أزمة‭ ‬دواء‭ ‬‮«‬إيثروكس‮»‬‭ ‬تحتاج‭ ‬لتدخل‭ ‬عاجل‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭… ‬والحكومة‭ ‬تركت‭ ‬الناس‭ ‬فريسة‭ ‬للتجار‭ ‬الجشعين

حسام‭ ‬عبد‭ ‬البصير
حجم الخط
0

القاهرة‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‭:‬‮»‬‭ ‬أحدث‭ ‬رصاصة‭ ‬وجهت‭ ‬لـ‭”‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭” ‬صوبت‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬الغار‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬المصري‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المبشرين‭ ‬بها‭ ‬والمدافعين‭ ‬عنها،‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬دويا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬السياسي،‭ ‬حينما‭ ‬وجه‭ ‬انتقاده‭ ‬العنيف‭ ‬لرأس‭ ‬الدولة‭ ‬إذ‭ ‬قال،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬موقع‭ “‬رصد‭”: ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬النظام‭ ‬المصري‭ ‬هو‭ ‬السير‭ ‬بخطوات‭ ‬سريعة‭ ‬لتفكيك‭ ‬الدولة‭ ‬وانهيارها‭. ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬كان‭ ‬أمرا‭ ‬متوقعا‭ ‬ومعروفا،‭ ‬حين‭ ‬اتخذ‭ ‬قرار‭ ‬تصدير‭ ‬الغاز‭ ‬اللازم‭ ‬لتشغيل‭ ‬المحطات،‭ ‬مقابل‭ ‬دولارات‭ ‬لدفع‭ ‬فوائد‭ ‬الديون‭. ‬السياسة‭ ‬الكارثية‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬محطات‭ ‬التوليد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلي‭ ‬نصفها‭ ‬مقابل‭ ‬قروض‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬الألمانية‭ ‬أوضح‭ ‬حجم‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البائسة،‭ ‬وكارثة‭ ‬عدم‭ ‬اجراء‭ ‬دراسات‭ ‬جدوى‭.. ‬وتابع‭ ‬أبو‭ ‬الغار‭ ‬منتقدا،‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬صوت‭ ‬المجلس‭ ‬العسكري‭ ‬منذ‭ ‬2011‭ ‬معتز‭ ‬بالله‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح،‭ ‬افتتحت‭ ‬له‭ ‬فضائية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬ليطالب‭ ‬منها‭ ‬الرئيس‭ ‬بعدم‭ ‬الترشح،‭ ‬الأصوات‭ ‬ارتفعت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تعلن‭ ‬غضبها‭. ‬المطلب‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬قيادة‭ ‬الدولة‭ ‬أنها‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬القروض،‭ ‬وأنها‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية،‭ ‬وأنها‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬الاعتقال‭ ‬والمحاكمات‭ ‬بقوانين‭ ‬من‭ ‬القرون‭ ‬الوسطي،‭ ‬وأنها‭ ‬حبست‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحملوا‭ ‬سلاحا‭ ‬ولم‭ ‬يحرضوا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬العنف،‭ ‬وأنها‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬بخصوص‭ ‬نهر‭ ‬النيل،‭ ‬وفي‭ ‬سياستها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬الاستعانة‭ ‬بأهل‭ ‬الثقة‭ ‬وإهمال‭ ‬أهل‭ ‬الخبرة،‭ ‬فتشوهت‭ ‬العاصمة‭ ‬ودمرت‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬كيف‭ ‬سوف‭ ‬نسدد‭ ‬الديون،‭ ‬النظام‭ ‬المصري‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬الحقيقة‭ ‬بالاعتذار‭ ‬للشعب‭ ‬أولا،‭ ‬ثم‭ ‬إطلاق‭ ‬الحريات‭ ‬والآراء‭ ‬ليقول‭ ‬أصحاب‭ ‬الرأي‭ ‬السديد‭ ‬وليس‭ ‬المطبلاتية‭ ‬كيف‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬المصيبة‭ ‬كوطن‭ ‬وننسى‭ ‬الافراد‭.. ‬ومن‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بالمتابعة‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بحفل‭ ‬المطرب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترافيس‭ ‬سكوت،‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬منصور‭ ‬هندي،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬نقابة‭ ‬المهن‭ ‬الموسيقية،‭ ‬أن‭ ‬الحفل‭ ‬متوقف‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬حصولهم‭ ‬عليها‭ ‬سيقام‭ ‬الحفل‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭. ‬ويعد‭ ‬ذلك‭ ‬تراجعا‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬النقابة‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬مؤخرا‭ ‬منع‭ ‬الترخيص‭ ‬بإقامة‭ ‬الحفل‭ ‬وتقدم‭ ‬النائب‭ ‬فريدي‭ ‬البياضي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬المصري‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بسؤال‭ ‬برلماني‭ ‬موجه‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬ووزير‭ ‬السياحة‭ ‬ووزير‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية‭ ‬بشأن‭ ‬الجدل‭ ‬القائم‭ ‬حول‭ ‬حفل‭ ‬المغني‭ ‬العالمي‭ ‬ترافيس‭ ‬سكوت،‭ ‬المقرر‭ ‬عقده‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬المقبل‭ ‬عند‭ ‬سفح‭ ‬الأهرامات‭. ‬وقال‭ ‬البياضي،‭ ‬في‭ ‬سؤاله‭ ‬البرلماني‭: “‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬تخبط‭ ‬في‭ ‬التصريحات،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬تأكيد‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬إلغاء‭ ‬أو‭ ‬إقامة‭ ‬الحفل،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يصدر‭ ‬بيان‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بخصوص‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬التصريحات‭ ‬المعنية‭ ‬بالأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬المصريون‭ ‬حاليا‭: ‬كشف‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬شاكر‭ ‬وزير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬بتخفيف‭ ‬الأحمال،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منفردا،‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬البترول؛‭ ‬نتيجة‭ ‬نقص‭ ‬كميات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المتاحة‭ ‬لتشغيل‭ ‬وتوليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬كميات‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬المازوت‭ ‬اللازم‭ ‬لتشغيل‭ ‬بعض‭ ‬الوحدات‭. ‬واعترف‭ ‬شاكر‭ ‬بوجود‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬البترولية،‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬إعلان‭ ‬تخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬وأوضح‭ “‬قررت‭ ‬عدم‭ ‬تشغيل‭ ‬التكييف‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والكهرباء‭ ‬بتقطع‭ ‬عندي‭ ‬من‭ ‬مرتين‭ ‬لـ3‭ ‬مرات‭ ‬يوميا‭”.‬
جنون‭ ‬الساحل

تصوروا‭ ‬أن‭ ‬زجاجة‭ ‬المياه‭ ‬المعدنية‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬بأربعة‭ ‬جنيهات‭ ‬تباع‭ ‬بمئتين‭ ‬وخمسين‭ ‬جنيها،‭ ‬وكوب‭ ‬الشاي‭ ‬يباع‭ ‬بمئة‭ ‬وخمسين‭ ‬جنيها‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي،‭ ‬وأكد‭ ‬صبري‭ ‬غنيم‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬أنه‭ ‬مهما‭ ‬اتخذ‭ ‬المصطافون‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬الأسواق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأسواق‭ ‬تزداد‭ ‬اشتعالا‭. ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬صرخات‭ ‬المصطافين‭ ‬الآن‭ ‬وهم‭ ‬يترحمون‭ ‬على‭ ‬أيام‭ ‬التصييف‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬البر‭ ‬والعصافرة‭ ‬والمعمورة،‭ ‬وأصبح‭ ‬لهم‭ ‬الحق‭ ‬بالترحم‭ ‬على‭ ‬مصايف‭ ‬الشواطئ‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬والمعمورة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬باعة‭ ‬الفريسكا‭ ‬يجدون‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬مبيعاتهم‭ ‬بسبب‭ ‬إقبال‭ ‬المصطافين‭ ‬عليها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هرب‭ ‬المصطافون‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشواطئ‭ ‬إلى‭ ‬الساحل‭ ‬الشمالي‭ ‬وأصبحت‭ ‬شواطئ‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لأهل‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬ولذلك‭ ‬يحرص‭ ‬محافظ‭ ‬الإسكندرية‭ ‬على‭ ‬تجميل‭ ‬الشواطئ‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الصيف‭ ‬بشهور‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لاستعادة‭ ‬المصطافين‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬إلى‭ ‬شواطئ‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وطبعا‭ ‬المحافظ‭ ‬ترك‭ ‬موضوع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ليحدده‭ ‬المستهلكون‭ ‬بمعرفتهم‭ ‬حسب‭ ‬استهلاكهم‭ ‬فمهما‭ ‬ارتفعت‭ ‬صرخاتهم‭ ‬لن‭ ‬تتأثر‭ ‬الأسعار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توحشت‭ ‬وكشّرت‭ ‬عن‭ ‬أنيابها‭. ‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف،‭ ‬ولا‭ ‬ندرى‭ ‬أي‭ ‬أرقام‭ ‬سوف‭ ‬تصل‭ ‬لها‭ ‬الأسعار‭ ‬ومعظم‭ ‬المصطافين‭ ‬يفضلون‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعات،‭ ‬إما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجمعيات‭ ‬أو‭ ‬النوادي‭ ‬الرياضية،‭ ‬لذلك‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والنوادي‭ ‬على‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬رحلاتها‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭ ‬جدا‭ ‬لترغيب‭ ‬الناس‭ ‬للسفر‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جمعية‭ ‬أو‭ ‬ناد‭ ‬هو‭ ‬أرخص،‭ ‬حيث‭ ‬تتكفل‭ ‬الجهة‭ ‬المنظمة‭ ‬للرحلة‭ ‬بتوفير‭ ‬معظم‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬لها‭ ‬الأعضاء‭. ‬وهناك‭ ‬طبقات‭ ‬لها‭ ‬شاليهات‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬تنضم‭ ‬لرحلات‭ ‬الأندية‭ ‬ولا‭ ‬الجمعيات،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الطبقة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬التهاب‭ ‬الأسعار‭.‬

موعد‭ ‬مع‭ ‬الفوضى

الانقسام‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬بلغ‭ ‬درجة‭ ‬خطيرة‭. ‬ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬جلال‭ ‬عارف‭ ‬في‭ “‬الأخبار‭”‬،‭ ‬إن‭ ‬رهان‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المعارضة‭ ‬ستتعب‭ ‬والمظاهرات‭ ‬ستقل‭ ‬ضد‭ ‬مشروعه‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬حقق‭ ‬فشلا‭ ‬ذريعا‭. ‬المظاهرات‭ ‬تتواصل‭ ‬والأعداد‭ ‬قاربت‭ ‬المليون‭ ‬أحيانا‭.. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬نتنياهو‭ ‬وزملاؤه‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬يتمسكون‭ ‬بتمرير‭ ‬القانون‭ ‬بأسرع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬رغم‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬ومن‭ ‬أقرب‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬الخطير‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬العصيان‭ ‬المدني‮»‬،‭ ‬بدأ‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬عملية،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المطارات،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬ضيق‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كذلك‭ ‬إذا‭ ‬صدرت‭ ‬قوانين‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬بالفعل‭. ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬هو‭ ‬انتشار‭ ‬الدعوة‭ ‬بين‭ ‬جنود‭ ‬وضباط‭ ‬الاحتياط‭ ‬لوقف‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬حوالى‭ ‬مئتين‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬سلاح‭ ‬الجو،‭ ‬وكان‭ ‬العسكريون‭ ‬حاضرين‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬المعارضة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيادات‭ ‬عسكرية‭ ‬سابقة‭ ‬ومنهم‭ ‬إيهود‭ ‬باراك‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الأركان‭ ‬السابقين‭. ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬إقالة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬جالانت،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬معارضته‭ ‬للقوانين‭ ‬الجديدة‭. ‬وبعدها‭ ‬تصور‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الأوضاع‭ ‬ستتغير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬نتنياهو‭ ‬عن‭ ‬إقالة‭ ‬وزير‭ ‬دفاعه،‭ ‬ثم‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬المعتادة‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بلغت‭ ‬أوجها‭ ‬مع‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬مخيم‭ ‬ومدينة‭ ‬‮«‬جنين‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬المعارضة‭ ‬تأييدها‭ ‬له،‭ ‬لكن‭ ‬الأوضاع‭ ‬سارت‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬آخر‭. ‬نتنياهو‭ ‬ماض‭ ‬في‭ ‬استصدار‭ ‬القوانين‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬والهروب‭ ‬من‭ ‬المحاكمة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭. ‬والمعارضة‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬الرفض‭. ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬وجنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬‮«‬وهم‭ ‬نصف‭ ‬قوة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬يعلنون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬التطوع‭ ‬للخدمة‭ ‬العسكرية‭. ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬جالانت‭ ‬يعود‭ ‬للتحذير‭ ‬ويطلب‭ ‬تأجيل‭ ‬إقرار‭ ‬القوانين‭ ‬الجديدة،‭ ‬ورئيس‭ ‬الأركان‭ ‬‮«‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‮»‬،‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬سياسي‭ ‬يضر‭ ‬بالأمن،‭ ‬ووزراء‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬يهددون‭ ‬بمحاكمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وجنرال‭ ‬مقرب‭ ‬من‭ ‬نتنياهو‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬‮«‬انقلاب‭ ‬عسكري‮»‬‭ ‬صامت‭ ‬تطلب‭ ‬فيه‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬إيقاف‭ ‬إصدار‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬لحكومة‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬الهيمنة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬لتكتمل‭ ‬لها‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬القرار،‭ ‬دون‭ ‬مراجعة‭ ‬أو‭ ‬معارضة‭. ‬هل‭ ‬يمضي‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬مخططه‭ ‬لتمرير‭ ‬القوانين‭ ‬ويتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬أم‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬يمنع‭ ‬المواجهة؟‭ ‬

سوق‭ ‬سوداء

في‭ ‬إحدى‭ ‬الصيدليات‭ ‬الكبرى،‭ ‬وعندما‭ ‬كان‭ ‬محمد‭ ‬صالح‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬يهم‭ ‬بدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬الأدوية،‭ ‬دخل‭ ‬رجل‭ ‬وزوجته،‭ ‬وسأل‭ ‬الزوج‭ ‬الصيدلاني‭: ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬‮«‬إيثروكس‮»‬‭ ‬تركيز‭ ‬100ملي‭. ‬رد‭ ‬عليه‭: ‬غير‭ ‬متوفر‭.. ‬ولن‭ ‬تجده‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صيدلية‭ ‬هنا‭. ‬فقال‭ ‬الرجل‭: ‬بالفعل‭ ‬سألت‭ ‬ولم‭ ‬أجده،‭ ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬زوجتي‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬الجرعة‭ ‬اليومية‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭.. ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬ما‭ ‬لديها‭. ‬قال‭ ‬الصيدلاني‭: ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬أمامك‭ ‬هو‭ ‬اللجوء‭ ‬للسوق‭ ‬السوداء‭. ‬أعرف‭ ‬تجار‭ ‬شنطة‭ ‬يتعاملون‭ ‬فيه‭. ‬يمكنك‭ ‬دفع‭ ‬الثمن‭ ‬مقدما‭ ‬لي‭ ‬وسأتصل‭ ‬بهم‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وأوفرها‭ ‬لك،‭ ‬عندها‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬ـ‭ ‬مدفوعا‭ ‬بتجربته‭ ‬المتصلة‭ ‬بالدواء‭ ‬نفسه‭ ‬ـ‭ ‬للرجل‭: ‬لا‭ ‬تثق‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬بالأدوية،‭ ‬غالبيتها‭ ‬مغشوشة،‭ ‬أوصيك‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬صديق‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ليرسل‭ ‬لك‭ ‬الدواء‭ ‬من‭ ‬هناك‭. ‬وهو‭ ‬الحل‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬أنقذني‭. ‬أتناول‭ ‬جرعة‭ ‬يومية‭ ‬منتظمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬منذ‭ ‬تسعة‭ ‬أعوام‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬خضعت‭ ‬لتدخل‭ ‬جراحي‭ ‬لإزالة‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية،‭ ‬ومعها‭ ‬أزال‭ ‬الجرّاح‭ ‬بالخطأ،‭ ‬الغدة‭ ‬الجاردرقية‭. ‬كان‭ ‬‮«‬ألتروكسين‮»‬‭ ‬بتركيزاته‭ ‬المختلفة‭ ‬هو‭ ‬العلاج‭ ‬المقرر‭ ‬لي،‭ ‬لكن‭ ‬دكتور‭ ‬الغدد‭ ‬المخضرم‭ ‬غيّر‭ ‬العلاج‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إيثروكس‮»‬‭ ‬ويومها‭ ‬قال‭ ‬لي‭: ‬إبحث‭ ‬عن‭ ‬المصري،‭ ‬فهو‭ ‬جيد‭ ‬ولا‭ ‬يفرق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬عن‭ ‬المستورد،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬التكلفة‭. ‬وشرح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤامرة‭ ‬على‭ ‬الدواء‭ ‬المصري‭ ‬المتميز،‭ ‬خاصة‭ ‬علاج‭ ‬الغدد،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬من‭ ‬الموزعين‭ ‬يتخلصون‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬القمامة،‭ ‬ليفسحوا‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬المنافس‭ ‬المستورد‭. ‬الآن‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬النوعين‭. ‬شح‭ ‬الدولار‭ ‬منع‭ ‬استيراد‭ ‬المادة‭ ‬الفعالة‭ ‬لصالح‭ ‬شركات‭ ‬التصنيع،‭ ‬كما‭ ‬عطّل‭ ‬استيراد‭ ‬الدواء‭ ‬المُصنّع‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬وأنا‭ ‬عاتب‭ ‬على‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬عبد‭ ‬الغفار‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬لغيابه‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬هذا‭ ‬الدواء،‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭.. ‬وكأنها‭ ‬لا‭ ‬تخصه‭. ‬لم‭ ‬أقرأ‭ ‬تصريحا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بيانا‭ ‬صادرا‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬وزارته،‭ ‬إذا‭ ‬غابت‭ ‬الحكومة‭ ‬بوزارتها‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬حيوية‭ ‬كهذه،‭ ‬فما‭ ‬أهميتها؟‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬عاتب‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭.. ‬هي‭ ‬أزمة‭ ‬تحتاج‭ ‬لتدخل‭ ‬عاجل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭.‬

حر‭ ‬وحرب

ليس‭ ‬هناك‭ ‬دليل‭ ‬متداوَل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تخطيطا‭ ‬لأن‭ ‬يتزامن‭ ‬اشتعال‭ ‬وتفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بقراراتها‭ ‬المرسومة‭ ‬وبتبعاتها‭ ‬المتشعبة،‭ ‬مع‭ ‬كارثة‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬موجة‭ ‬الحر‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة،‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬بعض‭ ‬أيامها‭ ‬أعلى‭ ‬الدرجات‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬البشر‭ ‬تسجيل‭ ‬الحرارة،‭ ‬تابع‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬التواب‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”: ‬اجتمعت‭ ‬أزمة‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬كارثة‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬أخطر‭ ‬عوامل‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬المؤثرة‭ ‬والمرصودة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬ففي‭ ‬الحرب،‭ ‬ومع‭ ‬استمرارها،‭ ‬منذ‭ ‬فبراير‭/‬شباط‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬ومع‭ ‬تصاعدها‭ ‬باتساع‭ ‬رقعة‭ ‬القتال‭ ‬واستخدام‭ ‬أسلحة‭ ‬أكثر‭ ‬فتكا،‭ ‬ومع‭ ‬تدخل‭ ‬أنصار‭ ‬لكل‭ ‬طرف‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬ومع‭ ‬ابتعاد‭ ‬احتمالات‭ ‬التسوية،‭ ‬تشبث‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬باستغلال‭ ‬كل‭ ‬الأوراق‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬بهدف‭ ‬إظهار‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬ولحث‭ ‬من‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بمأمن‭ ‬عن‭ ‬تبعات‭ ‬الحرب،‭ ‬ليؤيدوا‭ ‬موقفه‭ ‬عندما‭ ‬يرون‭ ‬التبعات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يظنون‭ ‬أنه‭ ‬مأمنهم‭ ‬وكانت‭ ‬آخر‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬قرار‭ ‬روسيا‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬الحبوب،‭ ‬وتهديدها‭ ‬بمنع‭ ‬حركة‭ ‬السفن‭ ‬الناقلة‭ ‬للحبوب‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬أوكرانيا‭ ‬قرارا‭ ‬مماثلا‭ ‬يَعتبِر‭ ‬أي‭ ‬سفينة‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬سفينة‭ ‬حربية‭ ‬معادية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الدولتين‭ ‬المتحاربتين،‭ ‬اللتين‭ ‬هما‭ ‬بالصدفة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬والمصدرة‭ ‬للحبوب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬سوف‭ ‬يحرمان‭ ‬العالم‭ ‬عمليا‭ ‬من‭ ‬الحبوب،‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المعلقين‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬أسباب‭ ‬أزمات‭ ‬الغذاء‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الكوكب‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬أما‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬الرهيب‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القارات‭ ‬معا،‭ ‬فقد‭ ‬نشرت‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنها‭ ‬تهدد‭ ‬قدرة‭ ‬الطبيعة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الغذاء‭ ‬للبشر،‭ ‬محذرين‭ ‬مما‭ ‬سموه‭ (‬موت‭ ‬صامت‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭) ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬قياسية‭ ‬تحرق‭ ‬الأرض،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬يُعَرِّض‭ ‬للخطر‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وأيضا‭ ‬الأرض‭ ‬والبحر،‭ ‬اللذين‭ ‬يعتمد‭ ‬البشر‭ ‬عليهما،‭ ‬وقالوا‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬متزايدة‭ ‬بخسائر‭ ‬هائلة‭ ‬متزامنة‭ ‬في‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬بمناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬إتاحة‭ ‬الغذاء‭ ‬وأسعاره،‭ ‬وأن‭ ‬الأثر‭ ‬الأكبر‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬يخشاها‭ ‬العلماء‭ ‬الذين‭ ‬توقعوا‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬أكثر‭ ‬تكرارا‭ ‬12‭ ‬مرة‭ ‬بحلول‭ ‬2040،‭ ‬مقارَنة‭ ‬بمستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭.‬

الأفقر‭ ‬مائيا

أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬سويلم‭ ‬وزير‭ ‬الري‭ ‬والموارد‭ ‬المائية،‭ ‬أن‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬المائي‭ ‬يبلغ‭ ‬100‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويا،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬لكل‭ ‬مواطن،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬نصيب‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬نصف‭ ‬الكمية‭ ‬المحددة‭ ‬عالميا،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقسيم‭ ‬حصة‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬المصريين‭. ‬ونقلت‭ ‬شيماء‭ ‬رزق‭ ‬في‭ “‬الشروق‭” ‬عن‭ ‬سويلم‭ ‬قوله،‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬فقيرة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬مصادرها‭ ‬المائية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المياه‭ ‬بكل‭ ‬حكمة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬97‭%‬‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬مصر‭ ‬المائية‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تحاول‭ ‬استخدام‭ ‬أنواع‭ ‬تحلية‭ ‬للمياه‭ ‬قريبا‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬الحديثة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬استثمرت‭ ‬بعشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الجنيهات‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المياه،‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الري‭ ‬هدفها‭ ‬توصيل‭ ‬المياه‭ ‬لكل‭ ‬فلاح‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وبالكم‭ ‬المعقول‭ ‬والجودة‭ ‬المرجوة،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬مشروعات‭ ‬الاستصلاح‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعي،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬21‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعي،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬افريقيا‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وذكر‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬نظم‭ ‬الري،‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬استمرار‭ ‬الري‭ ‬السطحي‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الدلتا؛‭ ‬نظرا‭ ‬لارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الملوحة‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬تداخل‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬والمياه‭ ‬الجوفية‭. ‬وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬سويلم،‭ ‬إنه‭ ‬متفائل‭ ‬ولكن‭ ‬بحذر،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعودة‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإثيوبيا،‭ ‬بعد‭ ‬توقفها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الأربعة‭ ‬شهور‭ ‬المقبلة‭ ‬ستحكم‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭. ‬وأضاف،‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬فريق‭ ‬تم‭ ‬اختياره‭ ‬بعناية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬والفنية،‭ ‬وعلى‭ ‬علم‭ ‬بالإطار‭ ‬الذين‭ ‬يتحرك‭ ‬فيه‭ ‬ويعرف‭ ‬كيفية‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الإثيوبي‭ ‬جيدا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الحقوق‭ ‬المائية‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمصر‭.. ‬وعن‭ ‬سبب‭ ‬التغيير‭ ‬الجذري‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬إثيوبيا‭ ‬في‭ ‬التفاوض،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

شبه‭ ‬دولة

ما‭ ‬زال‭ ‬محمود‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ “‬المشهد‭”‬،‭ ‬يتذكر‭ ‬كلمات‭ ‬أحمد‭ ‬زويل‭ ‬عندما‭ ‬ذهب‭ ‬لمقابلته‭ ‬خلال‭ ‬تجهيزه‭ ‬للجامعة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسمه‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬لا‭ ‬ننظر‭ ‬للمال‭ ‬كوسيلة‭ ‬للتعليم،‭ ‬لأنه‭ ‬فعلا‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يُفسد‭ ‬العلم‭ ‬والتعليم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتساوى‭ ‬المجتهد‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬مال،‭ ‬ومستعد‭ ‬لأن‭ ‬أتحمل‭ ‬تعليم‭ ‬طالب‭ ‬مجتهد‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭%‬،‭ ‬ولا‭ ‬أقبل‭ ‬تعليم‭ ‬طالب‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬أهله‭ ‬يمتلكون‭ ‬مالا‭. ‬تذكرت‭ ‬كلمات‭ ‬الدكتور‭ ‬زويل،‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬نتائج‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬والأسنان،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬جامعتي‭ ‬أسيوط،‭ ‬وجنوب‭ ‬الوادي،‭ ‬ووصول‭ ‬نسبة‭ ‬الرسوب‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬80‭%‬،‭ ‬وما‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬التحريات‭ ‬والمناقشات‭ ‬الأولوية،‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬هو‭ ‬الغش‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬لجان‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬ليس‭ ‬جديدا،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬سنوات،‭ ‬ولكن‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الكارثة‭ ‬التعليمية،‭ ‬التي‭ ‬نغمض‭ ‬العيون‭ ‬عنها،‭ ‬بل‭ ‬الأخطر‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬‭”‬الغشاشين‭” ‬التحقوا‭ ‬بجامعات‭ ‬خاصة،‭ ‬وسيصبحون‭ ‬أطباء‭ ‬ومهندسين‭ ‬وتجاريين‭ ‬وعلميين‭ ‬ومحامين‭ ‬وهم‭ ‬جهلاء،‭ ‬مع‭ ‬أسفي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التعبير،‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬سواه‭. ‬والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬والأهم،‭ ‬كيف‭ ‬نأمن‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهام‭ ‬طبيب‭ ‬أو‭ ‬مهندس،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬لطالب‭ ‬كل‭ ‬مؤهلاته‭ ‬أنه‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬مجموع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬بالغش؟‭ ‬وتحت‭ ‬تهديد‭ ‬المراقبين‭ ‬والملاحظين‭ ‬في‭ ‬الامتحانات،‭ ‬وتقديم‭ ‬إجابات‭ ‬محلولة،‭ ‬أو‭ ‬بالميكروفونات،‭ ‬ومن‭ ‬يعترض‭ ‬يكون‭ ‬مهددا‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وعلى‭ ‬أسرته،‭ ‬بشهادة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬امتحانات‭ ‬في‭ ‬محافظات‭ ‬معينة‭. ‬والأسئلة‭ ‬كثيرة،‭ ‬كيف‭ ‬يقبل‭ ‬طبيب‭ ‬أو‭ ‬مهندس‭ ‬أو‭ ‬قاض،‭ ‬أو‭ ‬محام،‭ ‬أو‭ ‬محاسب‭ ‬وغير‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬يده‭ ‬ترتعش‭ ‬من‭ ‬ماضيه‭ ‬الذي‭ ‬بدأه‭ ‬بالغش‭ ‬والتدليس،‭ ‬وأصبح‭ ‬متساويا‭ ‬مع‭ ‬طالب‭ ‬آخر‭ ‬متفوق‭ ‬ومجتهد‭ ‬طيلة‭ ‬حياته،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬جاء‭ ‬بالباراشوت‭ ‬غشا‭ ‬إلى‭ ‬المقعد‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكلية،‭ ‬أو‭ ‬تلك؟

وهم‭ ‬وتدليس

ما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬غرباوي‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬جنوب‭ ‬الوادي،‭ ‬والدكتور‭ ‬علي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬غويل‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬طب‭ ‬قنا‭ ‬جامعة‭ ‬جنوب‭ ‬الوادي،‭ ‬والدكتور‭ ‬حمدي‭ ‬حسين‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأقصر،‭ ‬وغيرهم،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬محمود‭ ‬الحضري‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬ونعتبرها‭ ‬زوبعة‭ ‬في‭ ‬فنجان،‭ ‬ونغلق‭ ‬الباب‭.. ‬بل‭ ‬هي‭ ‬سيرة‭ ‬وانفتحت‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق،‭ ‬والبحث،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬جرى،‭ ‬لوضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها،‭ ‬ويقوم‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للجامعات،‭ ‬ووزارتا‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتعليم‭ ‬الفني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬ولجان‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشيوخ،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص،‭ ‬والبحوث‭ ‬العلمية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والتربوية،‭ ‬بدورهم‭ ‬المنوط‭ ‬بهم،‭ ‬حتى‭ ‬تستقيم‭ ‬الأمور‭. ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬مؤشر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬الدولة‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬مرتعشة،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬إثارة‭ ‬قضية‭ ‬لجان‭ ‬الغش‭ ‬مرارا،‭ ‬ولم‭ ‬يتحرك‭ ‬أحد،‭ ‬وظل‭ ‬ملفا‭ ‬شبه‭ ‬مُحرم،‭ ‬لأن‭ ‬الغشاشين‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬ذويهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬النفوذ،‭ ‬والعائلات،‭ ‬ومن‭ ‬ملاك‭ ‬المال‭ ‬والسلاح‭ ‬والنفوذ‭.. ‬إن‭ ‬صح‭ ‬ذلك‭ ‬فعلى‭ ‬الدولة‭ ‬السلام‭. ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أثير‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬فيه‭ ‬أزمة‭ ‬أخرى،‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بحديث‭ ‬حول‭ ‬التدليس‭ ‬والوهم‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية،‭ ‬حتى‭ ‬ظهرت‭ ‬الحقيقة‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬كشفه‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬الصيف،‭ ‬فلجأت‭ ‬الحكومة‭ ‬لسياسة‭ ‬قديمة،‭ ‬وهي‭ ‬تخفيف‭ ‬الأحمال،‭ ‬بقطع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬وفق‭ ‬جدول‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الدولة،‭ ‬ليدخل‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬السخرية‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬وجرى‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬وأخشى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬نوعا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ “‬الغش‭”.. ‬بغش‭ ‬الناس‭ ‬بتصريحات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬نصيب‭. ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬ملفين‭ ‬مهمين‭.. ‬ولا‭ ‬نغلق‭ ‬الأبواب،‭ ‬وندخل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صمت‭ ‬كصمت‭ ‬القبور‭… ‬وهل‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اختبارات‭ ‬تأهيل‭ ‬للطلاب‭ ‬قبل‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬معينة؟‭ ‬وتقييم‭ ‬آخر‭ ‬لأداء‭ ‬وتصريحات‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الحكومة؟

دور‭ ‬الرقابة‭ ‬غائب

الرقابة‭ ‬الحكومية‭ ‬شبه‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬مراقبة‭ ‬وضبط‭ ‬الأسواق،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬يرتكبون‭ ‬جرائم‭ ‬بشعة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المواطنين،‭ ‬فالحكومة‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬وتصيب‭ ‬الدنيا‭ ‬بالغلاء‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬وجدي‭ ‬زين‭ ‬الدين‭ ‬في‭ “‬الوفد‭” ‬تركت‭ ‬الناس‭ ‬فريسة‭ ‬للتجار‭ ‬الجشعين‭ ‬يفعلون‭ ‬ما‭ ‬يشاؤون‭ ‬ويتجاوزون‭ ‬الحدود‭ ‬والتصرفات‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬السلعة‭ ‬الواحدة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬سوق‭ ‬واحد‭ ‬تباع‭ ‬بأسعار‭ ‬متفاوتة‭ ‬ومبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬ليس‭ ‬لأن‭ ‬الجودة‭ ‬مثلا‭ ‬مختلفة،‭ ‬وليس‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الأخرى‭.. ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬جشع‭ ‬بشع‭ ‬يمارس‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭.. ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تقف‭ ‬متفرجة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬لوقف‭ ‬المهازل‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭.. ‬والتجار‭ ‬يزدادون‭ ‬في‭ ‬مهازلهم‭ ‬لإدراكهم‭ ‬الكامل‭ ‬أن‭ ‬الرقابة‭ ‬غائبة،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬وقع‭ ‬تاجر‭ ‬تحت‭ ‬يد‭ ‬جهاز‭ ‬رقابي،‭ ‬فالعقوبة‭ ‬هزيلة‭ ‬وضعيفة‭.. ‬والذي‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬والاستغراب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬سلعة‭ ‬ما‭ ‬ازدادت‭ ‬قيمتها‭ ‬بشكل‭ ‬زهيد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬يبالغون‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬أسعارها‭ ‬بشكل‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الحسرة‭ ‬والألم‭.. ‬كان‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تخطط‭ ‬كيف‭ ‬تحارب‭ ‬التجار‭ ‬الجشعين‭ ‬قبل‭ ‬خوض‭ ‬برنامج‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وقبل‭ ‬تحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وقبل‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬بسببه‭ ‬تسير‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬الإصلاح‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬فاتورته‭ ‬المواطنون،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬عمليتان‭ ‬مهمتان‭.. ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الكاملة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬حاليا‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬المسكين‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭ ‬لحياة‭ ‬كريمة‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬قام‭ ‬بثورتين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬وحتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيقه‭. ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬يجاهد‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ويضرب‭ ‬أخماسا‭ ‬في‭ ‬أسداس،‭ ‬ويحسب‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭ ‬لكيفية‭ ‬إنفاق‭ ‬المرتب‭ ‬الهزيل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لأيام‭ ‬معدودة‭ ‬أمام‭ ‬أسعار‭ ‬ملتهبة،‭ ‬وتجار‭ ‬جشعين‭ ‬لا‭ ‬يرحمون‭ ‬أحدا‭. ‬العملية‭ ‬الثانية‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تقوم‭ ‬بسن‭ ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمحاكمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الجشعين‭ ‬ومنع‭ ‬إذلال‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬ذله‭ ‬وفقره،‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تقوم‭ ‬الدولة‭ ‬بوضع‭ ‬الخطط‭ ‬الكفيلة‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الاستغلال‭ ‬والجشع‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬الممارسات‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬حاليا‭ ‬المواطنون‭. ‬ومع‭ ‬عظيم‭ ‬الأسف‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬يتصدون‭ ‬لكل‭ ‬خطوة‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬تحمي‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جشع،‭ ‬وضاعت‭ ‬أو‭ ‬غابت‭ ‬الرقابة،‭ ‬وبدأ‭ ‬كل‭ ‬تاجر‭ ‬يتصرف‭ ‬كما‭ ‬يشاء‭.. ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬بهذا‭ ‬الحال‭ ‬المايل‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الأمور‭ ‬والمواطن‭ ‬الذي‭ ‬يتحمل‭ ‬كل‭ ‬المشاق‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬للأسعار،‭ ‬وممارسات‭ ‬سيئة‭ ‬وبشعة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرحمون‭ ‬ولا‭ ‬يتقون‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المطحون؟

لعنة‭ ‬الظلام

لا‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬تخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭.. ‬ويأتي‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬مجدي‭ ‬حلمي‭ ‬في‭ “‬الوفد‭” ‬بسبب‭ ‬الارتفاع‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وما‭ ‬أعلنه‭ ‬وزير‭ ‬الكهرباء‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬إلى‭ ‬المحطات‭ ‬الغازية‭. ‬وأيا‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كشفت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬تنسيق‭ ‬بين‭ ‬وزارات‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولا‭ ‬خطط‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭. ‬ولأن‭ ‬وزارة‭ ‬الكهرباء‭ ‬ووزارة‭ ‬البترول‭ ‬هما‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الحكومة،‭ ‬لأن‭ ‬الموجة‭ ‬الحارة‭ ‬معروفة‭ ‬مسبقا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراكز‭ ‬الأرصاد‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬حذرت‭ ‬منها‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬تقريبا‭ ‬وحددت‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ستكون‭ ‬هي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬بظاهرة‭ ‬‮«‬النينو‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الوزارتين‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬لتوفير‭ ‬الكميات‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬الغاز،‭ ‬أو‭ ‬السولار‭ ‬للمحطات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بهما،‭ ‬والأمر‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬تخفيف‭ ‬الأحمال،‭ ‬فهناك‭ ‬مناطق‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬عنها‭ ‬الكهرباء‭ ‬نهائيا،‭ ‬وإلى‭ ‬جوارها‭ ‬مناطق‭ ‬تقطع‭ ‬ثلاث‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المربعين‭ ‬السكنيين‭ ‬متجاوران،‭ ‬ولهما‭ ‬الخصائص‭ ‬السكانية‭ ‬نفسها،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬مربع‭ ‬متميز‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭. ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬مربعات‭ ‬سكنية‭ ‬تقطع‭ ‬فيها‭ ‬الكهرباء‭ ‬لمدة‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬وأخرى‭ ‬يدوم‭ ‬الانقطاع‭ ‬لساعات،‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬يكون‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكييف‭ ‬والمراوح‭ ‬وهي‭ ‬ساعات‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬وانقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة‭ ‬العشوائية‭ ‬يصيب‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬بخلل‭ ‬في‭ ‬أعمالها،‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬في‭ ‬الاستثمار،‭ ‬خاصة‭ ‬الشركات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سكانية‭ ‬كثيفة‭.‬

قولوا‭ ‬الحقيقة

أشار‭ ‬مجدي‭ ‬حلمي‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نقبل‭ ‬بتخفيف‭ ‬الأحمال،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬مسبقا‭ ‬وتحديد‭ ‬موعد‭ ‬كل‭ ‬مربع‭ ‬سكني‭ ‬ومدة‭ ‬الانقطاع‭ ‬حتى‭ ‬يتخذ‭ ‬الناس‭ ‬احتياطاتهم،‭ ‬فلا‭ ‬ينزلوا‭ ‬في‭ ‬المصاعد‭ ‬ويفصلوا‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬الأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬العشوائي،‭ ‬ووزير‭ ‬الكهرباء‭ ‬يعلم‭ ‬مدى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬غناه‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬ثلاجة‭ ‬أو‭ ‬تكييفا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مروحة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭. ‬فظاهره‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬والدفع‭ ‬بمسؤولين‭ ‬شباب‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬والظواهر‭ ‬بشفافية‭ ‬ووضوح‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬سريعة‭ ‬لها‭ ‬ولديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬فيها‭ ‬معلوما‭ ‬قبلها‭ ‬بشهر‭ ‬تقريبا‭. ‬فالظاهر‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬خفيفة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والجيزة‭ ‬والمدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬لكنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬المأساة‭ ‬في‭ ‬القرى،‭ ‬خاصة‭ ‬قرى‭ ‬الصعيد‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬فيها‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬44‭ ‬درجة،‭ ‬فالكهرباء‭ ‬تنقطع‭ ‬هناك‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ساعات‭ ‬نهارا‭ ‬ومثلها‭ ‬ليلا،‭ ‬ودرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬جعلت‭ ‬الحشرات‭ ‬الضارة‭ ‬مثل‭ ‬العقارب‭ ‬والثعابين‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬جحورها‭ ‬وتدخل‭ ‬إلى‭ ‬المنازل‭ ‬وتهاجم‭ ‬سكانها‭. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬خططها‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬ستمتد‭ ‬إلى‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬وفق‭ ‬تحذير‭ ‬المركز‭ ‬العالمي‭ ‬للأرصاد،‭ ‬وتعلن‭ ‬لنا‭ ‬خريطة‭ ‬تخفيف‭ ‬الأحمال‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬للأزمة‭ ‬الحالية‭.‬

أصدقاء‭ ‬للنهاية

الانتقادات‭ ‬العلنية‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬توجيهها‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يرى‭ ‬عاصم‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”‬،‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬خلافات‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬صديقين‭ ‬حميمين‭. ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬تحفظات‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬نتنياهو‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬أو‭ ‬تضعف‭. ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحق‭ ‬هيرتسوغ‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬للقائه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬وتشير‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خلافه‭ ‬هو‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وليس‭ ‬إسرائيل‭. ‬تنصب‭ ‬انتقادات‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬قضيتين‭ ‬أساسيتين‭ ‬هما‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬الإصلاحات‭ ‬القضائية،‭ ‬الذي‭ ‬تتمسك‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وسياستها‭ ‬بالغة‭ ‬التطرف‭ ‬تجاه‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬سواء‭ ‬استخدامها‭ ‬للعنف‭ ‬المفرط‭ ‬أو‭ ‬السعار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬الذي‭ ‬ينتابها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أكثر‭ ‬الحكومات‭ ‬تطرفا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬إسرائيل‭ ‬وهو‭ ‬تعبير‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تنشب‭ ‬فيها‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭. ‬لكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬تهدد‭ ‬العلاقات‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬مبالغة‭ ‬كبيرة‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الصحافي‭ ‬الشهير‭ ‬توماس‭ ‬فريدمان‭ ‬مقنعا‭ ‬عندما‭ ‬كتب‭ ‬في‭ “‬نيويورك‭ ‬تايمز‭” ‬بعد‭ ‬لقاء‭ ‬بايدن،‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬سيهدد‭ ‬الهوية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ويلحق‭ ‬أضرارا‭ ‬بعلاقتها‭ ‬مع‭ ‬أمريكا،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ممكنا‭ ‬استعادتها‭ ‬أو‭ ‬إصلاحها‭. ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬شوك‭ ‬فريليتش‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬لمستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬والباحث‭ ‬قي‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬موفقا‭ ‬عندما‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الحليفين‭. ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬كان‭ ‬جوناثان‭ ‬شانزير‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أكثر‭ ‬واقعية‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تحتمل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العواصف،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬2013‭ ‬و2015‭ ‬بسبب‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬الذي‭ ‬عارضته‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشراسة‭. ‬كان‭ ‬على‭ ‬صواب‭ ‬أيضا‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬بايدن‭ ‬ونتنياهو‭ ‬تشاركا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬لعقود‭ ‬وتشاجرا‭ ‬وتصالحا‭ ‬ويعرفان‭ ‬كيف‭ ‬يحتويان‭ ‬أي‭ ‬خلافات‭ ‬طارئة‭ ‬لا‭ ‬تفسد‭ ‬الود‭ ‬بينهما‭.‬

أقرب‭ ‬للوهم

نسمع‭ ‬ونقرأ‭ ‬عن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والثورة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المقبلة،‭ ‬وفناء‭ ‬آلاف‭ ‬الوظائف‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬التحول‭ ‬المهول‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الشخصية‭ ‬والعملية‭ ‬فما‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬الأمر؟‭ ‬الإجابة‭ ‬سعى‭ ‬إليها‭ ‬إيهاب‭ ‬صابر‭ ‬في‭ “‬الوطن‭”: ‬نحن‭ ‬نستخدم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وليس‭ ‬بجديد‭ ‬علينا،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كصحافي،‭ ‬استخدمه‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬اللغوي‭ ‬للنصوص‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وذلك‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬تحرير‭ ‬الأخبار‭ ‬وتوليد‭ ‬المحتوى‭ ‬الإخباري‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬وأكثر‭ ‬دقة،‭ ‬وتحليل‭ ‬النص‭ ‬واستخراج‭ ‬أفكار‭ ‬تصلح‭ ‬لموضوعات‭ ‬صحافية،‭ ‬وعملية‭ ‬توليد‭ ‬النصوص‭ ‬الآلية‭ ‬للموضوعات‭ ‬ميزة‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬وليس‭ ‬مثلما‭ ‬يشاع‭ ‬الآن،‭ ‬أنها‭ ‬انتشرت‭ ‬مع‭ ‬زحف‭ ‬تطبيق‭ ‬شات‭ ‬‮«‬جي‭ ‬بي‭ ‬تي‮»‬،‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬التطبيقات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬النصوص‭ ‬للهواتف‭ ‬وأجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭. ‬مصطلح‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سبق‭ ‬وانتشر‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬شهرة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتفاقم‭ ‬مشكلة‭ ‬الأمية‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬استخدامها‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬يُدخلها‭ ‬الإنسان‭ ‬فلا‭ ‬يجري‭ ‬توليد‭ ‬معلوماته‭ ‬من‭ ‬فراغ‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مخاطر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مرعبة،‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القصيرة‭ ‬الماضية،‭ ‬انتشرت‭ ‬الصور‭ ‬المزيفة‭ ‬والنصوص‭ ‬المفبركة،‭ ‬وحتى‭ ‬الفيديوهات‭ ‬المعدلة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬التزوير‭ ‬العميق‮»‬،‭ ‬أشخاص‭ ‬أصبحوا‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬لم‭ ‬يزوروها‭ ‬قط،‭ ‬كلمات‭ ‬مسموعة‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬يوما‭ ‬ما،‭ ‬نصوص‭ ‬لم‭ ‬ينزل‭ ‬بها‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬سلطان،‭ ‬والضحية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬التحقق‭ ‬مما‭ ‬يشاهد‭ ‬أو‭ ‬يسمع‭ ‬أو‭ ‬يقرأ‭. ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أشبه‭ ‬بتطبيق‭ ‬‮«‬ثريدز‮»‬‭ ‬حديث‭ ‬العهد،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬المنافس‭ ‬الجديد‭ ‬لمنصة‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬الرقمية،‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬شكله‭ ‬النهائي‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬تماما‭ ‬مثل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬نستخدمه‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التحديث‭ ‬والتجريب‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬أداة‭ ‬يُعتمد‭ ‬عليها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أصبح‭ ‬مثل‭ ‬تطبيق‭ ‬ثريدز‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬مستخدميه‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ساعة‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬مليونا،‭ ‬سوف‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬ويصبح‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مثل‭ ‬تطبيقات‭ ‬الدردشة‭ ‬القديمة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ياهو‮»‬‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬طريقة‭ ‬للولوج‭ ‬لحياة‭ ‬البشر‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وصناعيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬وتعليميا‭. ‬لا‭ ‬تصدموا‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ولا‭ ‬تهولوا‭ ‬من‭ ‬إمكاناته‭ ‬ولا‭ ‬تخافوا‭ ‬من‭ ‬المستقبل،‭ ‬فاليوم‭ ‬هو‭ ‬مستقبل‭ ‬الأمس،‭ ‬والتغيير‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها،‭ ‬ولكن‭ ‬استعدوا‭ ‬للمستقبل‭ ‬بالعمل‭ ‬والتعلم‭.‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية