أردوغان: إنتهى نظام الوصاية وسأكون رئيساً للشعب بمختلف أطيافه

حجم الخط
2

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أظهرت النتائج شبه النهائية فوز مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية بنسبة 52٪ من أصوات الناخبين، في حين حصل المرشح التوافقي للمعارضة التركية أكمل الدين إحسان أوغلو على 38٪، والمرشح الكردي صلاح الدين ديمرداش على 10٪، ليصبح أردوغان بذلك أول رئيس منتخب من قبل الشعب.
وفي الوقت الذي هنأ فيه «إحسان أوغلو» أردوغان بالفوز معترفاً بخسارته، أعلن أردوغان انتهاء ما أسماه «نظام الوصاية في البلاد»، مشدداً على أنه سيكون رئيساً لـ77 مليون من الشعب التركي بمختلف أطيافه، وأكد قادة أحزاب المعارضة احترامهم لـ«إرادة الشعب».

خطاب النصر «الشُرفة»

وكما إعتاد أردوغان بعد كل نصر حققه في الانتخابات التركية منذ عام 2002، ألقى الرئيس التركي الجديد خطاب النصر التاسع، أو ما بات يعرف بـ«خطاب الشرفة»، من شرفة المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة.
وأكد أنه سيكون رئيساً يحتضن الشعب التركي بمختلف أطيافه، قائلاً: «الإرادة الوطنية والديمقراطية هي من انتصرت اليوم وليس رجب طيب أردوغان فحسب». شاكراً جميع من دعا له بالخير من الدول الشقيقة والصديقة، على حد وصفه.
وأضاف أن النصر «ليس تركيا فحسب وإنما بغداد وإسلام أباد وكابول وبيروت وسراييفو وسكوبيا و دمشق وحلب وحماة وحمص وطرابلس ورام الله وأريحا وغزة والقدس انتصرت اليوم». مشيراً إلى أن «اليوم هو فاتحة لمرحلة جديدة في تركيا، اليوم يوم احتضان الدولة للشعب، وزوال بقايا النظرة المتعالية، يوم انتهاء الوصاية على قصر تشانكايا الجمهوري».
وقال أردوغان: «مادام في الجسد روح، سنواصل خدمة أمتنا ووطننا ونضالنا من أجل ترسيخ الديمقراطية المتقدمة ومعاييرها في بلادنا، وسنبذل ما بوسعنا من أجل إنجاح مسيرة السلام الداخلي (محادثات السلام الرامية لحل نهائي للمسألة الكردية)».
وأكد أن ما سماه «نظام الوصاية» هو أكبر الخاسرين في انتخابات الرئاسة، قائلاً: «السياسة الرخيصة الانتهازية تلقت اليوم درساً قاسياً»، مشدداً على أن المعارضة لم تُبدِ التعاون مع الحكومة من أجل صياغة دستور جديد رغم الاتفاق على عشرات البنود.
وتابع: «لم نقع في فخ التكبر والغرور عندما حققنا النجاحات والانتصارات خلال فترة حكمنا، ولم نلجأ قط إلى سياسة التمييز بين من صوّت لنا أو ضدنا»، موضحاً أن حكومته لم تتدخل في طراز حياة أحد أبدًا، داعيًا من اتهموها بالديكتاتورية إلى «محاسبة أنفسهم وضمائرهم».
ولفت إلى تحقيق الحكومة التركية إنجازات اقتصادية كبيرة، موضحًا أن تركيا كانت مدينة لصندوق النقد الدولي بـ23 مليار دولار، سددتها جميعها وأن بلاده تعتزم الآن إقراض الصندوق 5 مليارات دولار.

المعارضة تعترف بخسارتها

من جهته أقر «أكمل الدين إحسان أوغلو» المرشح التوافقي لأحزاب المعارضة التركية بخسارته في الانتخابات وهنأ منافسه أردوغان، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في مدينة اسطنبول بعد صدور النتائج الأولية.
وقال: «لقد تم الإعلان تقريبا عن كافة النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد اليوم، ولقد حصلت على نسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة من إجمالي الناخبين الذين شاركوا في العملية الانتخابية، ما يعني خسارتي». معرباً عن أمله «أن تكون نتيجة تلك الانتخابات سبب خير واستقرار في البلاد».
وبلغ عدد من يحق لهم التصويت في تركيا (52) مليون، و(894) ألفا، و(115) ناخبا، يدلون بأصواتهم في (165) ألفا و(108) صناديق انتخابية.
في السياق ذاته، أكد «دولت بهجلي» رئيس حزب الحركة القومية، المعارض، احترام حزبه للدولة بشكل دائم، وللخيار الديمقراطي للشعب التركي.
ولفت بهجلي في مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة إلى أن الشعب اختار، الرئيس الثاني عشر للجمهورية، عبر الاقتراع المباشر للمرة الأولى، واصفا ذلك بالخطوة الهامة من أجل الديمقراطية التركية. مشدداً على أن علاقة حزبه ستتسم بالرسمية البحتة، مع رئيس الجمهورية و»لن تكون حميمية طالما لم تتبدد الشبهات بحق أردوغان»، على حد وصفه.
وقال: «إن هذا الشخص تدور حوله الشكوك والشبهات، بحيث لا يمكننا اعتباره رئيسا للجمهورية في ضمائرنا، حتى لو خرج فائزا من صناديق الاقتراع، فالديمقراطية ليست أرضية لتبرئة الذمة من السرقة» على حد تعبيره.

من هو رئيس الوزراء المقبل

وفور الاعلان عن فوز أردوغان بمقعد الرئاسة أعلنت مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية أن المشاورات ستبدأ فوراً من أجل التباحث في اختيار اسم رئيس الوزراء الذي سيخلف أردوغان بعد تقديم استقالته خلال الايام المقبلة.
ويبدو أن الحزب لم يحسم قراره بعد، في ظل وجود عدد من الشخصيات المرشحة بشكل غير رسمي، أهمها وزير الخارجية الحالي أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء بولنت أرنتش، في حين تبدو فرص الرئيس السابق عبد الله غُل ضئيلة، بسبب كونه ليس نائباً في البرلمان التركي وهو شرط اساسي لكي يتمكن من المنافسة على منصب رئيس الوزراء.
وتبدو عملية تقديم غُل لهذا المنصب عملية معقدة، حيث سيكون الحزب مضطراً لأن يدفع بأحد نوابه عن إسطنبول للاستقالة ليتم اجراء انتخابات جزئية في هذه الدائرة ويترشح عنها غُل، ومن ثم يكلف برئاسة الوزراء في حال فوزه.
لكن الطرح الأرجح أن تتولى شخصية أخرى هذا المنصب خلال الفترة المقبلة، وفي حال قرر الحزب تقديم غُل يتم ذلك عقب الانتخابات البرلمانية المقررة بداية العام المقبل، في ظل حديث عن تولي رئيس هيئة الاستخبارات القومية «هاكان فيدان» لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سيد عمر:

    بشرى سارة لشعب التركي والأمة الإسلامية جمعاء فإلى الأمام يابركيا تحت ظل حزب العادلة الورف وتحت قائد مسيرة النهضة أبو الأتراك بله أب الأمة المنتصرة

  2. يقول حميد الجزائر:

    اردوغان ماسة ديمقراطية وسط فحم الدكتاتوريات المشرقية

إشترك في قائمتنا البريدية