أجيال جديدة أكثر وعيا وأكثر استعصاء على التطويع والإحتواء تعيش موجة ‘عولمية’ بكل جنونها التقني والعلمي والسياسي

حجم الخط
0

القاهرة ـ ‘القدس العربي امتلأت الصحف الصادرة أمس الاثنين 31 مارس/اذار بالكثير من الأخبار والموضوعات المهمة، أولها المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة العليا للانتخابات وأعلنت فيه فتح باب تلقي طلبات المرشحين واستمرار فتحه حتى العشرين من إبريل/نيسان، وإجراء الانتخابات يومي 26 27 من شهر مايو آيار القادم، وإعلان النتيجة في موعد لا يتعدى الخامس من يونيو/حزيران. أما إذا تمت الإعادة فستكون يومي 16 -17 يونيو.
كما أشارات الصحف إلى مواصلة طلاب الإخوان في جامعة الأزهر المظاهرات وسقوط قنبلتين وكذلك محاولة طلابهم في جامعة حلوان تعطيل حركة المترو، لكن العاملين في محطة حلوان والركاب اشتبكوا معهم.
وذكرت الصحف تعرض قافلة عسكرية في سيناء لإطلاق نار واستشهاد مساعد في الجيش وإصابة ثلاثة من جنود الأمن، والقبض على شرطيين في العريش يعملان لحساب الإرهابيين ويبلغونهم بتحركات الضباط والجنود وأسمائهم وعناوينهم.
ونشرت الصحف عن استعدادات الحملة الانتخابية للسيسي. كما ورد فيها تحليل أسباب سقوط إبراهيم المعلم وكل قائمته في انتخابات النادي الأهلي سقوطا مدويا، واتفق الجميع على وجود شبهة لتعامل المعلم مع الإخوان ولنشر جريدته ‘الشروق’ مقالات لزميلنا الكاتب الكبير فهمي هويدي!
والى بعض مما عندنا:

المنافقون يتنقلون من حكم الى آخر

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء وعلى سبيل المثال فان زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لـ’اليوم السابع’ أكرم القصاص الذي تعجب من المنافقين وألاعيبهم وحيلهم فقال عنهم يوم السبت: ‘خلال ثلاثة أعوام تخلص المصريون من رئيسين تصور كل منهما أنه يمكنه أن يحكم وحده مع حزبه أو جماعته. مبارك والحزب الوطني كانا يتصوران أنهما مستمران، ومهما فعلا لن يجرؤ أحد على إزاحتهما. وبعد تنحي مبارك جاء الإخوان وتصوروا أنهم يمكن أن يحكموا بنفس الطريقة والوجوه وسقطوا بسرعة. والمثير أن نظامين سقطا، لكن المنافقين يعملون بنفس الطريقة، كانوا ينافقون مبارك، ثم توجهوا إلى المجلس العسكري ثم إلى حزب الحرية والعدالة وإلى مرسي، ثم انقلبوا على كل راحل لينضموا إلى القادم الجديد بصرف النظر عن الاسم. اليوم نرى عددا كبيرا من المنافقين يلعبون نفس اللعبة، وهؤلاء هم من يثيرون الخوف لدى الشعب من أن يعودوا وكأن شيئا لم يحدث. المنافقون يمتلكون تركيبة نفاقية عصامية تتوجه إلى من في السلطة’.

أليست أم الشهيد أحق بلقب الأم المثالية؟!

ولو توجهنا الى ‘الجمهورية’ في اليوم نفسه سنجد زميلنا يحيى علي يشن هجوما عنيفا على الأوضاع المؤسفة في مصر هي أمي التي قال عنها: ‘عندما تختلط الأوراق وتتوه معالم الطريق ولا تعرف الحابل من النابل، وتتحول الحرية إلى بلطجة، والديمقراطية إلى احتلال الباعة الجائلين للأرصفة والميادين، ويصبح المأجور الذي تدرب في الخارج لهدم الوطن ثائرا يتحدث باسم الشعب والثورة ويرتاد الفضائيات على أنه من النخبة ومن قادة الفكر، يكون من الطبيعي في هذا الجو الذي غابت فيه القيم وتوارت فيه المبادئ أن يخرج علينا مدير علاقات عامة للأسف بناد محترم ليمنح راقصة تتفنن في عرض جسدها في الملاهي والأفراح والحفلات لقب الأم المثالية. تبقى أم الشهيد أو زوجة الشهيد أحق ألف مرة باللقب من راقصة. تبقى العاملة البسيطة التي تتقاضى بضعة جنيهات في الشهر أحق مئة مرة من راقصة لو امتلكت كنوز الأرض. وتبقى الأرملة البسيطة التي تبيع الفجل والجرجير بعزة وشرف وكرامة لتربية أبنائها أفضل وأحق مئة مرة من راقصة ولو عاشت في قصور وألحقت أبناءها بالجامعة الأمريكية، وقديما قالوا في الأمثال تجوع الحرة ولا تأكل بثديها، لكن عندما تغيب القيم وتتوارى المبادئ ويطمس التراب معالم الذهب، تصبح الراقصة سيدة مجتمع ونجمة وأما مثالية’.
ويحيى يشير إلى منح نادي الطيران الفنانة والراقصة فيفي عبده لقب الأم المثالية في الاحتفال بعيد الأم .

مصر لا تزال في مرحلة الفرز

وإلى ‘الشروق’ يوم الأحد، التي دعاني اليها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس حزب مصر الحرية، الدكتور عمرو حمزاوي لقراءة مقاله في بابه المعنون (هامش للديمقراطية) الذي قال فيه: ‘مصر ما زالت مع لحظة فرز ممتدة بين النخب التي اختارت إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بتأييد هيمنة المكون العسكري الأمني على الدولة والمجتمع، وبين جماعة الإخوان التي لم ترد بين 2011 و2013 تحولا ديمقراطيا، بل سعت إلى أن تحل محل نخبة الرئيس الأسبق مبارك، كطرف أساسي في تحالفات الحكم والثروة والنفوذ، التي دوما ما شاركت بها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والنخب الاقتصادية والمالية، وبين المجموعات والأصوات المعدة على رفض وصاية كل من المكون العسكري الأمني واليمين الديني، والباحثة عند دولة ديمقراطية ومجتمع عادل يضمن كرامة وحقوق وحريات المواطن. ونتوقع أن حملات تجميل وجه هيمنة المكون العسكري الأمني إن باستدعاء رومانسيات الخمسينيات والستينيات عن البطل المخلص والمؤسسة القادرة، أو باختزال انتهاكات الحقوق والحريات والعصف بسيادة القانون إلى مجرد تجاوزات فردية وتبريرها بضرورات الحرب على الإرهاب ومواجهة العنف، تلقى قبولا شعبيا واضحا في ظل تواصل العمليات الإرهابية وأعمال العنف، شأنها في ذلك شأن التشويه الزائف للمجموعات والأصوات الديمقراطية كعملاء للخارج أو كارهين للوطن وباحثين عن تقسيم الدولة وتفتيت المجتمع’.

الإعلام الآن أكبر وأخطر
وسيلة لغسل الأموال القذرة

وقد جئنا بحمم من نار وغضب ستطلق على الصحافيين المصريين في اليوم نفسه، الأحد من الصفحة السابعة عشرة من ‘الجمهورية’ وكان مصدرها مدير عام تحريرها خفيف الظل محمد أبو كريشة وقوله:
‘الصحافة الآن تلملم أوراقها لتنزوي في ركن بعيد بعد أن أدت دورها في إفساد الوطن والأمة، وها هي تترك المجال للفضائيات لتوصل الإفساد والصحافة، أفسدت من يجيد القراءة فقط، لكن الفضاء يفسد الجميع والإعلاميون جميعا إلا من رحم ربي ‘من بره الله الله ومن جوه يعلم الله’.
لو اطلعت عليهم مثلي لوليت منهم فرارا وامتلأت منهم رعبا، والإعلاميون يشبهون القوادين في الأيام الخوالي فالقوادون كانوا يوصلون البغايا إلى المنازل، والإعلام يوصل الانحراف الفكري إلى غرف النوم، هذه أخطر أنواع القوادة والبغاء. وقد هجر الصحافيون الصحافة الورقية ودخلوا أفواجا في الفضائيات بحثا عن كسب أكبر وذيوع ونجومية أكثر، لا رغبة في توصيل رسالة فكرية ما. المأساة أن المال تزوج كل شيء أو عاشر كل شيء في وطن معاشرة غير شرعية، المال في بلدي تعددت زوجاته أو عشيقاته أو محطاته وصارت العصمة كلها في يده، والإعلام الآن هو أكبر واخطر وسيلة لغسل الأموال القذرة والأموال القذرة تنتج إعلاما قذرا وتلد إعلاميين ذرين بالتأكيد’.

محاولات تضليل الوعي أو تزييفه
لم تعد تملك فرصة العيش

وندخل الان الى صحيفة ‘المصريون’ لنقرأ مقال رئيس تحريرها جمال سلطان عن السيسي الذي وقع في فخ شبكات التواصل الاجتماعي يقول:’ في أعقاب إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية انطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي حملة تدعو لانتخابه ‘سأنتخب السيسي’ وهو ما استفز ملايين الشباب المصري المنتمين روحيا وسياسيا لثورة يناير/كانون الثاني، فأطلقوا حملة مضادة فورية تسخر من ترشح السيسي وتوجه له سبابا مقذعا في عبارة موجزة، والمثير للدهشة أن حملة السباب والسخرية هذه انتشرت في صفحات التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، كما يقولون، وخلال ثلاثة أيام فقط وصل التفاعل معها إلى مئة مليون حالة نشر ‘إعادة تغريد’ على صفحات تويتر، على سبيل المثال، وهو رقم مذهل، جعل من هذه التغريدة الجارحة والعنيفة تحتل المركز الأول في الرموز ‘الهاشتاج’ الذي ينتشر في موقع تويتر على مستوى العالم كله، والحقيقة أن مئة مليون رسالة سخرية وشتيمة في شخص بعينه خلال ثلاثة أيام فقط هي حدث مذهل بكل المقاييس وبالغ الخطورة، ويمكن أن يسبب ما يوصف ‘بالاغتيال المعنوي’ للشخص المستهدف بها، وأظن أن هذا كان مقصد من أطلقوا هذه التغريدة، وليس مهما كثيرا البحث عمن أطلقها للمرة الأولى، لأن المهم أن ملايين المواطنين داخل مصر وخارجها أعادوا تغريدها مئة مليون مرة خلال ثلاثة أيام، وهو ما يعني قياسا الكترونيا للرأي العام واتجاهاته في مصر، خاصة في الفئة العمرية بين العشرين والأربعين، وهي الأكثر تواصلا مع ‘تويتر’ وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام، كما أنها الفئة التي تمثل أكثر قليلا من 60′ من الشعب المصري حسب الإحصاءات الرسمية … في التجارب الحديثة لا يمكن تجاهل خطورة مواقع التواصل الاجتماعي ودورها السياسي، ولعلنا نذكر أن نجاح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المرة الأولى التي اقتحم بها ‘أمريكي أسود’ منصب رئيس أكبر دولة في العالم، كان هناك إجماع على أن ‘تويتر’ كان نافذته الأولى والأهم لكسب الرأي العام الأمريكي، أيضا ثورات الربيع العربي بالكامل، كانت صفحات التواصل الاجتماعي هي معمل التحضير والتفريخ والتوجيه للثورة وتناميها…
أحد أهم الوجوه التي تشخص ما يحدث في مصر الآن، وهي مما لا ينتبه له كثيرون في جسم الدولة البيروقراطي العتيق، وجه يتمثل في صراع أجيال، لكل منهم خبراته ومكوناته النفسية وطموحاته ووعيه بالمستقبل، فالقيادات الأمنية والعسكرية والإدارية والسياسية الحالية بكاملها تقريبا تعيش وفق تصور لإدارة الدولة وأدوات السيطرة فيها والتحكم تنتمي إلى حقبة الستينات والسبعينات الميلادية، التي تتصور أن الهيمنة على التلفزيون الرسمي للدولة وبعض المنابر الفضائية الأخرى مع امتلاك أدوات ردع أمني عنيفة والقدرة على توجيه منظومة العدالة يمكن أن يعبد الطريق أمام أي خطط سياسية أو شخصيات لتمريرها، ولا يستطيعون ولا يريدون إدراك أن هذا التوازن الإعلامي والأمني والإداري تم تجاوزه في العشرية الأخيرة، ولم يعد الإعلام الرسمي وحلفاؤه بقادرين ـ كما كان قديما ـ على إجراء غسيل مخ بسهولة لملايين الشبان، كما أن أي محاولات لتضليل الوعي أو تزييفه لم تعد تملك فرصة للعيش أكثر من ساعات قليلة ، وأي معلومات مضللة أو جزافية تقدمها السلطة وأدواتها يمكن تعريتها بضغطة زر واحدة على جهاز كومبيوتر أو موبايل حديث، بل إن أحشاء الدولة وقراراتها الحساسة ووثائقها المهمة أو الهمسات الخطيرة لكبار المسؤولين يمكن أن يجدها المسؤول في اليوم التالي مباشرة على ملايين الصفحات في شبكة الانترنت بسهولة، هذه أجيال جديدة أكثر وعيا وأكثر قدرة على الوصول إلى الحقائق وأكثر استعصاء على التطويع والاحتواء وتعيش موجة ‘عولمية’ بكل جنونها التقني والعلمي والسياسي، وهذا ما لا يريد التسليم به أو التواضع أمامه الآباء الكبار في أجهزة الاستخبارات العسكرية أو المدنية أو المؤسسة الأمنية بشكل عام، إنه خلاف جذري بين جيلين، والمشكلة أن جيل ‘الجنرالات’ الكبار غير مدرك أن هذا التحول ليس لصيقا بمصر وحدها، بل بالعالم كله، إنه وجهة تاريخ ومسار للبشرية دخلت فيه، ولا مجال للرجوع عنه أو الخروج عن قوانينه وحساباته’.

أين هي هذه المدارس
يا سيادة الوزير؟

اما زميله د. مصطفي رجب فيتساءل في العدد نفسه عن تصريح وزير التربية ببناء 2000 مدرسة ويقول أين هي هذه المدارس:’ يا دولة رئيس الوزراء …
يا رئيس هيئة الرقابة الإدارية…
يا كل الأجهزة الرقابية….
في جريدة ‘أخبار اليوم’ يوم السبت 29 مارس/اذار 2014 ( صفحة 6) نُشِرَ تصريح لمعالي د. أبو النص…ر وزير التربية، أنه تم الانتهاء من بناء 2000 مدرسة جديدة وسيتم الانتهاء من 1000 مدرسة أخرى خلال (ركز معايا!!) الأشهر الثلاثة القادمة! كل المطلوب من معاليه الإجابة عن سؤالين فقط: ما أسماء وعناوين الـ2000 مدرسة؟ ومتى بُدِئ في إنشائها تحديدا؟ يقول بعض الخبثاء إن هذه الأرقام هي مدارس الإخوان المشيدة من عشرات السنين، وجرى ضمها للوزارة مؤخرا، ويقول بعض المتشائمين إن هذه الأرقام هي مدارس بُدئ في إنشائها في عهد د. ابراهيم غنيم الوزير السابق. ويقول بعض محبي الكِيف: إن هذه الأرقام هي مدارس في الخيال ولا وجود لها على أرض الواقع. ويقول حسنو النية إن معالي وزير التربية من ستة أشهر حجَّ وأسرته وسكرتيراته بيت الله الحرام على نفقة الدولة واعتمر، فلا يمكن أن يصرح بما ‘لا يتفق مع الواقع !’
ويقول بعض سيئي النية إن الهدف من هذا التصريح التغطية على حادث أليم بشع، فمنذ ثلاثة أيام مات معلم مقهورا في الاسكندرية (بعد ضربه من تلميذه) وحتى الآن لم يقشعر بدن أحد في مصر، ولا سأل أي مسؤول عن أسرة هذا المعلم وأطفاله كيف يعيشون؟ ويقول بعض الظرفاء: من خمس سنوات تسلل صحافي مغامر للجان تصحيح الثانوية العامة بالقاهرة وصور نفسه وهو يصحح ونشر ذلك، ومن أربع سنوات تدخل الرئيس الأسبق مبارك بنفسه في تصحيح موضوع تعبير في الدقهلية مرة، وفي الأقصر مرة. ومن عامين توقف إنشاد النشيد القومي في طوابير المدارس في ما يقال وكل ذلك يجعل الوزارة كوميدية الأداء كوميدية ردود الأفعال.
ولكن لأن كثيرا من المصريين لا يقفون عند قول من الأقوال السابقة ولا يصدقون إلا الحكومة فإننا نطالب المهندس محلب ومكتبه ودار التظلمات التي أنشأها أن تعتبر هذا بلاغا رسميا. لا نطلب فيه تحقيقا لكننا نطلب تدقيقا يتمثل في نشر بيان بأسماء هذه المدارس وعناوينها ومتى بُدئ في إنشائها؟
ولو ثبت صدق معالي وزير التربية أنه من 15/7/2013 وحتى اليوم، يعني في 9 شهور تقريبا، أنشأ 2000 مدرسة فسنكون مضطرين أن نعترف له بالعبقرية ونرشحه لأرفع الجوائز. ويبقى أن نتساءل عن بقية تصريح معاليه (1000 مدرسة) في الأشهر الثلاثة القادمة، وهي النهاية المتوقعة لعمل الحكومة الحالية!! كيف سيكون؟ أليس هناك تناقض بين ما أنجز في ما مضى وما سينجز فيما بقي؟
يا دولة رئيس الوزراء …
يا رئيس هيئة الرقابة الإدارية…
يا صحافيي صفحات التعليم في كل الصحف …
يا منكر ويا نكير …
أجيبونا يرحمكم الله :
ما أسماء وعناوين الـ2000 مدرسة؟ ومتى بُدِئ في إنشائها تحديدا؟
الأوراق التي يملكها
صباحي أكثر من أوراق السيسي

هل لدى حمدين صباحي ما يخسره هذا ما سنعرفه من مقال الكاتب عماد الغزالي في ‘الشروق’ عدد امس الاثنين يقول:’ أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه حملة المشير السيسي الرئاسية، هو الركون إلى اعتبار أن المعركة محسومة، وأن فرص حمدين صباحي في الفوز بالسباق معدومة. أعرف أن شعبية السيسي جارفة، وأن ملايين المصريين ـ وأنا منهم ـ يعقدون عليه آمالا كبارا في العبور بالبلاد من هذا النفق المظلم، لكن الأوراق التي يملكها صباحي كمنافس وحيد حتى الآن، أكثر من تلك التي يملكها السيسي بعكس ما يتصور كثيرون. يعرف حمدين أن فرصه في الفوز بالرئاسة ضئيلة، ومن ثم فليس لديه ما يخسره.
بوسعه إذن أن يسرف في الوعود، بإمكانه أن يرفع ما يشاء من شعارات، وأن يتبنى ما يشاء من برامج حتى لو كان يعرف مسبقا انها غير قابلة للتطبيق، لأن أحدا لن يطالبه بتطبيقها، لأنه ببساطة لن يفوز بالرئاسة. بوسعه أن يعد الناخبين بالقضاء على الفقر والبطالة وإصلاح حال التعليم والصحة والإسكان ومضاعفة الدخول، من دون أن يكون مطالبا بتقديم أي أساس واقعي لتجاوز هذه المشكلات، بعكس السيسي، الذي سيحاسبه الناخبون على وعوده، وسيطالبونه بجداول زمنية لتحقيقها، وهو ما يحد من قدرته على الإسراف فيها، لأنه سيفكر مرات في الكيفية التي تمكنه من الوفاء بها، وسيبقى سؤال الموارد ضاغطا ولحوحا قبل أي خطوة في هذا الاتجاه. هذا يعني أن قدرة حمدين على تبني خطاب شعبوي جاذب للناخبين ستكون أكبر، بما في ذلك إعلانه الاستعداد لقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية السلام، وغيرها من العناوين التي ‘تأكل’ مع الناس، فتزيد من شعبية صاحبها، من دون كلفة حقيقية، مادام سيبقى في مقاعد المتفرجين. سيكون السيسي مطالبا بمصارحة الشعب بالحقائق مهما كانت مؤلمة، وخصوصا الأوضاع الاقتصادية، وهو أمر سيقترن دوما بضرورة مضاعفة الجهد والعمل والانتاج، فيما يمكن لصباحي أن يكتفي بالحديث عن الفساد وموارد الدولة المهدرة والأغنياء الذين يمصمصون عظام الفقراء، وهو خطاب ينطوي على أمور صحيحة ولاريب، إلا أنه لا يعكس سوى جانب واحد من الصورة…
يعرف حمدين أن كونه منافسا وحيدا يمنحه ‘دلالا’ من نوع خاص، وأن وجوده في السباق الرئاسي هو ما يمنحه مشروعية الانتخاب، وعليه، فإن حملته ستبقي سيف الانسحاب مسلطا على رقاب المنافس طوال الوقت، للحصول على نصيب أكبر في التغطية الإعلامية ومتابعة أنشطة مرشحها في أقاليم مصر، وهو أمر لن يكون متاحا للسيسي الذي لن تتضمن حملته جولات واسعة في المحافظات. وقد لا يمنع ذلك كله حمدين من الانسحاب في أي مرحلة من مراحل السباق، بزعم غياب الحياد أو عدم اطمئنانه لإجراءات النزاهة والشفافية، بعد أن يكون قد حقق المكاسب ‘الشعبوية’ التي يتصورها، وهو احتمال لا يمكن استبعاده’.

مصر في حاجة لضبط
الإعلام قبل أي شيء آخر

وننهي جولتنا في ‘الشروق’ عدد امس الاثنين مع مقال الكاتب عمرو خفاجي عن ميثاق شرف الحكومة:’ لا أعرف لماذا تصر الحكومات المتعاقبة على المعاندة في تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى. قبل الثورة قلنا إن تلك هي سياسات الحزب الوطني الحاكم، الرغبة في الهيمنة على كل شيء حتى في الأمور التي تخص فئة أو جماعة أو طائفة، فميثاق شرف مهني يخص فقط أبناء المهنة، وعليهم وضعه والموافقة عليه ومن ثم الالتزام به، وحينما قامت الثورة، اجتهدت مجموعة من الإعلاميين لوضع ميثاق شرف لمهنتهم، وقدموه بالفعل لمجلس الشعب في 2012، وكعادة كل من يحكم تجاهله، حتى تم حل المجلس، وحينما جاء محمد مرسي للحكم، فوجئنا بوزير إعلامه يطرح ميثاق شرف إعلامي في غيبة الإعلاميين، مصرا هو وجماعته على احتكار ‘شرف الإعلام’ والتخطيط للمهنة وفقا لأهوائه ومخططاته. بعد عزل مرسي، كان لافتا للنظر وضع ميثاق الشرف الإعلامي من بين بنود خارطة الطريق، باعتبار ذلك من الأمور المهمة في تصحيح المسار الديمقراطي، وبالطبع نشغل المجال العام بالمصالحة وبالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبالدستور وجمعيته التأسيسية، وكلها أمور عظيمة يجب الانشغال بها فعلا، لكن الميثاق كان مهما كذلك، فقد عشنا سنوات طويلة، ومازلنا، في فوضى إعلامية ساهمت كثيرا في الاحتقان الطائفي وعززت من فكرة الاستقطاب ودفعت عجلة الانقسام للدوران بسرعة مذهلة، وكنا نعتقد أن الميثاق وتنظيم الإعلان سيعملان على ضبط الأمور في هذا المجال المهم والحيوي الذي يؤثر في مجمل الحياة السياسية.
ولا أذيع سرا، إذ قلت إن الرئيس المؤقت عدلي منصور، وجه دعوة كريمة لعدد من الإعلاميين (كنت من بينهم) وقال صراحة إن ميثاق الشرف الإعلامي جزء لا يتجزأ من خارطة المستقبل، وأن هذا الميثاق تحديدا يجب أن يتم بعيدا عن الحكومة وأجهزتها، وأن هذه مسؤولية الإعلاميين أنفسهم، يومها كان الرئيس حاسما وواضحا في هذا الشأن، لذا استقبلت بدهشة كبيرة أن تقدم الحكومة ميثاقا لا يعرف عنه الإعلاميون أي شيء، فلماذا الإصرار على مغالطة الرأي العام، ولماذا هذا التحدي حتى لرئيس الدولة ذاته، الذي سمعت رأيه في تلك القضية، بنفسي، وعلى مرأى ومسمع من بعض الإعلاميين. على حكومة الدكتور محلب أن تسحب هذا الميثاق فورا، وتترك الأمر لأبناء المهنة للتصدي لمهمتهم ووضع ميثاق شرف لمهنتهم، يكون حاكما لهم يحاسبون به ويتماشى مع الدستور الذي وافق عليه الجميع، ويجب أن يكون ذلك في إطار زمنى محدد يتماشى مع خارطة المستقبل، لأن الميثاق كان أحد بنودها المهمة، ولا ابالغ إذا قلت، إن مصر في حاجة لضبط الإعلام قبل أي شيء آخر، فقد صارت تجاوزاته وانفلاتاته تمثل خطرا حقيقيا على الواقع السياسي للبلاد، وإذا كنا نطلب من الدولة وأجهزتها الابتعاد، وغل يدها عن ميثاق الشرف الإعلامي، فيجب على الجماعة الإعلامية إدراك جسامة مسؤوليتها في إنجاز هذا الميثاق الذي صار لابد منه، هذا إذا كانت الجماعة الإعلامية ترغب حقا في أن يكون ميثاق الشرف الاعلامي هو ميثاقها وليس ميثاق شرف الحكومة’.

الممثل مصطفى شعبان يشبه الأسانسير

وإلى الظرفاء ويبدأهم زميلنا وصديقنا العزيز الساخر الكبير فؤاد معوض الشهير بفرفور في بابه بجريدة ‘الفجر’ الأسبوعية المستقلة أمتعنا بعشرين فقرة اخترنا منها أربعا هي:

الزير وغطاه بمعنى أن الاثنين لا يمكن الاستغناء عن احدهما، أقصد تامر حسني ومي عز الدين، عما قريب في الجزء الرابع من عمر وسلمى حزر فزر من منهما الزير.
محمد رمضان زعلان وغضبان من سخريتي واستهزائي بما قدمه في الألماني وقلب الأسد وعبده موته من ادوار الصيع والبلطجية وما شابه، التقاه أحد الأصدقاء ممسكا بمقال لي يسأله هل هذا نقد؟ وأنا لا جواب عندي على سؤال الأخ رمضان الألماني ولكن أساله أنا الآخر وهل هذه أفلام؟
مصطفى شعبان يشبه الاسانسير أحيانا يقدم الدور الذي يرتفع به الى السماء السابعة وكثيرا ما يؤدي أدوارا ستهبط به إلى البدروم.
عمرو واكد المتبلم الذي يتعلم اختياره للأدوار التي من الممكن أن ينجح فيها، على الرغم من كثرة نصائحنا له بالنقاوة فيما هو مناسب لهن لكنه دائما يفعل العكس مما يؤكد صحة اعتناقه المثل الشائع تعلم في المتبلم عمرو واكد يصبح ناسي.

‘قمة تهنيني وقمة تبكيني’

أما ثاني الظرفاء فهو كاتب ‘صوت الأمة’ الساخر محمد الرفاعي فقد ترك الفنانين واتجه إلى القادة العرب في القمة الأخيرة بالكويت وقال عنها: ‘أكثر من عشرين قمة عربية تم عقدها بحمد الله وعونه، وكل قمة أنقح من اختها، وعلى رأي الفيلسوف الكبير فريد الأطرش قمة تهنيني وقمة تبكيني. ومع ان كل القمم بتبكي دم آه حتى الجبلات اللي جتتهم تخينة وعلى طريقة أنا عندي قمة ساعة تروح وساعة تيجي، يجتمع أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لبحث الأوضاع العربية اللي تصعب على الكافر، وبعد التضامن اللغوي يصدرون بيانا شديد اللهجة بالتنديد والشجب والإدانة ويا بخت من بات مغلوبا ولا بات غالبا يا جماعة الخير.
وتنتهي القمة لا العرب حالهم انصلح ولا ربنا نفخ في صورتهم وعملوا حاجة يخزوا بيها عين الشيطان والعوازل، ولا حتى اتفقوا على حاجة، لأن الاتفاق الوحيد الذي يجمعون عليه، هو الاتفاق على الاختلاف واسع يا مؤمن وصلي على النبي’. هذا وعبارة قمة تهنيني وقمة تبكيني تحوير لأغنية الفنان الراحل فريد الأطرش، ‘كلمة تهنيني وكلمة تبكيني ترللم’ وأما عبارة أنا عندي قمة ساعة تروح وساعة تيجي فهي عبارة الفنان المرحوم حسن اتلة في فيلم إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين.

المصريون صدقوا وعد
وزير الكهرباء بصيف منور!

وإلى ‘الأخبار’ وزميلنا خفيف الظل احمد جلال وقوله يوم الأحد في بروازه اليومي المتميز (صباح جديد): ‘الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء بيضحك على دقون الشعب الغلبان الذي صدقه عندما وعد بصيف منور، ثم لحس كلامه وطالبنا بالتقشف الطريف، ان شاكر أصدر قرارا بمنع تشغيل أجهزة التكييف بالوزارة بعد الخامسة مساء، أي بعد انصراف الموظفين وفكرني بقليل الحيلة هشام قنديل رئيس الوزراء الأسبق في عهد محمد مرسي الذي أغلق تكييف مكتبه عندما كانت الكهرباء مقطوعة دائما، ويبدو أننا في انتظار أيام حالكة السواد مع وزير الظلمة الكهرباء سابقا منور يا دكتور شاكر’ .

السر الذي جعل صديقي لا يكف عن الاتصال

ورابع ظرفاء اليوم سيكون زميلنا بمجلة ‘الإذاعة والتلفزيون’ أحمد الجهيني وقوله: ‘خلال الشهور الماضية تعرضت كثيرا لمثل هذه الكلمات والأسئلة التي تفترض أن هناك سرا يجعلني مختفيا عن الأنظار، ولأنه سر فلابد أن وراءه مصلحة، يعني فلوس يعني دولارات أو ريالات، او حتى بيزو مكسيكي، وما هو السر ما يبقاش سرا في اليومين دول لو ما كنش ورآه فلوس، لكن الحقيقة أن الاختفاء أحيانا لا تكون وراءه منفعة او مصلحة مادية، ولكن منفعة معنوية وهي اعتزال الناس بشرورهم وما أكثر الشرور التي تصادفك في هذا الزمان، وعندما تقابل النطع من دول يسألك أنت فين وبتعمل أيه؟ فتجيبه بأنك في البيت فيندهش فتقسم له وتحلف بأغلظ الإيمان أنك في البيت ويخيل إليك انه صدقك وعندما تقابله بعد شهر أو اثنين يعود ليسألك أنت فين وبتعمل أيه؟ لذلك قررت أن أغير الإجابة وقد سألني أحدهم مؤخرا أنت فين وبتعمل أيه؟ فابتسمت اخترعت حكاية لا أساس لها من الصحة حول مسلسل ضخم اكتبه وأن الاعداد لهذا المسلسل يتم في سرية تامة، هنا لمعت عيناه وسأل مسلسل أيه وبدلا من أجيبه بما يشفي غليله، قلت ما انا قولت لك انه سر، وطبعا مش هاقدر أحكي لك تفاصيله، لكن اللي أقدر أقوله لك إنه فيه قرش كويس وقبل أن يسأل عن المبلغ أخبرته أنني ربما أحتاجه في جمع بعض المعلومات التي يحتاجها المسلسل، وأنه سوف يأخذ مبلغا محترما ومنذ أن كذبت هذه الكذبة وتليفونات هذا الصديق لا تنقطع بحجة انه يطمئن يا سلالالالالام ونعم الصداقة’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية