«لندن وكرشنباوم» تحدثا مع اليعازر يعاري – مدير عام الصندوق الجديد سابقا – عن القدس، وتسببوا لي بتجربة فريدة، ووافقت مع كل كلمة مع أنهم من اليسار وقلبي من اليمين.
تم استدعاء يعاري للاستديو من أجل التحذير من اغلاق مداخل قرية صور باهر بمكعبات الباطون، باستثناء مدخل واحد: «بعد 50 عام اغلقت الحدود» يعاري الذي يعرف الكثيرين من القرية (المعلم، العالم، طبيب الاسنان، بائع الفلافل والخباز) غضب جدا، وهما غضبا كذلك، انه أمر غريب، لقد توقعت ان أسمع منهما العكس، فقد انتظرا طويلا لتحقيق حلمهما – تقسيم القدس، فكيف يمكن التقسيم بدون الفصل؟
حسب يعاري، ان اليهود والعرب مختلطون ببعضهم البعض في القدس، وهذا معاكس للسؤال الذي يأتي عادة من قبل اليسار – متى كنت في المرة الاخيرة في شعفاط؟
قال للمشاهدين ان صور باهر مختصة بالسفريات وان جميع سفريات مدارس البلدية، 180 حافلة ومئات السائقين تابعة لشركة (تسوريم) (على اسم صور باهر) وحسب قوله فان العرب مندمجين كليا داخل المجتمع غرب المدينة، 65 في المئة منهم يعملون غرب المدينة، وان غرب المدينة معتمد كليا على شرقها، مستشفى شعارية تصيدق لا يستطيع العمل يوما واحدا بدون العمال العرب من الاطباء وحتى آخر العاملين.
يوجد في المدينة 310 الف عربي – 40 في المئة من مجموع السكان، دولة ثنائية القومية؟ هذا هو النموذج، تحدث يعاري عن شخص يدعى نسيم ابو طير (عائلة معروفة لحماس) فني تلفاز في شركة «يس» ويخدم معسكرات الجيش والمستوطنات في المحيط، ويتم استقباله بكل مكان بفرحة «وصل نسيم».
انتقد يعاري ومقدمي البرنامج الاهمال تجاه الاحياء العربية، ولندن ايضا عرف كيف يتحدث عن العرب، سكان مهملين، «يعملون في الحكومة بوظائف رفيعة وفي الهاي تك» وقال بيأس: «كيف قسموا القدس بهذه البساطة» وابقى المشاهدين بحيرة كيف أنه يريد تحويل القدس الشرقيةً إلى عاصمة للدولة الفلسطينية بدون تقسيمها.
ساهم يعاري باعادة الامورً إلى نصابها عندما تحدث عن العرب المحرضين، المخربين، والسياسيين العرب الذين يزرعون الحقد والخوف ويبعدون بين السكان اليهود والعرب من خلال محو التعايش الذي هو قائم لكن لا يوجد له لسان ولا توجد له قيادة. لم يشدد يعاري على تهليل فكرة ارض اسرائيل الكاملة، والاندماج بين شرق المدينة وغربها الامر الذي أيده، وتعزز هذا الامر تحت السلطة الاسرائيلية بدون عملية سلام وبدون مفاوضات واتفاق والاهم من ذلك: بدون تنازلات مؤلمة من قبل اليهود.
اشتكى يعاري ايضا من فصل عرب القدس عن باقي الفلسطينيين في الضفة، هؤلاء العرب الذين يستطيعون الوصولً إلى أي مكان في اسرائيل، ومن الافضل له ان يكون حذرا لان اصحابه مقدمي البرنامج قد يتهمونه انه يريد ضم الضفة الغربية لاسرائيل.
استبشرنا ان ممثلي صور باهر سيهتمون بالهدوء وقامت الشرطة بازالة الحواجز، وسوف يتجاوز القدس هذه الازمة ايضا.
والسؤال المهم: من اين يأتي اولئك الذين يريدون تقسيم المدينة واعادة الحواجز؟ اليمين المتطرف الذي يطالب بالفصل ينسى انه يدفع باتجاه تقسيم البلاد، واليسار يتغاضى عن الكارثة الاقتصادية والسياسية والانسانية التي ستحدث للعرب اذا وقعوا بين الدولة الفلسطينية الإرهابية، التي سيحكمها فتح او حماس أو داعش.
يديعوت 3/12/2014
الياكيم هعتسني