هل قام العرب بنقل العدوى للعالم أم أن المرض هو… هو عندما يتعلق الأمر بحماية إسرائيل وأمنها؟ منذ عقود والعرب يجتمعون، يدفعون تكاليف مؤتمرات وقمم لو أُنفق مصاريفها على فقراء العرب لانقضى الفقر وعم الخير والرفاه وعاش الشعب بسبات ونبات وخلف صبيان وبنات يأتي حاكم عربي ليقتلهم ويعذبهم ويدمرهم ويسحق مستقبلهم وتاريخهم. ما الذي تفعله عشرات الدول في اجتماعات تحت عنوان ‘أصدقاء الشعب السوري’؟ وماذا يفعل العرب في هذه الاجتماعات؟ هل يقومون بدعم الثورة السورية أم يجتمعون لتدارس السبل الكفيلة ‘بمحاربة التطرف’ و’ضمان مستقبل إسرائيل’ وكيفية التوصل ‘لإجهاض’ الثورة وتحويلها إلى ‘صحوات’؟ كيف يُطلب من ثوار سورية ‘إسقاط النظام’ و’محاربة التطرف’ و’ضمان حدود إسرائيل’ وهم لا يملكون أدنى سبل التدريب والتسليح والتمويل؟ هي يطلب من الثوار السوريين فعل كل هذا والدول المسماة ‘أصدقاء سورية’ تعمل على أجندات مختلفة وطرق ومختلفة وتزرع ‘جماعاتها’ في الداخل وكل واحدة منهم تسعى للتمدد وفق مصالحها الضيقة الصغيرة التي تخدم ‘الأنا’ لكل دولة بينما ‘أصدقاء النظام السوري’ متحدون في الرؤية ويعرفون ما يريدون حتى النهاية. كيف يمكن تسميتهم أصدقاء الشعب السوري ومنها دول تتذبذب في مواقفها فتارة تذهب لإيران وتارة تذهب لروسيا ثم تعود لتأخذ مواقف ‘حماسية’ من النظام بعد أن ‘تغيرت’ الحسابات السياسية وبعد أن كفَّت وسائل إعلام ‘منافسة’ عن محاربتها سياسيا؟ كيف يمكن المقارنة بين موقف إيران التي دفعت أثمانا باهظة من سمعتها ومن أموالها ومن جنودها ومن حلفائها وأتباعها مقابل موقفها الذي لم يتزحزح ومن دون شروط مع حليفها أو تابعها أو أو أو لا بأس ولا فرق وبين موقف الدول العربية الذي بعد عامين ونصف يكتفون ‘بإعلان جهاد وقطع إجازة لملك’؟ كيف يمكن المقارنة بين الموقف الروسي الذي استخدم الفيتو لمرتين وصرَّح مرارا وتكرارا عن موقفه الذي ‘لا يتزحزح’ في دعم بشار الأسد شخصيا وبين الموقف الأمريكي والفرنسي والبريطاني الذي لا يتوقف عن القول ‘هناك وضع لسنا واثقين منه’، من ماذا واثقين؟ ألستم واثقين من أن آلاف السوريين يسقطون يوميا بين شهيد وجريح ومهجر ونازح؟ ألستم واثقين من أن إيران التي صدعتم رؤوسنا بخشيتكم منها ومن برنامجها النووي إذا ما هزمت الثورة السورية لا قدر الله سوف تبلع المنطقة كلها وترمي بكم وبقواعدكم العسكرية وعروشكم إلى مزبلة التاريخ أم أن الصفقة مع إيران لحماية إسرائيل سهلة؟ وإذا ما كانت البوصلة للنظام وحلفائه واضحة تماما والبيع والشراء سهل و’موثوق’ ما رأي العرب؟ وكيف يتم التصفيق لرئيس أكبر بلد عربي من حيث الأهمية فقط لأنه ‘قطع العلاقات الدبلوماسية’ مع النظام؟ ماذا بقي من النظام لتقطعوا علاقتكم معه مشكلة الثورة السورية والعرب والشرق كله اليوم وبشكل مباشر مع الاحتلال الإيراني والهيمنة الروسية وليست مع النظام الذي فقد كل شيء ولم يبق له أي شيء سوى.. ‘أصدقائه’.