القدس المحتلة: قالت الأسيرة الإسرائيلية السابقة بقطاع غزة ليئات أتسيلي، الأربعاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “محا حلم السلام” و”خان منصبه” عبر التخلي عن الأسرى في القطاع، ودعت الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى إعلان ذلك على الملأ.
جاء ذلك في كلمة لم تكن مبرمجة ألقتها أتسيلي خلال فعالية رسمية لإحياء الذكرى الثامنة لوفاة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز (تولى المنصب بين 2007 و2016)، أقيمت بمقبرة جبل هرتسل الوطنية في مدينة القدس المحتلة، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وأتسيلي هي من سكان مستوطنة نير عوز جنوب إسرائيل، وتم أسرها خلال الهجوم الذي شنته فصائل فلسطينية من غزة على مستوطنات وقواعد عسكرية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يتم إطلاق سراحها خلال صفقة تبادل أسرى ترافقت مع تهدئة بين إسرائيل والفصائل في غزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت أتسيلي: “طوال حياتي نشأت على الإيمان بقدسية الحياة البشرية، فلا يوجد شيء أهم من ذلك”.
وأضافت مستدركة: “لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية (برئاسة نتنياهو) أظهرت لنا أن حياة الإنسان لم تعد مقدسة”.
وتابعت أتسيلي: “اليوم أصبح الأمر واضحا لنا جميعا: يجب على سيد التخلي (في إشارة إلى اسم كتاب أصدرته عائلات الأسرى حول نتنياهو) أن يرحل حتى يتمكن من العودة المختطفون الـ101 (الأسرى الإسرائيليون في غزة)”.
واستطردت: “لقد مرت 8 سنوات منذ أن تركتنا سيد بيريز (…). لقد تمكن نتنياهو خلال هذه السنوات من محو حلم السلام والأمل، وتقسيم الشعب”.
ولفتت إلى أن هجوم 7 أكتوبر وقع بينما كان نتنياهو “منشغلا في تلك الأيام بالانقلاب السلطوي الذي هدف إلى إبقائه في الحكم”، في إشارة لسلسلة تشريعات عُرفت باسم خطة “إصلاح القضاء” دفعتها حكومة نتنياهو العام الماضي لإضعاف سلطة القضاء.
ومضت بقولها: “نتنياهو الذي فشل في مواجهة حماس وحزب الله يقف ضد المؤيدين لصفقة إعادة المختطفين ويصنفنا كأعداء من أجل بقائه السياسي”.
وتوجهت أتسيلي للرئيس هرتسوغ بقولها: “اخرج إلى الجمهور، وأعلن أن رئيس الوزراء (نتنياهو) خان منصبه (..) صمتك سيطاردك”.
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي: “علينا أن نعمل بقوة أكبر وبإلحاح حاسم لإنقاذ إخواننا وأخواتنا الموجودين في الأسر”.
وأضاف في كلمة خلال الحفل: “يجب على إسرائيل وصناع القرار بها تكثيف الجهود وتعزيزها قدر الإمكان والعمل بشكل خلاق، من أجل التوصل إلى صفقة فورية وعاجلة لإعادة جميع المختطفين”.
ومنذ الأحد الماضي، تصاعد الغضب والاحتجاجات في إسرائيل، لا سيما بين أهالي الأسرى، عقب إعلان الجيش إعادة 6 جثث من نفق بمدينة رفح جنوب غزة لأسرى قالت وسائل إعلام عبرية إن أسماء 3 منهم على الأقل وردت ضمن صفقة كان يجرى الإعداد لها قبل شهرين، قبل أن يضيف نتنياهو شروطا جديدة أعاقت تنفيذها.
ويصر نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر في أي صفقة مع حماس، وهو ما ترفضه الحركة وكذلك القاهرة.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
(الأناضول)