كُلَّ صباحٍ كانُوا يجتمعونْ
مِنْ أولِ جارٍ
حتّى سابعِ جارْ
يَجْتَرُونْ
ما سَمِعوا مِنْ آراءٍ أو أفكارْ
ويُغَنّونْ
أغربَ ما حَفِظوا
مِنْ حِكَمٍ أو أشعارْ
ذاتَ صباحٍ
أكْبَرُهمْ سِنَاً قالْ
منذُ عقودِ نحنُ نُكَرّرُ ما نَسْمَعُ
فلماذا لانُبْدِعُ
في الصّبحِ التالي جاؤوا،
كُلٌّ منهم يَحْمِلُ قيثارْ
عَزَفُوا..
عَزَفُوا..
لَمْ يُعْجِبْهُمْ لَحْنٌ
كَتَبُوا..
كَتَبُوا..
لَمْ يُعْجِبْهُمْ شِعْرٌ
عَزَفُوا.. كَتَبُوا
كَتَبُوا.. عَزَفُوا
وجدوا اللّحْنَ ولكِنْ
لَمْ يَجِدُوا
ما يُعْجِبُهُمْ مِنْ أشعارْ
***
قالَ الجارُ التّاسِعُ
إنّي لَمْ أحضرْ مَعَكُمْ
لكنّي كُنْتُ أتابعُ
وأنا صوتي قَدْ بُحَّ،
ولا أحدٌ يَسْمَعُ:
إنَّ الأشْعارْ
تَختارُ متى تأتي
لا الشّاعِرُ يختارْ
شاعر من العراق