الجزائر- “القدس العربي”:
لم تفقد السلطات الجزائرية الأمل في إمكانية عضوية الجزائر في مجموعة “بريكس” مستقبلا، على الرغم من خيبة الأمل الواسعة التي أحدثها قرار المنظمة بعدم شملها في التوسعة المعلن عنها هذه المرة، وأبدى ممثل الجزائر في اجتماع جوهانسبورغ تمسكا بأحقية بلاده في أن تكون ضمن هذه المجموعة.
وفي أول تعليق رسمي على قرار بريكس، قال وزير المالية لعزيز فايد الذي يمثل الرئيس عبد المجيد تبون في اجتماع القمة، إن الجزائر أخذت علما بالقرار الذي أعلنه قادة مجموعة بريكس والقاضي بدعوة 6 دول جديدة لعضوية المجموعة، وفتح المجال في المستقبل القريب لدول أخرى”.
وعقّب على ذلك مباشرة بالقول إن “قناعتنا تظل راسخة بأن الجزائر بتاريخها المجيد ورصيدها الثري في مختلف المجالات بالإضافة إلى موقعها الجيواستراتيجي تقدم لعضويتها مزايا جلية”. ولفت إلى أن “الجزائر لديها عدة مقومات أبرزها “اقتصادها المتنوع والنمو التصاعدي بفضل طاقة شبانية خلاقة وموارد طبيعية وفيرة، تخلق كلها فرصا للتعاون المثمر داخل المجموعة”.
وأبرز فايد أن الجزائر تقدمت بترشحها للانضمام إلى المجموعة من منطلق إدراكها أن خيار التحالف والتكتل، هو خيار سيادي واستراتيجي وتنموي، من شأنه أن يشكل لبنة تضاف لأطر التعاون والشراكات القائمة مع مكونات المجتمع الدولي الأخرى”.
ويشير كلام وزير المالية الجزائري حول فتح المجال لتوسعة أخرى إلى عدم غلق الجزائر الباب أمام منظمة بريكس، على الرغم من الصدمة التي أثارها عدم اختيار البلاد لتكون في المجموعة، بعد أن كان التفاؤل كبيرا لدى المسؤولين من خلال تصريحاتهم حول الموضوع.
وخارج كلمة الوزير المقتضبة في اختتام اجتماع بريكس، لم تظهر ردات فعل أخرى رسمية، كما أن الإعلام الحكومي أحجم عن مناقشة أسباب استثناء الجزائر من التوسعة. بالمقابل، ظهرت ردود فعل سياسية وشعبية على مواقع التواصل كثيرة، ناقشت قرار بريكس بأساليب مختلفة، بعضها رأى أنه يمثل نكسة وأخرى قالت إن الجزائر ليست مؤهلة بعد لدخول هذه المنظمة وعليها العمل أكثر لتطوير اقتصادها.
وكان مما أثار الجدل أيضا، تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي رآها البعض مستفزة، بعد أن قال إن المعايير التي أخذت في الاعتبار لدى مناقشة توسع مجموعة “بريكس”، كانت تشمل وزن وهيبة الدولة ووزنها السياسي”. وأضاف الوزير أن من بين المعايير كذلك هو موقف هذه الدول على الساحة الدولية، لأن الجميع، حسبه، متفقون على أن نتوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة.
واعتبر الكثيرون تصريحات لافروف غير موفقة، خاصة أن مسائل الوزن السياسي والهيبة والمواقف على الساحة الدولية، قد تنطبق حسبهم على الجزائر أكثر من عديد الدول التي قبلت في المنظمة. وأعادوا تذكير لافروف بتصريحاته حول الجزائر التي امتدحها مطولا في الكثير من المناسبات.
وعلّق عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم السابق باستغراب على تصريحات لافروف، متسائلا إن كان وزير الخارجية الروسي يحاول التقليل من الجزائر بهذا الكلام. وتحدث مقري في السياق، عن أن “الجزائر لا تستطيع أن تكون عضوا في البريكس، بسبب ضعف مؤشراتها الاقتصادية خاصة الناتج الإجمالي الخام، والقدرات التكنولوجية والإنتاجية الصناعية، فهي تستطيع أن تكون قريبة من البريكس ولكن لا تستطيع أن تنال العضوية قبل أن تصبح قوة اقتصادية صاعدة فعليا وليس بالادعاء الذي يقنع السذج في بلادنا”، على حد قوله.