أزمة نقص عدد المعلمين سببها عدم وجود موارد مالية تسمح بالتعيين… وليس مشكلة السمنة

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا شيء يعيق صفو السلطة والحكومة، التي يطالب الرأي العام برحيلها عن المشهد، سوى سيل الشائعات التي تنطلق على مدار الساعة، ويعزز من مخاوف وقلق قوى الحكم، أن كثيرا من تلك الشائعات باتت تجد لها آذانا صاغية بين الناس. ومن القضايا التي ما زالت محل اهتمام مشاكل المعلمين وما زالت أصداء استبعاد أصحاب الوزن الزائد من المعلمين والمعلمات المتقدمين إلى مسابقة تعيين 30 ألف معلم رياض أطفال، تلقي ظلالها على آراء قطاعات واسعة، أعرب حزب المحافظين عن رفضه لاستبعاد بعض المتقدمين ضمن مسابقة تعيين 30 ألف مُعلم بسبب السمنة. وقال رئيس لجنة التعليم في الحزب طه أبو الفضل، لموقع “درب”، إنه نتيجة للعجز الشديد في المعلمين الذي وصل إلى 400 ألف معلم في جميع المراحل التعليمية، أعلن عن تعيين 150 ألف معلم على مدى خمس سنوات، كل عام 30 ألف معلم. وأضاف أبو الفضل: وبالفعل تم الإعلان عن مسابقة التعيين العام الماضي، وتم تحديد مرحلة رياض الأطفال والتعليم الابتدائي للمتقدمين، وكان عددهم 240 ألف معلم تمت تصفيتهم إلى 30 ألف معلم بعد تجاوز كل الاختبارات والشروط. وأوضح أبو الفضل أنه لا توجد مخصصات مالية من ميزانية 2022/2023 لهذه المسابقة في التربية والتعليم، أو موافقة وزارة المالية، ورغم ذلك تم ترحيل هذه الدفعة لميزانية 2023/2024 وتم وضع اختبارات جديدة، ووجب على المتقدمين تجاوزها مثل، الاختبارات الرياضية واللياقة، وكشف الهيئة وفترة معايشة وتدريب في الكلية الحربية وجميعها لم تكن موجودة في شروط المسابقة.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء والطاقة، أن الوزارة بدأت في تخفيف فترات قطع الكهرباء، وخلال يومين سوف تتلاشى الأزمة نهائيا وتعود الشبكة لطبيعتها، حيث تم الاتفاق بين وزارتي الكهرباء والبترول على تنفيذ خطة سريعة لحل الأزمة التي نتجت عن نقص الوقود في محطات إنتاج الكهرباء، التي تعمل بالغاز والمازوت. فيما أصدرت وزارة البترول توجيها بتوفير الكمية المطلوبة من الغاز تدريجيا على أيام، لافتا إلى أنه ظهرت نتائج الاجتماع الذي ضم وزير البترول والكهرباء في تقليل فترات انقطاع التيار الكهربائي قبل أيام قليلة. ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: اجتمع الرئيس السيسي مع المستشار عمر مروان وزير العدل، واطلع الرئيس على الجهود الجارية لتطوير الجانب التقني والذكاء الاصطناعي في المحاكم، وعملية الربط داخل وبين الجهات والهيئات القضائية، في إطار تعزيز استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية في منظومة عمل المحاكم لتحقيق سرعة الأداء خلال النظر في القضايا. ومن أخبار الحوادث: لفظ خالد فرجاني، قاتل زوجته وأولاده، أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى حميات المنيا، إثر إصابته بارتفاع في ضغط الدم أدى إلى انفجار في الشرايين، حيث كان يقضي فترة سجنه في سجن المنيا العمومي، تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام في حقه. يذكر أن المتهم مدرس لغة إنكليزية في الفيوم، سلم نفسه للأجهزة الأمنية واعترف بأنه قتل زوجته وأولاده الأربعة بسبب تلقيه تهديدات من تجار آثار باغتصاب وقتل زوجته وأولاده في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، فبادر إلى قتلهم باستخدام ساطور.
لسانها متعثر

على كثرة المتحدثين الرسميين، تقريبا في كل الوزارات والمحافظات والهيئات والمؤسسات، يظل البيان الحكومي من وجهة نظر الكثيرين بينهم حمدي رزق في “المصري اليوم” غائبا، واللسان متلعثما، يكتفون عادة بالصمت، وآخرها النفي والقاعدة تقول: «نفي النفي إثبات»، وزيادة “الاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات نفي”. راجع ما مرّ بالبلاد من أزمات حقيقية أو مصطنعة (عبر السوشيال ميديا)، الحكومة تترك “الحبة” تنمو في الفضاء الإلكتروني ترويها بالصمت حتى تصير “قبة” تسد عين شمس الحقيقة، ويصعب معها إزاحة ما تخلف من مخلفات تلقى في عرض الطريق، تنثرها أقدام المارة في وجوهنا. إدارة المخلفات (الرسكلة) صناعة ثقيلة بتكنولوجيا متقدمة، هناك مخلفات معلوماتية تلوث الأجواء، وهناك مصانع خفية تصرف مخلفاتها في الفضاء الإلكتروني ليلتقطها بعض السيارة، بعضهم مغردون على شجر «تويتر»، شجر الزقوم، ومفسفسون على فيسبوك، في عملية تدوير شريرة تمرر حياة الناس الطيبة. كل إنجاز يُشبه الإعجاز يصير هشيما تذروه الرياح، تتحدث عن إنجاز في توليد وإنتاج الكهرباء من محطات أنفق عليها المليارات، فقط تخفيف الأحمال، يتحول الإنجاز إلى مضغة في الأفواه، ولا تصادف ردا مقنعا، يصدرون تخفيف الأحمال دون شرح وافٍ ومبسط. ملغز موضوع تخفيف الأحمال، جملة تفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات، خلاصته إجهاض منجز في قطاع الكهرباء والطاقة في عيون المصريين بتوالي الحكايات. وهكذا دواليك، إجهاض متعمد لكل منجز، دون مواجهة حكومية حقيقية من وجوه مقبولة وتتمتع بالمصداقية.

بلد شائعات

واصل حمدي رزق دفاعه عن الحكومة ورموزها: لولا ظهور الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، المقننة بأرقامه الموثقة، لنجح مخطط إجهاض مشروع ازدواج قناة السويس، المواجهة أخرست الألسنة التي طالت واستطالت تشكيكا عقورا في باكورة مشروعات الجمهورية الجديدة. ولولا شجاعة الفريق كامل الوزير، وزير النقل، في مواجهة الحملة المسعورة على مشروعات النقل والمواصلات، التي تنقل مصر عقودا إلى الأمام، لسقط «المونوريل» تحت أقدام الفيلة الهائجة التي تدهس كل إنجاز، وتحبط كل تقدم، وتجهض كل حلم مشروع. لو كل مسؤول خرج على الناس بشجاعة واقتدار يواجه مخطط الإجهاض، ليتبين الناس الحق من الإفك والبهتان. الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، مضطر يخرج على الناس كل حين، ولكن التواصل المستجوب مطلوب يوميا وعلى مدار الساعة. مركز المعلومات في مجلس الوزراء يحاول جاهدا ملاحقة الشائعات الإجهاضية، جهد مشكور وليس كافيا، الفيروسات تتكاثر في الفضاء الإلكتروني. إحصاء على لسان الرئيس السيسي قال به في محفل عام: «مصر تعرضت إلى 21 ألف شائعة خلال 3 أشهر بهدف نشر البلبلة والإحباط»، قراءة الرقم تقول بـ7 آلاف شائعة شهريا، 223 شائعة يوميا، 10 شائعات كل ساعة، هل هناك بلد مستهدف بالشائعات هكذا.. أشك. تقرير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء الذي يتناول حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق، يلفتنا إلى الزيادة المطردة سنويا في عدد الشائعات، بلغت الزيادة في عام 2022 (20.5%) مقارنة بـ(18.7%) عام 2021، مقارنة بسنة الأساس (1.4%) عام 2014، وهذا مؤشر جد خطير، مصر مستهدفة بضراوة. كلما ارتفع البنيان شاهقا استعرت معاول الهدم والحفر تحت الأساسات، وهو ما حذر منه الرئيس السيسي مرارا في سياق حديثه عن «معركة الوعي» التي تخوضها الدولة المصرية، في مواجهة أخطر وأقدم تنظيم إرهابي عرفته المنطقة العربية والساحة العالمية، تخصص أخيرا في حرب الشائعات.

البحث عن المتهم

اختار صبري الديب في “فيتو”، أن يخاطب المتسببين في أزمة الكهرباء من اجل الوصول للحقيقة وبدأ أولا بوزير “الأزمة” الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء: تصديركم أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي لدواعي ارتفاع الاستهلاك يحمل كثيرا من عدم الشفافية، لاسيما وأنكم أعلنتم منذ عام 2019 تحقيق فائض يتجاوز الـ9 آلاف ميجاوات، وكان الأفضل لكم الإعلان أن الحكومة التي تصر على منحكم الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء بالسعر العالمي، هي ذاتها من تفضل قطع التيار عن المصريين لتخفيف الأحمال وتوفير الغاز للتصدير، رغم اكتفاء البلاد منه ذاتيا، بل تحقيق عوائد تصديرية وصلت إلى 8.5 مليار دولار في الماضي. معالي الوزير، ليس من الحكمة تحميل المواطن مسؤولية الأزمة، لأنه بات لا يمتلك رفاهية رفع معدلات الاستهلاك، بعد أن رفعتم الدعم بشكل كامل عن الكهرباء منذ عام 2020 طبقا للأرقام الواردة في الحسابات الختامية لآخر عامين ماليين، اللذين سجلا صفر دعم للكهرباء، بعد أن جعلتم الدعم تبادليا من المستهلك الأكثر استهلاكا إلى المستهلك الأقل استهلاكا.. وغلاوة الدكتور مصطفى مدبولي عندك توصي وزير الصحة ما يقرب من أدوية التسلخات ومزيلات العرق. وتوجه الكاتب بحديثه لوزير البترول: ليس من الحنكة أن تخرج متطوعا لتبرير أزمة انقطاع الكهرباء بتصريحات غير صحيحة، لاسيما أن العالم بات مكشوفا، فقد ذكرت نصا أنه: “من يوم ما بدأنا نصدر الغاز المسال بنصدره دايما في شهور الشتاء بشكل موسمي، وفي الصيف الاستهلاك المحلي بياخد كل الغاز بتاعنا، في ما عدا العام الماضي”، في حين أن الأرقام الرسمية المعلنة تؤكد غير هذا على الإطلاق.. وكان الأولى بك الاعتراف بأن الحكومة بدأت منذ العام الماضي في ترشيد الاستهلاك المحلي، وتوجيهه للتصدير للاستفادة من عوائد الارتفاع العالمية لأسعار الغاز. فمنذ أن بدأت مصر في تصدير الغاز في عام 2018 – 2019 بعد اكتشاف حقل ظهر، لم تتوقف عن التصدير خلال شهور الصيف، بحكم تحقيق الاكتفاء الذاتي ووجود فائض يسمح بذلك.. أعتقد أن الصدق ينجي وفي الصمت حكمة معالي الوزير.

في غيبة منا

من الواضح أن الإساءة إلى الإسلام بصور مختلفة صارت وفق ما يرى عماد الدين حسين في “الشروق”، عملية روتينية في بعض الدول الغربية، وآخر مظاهرها قيام المواطن السويدي ذي الأصل العراقي الأشوري سلوان موميكا بحرق المصحف الشريف يوم عيد الأضحى المبارك في ستوكهولم، ثم كرر الأمر الخميس الماضي. ومن الواضح ثانيا أيضا أن ردود الفعل الأوروبية الرسمية لا تتغير، هي تقول إنها تدين هذه التصرفات ولا تقر بها، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تمنعها لأنها حرية تعبير مقدسة في غالبية الدساتير الأوروبية. ومن الواضح «ثالثا» أن ردة الفعل الإسلامية صارت شبه ثابتة ومحفوظة. فهي تبدأ بالشجب والتنديد وتنتهي بالمطالبة بمقاطعة سلع وبضائع الدولة الأوروبية وقطع العلاقات معها مرورا بملايين التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تسب وتلعن وتنتقد مهاجمي الإسلام. وأحيانا قد يتطور الأمر إلى مهاجمة بعض السفارات الغربية، كما حدث لسفارة السويد مؤخرا في بغداد، أو مقر مجلة “شارلى إيبدو” في باريس عام 2015. أحد الكتاب العرب وهو هشام عليوان أشار بحق منذ أيام إلى ما سماه «تكرار المشهد وتنميط الصورة» فالمشهد يتكرر منذ قيام القس الأمريكي تيري جونز بحرق المصحف عام 2010، ونتذكر أيضا الـرسوم الـ12 المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام التي نشرتها صحيفة “يولاند بوستن” الدنماركية في 30 يوليو/تموز ثم قامت صحف فرنسية وألمانية بإعادة نشرها خصوصا المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو». ونتذكر أيضا العديد من الإساءات المستمرة والمتعددة للإسلام ورموزه، وكذلك العديد من المحاولات المتطرفة من بعض المسلمين للرد على ذلك.

ألعاب شريرة

السؤال المنطقي الذي توقف عنده عماد الدين حسين، هل سنظل في هذه الدائرة الشريرة والمغلقة إلى الأبد، بحيث أن بعض الدوائر الغربية تنصب لنا الفخ ومعظمنا يقع فيه كل مرة؟ أقول ذلك لأننا نسير في المشهد النمطي نفسه منذ سنوات طويلة خصوصا في ظل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة الحشد والتعبئة والتهييج هنا وهناك. من حق الغرب أن يمارس حريته بالطريقة التي يراها، لكن أليس من حق المسلمين أن يكرهوا ويرفضوا هذه اللعبة البشعة، التي تحاول دائما حشرهم في زاوية التطرف؟ أليس حريا بنا كمسلمين أن نبحث عن طرق وصيغ مختلفة للرد والتعامل مع هذه الألعاب الشريرة التي لا تسيء فقط إلى ديننا، ولكن أيضا تحاول أن تظهرنا بمظهر المتطرفين الهمج، الذين لا يقبلون اختلافا في الرأي؟ وهل هناك جهات في أوروبا بدأت تدمن هذه اللعبة، بمعنى أنها كلما أرادت إثبات أن المسلمين متعصبين ومتطرفين تدفع بشخص مجنون لحرق المصحف، أو الإساءة للرسول الكريم في جريدة أو مجلة؟ من الواضح أن الدول الأوروبية خصوصا، والغرب عموما، لن يغير قوانينه من أجل احترام القرآن، طالما أن قوانينه نفسها تسمح بحرق الإنجيل لمن يريد والإساءة للسيد المسيح عليه السلام. ومن الواضح أن غالبية الدول الإسلامية لن تتجاوز ردود أفعالها الشجب والإدانة واستدعاء سفير هذه الدولة الأوروبية أو ذاك، والسبب أن الدول الإسلامية في حالة ضعف شديدة للغاية لدرجة تغرى الكثيرين الإساءة إليهم. التفكير الأوروبي عموما تفكير نفعي براغماتي مصلحي، وهو لا يفهم غير هذه اللغة إلى حد كبير، وبالتالي فإنه في اللحظة التي سيفهم فيها أنه سوف يدفع ثمنا كبيرا نتيجة لسلوك ما، فسوف يضطر إلى التغيير فورا. البعض يقول هذه الدائرة الجهنمية صارت تدور كل بضع سنين: حوادث حرق وتدنيس للقرآن وإدانات إسلامية حكومية ودعوات أهلية لمقاطعة بضائع الدول الأوروبية، وتفاهة الفاعلين الغربيين وسعيهم للشهرة، ومن نمطية الردود الإسلامية، من دون أي تغير، فلا الكراهية تنقص من عظمة الدين الإسلامي ولا ردود المؤمنين تردع الأفراد الأوروبيين عن ارتكاب أفعالهم. فهل الأفضل الاستمرار في هذه اللعبة، أم تجاهل المجانين في الغرب والمتطرفين في الشرق والاكتفاء بالإدانات التقليدية؟

أخطر مما نتخيل

بعد خبرة طويلة قاربت الخمسين عاما في مجال علاج مرض السكر يشعر الدكتور صلاح الغزالي حرب في “المصري اليوم” بالقلق والحزن على المصابين بهذا المرض، الذي ينتشر بسرعة في مصر والعالم العربي، ومن أسباب القلق كما قال: لاحظت أن معظم المرضى لا يعرفون شيئا عن طبيعة المرض، الذي غالبا لا تكون له أعراض واضحة، ومنهم من يرفض العلاج ويكتفي بمنع معظم أنواع الأطعمة فيفقد الكثير من وزنه خوفا من العلاج وآخرون يلجأون إلى الأعشاب وبائعي الوهم والنصابين، حتى تظهر عليهم مضاعفات المرض الخطيرة بعد فوات الأوان، وفي رأيي أن السبب يرجع في المقام الأول إلى أن المريض المصري لم يتعود على سؤال الطبيب عن طبيعة المرض وماهية العلاج، كما أن الكثير من الزملاء الأطباء يكتفون بالتشخيص وكتابة العلاج، ولذلك أناشد زملائي في هذا التخصص أن يخصصوا الزيارة الأولى لشرح طبيعة المرض الذي يلازمه طوال حياته وكذا الهدف من العلاج. وسوف أبدأ بالتأكيد على أن الدراسات العلمية الأخيرة أعلنت أن هذا المرض أصبح من أسرع وأخطر الأمراض انتشارا في العالم في القرن الواحد والعشرين، حيث بلغ عدد المرضى حسب إحصائية الفدرالية الدولية للسكر نحو 537 مليون مريض، والعدد مرشح لأن يصبح 783 مليونا في عام 2045، وللأسف فإن مصر ودول الخليج العربي من أكثر الدول التي ينتشر فيها هذا المرض، الذي أصبح تاسع أسباب الوفيات على مستوى العالم، بعد أن كان في المركز الثاني عشر حتى عام 2019، كما أصبح العامل الأساسي لحدوث أمراض شرايين القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى، وكذا إصابة شرايين العين والأطراف والأعصاب الطرفية، بالإضافة إلى أن عمر المصاب بالنوع الثاني من السكر (40- 60 عاما) يكون عادة أقل من غيره بنحو 6 أعوام على الأقل.. ومن ناحية أخرى فإن هناك 45% من مرضى السكر الذين لا يعلمون بإصابتهم (واحد من كل اثنين مصابين بالسكر في الولايات المتحدة) كما أن حالات ما قبل السكر أصبحت هي الأخرى معرضة لإصابات شرايين القلب.

إنقاذ الممكن

طالب الدكتور صلاح الغزالي حرب، بإعادة الحياة إلى مشروع الكشف المبكر عن السكر، الذي دشنه مع وزير الصحة في ذلك الوقت الدكتور محمد عوض تاج الدين، وتم الكشف على ما يزيد على 150 ألف مواطن. سلط الكاتب الضوء على احدث الأبحاث العلمية بشأن المرض : 1ـ دراسة من جامعة إستيرن في فنلندا ونشرت في 24 إبريل/نيسان الماضي عن أهمية إجراء أشعة دوبلر على شرايين الرقبة في الأطفال والشباب الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وثبت أن هناك علاقة بين درجة تصلب هذه الشرايين واحتمال الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم وزيادة دهون الجسم حول الوسط مع مستويات عالية من كوليسترول ودهون الدم، وقد ثبت أن هذه المتلازمة توجد في 29% من الأطفال الذين يعانون السمنة في فنلندا، كما كانت النسبة في الذكور 8.8% وفي الإناث 2.4% عند عمر حول 24 عاما.. وبالاكتشاف المبكر لهذا التصلب يمكن تأخير ظهور السكر من النوع الثاني نتيجة زيادة نسبة الأنسولين (نتيجة مقاومة الأنسولين) وكذا مستوى كوليسترول ودهون الدم..2 ـ دراسة بالاشتراك مع مركز جوسلين في جامعة هارفارد نشرت في 25 مايو/أيار الماضي عن أهمية ممارسة الرياضة في علاج مرض السكر، وقد تبين أن الفائدة تكون أكبر عند الممارسة في فترة ما بعد الظهيرة، حيث انخفضت نسبة السكر بدرجة أكبر في هذا التوقيت وقد اشترك في البحث أكثر من 2400 فرد. 3 ـ دراسة منشورة في 27 إبريل/نيسان الماضي عن استخدام خلايا جذعية من جدار المعدة لعلاج السكر، وقد اعتمد البحث على حقيقة تجاور نمو المعدة مع البنكرياس في الجنين وكذلك وجود خلايا تفرز هرمونات في جدار المعدة، كما أن هذه الخلايا يمكن الحصول عليها باستخدام منظار المعدة، ثم يتم تحويلها إلى خلايا تفرز هرمون الأنسولين، ما قد يساعد في علاج النوع الأول من السكر..

ما لها وما عليها

لعبت ثورة يوليو/تموز 1952 التي يشعر طلعت إسماعيل في “الشروق” تجاهها بالكثير من الود دورا كبيرا في تغيير وجه الحياة في مصر، ونقلت المصريين إلى حقبة جديدة ظلوا يحلمون بها، وناضلوا وضحوا في سبيلها سنوات طويلة، كي يصبحوا أسيادا فوق ترابهم الوطني، ويتخلصوا من الاحتلال البريطاني الذي وقع عقب هزيمة العرابيين عام 1882، ويزيحوا معاناتهم اليومية مع الفقر والجهل والمرض في ظل حكم ملك فاسد وتناحر بين أحزاب سياسية تجاوزتها الأحداث. تنازعت أحزاب الأقلية الولاء بين الملك والمحتل، فيما تآكل ميراث حزب الأغلبية «الوفد» ورصيده الشعبي، وفشل الجميع في تحقيق الاستقلال التام الذي دونه الموت الزؤام، كما صدحت حناجر المصريين في التظاهرات التي لم تهدأ بحثا عن الحرية والكرامة الوطنية، فجاءت ثورة يوليو تتويجا لهذه التطلعات المستحقة لشعب قدم التضحيات العظام وتحمل فوق ما تطيقه الجبال. اليوم يتم استدعاء ثورة يوليو/تموز في ذكراها الـ71، وهو استدعاء مطلوب للوقوف على ما جرى على صفحة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، قبل وبعد الثورة الأهم، ليس في مصر وحدها بل في منطقتها ومحيطها العربي والافريقي، وصولا إلى بلدان العالم الثالث في آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث ظهر تأثير ما صنعته الثورة المصرية التي قادها الضباط الأحرار، وسط تلك البلدان والشعوب. ليس مطلوبا أن تستدعى ثورة يوليو لتمجيد أشخاص، أو إهالة التراب على قرارات أملتها ظروف وأحداث، بل جل ما هو مطلوب الوقوف على ما جرى بحلوه ومره، بنصره وهزيمته، مع الوضع في الاعتبار أن معايير الحكم يجب أن تكون بنت وقتها وربيبة زمانها، ولا يتم ادعاء الحكمة بأثر رجعي، استنادا إلى معطيات حقب تالية بما حملته من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية داخل مصر وخارجها.

ديكتاتورية وديكتاتور

لم تكن ثورة يوليو/تموز مغامرة لمجموعة من الضباط الوطنيين لخلع ملك، وإن كما يرى طلعت إسماعيل حملت في ظاهرها جانبا من المغامرة، لكنها كانت فعل تغيير لإزاحة نظام متهالك لم يعد ينفع معه الترميم، وغير قابل للاستمرار بعد أن فشل في إدارة شؤون العباد، وفرط في شؤون البلاد، فكانت الثورة الرد العملي، وانتخاب طبيعي تختاره الشعوب الحية دفاعا عن بقائها في عالم لا مجال فيه للاستسلام لمن يريد أن يكون له وجود تحت شمس الحياة. ربما يفضل البعض استدعاء كل نقيصة في ثورة يوليو، وينعتها وينعت زعيمها جمال عبدالناصر بأقذع الألفاظ، ويردد كما الببغاء عبارات باتت محفوظة عن ظهر قلب عن «الديكتاتورية والديكتاتور»، وكأنه ولد وترعرع في أزهى عصور الديمقراطية، ومن دون أن يرفع القذى عن عيونه العليلة التي لا ترى سوى العيوب، ومثل هؤلاء يجب عدم الوقوف عند ما يدعون أنه نقد للتجربة، فأدوات النقد الموضوعي لا تعرف السباب. لا يجوز استدعاء ثورة 23 يوليو للتنفيس عن أمراض مكبوتة، أو ترويج لبضاعة راكدة يحاول البعض تسويقها لمصالح ضيقة، ولا يصلح أن تتحول ذكراها إلى باب للمتاجرة، وساحة لتصفية حسابات وهمية.. نعم أخفقت الثورة في تحقيق بعض الأهداف التي سعت إليها، لكن ذلك لا يجعلها رجسا من عمل «الشياطين»، فهي ابنة هذا الشعب، وجزء من تاريخنا الوطني الذي لا يمكن سلخه عن كفاح المصريين عبر العصور. قلنا ونكرر: ثورة يوليو/تموز ليست حدثا عابرا في تاريخ مصر، ومن المنطقي أن يتفجر الجدل عاما وراء الآخر، وأن يتسع النقاش بشأن ما أنجزته الثورة، وما فشلت في تحقيقه، لكن يجب أن نضع نصب أعيننا هدفا واحدا هو فهم ما جرى بدوافع التعلم من الماضى، وليس من خلال الرؤية الضيقة لبعض الموتورين، الذين ينظرون بعين المصلحة الذاتية. نعم ارتكبت الثورة أخطاء بعضها كان وليد معطيات محلية وإقليمية ودولية، وبعضها كان يمكن تجنبه، لكن جميع الأخطاء يجب أن تخضع للتحليل الموضوعي الخالي من الأهواء.

عذاب عالمي

لعشرات السنين لم يتوقف العلماء عن التحذير من مخاطر تلويث المناخ.. وعلى مدى السنين كانت الحكومات الغنية كما أوضح جلال عارف في “الأخبار” تتنصل من مسؤولياتها وتشكك في تحذيرات العلماء، وتتجاهل كل الدعوات لتخفيض الانبعاثات الضارة. ورغم وجود اتفاقية دولية منذ ثلاثين عاما التزمت فيها الدول الصناعية الغنية ببرنامج لتخفيض التلوث وبمساعدات للدول الفقيرة.. فإن الأوضاع لم تتحسن كثيرا. والآن يكتوي العالم كله بنيران صيف لم يشهد له مثيلا في ارتفاع درجات حرارته، ويدفع الجميع فواتير تخلي الأغنياء عن مسؤولياتهم، وتشكيكهم في تحذيرات العلماء. في أوروبا تشتعل الغابات والحقول مع درجات حرارة تصل إلى الخمسين، ومن ناحية أخرى فيضانات مدمرة ومخاطر كبيرة من انهيار الكتل الجليدية لتغرق مدنا بأكملها. وفي افريقيا جفاف قضى على ثلث الإنتاج الزراعي في بعض دولها وأمريكا تعاني الأمرين مع فيضانات ودرجات حرارة ملتهبة، وفي آسيا تعاني دول كثيرة على رأسها الصين التي تنافس أمريكا في المسؤولية عن تلوث المناخ والأسوأ أن كل التقديرات تقول إن هذه هي البداية، ورغم ذلك ما زالت الخلافات والتهرب من المسؤولية يعرقلان المواجهة المطلوبة لإنقاذ العالم. أمريكا تقول إن خسائرها من ارتفاع الحرارة هذا العام ستتجاوز مئة مليار دولار.. وهو المبلغ الذي كان مطلوبا من كل الدول الغنية سنويا لمواجهة تلوث المناخ ولم تلتزم به. والصين ما زالت تصر على أنها «دولة نامية» ولا تريد رفع مساهمتها في تمويل مواجهة تلوث المناخ. والدول الفقيرة مطلوب منها مواجهة الآثار الكارثية لتلويث المناخ من جفاف وحرارة مرتفعة أو فيضانات، بينما الأغنياء يستمرون في تلويث المناخ ويرفضون الاعتراف بالمسؤولية عن ذلك، فهل يمكن أن يستمر الأمر كذلك والعالم يرى الآن بداية كارثة بيئية غير مسبوقة.. أم يتحرك العالم في الطريق الصحيح لتفادي الكارثة؟ ربما تكون عودة المفاوضات بهذا الشأن بين الصين وأمريكا «وهما أكبر دولتين إنتاجا للانبعاثات الضارة» مؤشرا على الشعور بالخطر والتحرك لمواجهته.. لكن الأمر يستدعي تحركا من دول الجنوب أولا للدفاع عن حقهم في الحياة والتنمية، ولكي يتحمل الأغنياء مسؤوليتهم عن تلويث المناخ منذ الثورة الصناعية وحتى الآن.

عبدة شيطان

لا تعرف عبلة الرويني في “الأخبار”، مغني الراب الأمريكي العالمي ترافيس سكوت لم تستمع إلى أي من أغانيه، ولم تسمع عنه أصلا. كما لا يعرفه مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، ولم يسمع به أصلا.. لكنه قام بإلغاء تصريح حفل سكوت المقرر إقامته في 28 يوليو/تموز المقبل، عند سفح الهرم.. بعد أن استمع إلى حكايات السوشيال ميديا، عن «الطقوس الشيطانية» و«الرموز الماسونية» في حفلات المغني الأمريكي، وبعد أن قيل له إن الرابر الأمريكي الأسمر ذا الأصول الافريقية، يروج لجماعة «الأفروسنتريك» ودعوتها لاعتبار افريقيا هي أصل الحضارات، وهو ما اعتبره نقيب الموسيقيين يضر بقيم مصر وشعبها، ويتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ويدمر الهوية. جمهور ترافيس سكوت ليس فقط في أمريكا وحدها، لكن في كل أنحاء العالم، يتابعونه بالملايين من بلد إلى بلد، ومن حفل لآخر «تم حجز4 آلاف تذكرة في حفل القاهرة لأجانب قادمين لمشاهدة الحفل، وسيستمرون مدة أسبوع على الأقل، ما يعني دعاية عالمية ضخمة، ودعما هائلا للسياحة في مصر، خاصة والحفل يتم بثه عبر الشاشات إلى العالم كله.. وهو الحفل الأضخم والأهم للمغني سكوت، يطلق خلاله ألبومه الجديد «يوتوبيا» ليوثق اللحظة الأهم في تاريخه، حيث الغناء أمام الأهرام مهد الحضارات «كما أعلن في بيانه». ورغم أني لا أعرف عبدة الشيطان، ولا طقوسهم ولا جمهورهم.. فهل الحكاية خرافة في خرافة، كما سبق واتهمت، قبل سنوات، فرق موسيقى «الميتال لمجرد أنها صاخبة، بالموسيقى الشيطانية، لمنع حفلاتهم، رغم أنها مجرد نوع موسيقى لا علاقة له بالدين ولا الأخلاق ولا الهوية.. مجرد ذائقة تروق للبعض ويستهجنها البعض الآخر، لكن ليس إلى درجة إلغائها ومحوها من الوجود.

زمن الإتاوة

الوقائع التي يسلط عليها الضوء الدكتور ناجح إبراهيم في “الوطن” تشير لتحول خطير في المجتمع: دخل عيادتي بطيء الحركة يتكئ على عصا، حزين النفس تبدو عليه أمارات الانكسار، وعوامل الزمن والإحباط، تبين أنه مصاب بتينيا في معظم أجزاء جسده تحت الأبطين وبين الفخذين وفي أماكن كثيرة، وهذا لا يحدث إلا مع شخص لا يهتم بنفسه ولا يرعاه أحد، ولا يتابعه أحد. قلت له: يا حاج لم تركت المرض يسرح هكذا في جسدك ويمرح، ألا يرعاك أحد أين زوجتك، فانتبهت مرافقته قائلة: لست زوجته فأنا أخته وقد توفيت زوجته، وأولاده طردوه من الشقة، خاصة أحدهم الذي يتناول المخدرات، ولما اعترض أخي على تصرفات ابنه ضربه علقة ساخنة، هل تتصور ابن يضرب أباه بهذه القسوة.. انفعل الرجل مع كلمات شقيقته واغرورقت عيناه بالدموع وأخذ يشير إلى يده، لقد ضربني بعصا غليظة على يدي فتورمت وهذه آثار التورم الذي مرت عليه فترة، وضربني هنا وهنا وهو يخلع ملابسه ويريني آثار واضحة للضربات، ومن يومها وأنا أسير على عصا بصعوبة، باع كل شيء في الشقة، لقد حولني إلى حطام فلم أستطع المشي ولا الحركة عدة أيام مع آلام شديدة.. قلت له: لماذا لم تقدم شكوى فيه للمباحث أو النيابة؟ قال: أنا رجل بسيط للغاية وليس لي حيلة في الحياة، فضلا عن أنني لا أطيق حبس ابني بيدي، وقد أخذتني أختي لأعيش معها، فقد توفى زوجها وتزوج أولادها وكلانا يتسلى مع الآخر بقية عمره، والحمد لله كلانا له معاش وكلانا سعداء معا، وسنكون معا بقية عمرنا حتى يأذن الله لنا بالرحيل..

يتحرك بسهولة

كل المآسي التي رآها الدكتور ناجح إبراهيم وعايش أبطالها كان السبب الجوهري وراءها المخدرات والبلطجة والبطالة والبخل، حذر من أن المخدرات انتشرت في مصر على نطاق واسع ولم تقف عند حدود القاهرة والإسكندرية، بل غزت الدلتا والصعيد، حتى قال لي البعض إن الفقر والمخدرات والبطالة هما السبب الآن في زيادة البلطجة في محافظات الصعيد، وهناك أعداد متزايدة من شباب الصعيد لا عمل لهم الآن إلا البلطجة ولولا قوة الجهاز الأمني لرأينا العجائب.. وقد حكى لي أستاذ جامعي – في إحدى جامعات الصعيد – يملك مزرعة في الصحراء الملاصقة للمنيا أن البلطجية سرقوا من مزرعته ومزارع أخرى كل ماكينات الري، وأنهم في صدد التفاوض معهم على دفع مبالغ معينة لإعادة المسروقات.. قلت له: لماذا لم تبلغوا الشرطة قال: سيبيعون المسروقات أو يهربونها لأماكن بعيدة ولن يثبت عليهم شيء، ومن ضمن هؤلاء المزارعين لواء سابق في الشرطة اقتنع بعدم الإبلاغ والتفاوض معهم على مبلغ أشبه “بالإتاوة”.. وحكى لي صديق من إحدى قرى طامية أن هناك بلطجيا معروفا يسرق الحديد والإسمنت ومستلزمات البناء من الفيلات والعمارات التي ستبنى قريبا في قريتهم ويفرض إتاوة عليهم.. وأنه في آخر جرائمه سرق عددا من الماعز من شقيقتين كفيفتين تعيشان من خير هذا الماعز، ولما أبلغتا المباحث وتواصلتا عن طريق أحد المتعاطفين إلى مديرية الأمن وطورد هذا البلطجي، بيّت النية على الانتقام وشرع في قتل اثنين من أقاربهما المبلغين وأحدث فيهم إصابات جسيمة وفر هاربا. الفقر والمخدرات والبلطجة والبطالة خطر على الأمن القومي المصري، ويقول البعض: إن الفرصة المتاحة لمعظم الشباب الآن هي العمل على توك توك، ويقول البعض: لولا التوك توك لنهشت البطالة البقية الباقية من الشباب، ولكن قليل من سائقي التوك توك من يستقيم على الجادة ومعظمهم ينفق ما يكسبه على المخدرات والبراشيم. سلام على الصالحين، وهدى الله العصاة والسائرين على درب إبليس.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية