭. ‬دوافعه‭ ‬رأسمالية‭ ‬بالطبع،‭ ‬لكن‭ ‬الإيجابي‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬ستأكل‭ ‬لحما‭ ‬صناعيا‭ ‬مخلقا‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬علمي‭. ‬وافقت‭ ‬هيئة‭ ‬الغذاء‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬اللحوم‭ ‬المصنعة‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬حيوانية‭ ‬بمعالجة‭ ‬معملية‭ ‬للتناول‭ ‬البشري،‭ ‬وهذا‭ ‬اللحم‭ ‬يشمل‭ ‬الدواجن‭ ‬والأسماك‭ ‬أيضا‭. ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬توفير‭ ‬المراعي‭ ‬والعلف‭ ‬والمياه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الماشية‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬موجودة‭ ‬ستوظف‭ ‬لإنتاج‭ ‬الألبان‭ ‬والسمن‭ ‬غير‭ ‬المهدرج،‭ ‬وكذلك‭ ‬توفير‭ ‬كميات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬البيض‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬للإنسان‭. ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الصحية‭ ‬ستكون‭ ‬نسبة‭ ‬الجراثيم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحوم‭ ‬أقل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬نسبتها‭ ‬العادية،‭ ‬خاصة‭ ‬الجراثيم‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬ضررا‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والتي‭ ‬تنتقل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الذبح‭ ‬والحفظ،‭ ‬كما‭ ‬ستخلو‭ ‬اللحوم‭ ‬المصنعة‭ ‬من‭ ‬الهرمونات‭ ‬التي‭ ‬تحقن‭ ‬بها‭ ‬المواشى‭ ‬والدواجن‭ ‬والأسماك‭ ‬بهدف‭ ‬تسريع‭ ‬نضوجها‭. ‬إن‭ ‬الإنتاج‭ ‬الموسع‭ ‬لهذه‭ ‬اللحوم‭ ‬هو‭ ‬الضمان‭ ‬لاستمرار‭ ‬توفيرها‭ ‬وتطوير‭ ‬طرق‭ ‬إنتاجها،‭ ‬فالناس‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للحوم‭ ‬كغذاء‭ ‬بروتينى،‭ ‬وتصنيعها‭ ‬وإنتاجها‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة،‭ ‬سيكون‭ ‬فتحا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبشرية‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬طوال‭ ‬عهودها‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬اللحم‭ ‬أهم‭ ‬السلع‭ ‬والمأكولات،‭ ‬وبعض‭ ‬الحكماء‭ ‬يبرر‭ ‬أسباب‭ ‬إشعال‭ ‬الحروب‭ ‬بأنها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضافة‭ ‬قطعة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬في‭ ‬طبق‭ ‬المنتصر‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬معرفة‭ ‬طريقة‭ ‬تصنيع‭ ‬اللحوم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬سيفتح‭ ‬الباب‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬لتوفير‭ ‬الغذاء‭ ‬لشعوبها،‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬إغفال‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬للفساد‭ ‬والغش‭ ‬في‭ ‬التصنيع،‭ ‬لكنها‭ ‬مسألة‭ ‬أخرى،‭ ‬فكل‭ ‬السلع‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬والسلاح‭ ‬يشوب‭ ‬التعامل‭ ‬فيها‭ ‬الفساد‭ ‬نظرا‭ ‬للعمولات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬هذه‭ ‬التعاملات‭.‬

لحمة‭ ‬والسلام

صارت‭ ‬البشرية‭ ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬رفعت‭ ‬رشاد‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬بعدما‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬وقلت‭ ‬الموارد‭ ‬وصارت‭ ‬المؤامرات‭ ‬تدبر‭ ‬لتقليل‭ ‬عدد‭ ‬البشر،‭ ‬لذلك‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬بتصنيع‭ ‬اللحوم،‭ ‬وتطوير‭ ‬طرق‭ ‬الزراعة‭ ‬وتعظيم‭ ‬عوائدها،‭ ‬شفيعا‭ ‬للتخفيف‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الكوكب‭ ‬وعدم‭ ‬استهدافهم‭ ‬بالأمراض‭ ‬الخطيرة‭ ‬مثل‭ ‬كورونا،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬اللحوم‭ ‬المصنعة‭ ‬من‭ ‬لحم‭ ‬الماشية‭ ‬والدواجن‭ ‬والأسماك‭ ‬ستكون‭ ‬القيمة‭ ‬الغذائية‭ ‬فيها‭ ‬متوازنة،‭ ‬خاصة‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يُنصح‭ ‬بالإكثار‭ ‬من‭ ‬تناولها‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الطبيعية‭ ‬ويمكن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬المواد‭ ‬الضارة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحوم‭ ‬مثل،‭ ‬الدهون‭ ‬الضارة‭ ‬واستبدالها‭ ‬بدهون‭ ‬أخرى‭ ‬مفيدة‭ ‬وإضافة‭ ‬فيتامينات‭. ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬إنتاج‭ ‬اللحوم‭ ‬معمليا،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصنيع‭ ‬فتحا‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬سيتيح‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬واتساع‭ ‬دوائر‭ ‬الإنتاج‭ ‬إمكانية‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬بتكاليف‭ ‬أقل‭ ‬وربما‭ ‬تختفى‭ ‬رسوم‭ ‬الكاريكاتير‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالسخرية‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬اللحوم‭ ‬من‭ ‬الصحافة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬سيتطلب‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬أطول‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬لحوم‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا،‭ ‬لأن‭ ‬سبل‭ ‬الإنتاج‭ ‬التي‭ ‬يتدخل‭ ‬فيها‭ ‬الإنسان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬أو‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬أمراض‭ ‬سرطانية‭. ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬التساؤلات‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬ويهتم‭ ‬بها‭ ‬العلماء،‭ ‬فتدور‭ ‬حول‭ ‬مذاق‭ ‬تلك‭ ‬اللحوم،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬مثل‭ ‬اللحوم‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬أو‭ ‬بتلو‭ ‬أو‭ ‬كندوز؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬إنتاج‭ ‬فخدة‭ ‬ضاني؟‭ ‬وأخبار‭ ‬الموزة‭ ‬إيه؟‭ ‬وهل‭ ‬ستشكل‭ ‬اللحوم‭ ‬الجديدة‭ ‬بما‭ ‬يسمح‭ ‬بالشي‭ ‬وهل‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬كوارع؟‭ ‬أو‭ ‬إكسسوارات‭ ‬أي‭ ‬كرشة‭ ‬وفشة‭ ‬وغيرهما؟‭ ‬وماذا‭ ‬سيكون‭ ‬شكلها،‭ ‬هل‭ ‬تعبأ‭ ‬في‭ ‬علب‭ ‬أو‭ ‬أكياس؟‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬مبشر‭ ‬إذا‭ ‬سار‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬مخلصة‭.‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية