عمان ـ ‘القدس العربي: قرر عضو البرلمان الأردني فواز الزعبي مهاجمة حكومة الرئيس عبد الله النسور بطريقة مبتكرة وطريفة تمثلت في إستغلال جلسات مناقشة الثقة بمشروع الموازنة المالية عبر إستعارة خطاب سابق لرئيس الوزراء وتجديد الإدلاء به لتحقيق أكبر ألم ممكن وإزعاج الوزارة.
ما قال الزعبي انه سيفعله ببساطة هو تقليب صفحات الأرشيف وإخراج نسخة من خطاب النسور ضد حكومة معروف البخيت قبل سنوات وطرح نفس الخطاب على الرئيس الحالي للوزراء.
المعنى واضح في إطار مسلسل مناكفات البرلمان لحكومة النسور فالرجل وبمناسبة الموازنة ألقى خطابا شرسا ضد حكومة البخيت عندما كان الأول يتحدث بصفته من أعضاء البرلمان.
خطاب النسور وقتها تميز بالقسوة والمعارضة الشرسة للحكومة وما يخطط له الزعبي إلقاء نفس الكمية من القسوة وبنفس اللغة على حكومة النسور اليوم.
وهو خيار فكر به عدة نواب بينهم محمد حجوج وهم يستذكرون كيف كان النسور كزميل لهم قبل الرئاسة ينهش الحكومات وينقض عليها بقسوة عندما يتعلق الأمر حصريا برفع الأسعار.
على هذا المنوال يذكر بعض أعضاء البرلمان النسور بمواقفه وخطاباته المعارضة ضد رؤساء الحكومات عندما تحدث بصفته الشعبية قبل التحول لرئيس وزراء.
حتى النسور لا يجد حرجا في الإشارة لهذا الواقع فقد ألمح عدة مرات علنا الى ان التحدث بصفة النيابة يختلف عن تحمل مسؤولية الحكم والإدارة كما فهمت ‘القدس العربي’ مباشرة منه.
رغم تركيز الخصوم على هذه الحيثيات تحديدا إلا أن النسور لا يبدو مهتما فالرجل يطلق بالمناسبات الإجتماعية ‘دعابة سياسية’ تؤشر على أن من يصعد في خطاب المعارضة يمكنه أن يجلس لاحقا في أرفع كراسي الحكم والمناصب.
لكن نقاشات الموازنة المالية لا تقف عند هذه الحدود فمشروع الموازنة يحتوي على رفع أسعار الكهرباء والنسور إلتزم بعد اللقاء التشاوري الفاشل مع النواب بآلية مختلفة لرفع الأسعارعن تلك التي تتضمنها وثيقة الموازنة مما يرجح إحتمالات رفض الموازنة وسيشكل ضربة قوية لجهود حكومة النسور.
على هذا الأساس يمكن إعتبار التصويت على الموازنة بمثابة تصويت مجددا على الثقة بحكومة النسور خصوصا مع رفض النواب الجماعي لأي محاولة للمساس بأسعار الكهرباء وهو الملف الأكثر إثارة للجدل وسط البرلمانيين والشارع حتى الآن.
لذلك برزت ملامح قسوة وغلاظة في بعض الخطابات التي ألقيت حتى الآن في نقاشات الموازنة فقد خاطب النائب عبدلله عبيدات النسور قائلا: أرجوك دولة الرئيس تصرف برجولة وقل لنا من هي الجهات الخفية التي تدير الدولة.
طبعا يعرف عبيدات الجهات التي تدير كل شيء في المنطقة وليس في الاردن فقط لكن الفرصة مواتية لرسائل محددة عابرة لحكومة النسور خصوصا بعدما أظهر بعض الليونة في مسألة الأسعار حفاظا على صلابة الجبهة المناصرة لحكومته تحت قبة البرلمان.
لا زالت الخيارات الإقتصادية صعبة ومعقدة بالنسبة للنسور ولمؤسسة النظام من بعده بسبب عدم حصول أي إختراقات لجدران الضعف المالي وإصرار المؤسسات المانحة الدولية على سلسلة الإصلاحات التي لا تقف في الواقع عند حدود رفع أسعار الكهرباء فوزير المالية أمية طوقان يتحدث في الكواليس عن برنامج متكامل لرفع كل الدعم على كل السلع والخدمات.
قياسا بالأجواء العامة داخل البرلمان يمكن القول بأن موازنة الدولة المالية قد ترفض أو ستواجه صعوبة في عبورها من مجلس نيابي منفلت وغير منضبط.
لكن على جبهة الشارع تبدو نهاية الأسبوع الحالي مؤهلة لبعض المفاجآت فقد أعلن إئتلاف يمثل حراكات العشائر عن مسيرة ضخمة في عمان اليوم الجمعة والجديد في الموضوع ان الأخوان المسلمين قرروا على نحو مفاجىء مغادرة منطقة الكمون التكتيكي التي دخلوا فيها منذ ثلاثة أشهر والمشاركة مع أبناء العشائر.
لم يتحدد بعد مستوى زخم مشاركة الأخوان لكن الأجواء توحي بأنهم بصدد كسر حالة صمتهم وقد ظهر ذلك مع المداخلة المطولة التي قدمها الرجل الثاني في التنظيم الأخواني الشيخ زكي بني إرشيد على شكل مقال نشرته صحيفة شبكة الجزيرة وتضمن إتهامات مباشرة لمؤسسات النظام بتعطيل الإصلاحات.