غزة: في قصة مؤلمة جديدة من قطاع غزة، فاضت روح الفلسطيني رامي أبو مصطفى إلى بارئها، الجمعة، بعد أكثر من شهر على إصابته بـ7 رصاصات واعتقاله وتعذيبه بلا رحمة في السجون الإسرائيلية.
خرج رامي – وهو معاق ذهنيا – من السجون الإسرائيلية قبل نحو 20 يوما بحالة صحية صعبة جدا، فاقدا للبصر جراء إصابته بـ7 رصاصات وإخضاعه لتعذيب شديد، وفق إفادة شقيقه أحمد.
ولم تعرف العائلة تفاصيل إصابة ابنها بالتحديد، وما إذا اعتقل بعد الإصابة أو أصيب أثناء أو بعد الاعتقال.
الجمعة، توفي رامي متأثرا بجروحه التي مكث على إثرها بقسم العناية المركزة في “مستشفى ناصر” جنوب قطاع غزة منذ 20 يوما، وذلك بعد انقطاع التيار الكهربائي داخل المجمع.
قال أحمد إن العائلة فقدت آثار رامي قبل أكثر من شهر، وأضاف: “قبل نحو 20 يوما، تلقينا اتصالا بوجوده في مستشفى غزة الأوروبي (جنوب)، حيث أفرج عنه آنذاك من سجون إسرائيل، مصابا بجروح عميقة”.
عثرت العائلة على رامي داخل المستشفى، وقد “تم استئصال جزء من قولونه فضلا عن فقدانه للبصر بشكل كامل”، وفق شقيقه.
ويضيف أحمد: “كان رامي مصابا بـ7 رصاصات، واحدة في الدماغ، و5 في البطن، وواحدة في قدمه اليمنى”.
في البداية، لم يتمكن رامي الذي يعاني أصلا من إعاقة ذهنية، من التعرف على أفراد عائلته جراء تدهور حالته الصحية.
ويقول شقيقه: “يكشف وضع رامي الصحي عن حجم التعذيب الذي تعرض له أثناء الاعتقال، رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأوضح أن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة وفقدان العلاجات والأدوية جراء الحصار الإسرائيلي ساهم في تردي وضعه الصحي، الذي فاقمه بشكل خطير انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى ما تسبب بفقدان شقيقه للحياة.
ويأتي انقطاع التيار الكهربائي في “مجمع ناصر الطبي” جراء منع إسرائيل دخول الوقود لقطاع غزة الأمر الذي أثر على عمل المستشفيات بشكل خطير، كما تفيد وزارة الصحة بشكل متكرر.
حمّل أحمد “إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتل شقيقه المعاق ذهنيا جراء التعذيب الشديد”، وطالب المجتمع الدولي والدول العربية بـ”التحرك قانونيا لمحاكمة إسرائيل على جرائمها بحق شقيقه أسيرًا وجريحًا وشهيدا”.
استشهاد رامي أبو مصطفى الشهير بالأسير "مجهول الهوية" عقب أيام من إفراج الاحتلال عنه#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/zHTBC8t3oC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 5, 2024
ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج مستشفيات كثيرة عن الخدمة؛ ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
كما تمنع إسرائيل منذ بدء الحرب دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود، إلا القليل منها للمؤسسات الدولية، بحيث تقول حكومة غزة إن ما يدخل من مساعدات لا يلبي احتياجات السكان المهولة وهو ما تؤكده وكالة “أونروا” الأممية.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي قال إن تدمير إسرائيل لمعبر رفح في 17 يونيو/ حزيران الماضي، أعاق إدخال أكثر من 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع ما زالت عالقة على المعابر.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
(الأناضول)