أربيل تتهم بغداد بتجويع شعب كردستان

حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد وزير الداخلية في كردستان ريبر أحمد، أمس الخميس، أن حكومة الإقليم تتواصل بشكل مستمر مع الجهات المعنية في الحكومة الاتحادية، ولا سيما مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل حل القضايا العالقة، متهماً في الوقت ذاته، السلطات الاتحادية بمحاولة تجويع شعب كردستان، في إشارة إلى تأخر إرسال المبالغ الخاصة بمرتبات الموظفين الأكراد.
وأضاف في مؤتمر صحافي، أن «هناك أموراً خرجت عن النطاق القانوني وتحولت إلى مسائل سياسية» مشيراً إلى أن «الهدف منها هو تجويع شعب كردستان».
وأوضح أن «أي جهة تقف وراء هذا القرار لا تخدم الاستقرار والسلام في العراق، حيث أن هذه المسألة تتعلق بقوت الشعب ولا تمثل فضلامن أحد على آخر» مستدركاً بالقول: «إننا نطالب بحل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، لأننا في حكومة الإقليم وشعبه قد سئمنا من هذه الذرائع». ولفت إلى أن «حكومة الإقليم قد أكملت جميع الالتزامات المترتبة عليها وقدمت كافة البيانات اللازمة» مؤكداً أنه «لا توجد أي ذرائع تبرر هذا الوضع».
وسبق أن نظم العشرات من الناشطين المدنيين، وقفة احتجاجية أمام مبنى ممثلية الأمم المتحدة في مدينة أربيل ضد وزارة المالية الاتحادية لعدم إرسال رواتب الموظفين والعاملين في القطاع الخاص بشكل كامل إلى إقليم كردستان.
وقدّم الناشطون مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة، وإلى مجموعة من قنصليات الدول الأجنبية بينها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، تتضمن شرحا عن تأخير صرف رواتب الموظفين في كردستان من قبل وزارة المالية في الحكومة الاتحادية.
واعتبر رزكار الشيخ علي، رئيس المنظمة الدولية للبيشمركة في مؤتمر صحافي، أن «ما تقوم به الحكومة الاتحادية من تأخير وعدم صرف الرواتب، عقوبة بحق حكومة وشعب إقليم كردستان».
وأضاف أن «هذه العقوبة شوفينية ومتعمدة من قبل الحكومة الاتحادية ومجموعة من المسؤولين بينهم وزير المالية طيف سامي».
وفي الموازاة، أطلقت لجنة الدفاع عن حقوق المعلمين والموظفين في السليمانية، أمس، دعوة عامة للمشاركة في تظاهرات شعبية مطلع الأسبوع المقبل، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم للشهرين الماضيين، وسط تزايد الغضب من عدم تلبية حقوقهم المشروعة رغم أدائهم لواجباتهم الوظيفية.

رأت أن تأخر صرف المرتبات سياسي

ودعا عضو اللجنة، زانا غريب، في مؤتمر صحافي، جميع المعلمين والموظفين في السليمانية إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرات المقررة يوم غد السبت.
وقال: «لم نتسلم رواتبنا لشهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر الماضيين، رغم أننا أدينا واجباتنا بأتم صورة. هذا ظلم واضح ومخالفة لمبدأ الحقوق والواجبات».
وأوضح أن «اجتماعاً سيُعقد صباح يوم السبت قبل الساعة العاشرة، يضم أعضاء لجنة الدفاع عن حقوق الموظفين والمعلمين، لوضع آلية وتحديد أوقات التظاهرات» لافتاً إلى أن «التظاهرات ستنطلق في تمام العاشرة صباحاً أمام مديرية تربية السليمانية».
وكان اتحاد معلمي إقليم كردستان، قد حذّر من توقف الدوام الرسمي للعام الدراسي 2024 ـ 2025 في المدارس والأوساط التعليمية الحكومية في الإقليم، جراء تأخر صرف المرتبات.
وقال رئيس الاتحاد أحمد كرمياني في مؤتمر صحافي، إنه «منذ 10 سنوات ولغاية الآن، نعاني من مشكلة تأخير صرف الرواتب موظفي إقليم كردستان بشكل عام، والكوادر التدريسية بشكل خاص مما تسبب بتأخير وتعطيل الدوام في بعض مناطق الإقليم والمناطق المتنازع عليها في المدارس الكردية».
ودعا، حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية إلى «حل مشكلة رواتب المعلمين والتدريسيين في الإقليم» محذرا من «خطورة توقف الدوام الرسمي في مدارس الإقليم لعدم تسلم الكوادر التدريسية رواتبهم لشهري تشرين الأول/أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين».
وحمّل كرمياني، الحكومة الاتحادية في بغداد «مسؤولية عدم صرف الرواتب في إقليم كردستان، وتأجيج الصراع السياسي بين الكتل داخل قبة البرلمان بسببها، والتعامل معها بمزاجية».
وأعلنت بغداد تحويل مبلغ 761 مليار دينار (أكثر من 581 مليون دولار) إلى حساب وزارة مالية الإقليم كجزء من مستحقات رواتب شهر تشرين الاول/ أكتوبر الماضي، ومع ذلك، لم يتم تسليم الرواتب حتى الآن بسبب خصم 235 مليار دينار من المبلغ الإجمالي، ما أدى إلى عجز وزارة المالية في الإقليم عن صرف المستحقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية