أسوسيتدبرس: بعد خروج القوات الأمريكية.. قطر تبرز كلاعب رئيسي في أفغانستان

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن– “القدس العربي”:

نشرت وكالة أنباء أسوسيتدبرس تقريرا لمراسلتها في دبي آية البطراوي قالت فيه إن قطر تبرز كلاعب رئيسي في أفغانستان بعد الخروج العسكري الأمريكي منها. وأضافت أن دولة قطر لعبت دورا كبيرا في جهود إجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان.

ويطلب الآن من الدولة الخليجية الصغيرة المساعدة في تشكيل المرحلة المقبلة في أفغانستان بسبب علاقتها مع الولايات المتحدة وطالبان التي سيطرت على كابول. وقالت إن قطر ستكون من الدول المؤثرة اليوم الإثنين عندما يعقد وزير الخارجية أنتوني بلينكن اجتماعا افتراضيا لمناقشة نهج منسق للأيام المقبلة وبعد إكمال الولايات المتحدة الانسحاب من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد. وسيضم اللقاء كلا من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والناتو.

وقيل إن طالبان طلبت من قطر توفير الدعم الفني في مطار كابول بعد خروج الجيش الأمريكي الثلاثاء منه، ولم تؤكد الدوحة هذه التقارير. وفي الوقت نفسه طلبت مؤسسات الأمم المتحدة من قطر المساعدة لنقل المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان. وبحسب تقرير الوكالة، فدور قطر ليس متوقعا، فالدولة التي تشترك بحدود مع السعودية وتتقاسم مع إيران حقلا ضخما للغاز في الخليج خطط لأن تكون نقطة ترانزيت لآلاف الأشخاص في جسر جوي من أفغانستان وعلى أشهر عدة.

سيطرة طالبان المفاجئة على كابول في 15 آب/أغسطس أدت بالولايات المتحدة لكي تطلب من الدوحة المساهمة في نقل عشرات الآلاف من الأشخاص عبر جسر جوي سريع وفوضوي

ولكن سيطرة طالبان المفاجئة على كابول في 15 آب/أغسطس أدت بالولايات المتحدة لكي تطلب من الدوحة المساهمة في نقل عشرات الآلاف من الأشخاص عبر جسر جوي سريع وفوضوي. وفي النهاية نقل نسبة 40% من الذين تم إجلاؤهم من مطار كابول عبر قطر، مما أدى لمديح وإطراء كبير في واشنطن للقيادة القطرية. واعتمدت المؤسسات الإعلامية الدولية أيضا على قطر لكي تخرج طواقمها العاملة في أفغانستان. وأعلنت الولايات المتحدة يوم السبت أنه تم إجلاء 113.500 شخص من أفغانستان منذ 14 آب/أغسطس. وقالت قطر إن حوالي 43.000 شخص مروا عبر البلد.

وجاء دور قطر في عملية إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان وغيرهم لكونها المضيف لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ولقرارها قبل عدة سنوات استقبال القيادة السياسية لحركة طالبان في المنفى، مما منحها نوعا من التأثير على الجماعة المتشددة. واستضافت قطر أيضا محادثات السلام الأمريكية مع الحركة. واعترفت مساعدة وزير الخارجية لولوة الخاطر بالمكاسب السياسية التي حققتها قطر في الأسابيع الماضية ولكنها رفضت المقترحات بأن الجهود القطرية هي تعبير عن طموحات استراتيجية. وقالت: “لو افترض البعض أن هذا هو عن المكاسب السياسية، فصدقيني، هناك عدة طرق للقيام بعلاقات عامة وأسهل من تعريض أبنائنا للخطر هناك على الأرض. طرق أسهل من السهر ليلا طوال الأسبوعين الماضيين، وطرق أقل تعقيدا من قضاء الوقت للعناية بكل طفل وامرأة حامل”.

وقامت قطر بإدارة عمليات الإجلاء الحساسة من أفغانستان معتمدة على مئات من جنودها وطائراتها العسكرية. وأجلت قطر طالبات مدرسة وفريق ربوت مكونا كله من بنات وصحافيين يعملون مع المؤسسات الإعلامية الدولية من بين آخرين.

ورافق السفير القطري قوافل من الحافلات مارا بنقاط التفتيش التابعة لطالبان وحواجز القوات الغربية في المطار حيث احتشد الناس الباحثون بيأس عن طريق للخروج من البلاد. وقالت الخاطر إن قطر أمنت خروج حوالي 3.000 شخص ونقلت 1.500 شخص بعد تلقيها طلبات من منظمات دولية وفحص الأسماء. وأضافت الخاطر أن قطر كانت مؤهلة بشكل جيد للقيام بهذا الدور نظرا لقدرتها على التواصل مع الأطراف على الأرض واستعدادها لنقل الناس عبر كابول التي سيطرت عليها طالبان. وقالت “ما لا يعرفه الكثير من الناس أن هذه الرحلة ليست مجرد مكالمة لطالبان” و”هناك حواجز من الجانبين الأمريكي والبريطاني ومن جانبي الناتو والتركي وكان علينا التوفيق بين كل هذه العوامل والمتغيرات”.

ووعدت طالبان بالعفو عن الأفغان الذين لم يغادروا وعمل عدد كبير منهم في المجتمع المدني ونساء يردن الحفاظ على المكاسب خلال السنوات الماضية بالإضافة لمن عملوا مع الجيوش الغربية ولا يثقون بوعود الحركة المتشددة. وتواجه أفغانستان تحديات من الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان الذي نفذ الأسبوع الماضي عمليتين انتحاريتين في محيط مطار كابول وقتل فيهما أكثر من 180 شخصا من بينهم 13 جنديا أمريكيا.

وشاب عملية الانسحاب الأمريكي الكثير من الأخطاء وسوء التقدير وانعكس كل هذا على قاعدة العديد في قطر. وشهدت حظائر الطائرات في القاعدة اكتظاظا لدرجة أجبرت الولايات المتحدة على تعليق عمليات الإجلاء من كابول لعدة ساعات في 20 آب/أغسطس. واستقبلت الدول الجارة لقطر مثل البحرين والإمارات العربية المتحدة عدة آلاف من الذين تم إجلاؤهم لتخفيف الضغط على القاعدة. وانتظر الأفغان الذين تم إجلاؤهم لساعات في مرابط الطائرات وسط الرطوبة في الصحراء وبدون مكيفات مناسبة لتبريد المكان.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” فيديو أظهر مئات من الذين نقلوا في مربط وبحمام واحد والناس ينامون على الأرض. وبنت قطر مستشفى ميدانيا طارئا وملاجئ إضافية وحمامات متحركة لتخفيف الضغط. ويوزع الجيش القطري إضافة لما يوزعه الجيش الأمريكي 50.000 وجبة في اليوم، ووجبات أخرى تتبرع بها المنظمات الخيرية المحلية. وقدمت الخطوط الجوية القطرية 10 من طائراتها لنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم لدول أخرى.

ولا يزال هناك 20.000 من الذين تم إجلاؤهم في قطر، يتوقع بعضهم الخروج بعد أسابيع وآخرون بعد أشهر في انتظار إعادة توطينهم، وأنجبت سبع نساء أطفالا منذ وصولهن إلى قطر. وستستوعب قطر عددا قليلا من الذين جاءوا من كابول منهم مجموعة من الطالبات اللاتي سيمنحن منحا دراسية لمواصلة التعليم في الدوحة.

واستقبلت قطر عددا من الذين تم إجلاؤهم في شقق مفروشة أعدتها لاستقبال كأس العالم العام المقبل. ولا يزيد عدد مواطني قطر عن 300.000 بالإضافة لوافدين يزيد عددهم أضعاف عدد المواطنين الأصليين. وعبر البيت الأبيض عن امتنانه للدور القطري، حيث اتصل الرئيس جوزيف بايدن وعبر عن شكره للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، في مكالمة هاتفية وقال إن الجسر الجوي لم يكن لينجح لولا الدعم القطري والتسهيل الذي قدمته الدوحة. وهذا نوع من الدعاية الإيجابية التي من النادر أن تقدمها ملايين الدولارات التي تنفقها دول الخليج على اللوبي وشركات العلاقات العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية