لندن- “القدس العربي”:
نشرت وكالة أنباء أسوشيتد برس تقريرا عن عملية القرصنة التي تعرض لها صحافيون في قناة الجزيرة، والتي تُتهم بها السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وجاء في تقرير أعده مركز بحث علمي في الأمن الإلكتروني تابع لجامعة تورنتو “سيتزن لاب” أن برمجية خبيثة أصابت هواتف 36 صحافياً ومنتجاً ومديرين في قناة الجزيرة القطرية.
وذكر تقرير المؤسسة البحثية أن أصل الفيروس الخبيث يعود للشركة الإسرائيلية “أن أس أو غروب” والبرنامج اسمه “بيغاسوس” الذي استخدم في السابق لملاحقة المعارضين في الإمارات والسعودية.
والجديد في دراسة “سيتزن لاب” هو أن ذلك الفيروس يمكن أن يصيب الهواتف المحمولة بدون أن يستطيع المستخدمون الرد على المكالمات، أو ما يعرف “النقرات الصفرية عالية التأثر”. ومن خلال الإخطارات وحدها يمكن للبرمجية الخبيثة الطلب من الهواتف تحميل المحتوى إلى خادم أو سيرفر مرتبط بمجموعة “أن أس أو” مما يحوّل هاتف الأيفون إلى أداة رقابة قوية بدون جرّ المستخدمين للنقر على ما يرونه نصوصا خطيرة.
وحدثت عملية القرصنة على قناة الجزيرة القطرية التي يقول “سيتزن لاب” إنها الأكثر كثافة وتستهدف منظمة في تموز/ يوليو وقبل أسابيع من إعلان إدارة دونالد ترامب عن اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل. وكانت الاتفاقيات مشفا عما كان يجري بالسر بين تلك البلدان. وقال المحللون إن عمليات التطبيع ستؤدي وبشكل محتمل لتعاون قوي في مجال الرقابة الرقمية بين دول الخليج وإسرائيل.
وقالت شركة أبل إنها كانت تعرف بتقرير “سيتزن لاب” مضيفة أن النسخة الأخيرة من برنامج تشغيل هاتفها المحمول “iOS 14” لديها حمايات جديدة ضد هذه الأنواع من الهجمات، وحاولت التأكيد لمستخدمي هواتفها أن نظام “أن أو أس” لا يستهدف مالك أيفون ولكنه يقوم ببيع خادمها الإلكتروني إلى الحكومات الأجنبية كي تستهدف مجموعة محددة، ولم تكن شركة أبل قادرة على التثبت من تحليل “سيتزن لاب” الذي يتابع برامج تجسس “أن أس أو غروب” منذ أربعة أعوام.
وقدم المعهد تقييما بدرجة “متوسطة من الثقة” أن الهجمات مرتبطة بالإمارات والسعودية، وذلك بناء على استهدافهما المعارضين لهما في الداخل والخارج. ويخوض البلدان منافسة مرّة مع قطر، حيث أصبحت الرقابة الإلكترونية الأسلوب المفضل في ذلك الصراع.
وفي عام 2017 فرضت الدولتان مع البحرين ومصر حصارا ضد قطر التي اتهمت بإقامة علاقات قريبة مع إيران ودعم الإسلاميين. وطالبت الدول المحاصرة بإغلاق قناة الجزيرة التي تقوم بتبني أجندة سياسية متناقضة مع الإمارات والسعودية. ولا يزال العداء مستمرا رغم اللفتات الأخيرة وإمكانية التوصل لحل الأزمة.
ولم ترد لا السعودية أو الإمارات للتعليق، أما “أن أس أو غروب” فقد شككت من اتهامات “سيتزن لاب” لها في بيان، وقالت: “لا نستطيع التعليق على التقرير الذي لم نطلع عليه”. وقالت الشركة إنها توفر التكنولوجيا للحكومات من أجل مساعدة “قوات حفظ النظام على مواجهة الجريمة المنظمة والإرهاب”. ولكنها قالت: “عندما نتلقى دليلا موثوقا فيه عن سوء الاستخدام، نقوم باتخاذ الخطوات الضرورية بناء على إجراءات التحقيق في إساءة استخدام منتجنا من أجل مراجعة الاتهامات”.
ولم تكشف “أن أس أو” عن زبائنها، لكن تقرير الجزيرة يقول إن برنامج التجسس استخدم لملاحقة الصحافيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين. وتم ربط برنامج التجسس بعملية القتل الشنيعة للصحافي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018. كما تم ربط البرنامج الخبيص بأهداف أخرى مثل صديق مقرب لخاشقجي، وعدد من رموز المجتمع المدني في المكسيك، الذين قدموا دعوى قضائية في إسرائيل ضد الشركة.
برنامج التجسس استخدم لملاحقة الصحافيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين
وصمم برنامج بيغاسوس لتجنب الاكتشاف والتعمية على نشاطه. ويقوم باختراق الهواتف لسحب البيانات الشخصية والمواقع والسيطرة على ميكروفونات وكاميرات الهاتف، مما يسمح للجهات المقرصنة بالتجسس على الصحافيين وهم يقابلون وجها لوجه مصادرهم.
وقال الباحث البارز في “سيتزن لاب” بيل مارزاك: “إنه أمر مخيف جدا ولكنه يظل الكأس المقدسة الوحيدة لاختراق الهاتف”. وأضاف: “ربما كنت تستخدم هاتفك بشكل عادي ولا تعرف أن هناك من ينظر إلى كل شيء تعمله”.
وربط باحثو “ستيزن لاب” هجمات في السنوات الأخيرة تم استخدام فيها بيغاسوس بالسعودية والإمارات. وقالت رانيا دريدي من تلفزيون العربي، إنها لم تلاحظ أبدا شيئا غريبا، مع أنها لم تكن غريبة على التعليقات المهاجمة لها بسبب تغطيتها لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السعودية والإمارات في اليمن وليبيا. ولكنها صُدمت عندما اكتشفت أن هاتفها كان مخترقا من برنامج تجسس في عدة مرات ومن بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وأضافت: “هذا شعور مخيف بأنك لست آمناً وأن حياتي الخاصة لم تكن خاصة طوال الوقت”.
وقال مارزاك إن “النقرات الصفرية عالية التأثر” تستخدم بشكل متزايد للقرصنة على الهواتف بدون ترك أثر. وفي العام الماضي رفعت شركة واتساب التي تملكها شركة فيسبوك دعوى قضائية ضد “أن أس أو غروب” متهمة الشركة الإسرائيلية باختراق هواتف أكثر من 1.400 مستخدم لتطبيقها عبر المكالمات التي لم يرد عليها.
وفي بداية الشهر، رفعت مقدمة البرامج في الجزيرة غادة عويس دعوى في الولايات المتحدة اتهمت فيها شركة “أن أس أو غروب” بالقرصنة على هاتفها عبر واتساب بسبب التقارير التي قدمتها عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال مازراك إن عمليات التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل تعني استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بشكل واسع “وعدد واسع من الحكومات والأجهزة في الخليج”.
ويرى يانيف بالماس، رئيس البحث في الأمن الإلكتروني بـ”تشيك بوينت” الإسرائيلية، أن الهجوم على قناة الجزيرة هو “طرف كرة الجليد” و”يجب ألا تكون عمليات القرصنة معلنة” و”نفترض أنها تحدث كل الوقت وفي كل مكان”.
دول فاشلة ومرعوبة،من أي شيء،لا هدف لها سوى التجسس على الناس،كتلك الجارة اللئيمة،التي لا هم لها سوى أخبار الجيران،لتوقع العداوة بين أهل الحارة،وصدق من قال: أسد علي وفي الحروب نعامة…صفراء تفر من صفير الصافر .
كل الدول تستغل مخابراتها برامج لمراقبة الأمن و المعارضين، يكفي العودة لسنودن الأمريكي….الإمارات حرة في استعمال البرامج التي تريد ماهي المشكلة؟