لندن- “القدس العربي”:
بدت المسألة في منطقة الأغوار الأردنية اعتبارا من مساء الخميس أشبه بلعبة “المراوغة” بين مئات المواطنين الذين يريدون الوصول لمناطق التماس مع العدو الإسرائيلي والسلطات الأمنية التي لا يمكنها المجازفة بأي صيغة تلحق الأذى بالمواطنين الغاضبين.
مراوغة بامتياز رصدت.
أقامت السلطات الأمنية ومع مساء الخميس ما يسمى بـ”نقاط الغلق” وقال مراقبون من الحراكات الشعبية إن تلك النقاط بدأت تدقق بهويات المارة والعابرين تجنبا لأي منزلق “أمني” وأقيمت في محيط الأغوار من شمالي البلاد إلى جنوبها بمعنى “عزل أمني تكتيكي” للمنطقة التي تحاذي كيان الاحتلال.
تغطية صحفية: حشود ضخمة في عمان وفاء لغزة. pic.twitter.com/cXOQBUQPQU
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 13, 2023
شمل الغلق الأمني طرقا رئيسية بين بلديات في عمان وعجلون والبحر الميت وشمالي المملكة والأغوار الجنوبية ولتبريره طلبت السلطات من الجميع التوقف عن محاولة التواجد في منطقة الأغوار والتعبير سلميا في الساحات التي خصصها الحكام الإداريون.
قبل ذلك طلب وزير الداخلية مازن فراية من قادة أحزاب إسلامية.. “رجاء.. نحن غاضبون مثلكم ابتعدوا عن الأغوار.. لن نسمح بذلك”.
سأل أحد السياسيين أمام “القدس العربي”: كيف تستقيم مطالبة الأحزاب في عهد التحديث السياسي مع تقييد حركتها التعبيرية السلمية؟
لاحظ الجميع بأن تنظيمات الإخوان المسلمين استجابت وتوقفت عن مطالبة الأردنيين بالعبور إلى الأغوار وركزت جهدها على الحشد التنظيمي لمسيرة تضامنية ضخمة مع المقاومة وأهل غزة في محيط ساحة البلدية وسط عمان وهي مسيرة برز أنها أشبه بـ”طوفان تعبيري”.
حرق علم الاحتلال 🔥
من وسط مدينة عمان الاردنية كل القلوب مع أهالي غزة كل القلوب مع المـقاومـة 🇵🇸💚#طوفان_الاردن #طوفان_الأقصى #Gaza_under_attack pic.twitter.com/giIyTZnnQ3— عــبـــدالله 𓂆 (@AAlkarajeh) October 13, 2023
قيل إن نحو 70 ألفا من الأردنيين على الأقل تجمعوا في ساحة صغيرة وسط العاصمة عمان وأطلقوا هتافات تطالب بـ”فتح الحدود”.
لكن العدد كان يمكن أن يتضاعف فقد بث المعارض الناشط محمد الحديد يقول بأن أبناء المحافظات الأردنية منعوا أيضا من الحضور والمشاركة في مسيرة عمان.
الهدف الأمني فيما يبدو بقاء الفعاليات في ساحات خاضعة للسيطرة والتقارير التي تليت في مجلس السياسات أفادت بأن الشعب الأردني “غاضب للغاية” والأهم بدأ يشعر بالخطر.
لذلك رصدت عشرات المحاولات لمراوغة “نقاط الغلق الأمنية” عبر استخدام طرق زراعية أو بديلة نحو الأغوار وشوهدت سيارات عشائر تتجه بكثافة في منطقة الأغوار التي أحيطت بسوار أمني وبحضور أمني مكثف وحصلت بعض الاحتكاكات أثناء تنفيذ القوة الأمنية لواجبها القاضي بإغلاق المنطقة.
استعملت أيضا قنابل الغاز.
لكن الوضع “متوتر جدا” في محيط الأغوار والترتيبات الأمنية غير مسبوقة تحسبا لأي مفاجآت فيما مقاربة الموقف الرسمي لا تزال “قريبة إلى حد ما” من نبض الشارع مع أن السؤال الأهم في سياق مراوغات نقاط الغلق كان: ماذا سيحصل الجمعة المقبلة إذا استمر نزيف المشهد الفلسطيني؟
"مطالبات بفتح الحدود"… طوفان بشري في العاصمة الأردنية عمان تلبية لنداء المقـ,اومة الفلسـ,طينية في #جمعة_طوفان_الأقصى #الاردن pic.twitter.com/20bDOFYYhA
— وكالة تسنيم للأنباء (@Tasnimarabic) October 13, 2023