إسطنبول: أجمع دبلوماسي تركي وخبير يمني، الأحد، على حاجة اليمن إلى أصدقاء حقيقيين لحل مشاكله، أسوة بما يحدث في كل من ليبيا والصومال من تعاون بين تركيا وحكومتي البلدين العربيين.
جاء ذلك في ندوة عقدها مركز “البحر الأسود للدراسات الاستراتيجية”، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بعنوان “حرب اليمن والمجتمع الدولي”، شارك فيها كل من رئيس الجمعية التركية- اليمنية، محمد حميقاني، وفاضل جورمان، وهو سفير تركيا في أوسلو، وكان سفيرا بصنعاء عام 2011، فيما أدار الندوة البروفسور زكريا قورشون.
وقال جورمان في مداخلته: “هناك جهود دولية لإيجاد حل في اليمن، رغم تراجع الاهتمام به، لكن السعودية لها مصالح استراتيجية في اليمن، وإيران لها مكاسب لن تتخلى عنها، وهذا يعقد الحل والحركة، والمهم هي الدول الكبرى، الولات المتحدة وإنجلترا وفرنسا، ربما تتقدم خطوة في مجلس الأمن لتنفيذ المقررات الأممية”.
وبدعم من تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، منذ عام 2015، تقاتل القوات الموالية للحكومة اليمنية مسلحي جماعة (الحوثي)، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
وأضاف: “يجب السؤال عن دور روسيا، التي تقف على مسافة واحدة بين الأطراف اليمنية، فيمكنها لعب دور مهم في مجلس الأمن مثلا، كما أن ممثلي الأمم المتحدة عاجزين عن تقديم أي حلول”.
وتابع: “في الصومال وليبيا، دعت أطراف معنية تركيا (إلى تقديم المساعدة)، لكن في اليمن حاليا لا يوجد طرف له قراره، والحكومة الشرعية تحت تأثير ضغط، وهي خارج اليمن، والدور التركي راسخ في وجدان الشعب اليمني وإن لم يكن ظاهرا”.
وتمكنت أنقرة من تغيير المشهدين الصومالي والليبي بشكل كبير لصالح شعبي البلدين، عبر تقديم دعم شامل لحكومتي البلدين، اللتين تواجهان حركتي تمرد مسلحتين.
واستطرد جورمان: الخطوات التركية في ليبيا دفعتني للتساؤل: هل يمكن لتركيا أن تتقدم بخطوات في اليمن، خاصة أن العلاقات في السابق كانت جيدة”.
وذَكَّرَ بالدور التركي المميز في سوريا عبر تنفيذ “3 عمليات عسكرية انعكست ميدانيا، وكذلك السياسات (التركية) في العراق وليبيا، والتي حولت التوازنات فيهما”.
وأردف: “تركيا بجانب الشرعية، وفي اليمن أيضا كانت بجانب الشرعية، وآمل أن تكون هناك خطوات تركية فعالة في اليمن تؤثر إيجابا لصالح الشعب اليمني، الذي مر بمراحل مؤلمة”.
فيما قال رئيس الجمعية التركية- اليمنية، محمد حميقاني، إن “الوضع المعيشي والصحي والإنساني (في اليمن) قبل 2011 (بداية ثورة شعبية أطاحت بالرئيس آنذاك علي عبد الله صالح) كان صعبا، وحاليا في اليمن 3 سلطات في صنعاء وعدن ومأرب”.
وتابع: “ورغم ذلك بسبب (جائحة) كورونا يوجد عجز، ونسبة الوفيات بالنسبة للإصابات هي الأعلى في العالم، حيث تصل لـ20 بالمئة، بسبب الأوضاع الصحية الصعبة”.
وأضاف أن “السلطات تأخذ المساعدات المقدمة لليميين من أجل صرفها على السلاح، ولهذا انسحبت المنظمات الإغاثية من العمل باليمن، فبات الوضع الإنساني سيئا جدا، ونصف المستشفيات تعمل فقط، وكوادرها تعمل بنسبة 30 بالمئة”.
وتابع أن “الدولة والإعلام والأطباء هي 3 جهات لها دور في ظل كورونا، لكن هذه الجهات غير متواجدة في اليمن، في صنعاء وعدن يعمل الأطباء والمعلمون بشكل تطوعي، فلا رواتب لهم، ونتيجة لذلك يتم تجنيد الأطفال في العمليات العسكرية، مثال ذلك نحو 3 آلاف طفل أقل من 18 عاما يحاربون لحماية الحدود السعودية، فقط من أجل إعالة أهلهم”.
وقال حميقاني: “اليمنيون وجدوا في تركيا الداعم الحقيقي في ليبيا، التي يمثلها رئيس حكومة (فائز السراج)، على عكس اليمن التي لا يوجد لها ممثلون كدولة، لكن الشعب يرى في تركيا الصديق الحقيقي، كما حصل في الصومال التي تتطور يوميا، وليبيا كذلك”.
وأردف: “تركيا تعتبر نموذج للأخوة الإسلامية في المنطقة، السعودية دعمت الحوثيين وصولا لصنعاء، لأنها لا تدعم الديمقراطية، فاستغلت إيران ذلك ليتم التمدد (الحوثي) إلى مناطق أخرى وصولا لعدن (جنوب)، مما أثار حفيظة دول الخليج”.
ومضى قائلا: “الجالية اليمنية بالخارج تسعى عبر 5 فضائيات إلى الوصول لليمنيين، وتوجد جمعيات كثيرة تفكر لمستقبل البلاد، وهناك لقاءات للتخطيط للمستقبل، وكجالية نعتقد أننا نحتاج لحلفاء حقيقيين”.
الأناضول
اليمن في حاجة الى مساعدة حقا ولكن ليس من تركيا.فتركيا منشغلة بما يجري حول حدودها ومنشغلة في ليبيا وهما محوران معقدان جدا. اذا أضفنا لها اليمن فهذا يعني حتما اضعافها كلية والزج بها في متاهات قد تأتي على الأخظر واليابس. وصول تركيا الى اليمن معناه اقضاء على الأنظمة البدائية والعميلة والفتانة في المنطقة. فتركيا سنية وأغلب الشعب سني وامكانية القبول بها بين الشعب عالية جدا لكن المخاطر اعلى من كل ذلك .فعلى اليمن الذي يعاني ويالم المزيد من الصبر مثله مثل الشعب الفلسطيني الشقيق.