الخليل -“القدس العربي”:
تخوض هناء أبو هيكل معركة مفتوحة مع المستوطنين، منذ 36 عاما، بعد ان اقام مستوطنون بؤرة استيطانية بجانب منزلها في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
مساء أمس الثلاثاء، ظهرت أبو هيكل في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تتصدى للمستوطنين الذين حاولوا الاعتداء على منزلها بكل بسالة، حيث حاول المستوطنون الهجوم على السيدة.
https://www.facebook.com/hani.abuhaikal/videos/pcb.10219933729760420/10219933729280408/?type=3&theater
https://www.facebook.com/hani.abuhaikal/videos/pcb.10219933729760420/10219933728440387/?type=3&theater
تقول أبوهيكل في حديث لـ “القدس العربي”: ان العائلة التي تعيش داخل منزلها المحاصر بالبؤرة الاستيطانية “رمات يشاي” و معسكرا للجيش اقيما عام 1984م، بينما تحصن نوافذ منزلها بشبك حديدي لمنع تسلل المستوطنين الى داخل المنزل كما حصل ذلك أكثر من مرة، وتحاول منذ 6 أشهر التنسيق مع سلطات الاحتلال لتركيب سياج على حديقة المنزل لوقف اعتداءات المستوطنين عليها، إلا أن سلطات الاحتلال تماطل في ذلك، وبعد أخذ حكم قضائي بامكانية تركيب السياج وصل أمس مجموعة من العمال وأثناء العمل ،قاموا بخلع السياج وسرقته، وحاولوا الاعتداء على العمال واقتحام المنزل، وحينها اشتاط الغضب بداخلي فقمت بالتصدي لهم، و حذرتهم من الاقتراب من المنزل، وطالبتهم باعادة ما سرقوه من أعمدة و”شبك”.
وترى عشرات العائلات داخل حي تل الرميدة أن المكان بات مكانا موحشا عقب منع الدخول والخروج إلى الحي إلا بتصريح خاص من سلطات الاحتلال.
ويقول شقيقها هاني أبو هيكل الذي يتشارك معها المنزل والعناء، في حديث لـ “القدس العربي” : ان العائلة عجلت في تركيب السياج بعد طرد بعثة التواجد الدولي لوجود مخاوف بتزايد هجمات المستوطنين، وهو ما حصل بالأمس من هجوم واسع على منزلنا والمنازل المجاورة في شارع الشهداء المغلق منذ عام 1994″.
وتعيش العائلة الخوف كلما خرج اولادهم الى المدرسة، ” فرحلة الذهاب والعودة محفوفة بالمخاطر، تضطر والدتهم لإنتظارهم على حاجز رقم “2” داخل الحي لمنع اعتقالهم أو مهاجمة من قبل المستوطنين، وإذا حصل تأخير تحرق اعصابنا خشية من وقوع مكروه لهم”، كما يقول هيكل.
واشار الى ان العائلة كانت تستعد بالأمس لاستقبال عريس وأهله تقدم بطلب يد إبنته من حي مجاور، وحين وصلوا أمام المنزل قام المستوطنون بمهاجمتهم وتم طردهم، ولم تتم المراسم.لافتا الى أن العائلة لم تعد تستقبل الزوار أو تقيم مناسبات اجتماعية بفعل المنع وخشية من اعتداءات المستوطنيين، “انها عزلة قاسية نعيشها”.
وتقول السيدة أبو هيكل، وهي في الستينيات من العمر وتعاني من مشاكل صحية: “إن المستوطنين يحاولون اقتلاعنا من البيت بعد رفضنا مبلغ مالي كبير مقابل بيعه بمبلغ 20 مليون دولار، ومن حينها لا تتوقف الهجمات، و أقدموا على حرق عدة سيارة اشتريتها، وكنت اضعها في منطقة مجاورة لأنه يمنع علينا استخدامها بالحي، اضافة الى تكسير متكرر للمنزل، و ازعاجنا وشتمنا ليلا ونهارا”.
العائلة التي تعيش كل يوم معاناة جديدة، تقول أن الاستسلام للمستوطنيين يعني طردنا من الحي، وهذا الأمر لن يحصل ونحن على قيد الحياة.