أنقرة- الأناضول- أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء التعبئة العامة ضد جميع المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة البلاد، وذلك استناداً إلى المادة رقم 104 في الدستور التركي.
جاء ذلك في خطاب ألقاه لدى لقائه بالمخاتير في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، حيث طالب قوات الأمن ورجال الشرطة بعدم التردد في استخدام كامل صلاحياتهم ضد المنظمات الإرهابية.
وأكّد أردوغان أنّ تركيا والمنطقة بشكل عام تتعرض خلال هذه الفترة لمؤامرة دنيئة ودموية، مشيراً إلى وجود عقول خفية تسعى لخلق حروب داخلية ومذهبية في المنطقة، بغية إفساد مستقبلها.
وفي هذا السياق قال أردوغان: “إن الأطفال الذين يبكون أمام توابيت شهدائنا من الشرطة، وأولئك الذين تُنتشل جثثهم من تحت الأنقاض في حلب، هم ضحايا المؤامرة الدنيئة ذاتها”.
وأوضح أردوغان أنّ العمليات الأمنية الجارية ضدّ منظمة “بي كا كا” الإرهابية كبّدت المنظمة خسارة 9 آلاف و500 من عناصرها ما بين قتيل وجريح ومعتقل، بينهم قياديين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.
وأضاف أنّ هناك أكثر من 40 ألف موقوف وأكثر من 10 آلاف و500 محبوس من عناصر المنظمة.
وأشار أردوغان إلى أنّ الهدف الرئيسي للمنظمات الإرهابية، هو تقسيم تركيا أجزاء من خلال افتعال الحروب المذهبية والعرقية.
وفيما يخص الشأن السوري تطرق أردوغان إلى اتفاق وقف إطلاق النار في شرقي حلب بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من قِبل روسيا قائلاً: “يجب فتح الممرات الإنسانية فورًا وإجلاء الناس بشكل سليم من شرق حلب دون أية عرقلة أو تخريب”.
واتهم أردوغان النظام السوري بإرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حلب، مضيفًا: “على الجميع بمن فيهم الأطراف الداعمة له، رؤية هذه الحقيقة”.
وأكّد الرئيس التركي أنه سيبحث هاتفيًّا، خلال ساعات المساء من اليوم “الأربعاء”، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأوضاع في حلب، مشيراً إلى أنّ وزير خارجيته ورئيس الاستخبارات يتابعان الوضع في المدينة عن كثب.
وأضاف أنّ “الوضع في الميدان هش ومعقد، لا سيما أنّ قوات النظام انتهكت الاتفاق واستأنفت اعتداءاتها ضدّ المدنيين رغم مرور بضعة ساعات على الاتفاق”.
وتعليقاً على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار قال أردوغان: “تطبيق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمبادرة تركيا وجهودها الحثيثة قد يكون الأمل الوحيد بالنسبة للأبرياء الموجودين في حلب، لذلك أدعو جميع الأطراف والمجتمع الدولي إلى مراعاته ودعمه”.
وأردف قائلاً: “تركيا، أمل المظلومين، لم ولن تترك أهالي حلب وحدهم، سنفعل كل ما بوسعنا، أيا كان الثمن، حتى لو كان الأمر يتعلق بإنقاذ نفس برئية واحدة”.
ولفت أردوغان إلى أنّ بلاده اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية للخارجين من حلب، والنازحين منها إلى إدلب وجوارها.
واشار الرئيس التركي إلى الجهود الحثيثة التي بذلتها أنقرة من أجل تحريك العالم ودفع المجتمع الدولي للتحرك من أجل إنقاذ المدنيين في مدينة حلب، مبيناً أنّ اتصاله مع أنطونيو غواتيريش الأمين العام الجديد للأمم المتحدة الثلاثاء، تندرج ضمن هذا الإطار.