أزمة اللاجئين تتصاعد في تركيا.. وأردوغان: لن نطردهم ونرميهم في أحضان القتلة 

إسماعيل جمال
حجم الخط
4

إسطنبول- “القدس العربي”: عقب أيام من الجدل المتصاعد الذي أثاره المشروع الذي أعلنت عنه الحكومة التركية والقاضي بإعادة مليون لاجئ سوري من تركيا إلى مناطق المعارضة شمالي سوريا، حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجدل بتأكيده القطعي على أن بلاده “لن تطرد اللاجئين السوريين”، وإنها لن “ترميهم في أحضان القتلة” في إشارة إلى النظام السوري.

والاثنين، قال أردوغان إن بلاده لن تطرد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، مضيفاً في فعالية لرجال أعمال أتراك: “نحن أبناء ثقافة تدرك جيدًا معنى المهاجرين والأنصار”، وأضاف: “بإمكان اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم متى أرادوا، أما نحن فلن نطردهم من بلادنا أبداً”، مشدداً على أن أبواب تركيا مفتوحة للسوريين، قائلاً: “سنواصل استضافتهم ولن نرميهم في أحضان القتلة”.

وبينما أكد أردوغان أنهم سيقفون “حتى النهاية إلى جانب السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هربًا من الحرب في بلدهم”، حث الجمعيات الخيرية وجمعيات رجال الأعمال على المساهمة في بناء مزيد من المنازل للسوريين قائلاً: “الهدف هو بناء 100 ألف منزل على الأقل”، وأضاف: “نعرف هجرة نبينا الحبيب ونعلم الفترة التي كان فيها من الأنصار، لهذا السبب فإننا نواصل طريقنا بنفس الفهم”.

جاءت تصريحات الرئيس التركي في خضم جدل متصاعد حول ملف اللاجئين السوريين في تركيا في ظل تصاعد خطاب “الكراهية والعنصرية” من قبل أحزاب معارضة توعدت بطرد كافة المهاجرين من البلاد في حال وصولها للحكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة يونيو/حزيران من العام المقبل.

كما تأتي عقب أيام من تصريحاته التي أعلن فيها أن حكومته تستعد للعمل على مشروع جديد يتيح “العودة الطوعية” لمليون لاجئ سوري من تركيا إلى شمالي سوريا، في خطوة جاءت مع تعاظم الضغوط الداخلية على الحكومة حول ملف اللاجئين قبيل موعد الانتخابات، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام التكهنات حول استراتيجية جديدة للحكومة التركية يمكن أن تشمل التضييق على اللاجئين لإجبارهم على العودة إلى بلادهم.

ولا يعرف أي من تصريحات الرئيس التركي تعبر أكثر عن خطط الحكومة خلال الأشهر المقبلة، حيث يرى محللون أتراك أن الحكومة لن تغير سياساتها اتجاه اللاجئين السوريين وأن بعض الخطابات الرسمية موجهة للداخل التركي لمواجهة حملات المعارضة المتصاعدة، في المقابل يتوقع آخرون أن تتخذ الحكومة بالفعل إجراءات متشددة خلال المرحلة المقبلة لسحب ملف اللاجئين من يد المعارضة قبل موعد الانتخابات.

والخميس، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن بلاده تخطط لبناء نحو 250 ألف منزل شمالي سوريا بهدف توفير العودة الطوعية لمليون سوري. وأوضح صويلو في مقابلة تلفزيونية محلية أن تركيا أعدت 13 مشروعا تتضمن بناء 250 ألف منزل في مناطق الباب وجرابلس ورأس العين وتل أبيض، لافتاً إلى أن تمويل تلك المشاريع سيكون من منظمات إغاثة دولية.

وأشار إلى أن المشروع يستهدف السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة في تركيا، وأنه يمنح السوريين حق الانتفاع بالمنازل لمدة 5 أو 10 سنوات.

وفي الأيام الماضية، شنت الأجهزة الأمنية التركية المختلفة حملة أمنية واسعة ضد “اللاجئين غير القانونيين” في المحافظات الكبرى وعلى رأسها إسطنبول بالتزامن مع تصاعد حملات سياسية وشعبية واسعة معادية للاجئين. وفي بيانات مختلفة أعلنت مديرية الأمن في إسطنبول وولاية المدينة ودائرة الهجرة عن حملات أمنية مختلفة تكثفت بشكل كبير جداً خلال أيام عيد الفطر في المناطق السياحية لتوقيف اللاجئين الذين دخلوا الأراضي التركية بشكل غير قانوني ولا يمتلكون وثيقة إقامة أو لجوء رسمية.

وتصاعدت في الأيام الأخيرة الحملات السياسية والشعبية المناهضة للاجئين في تركيا، حيث اتهمت الحكومة “جهات منظمة” بالعمل على إثارة الشارع التركي ضد اللاجئين ومحاولة جر البلاد إلى الفوضى، وأعلنت بيانات مختلفة لوزارة الداخلية ومديرية الأمن ملاحقة أشخاص اتهمتهم بنشر معلومات مضللة وكاذبة بهدف إثارة الشارع التركي وأوقفت أصحاب حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أوقفت منتج فيلم “الاحتلال” الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومبني على رواية “احتلال اللاجئين للأراضي التركية وتحول الأتراك إلى أقلية في البلاد”.

وخلال الأيام الماضية، نشرت عشرات مقاطع الفيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تصرفات للاجئين من جنسيات مختلفة أبرزها أفغانستان وباكستان وسوريا ينتشرون بكثافة في شوارع إسطنبول ووسائل المواصلات العامة وبعضهم يقوم بتصرفات اعتبرت “غير مقبولة” وتجاوزات من قبيل “تصوير الفتيات في الشوارع” و”الإساءة إلى الشعب التركي” في مقاطع فيديو نشرت على تيك توك، وهو أثار حالة من الغضب العارم ومطالبات بإعادة اللاجئين إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن.

والاثنين، أعلنت تركيا، أنها ستشارك في النسخة السادسة لمؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقالت الخارجية التركية في بيان، إنها ستشارك في المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلين عن حكومات، ومنظمات دولية وإقليمية، ومنظمات مجتمع مدني، حيث يتوقع أن ينجح المؤتمر في جمع مليارات الدولارات لمساعدة اللاجئين السوريين والتي يمكن أن تمتد لتشمل مشاريع تركيا لبناء منازل للنازحين في مناطق شمالي سوريا.

وكلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المقررة في يونيو/حزيران 2023 تُصعد المعارضة التركية من خطابها المعادي للاجئين بشكل عام والسوريين منهم بشكل خاص وسط وعود كبيرة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في حال فوزها في الانتخابات المقبلة وهو ما يتوقع أن يدفع الحكومة التركية لمحاولة القيام بخطوات سريعة لسحب ملف اللاجئين من المعارضة قبيل الانتخابات التي توصف بأنها “تاريخية ومصيرية”.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو تاج الحكمة الأول:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ???️?شكرا للاخ التركي العزيز السيد الرئيس اردوغان والكرم التركي موجود عند الاتراك المسلمين و غير المسلمين فهذه طبيعة الفارس العريق إرث المروءة ابا عن جد

  2. يقول داود. الاردني:

    لن نطردهم ولكن سنهجرهم على أوروبا لابتزازها والي بروح على سوريا ما برجع .

    1. يقول زياد:

      بما أنك عربي فالأولى أن تستقبلهم أنت وبلدك الذي أخذ نفس المعونات التي أخذها الأتراك وعوضا عن مساعدتهم تركتموهم في العراء منذ بدء الأزمة.

    2. يقول داود. الاردني:

      اخ زياد بلدي استقبلهم على قلة إمكانياته بس ما ابتز فيهم أوروبا وقال بدو يرجعهم غصب عنهم ع سوريا اذا ما دفعتوا ولعلمك الي بزور منهم سوريا برجع عادي وما بمنعوه .

إشترك في قائمتنا البريدية