لم يعد يتفاجأ أحد من أي تصرف يبدر من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فالجميع، من محبيه وناقميه على حد سواء، باتوا يعرفون كيف يعمل “السبيشال وان”، أو هكذا كان يعرف، خصوصا عندما يرزح مع فريقه تحت ضغط كبير بسبب سوء النتائج وتدني العروض.
تاريخيا كان مورينيو يعشق ان يكون أول من يكسر الاحتكار والسجلات القياسية للفرق الاخرى، وهكذا كان سينظر للقاء ليفربول، الفريق الكاسح، الذي لم يخسر مطلقاً هذا الموسم في الدوري، علما ان الفريقين لعبا مساء أمس السبت، وقبل كتابة هذه السطور، ولن تكون مفاجأة لو فعلها توتنهام، كون فريقه الحالي توتنهام اشتهر أيضاً بقدرته على تحقيق مثل هذه النتائج المفاجئة، فهو كان أول فريق يلحق هزيمة بمانشستر سيتي تحت ادارة بيب غوارديولا، وهو الذي أنهى سلسلة انتصارات تشلسي طالت 13 مباراة تحت ادارة انتونيو كونتي، وألحق بريال مدريد أول هزيمة له في دور المجموعات لدوري الأبطال منذ 5 سنوات، وطبعا كلها تحت ادارة سلف مورينيو ماوريسيو بوتشيتينو.
لكن الامور تغيرت كثيراً خلال الاسابيع السبعة التي استلم خلال مورينيو ادارة توتنهام، حيث فاز بنصف مبارياته الـ12 فقط، وبعد البداية الواعدة ومحاولة وضع بصمته الخاصة على الفريق باعادة ايريك داير اساسياً كلاعب ارتكاز واعطاء ديلي آلي الوقت للتألق، فان الوضع اليوم متأزم والفريق يعاني بشدة خصوصا بعد تغيير أسلوب الاستحواذ الذي برع فيه الفريق تحت ادارة بوتشيتينو، الى أسلوب اللعب المباشر والكرات العالية، الى درجة قادت المدافع يان فيرتونخن الى تبرير هزيمة رأس السنة أمام ساوثهامبتون بـ”اننا لعبنا الكرات العالية بسرعة ورعونة”.
بالنسبة لمورينيو “الهادئ”، الذي اعتبر انه استفاد من راحة الشهور الماضية لمراجعة أخطائه وتصحيحها، عاد الى لوم كل شيء من حوله، فبدأها بلاعبه الفرنسي تانغاي ندومبيلي صاحب الصفقة القياسية في تاريخ النادي بانه “غير لائق لانه مصاب دائما”، قبل ان يفتح سلسلة أعذاره بلوم الحكام وتقنية “الفار” والصغار من جامعي الكرات، والاكثر غرابة “وزن الكرة” بعد لقاء ميدلزبره في الكأس، خلال سلسلة 5 مباريات حقق فيها انتصار واحد فقط، وبعدما أهان أحد طاقم تدريب ساوثهامبتون بالاقتراب من دكته وقراءة ما يكتب، واصفا اياه بـ”الغبي”، وأيضاً هاجم مدافع تشلسي أنتونيو روديغر ومدربه، ولاعبه السابق، فرانك لامبارد، بعد خسارة فريقه امامه بسبب تكتيك لعب البلوز.
طبعاً الامور ما زالت تعتبر هادئة، كون مورينيو يبدأ بنفث النيران وتهديم كل ما حوله في موسمه الثالث، لكن الآن سيحاول تجميع لاعبيه من حوله ومحاولة استحداث طريقة “الحصار” عليهم، وأن الجميع ضدهم وعليهم ان يتحدوا معه، التي نجحت الى حد كبير خلال بضعة مواسم مع تشلسي والانتر والريال. ورغم انه معروف بالمدرب المتحفظ والدفاعي، فان شباك فريقه استقبلت 19 هدفاً في 12 مباراة في كل المسابقات حتى الآن (قبل لقاء ليفربول السبت)، علما انه أشاد بلاعبيه عند تعيينه وانه كان يرغب في ضم معظمهم لفرقه الاخرى في السابق.
لكن المدافعين عن مورينيو سيرون الكثير من الايجابيات، بل سيجدون الاعذار على معاناة الفريق، منها انه لم يحظ بعد بحصص تدريبية كافية في ظل جدول مزدحم منذ استلامه الفريق، كما عانى من اصابات عدة أبرزها غياب نجم هجومه هاري كاين ونجم وسطه موسى سيزوكو للاصابة لثلاثة شهور، كما انه نجح في تقليص الفارق مع صاحب المركز الرابع (تشلسي) الى النصف وبفارق 6 نقاط اليوم، كما نجح في اقناع مدافعه توبي الدرفيريلد بتمديد عقده لمدة طويلة وأعاد ديلي آلي الى التألق، وحتى سيزوكو عاد الى هواية تسجيل الأهداف قبل اصابته.
مورينيو سيبقى مورينيو، سيكون شخصية ساحرة ورائعة عندما يفوز توتنهام، وشخصية لا تطاق عندما يخسر فريقه، بل سيبقى دائماً على استعداد للوم كل شيء… وأعني كل شيء، الا نفسه.
بما اني متابع لفريق توتنهام واضح ان إصابة هاري كين هداف الفريق والمونديال السابق روسيا ٢٠١٨ أقوى عذر يعتذر به مورينيو لجماهير الفريق في حالة عدم تحقيق نتائج جيدة