غزة- “القدس العربي”:
لا يزال هناك أربعة أسرى فلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يواصلون “معركة الأمعاء الخاوية” رفضا لاعتقالهم، وذلك رغم تردي أوضاعهم الصحية.
وأوضح المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، أن الأسرى المضربون هم: الأسير ماهر الأخرس من سيلة الظهر جنوبي جنين، وهو مضرب لليوم 28 على التوالي، ويعاني من نقص في الوزن وصداع وآلام في المفاصل وإعياء شديد.
وقال إن الأسير محمد وهدان من بلدة رنتيس شمالي رام الله، مضرب لليوم الـ19 على التوالي احتجاجا على اعتقاله التعسفي، وكذلك الأسير موسى زهران من دير أبو مشعل شمال رام الله، المضرب لليوم الـ17 على التوالي، وعبد الرحمن شعيبات من بلدة بيت ساحور بمحافظة بيت لحم مضرب لليوم الرابع.
وكانت سلطات الاحتلال نقلت شعيبات من سجن النقب الصحراوي للزنازين، بعد إعلانه الإضراب المفتوح عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري.
وقال عبد ربه إن هناك مطالبات مستمرة من قبل الهيئة لإنهاء مأساة الاعتقال الإداري، وسوء المعاملة والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى، إضافة إلى أن هذه الإضرابات هي بمثابة صرخة في وجه هذا الاعتقال، ومطالبة واضحة لإنهاء مأساة التعسف بحقهم.
وأكد أن هذا الأمر يتطلب إسنادا ودعما جماهيريا للمضربين عن الطعام، من خلال حملات المناصرة الإعلامية والقانونية والجماهيرية، ومطالبة المؤسسات الدولية والمعنية بقضايا حقوق الإنسان بأخذ مسؤولياتها في الانتصار ضد الاعتقال الإداري.
وفي غزة نظمت وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين، بمشاركة قادة الفصائل وذوي الأسرى، طالبوا خلالها المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى خاصة المضربين عن الطعام والمرضى.
وقال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن المقاومة لا تقبل بما يحدث مع الأسرى، وأنها تعمل جاهدة من أجل الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال: “العدو لا يعرف إلا لغة القوة”، مطالباً أبناء شعبنا للانتفاض من أجل الأسرى، وللتأكيد على أن الأسرى ليسوا وحدهم في المعركة.
وانتقد في ذات الوقت عمليات التطبيع العربية مع الاحتلال، وقال إنها تصر بالشعب الفلسطيني، مطالباً الدول العربية التي قال إنها “تهرول للتطبيع” بأن تتوقف “المهزلة التي تعطي الشرعية للاحتلال برعاية أمريكية”.
من جهته، حمل عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية علام الكعبي، الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى.
وقال “إن الأسرى يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب على يد محققي وسجاني الاحتلال، ويتم وضعهم في زنازين العزل الانفرادي، وتفتيشهم ليلا، وتُمنع عنهم الزيارات”، موضحا أن هذا التعذيب أصاب الكثير من الأسرى بالأمراض الخطيرة.
جدير ذكره أن الأسرى يلجأون لخوض “معارك الأمعاء الخاوية” بالإضراب المفتوح عن الطعام، رغم أنهم يتعرضون خلال فترة الإضراب التي امتدت مع بعضهم لأكثر من أربعة أشهر متتالية، إلى ضعف وهزل ومرض شديد يهدد حياتهم بخطر الموت، طلبا في نيل حريتهم أو تحسين ظروف اعتقالهم.
ونحج الأسرى في مرات سابقة في إرغام إدارة سجون الاحتلال على تلبية مطالبهم. والأسبوع الماضي، فك أسيران إضرابهم، بعد شهر من المعركة، بعدما حصلا على قرار بعدم تمديد اعتقالهما الإداري مرة أخرى.
إلى ذلك فقد أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، أن الأسير المريض يسري عطية محمد المصري (37 عاما)، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يمر بظروف صحية صعبة نتيجة امتناع إدارة سجن نفحة بتقديم العلاج اللازم له.
ونقلت المؤسسة عن رسالة بعث بها الأسير المصري، أكد فيها أن هناك تدهور طرأ على حالته الصحية، حيث يعاني من دوخة مستمرة في الرأس وهزال عام في الجسم، وانخفاض في وزنه، وضيق في التنفس.
وأوضح أنه بحاجة لإجراء الفحوصات الدورية كمريض سرطان الغدة الدرقية وعمل مسح ذري للغدد الليمفاوية، إلا أن إدارة مصلحة سجون الاحتلال رفضت نقله للمشفى بحجة فيروس “كورونا”.