أردوغان يؤدي اليمين الدستوري كأول رئيس منتخب لتركيا

حجم الخط
2

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أدى الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان، الخميس، اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة التركي (البرلمان)، في العاصمة أنقرة، ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر للجمهورية، وذلك بعد تكليفه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو برئاسة الوزراء بـ»الوكالة» لحين تشكيل الأخير الحكومة الجديدة التي كُلف برئاستها.
وبذلك يبدأ أردوغان مهامه رسمياً كأول رئيس منتخب في تاريخ البلاد، بعد 11 عاماً قضاها في رئاسة الوزراء، جعلت منه الزعيم الذي يحكم تركيا ثاني أطول مدة بعد الزعيم التاريخي للجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
ونَصب، الأربعاء، حزب العدالة والتنمية الحاكم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو رئيساً للحزب، وكلفه رسمياً بتشكيل الحكومة الجديدة، خلفاً لأردوغان الذي كان يتولى رئاستي الحزب والحكومة طوال السنوات الماضية، حيث يفرض عليه القانون التركي التخلي عن رئاسة الحزب قبل تولي منصب الرئيس. واستقبل أردوغان بالتصفيق لدى دخوله البرلمان، وقام رئيس البرلمان بتسلميه وثيقة توليه منصب الرئاسة، وبعد أداء اليمين عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني التركي، فيما أطلقت المدفعية 101 طلقة بهذه المناسبة.
وقاطع حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة الجلسة المخصصة لأداء اليمين، بعد رفض رئيس البرلمان مناقشة اعتراض الحزب على أصول عقد الجلسة، وأقدم أحد نواب الحزب على رمي كتيب الدستور والنظام الداخلي للبرلمان داخل القاعة.
وعلى الرغم من حضور ممثلي حزبي الحركة القومية والشعب الديمقراطي الجلسة، لكنهم لم يبادروا بالتصفيق بعد أداء أردوغان القسم الرئاسي. وفاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في العاشر من آب/أغسطس الجاري للمرة الأولى بالاقتراع المباشر من الشعب، على المرشح التوافق لأحزاب المعارضة التركية أكمل الدين إحسان أوغلو، والمرشح الكردي صلاح الدين ديمرطاش.
ويتوقع أن لا تشهد الحكومة التركية الجديدة الكثير من التغيرات وسط تقديرات باستمرار معظم الوزراء السابقين في مناصبهم، وتأكيدات بتولي وزير هيئة الاستخبارات القومية «هاكان فيدان» لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، خلفاً لرئيس الوزراء المكلف أحمد داود أوغلو، فيما يتوقع ان يحتفظ وزيرا الاقتصاد والمالية بحقيبتيهما بهدف طمأنة الاسواق المالية.
نائب رئيس الوزراء التركي، «بولنت أرينتش»، توقع تشكيل الحكومة الجديدة قبل بداية شهر أيلول/سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن أوغلو سيباشر مهامه في رئاسة الوزراء فور تقديم اردوغان استقالته في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لكي يباشر الاخير مهامه كرئيس للجمهورية.
وفي خطاب له، الأربعاء، خلال المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، أكد أردوغان أنه سيطلب من رئيس الوزراء المكلف أحمد داود أوغلو تشكيل حكومة جديدة، مشيراً إلى أن التشكيل الوزاري الجديد سيعُلن عنه الجمعة.
وقال أردوغان أمام حشد كبير من مؤيدي حزب العدالة والتنمية قبيل انضمامه إلى المؤتمر: «بإذن الله سنكلف داود أوغلو بتشكيل الحكومة غداً (الخميس)، وسيعلن التشكيل الوزاري الجديد يوم الجمعة».
من جهته، برر «كمال قليجدار أوغلو» رئيس حزب الشعب الجمهوري عدم مشاركته بمراسم أداء أردوغان اليمين الدستوري، بقوله: «كم سيكون من المُقنع، أن يؤدّي شخصٌ طالما انتهك الدستور بشكل فاضح، يميناً يؤكّد فيه التزامه بصيانة مبادئ الدستور؟» على حد تعبيره.
واعتبر «قليجدار أوغلو» أنه لا يريد أن يكون «شاهد زورٍ في مراسم أداء اليمين الدستورية، والتي لا يريد المشاركة بها، لأن مجرد المشاركة ستكسبها صبغة الشرعية»، على حد قوله.
في السياق ذاته، انتقد «دولت بهتشه لي» رئيس حزب «الحركة القومية» ثاني أكبر أحزاب المعارضة التركية، مشاركة، أردوغان في المؤتمر العام الطارئ لحزب «العدالة والتنمية الحاكم»، والذي انعقد الأربعاء، مشيرا إلى أن مشاركته وحديثه بالمؤتمر أمران يخالفان الدستور التركي.
وفي بيان له، اعتبر «بهتشه لي» أن «أردوغان بتصرفه هذا يكون قد شن حربا شعواء على روح الدستور وقواعده الأساسية»، وقال: «لقد ضرب بذلك مسألة الحياد التي يجب أن يلتزم بها كرئيس للبلاد، ومن ثم يكون قد نقض اليمين الذي من المفروض أن يؤديه غدا -الخميس-، ليصبح هذا اليمين لا معنى له».
وتواصل توافد زعماء وممثلي الدول، والمنظمات، والهيئات الدولية إلى أنقرة لحضور مراسم تأدية أردوغان القسم كرئيس جديد للجمهورية التركية، حيث يتم استقبالهم من قبل المسؤولين الأتراك في قاعة الشرف بمطار «أسن بوغا» الدولي بأنقرة.
ووصل عدد كبير من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء من الدول العربية والأجنبية، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ونظم داود أوغلو حفل وداع في وزارة الخارجية التركية، وقال في كلمة له: «هذه هى المرة الأولى التي يحدث فيها تغيير في رئاسة العدالة والتنمية الموجود في السلطة، تم التغيير باحترام وسهولة وتشاور وحماس، وقدمنا بذلك درسا قاسيا لمن يحاولون منذ عام ونصف العام، إثارة الفوضى في تركيا».
وعبر أوغلو عن تأييده لكتابة دستور جديد للبلاد بما يتلاءم مع «تركيا الجديدة» وهو نفس الشعار الذي رفعه أردوغان، مؤكداً أن «تركيا الجديدة» باتت بحاجة إلى كتابة دستور يتلائم معها، حيث من المتوقع أن يسعى من خلاله إلى تحويل نظام الحكم إلى رئاسي، لكي يتمتع بسلطات أوسع كون المنصب الحالي «برتوكولي».
وسيسعى حزب العدالة والتنمية لتغيير الدستور عقب الانتخابات البرلمانية المقبلة والمقرر اجراؤها في شهر حزيران/يونيو العام المقبل، حيث يحتاج الحزب إلى الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان (367 مقعدا من اصل 550) لكي يتمكن من تغيير القانون الأساسي «الدستور»، حيث يشغل الحزب حاليا 313 مقعدا.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    من خير خلف
    الى خير سلف
    والى خير الأمة الاسلاميه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول ماجد الشامي:

    رسالة موجهة إلى كل عربي يظن أن العرب لديهم و لو ديمقراطية واحدة. كل الأنظمة العربية إما وراثية أو إنقلابية دكتاتورية. تركيا مثل يحتذى و ياليت الساسة العرب يتعلمون من التجربة التركية و يعطوا الشعوب العربية حقها في الاختيار و يتوقفوا عن الظلم و الاضطهاد.

إشترك في قائمتنا البريدية