أعضاء “المشتركة”: نتطلع إلى 16 مقعداً.. والناخب العربي لا يكترث بفوز نتنياهو أو هزيمته

حجم الخط
2

الاستطلاعات الأخيرة التي نشرت في نهاية الأسبوع عبر قنوات التلفاز حول الانتخابات، تظهر صورة تبعث على التفاؤل لـ”القائمة المشتركة”: ففي جميع الاستطلاعات تعزز القائمة قوتها مقارنة مع الكنيست الحالية. وخلافاً لأحزاب أخرى تخشى من فقدان المقاعد في الحملة الحالية، فإن القائمة المشتركة على قناعة بأن يوم غد سيجعلهم يصلون إلى عدد مقاعد غير مسبوق. وقال أحمد الطيبي أمس بأن القائمة قريبة من 15 – 16 مقعداً. ومن أجل الوصول إلى ذلك، ركزت في الأشهر الأخيرة على رفع نسبة التصويت في أوساط النساء والشباب، وتم بذل جهود أكبر في منطقة النقب. ولكن في الخلفية، ثمة انتقاد بأنه لا يوجد في الحملة رسائل واضحة. في الغد سيتبين إذا ما كانت هذه الجهود قد آتت أكلها.

في المكان 14 و15 من القائمة المشتركة ثمة امرأتان، هما: سندس صالح من “تاعل”، وإيمان خطيب ياسين من “راعم”. ويؤكد الحزب أن تمثيل النساء يعدّ من الروافع الأساسية لزيادة نسبة التصويت. لذلك، فإن تنظيم النساء يزداد بوضع امرأتين أخريين إضافة إلى المرأتين الموجودتين في أماكن مضمونة من القائمة عايدة توما سليمان من حداش في المكان الخامس، وهبة يزبك من بلد في المكان الثامن.

فاطمة أبو قويدر، إحدى النشيطات في الوسط النسوي (راعم) في النقب، والتي تعيش في قرية الزرنوق غير المعترف بها، شرحت في محادثة مع الصحيفة بأنه لا حاجة إلى بذل جهود كبيرة من أجل إقناع النساء بالتصويت. “السؤال كان دائماً تنظيمياً ولوجستياً، وإعطاء النساء شعور بأهمية الصوت هو أمر مهم، ومحظور عدم اهتمامهن”، قالت. “وهذا ما نفعله الآن في هذه الحملة. ببساطة، تجولنا في القرى، ونظّمنا لقاءات مع النساء، وشرحنا كيف يجب علينا التصويت من أجل التأثير، بما في ذلك نقل المصوتين إلى صناديق الاقتراع”. وسلطانة أبو رياش، التي تعيش في رهط، قالت: “حجاب ياسين يشجع النساء المحافظات في المجتمع العربي على الخروج والتصويت. كل يوم نشعر بذلك في أوساط النساء بوجه عام، وفي النقب بشكل خاص، قبل يوم الانتخابات”، قالت.

ثمة جبهة أخرى لعمل الحزب، وهي رفع نسبة التصويت في أوساط الشباب، تحديداً من خلال حملات في الشبكات الاجتماعية، ومن خلال متطوعين شباب على الأرض. استطلاع أجري في مركز “اكورد”، الذي فحص نماذج التصويت المتوقعة للعرب من مواطني إسرائيل في الانتخابات القادمة، والذي شمل عينة تبلغ 1200 مصوت، أظهر أن نسبة التصويت يمكن أن تصل إلى 65 – 67 في المئة. ومحمد خلايلة، الباحث في شؤون الوسط العربي ومحاضر في كلية اورانيم، قال إن الاستطلاع يتوقع توجهاً دراماتيكياً حول نماذج تصويت الشباب العرب، مع التأكيد على الذين لم يصوتوا في الحملتين السابقتين. وحسب قوله، فإن 58 في المئة من الشباب في أعمار 18 – 24 سنة، و52 في المئة من الشباب في أعمار 25 – 34 الذين لم يصوتوا في الانتخابات السابقة، ينوون التصويت. الرسالة التي أرسلتها القائمة المشتركة لجيل الشباب بأنه لا يمكن تجاهل وجود المجتمع العربي رغم الإقصاء والتحريض، وهذا الأمر يعزز ويحفز”، قال.

لانا عودة (19 سنة) من “يفيع” قالت إنها تحاول إقناع صديقاتها بالتصويت. “في جميع اللقاءات التي أشارك فيها، أحرص على إرسال هذه الرسالة، خاصة في الشبكات الاجتماعية، بصفتي شابة أنهيت الثانوية العامة منذ فترة قصيرة، وأتطلع نحو المستقبل، ولا يوجد رد على التحريض والعدد الكبير من المشكلات التي تحيط بنا”.

إضافة إلى ذلك، يخطط الحزب للقيام بنشاطات كثيفة في يوم الانتخابات، بما في ذلك الانتقال من بيت إلى بيت وإقناع مصوتي اللحظة الأخيرة. كما يوجد له برنامج منظم يضع له هدفاً في كل مدينة وكل قرية عربية.

ولكن هناك من يقولون بأن الجهود التي تبذلها القائمة لرفع نسبة التصويت غير كافية بالضرورة. الدكتور نهاد عليّ يتفق مع مقولة إن احتمالية رفع نسبة التصويت تكمن في أوساط النساء وجيل الشباب. ولكنه يضيف أيضاً بأن هناك لامبالاة تسود في الشارع”، وثمة شعور بأن الحملة قد تحسنت مؤخراً، ولكن -حسب رأيي- هذا لم يرتفع بصورة كبيرة”، قال علي، رئيس “مجال عرب – يهود – دولة” في مؤسسة شموئيل نئمان في التخنيون ومحاضر كبير في أكاديمية الجليل الغربي. “ما زالت اللامبالاة سائدة، وتحديداً في أوساط شباب الجامعات، الذين لا يعرفون حقاً أهمية التصويت”.

وحسب أقوال عليّ، فإن هذه الانتخابات مثل سابقاتها.. لا تركز على مسائل جوهرية، بل على رسالة منع نتنياهو من أن يكون رئيساً للحكومة. وحسب قوله.. غانتس أيضاً لم يعرض أي بديل مناسب على الجمهور العربي. والقائمة المشتركة، التي أوصت به بعد الانتخابات الأخيرة، اضطرت إلى مواجهة مسألة التوصية مستقبلاً، الأمر الذي سيطر لبضعة أيام على جدول العمل وأضر بالحملة، لأن الرسائل لم تكن واضحة.

المستشار الاستراتيجي علاء اغبارية، وجه انتقاداً شديداً قال فيه إنه لم يكن هناك خط استراتيجي لحملة القائمة المشتركة. “أعضاء القائمة المشتركة أظهروا الجدية على الأرض، خرجوا ووزعوا المنشورات وحرثوا الوسط العربي، كل واحد في ساحته. وهذا ما ينقص في الانتخابات السابقة. ولكن الحملة لم تتضح بعد وغير دقيقة. وإذا حصلت القائمة المشتركة على الأصوات، فهذا بفضل العمل الميداني، وليس بفضل الحملة. وحسب قوله، الخوف من حكومة أخرى برئاسة نتنياهو لا يمكنه أن يكون الدافع الوحيد للتصويت. “لا يمكن تقليد الليكود بحملة تخويف. فالناخب العربي مختلف وهو لا يخاف”.

رجل الإعلام، سامي علي، الذي شغل في السابق منصب مستشار لأعضاء الكنيست من قبل الحزب، قال إن “القائمة المشتركة ليس بالضرورة أن تستغل الهدايا التي يقدمها لها الليكود. وحملة الليكود التي توجهت للوسط العربي تفيد القائمة المشتركة جيداً”، قال. “مقاربة السيد والتفوق التي تسيل من العسكري، رئيس الشاباك السابق آفي ديختر، وصلت إلى ناخبين غير مبالين وجعلتهم يصوتون احتجاجاً على التحايل والكراهية والاستخفاف بالمثقفين. وإذا عرفت القائمة المشتركة كيف تستغل هذه الحملة لصالحها، فإن هذا الأمر سيحسن النتائج في صناديق الاقتراع”. وحسب قوله، القائمة المشتركة في هذه الحملة لم تجدد الكثير ولم تكن مفاجئة. “إنهم يتوجهون إلى الناخب العربي كصاحب قيمة وقوة على التأثير. وهذا الخط نجح بشكل نسبي في خلق أجواء إيجابية ورفع المعنويات، لكن ذلك لا يضمن خروج 150 ألف ناخب آخرين من البيوت”.

إضافة إلى انتقاد الناشطين، هناك من يحذرون أيضاً من خطوات سيقوم بها اليمين، وبالأساس الليكود، من أجل تخويف أو إبعاد الناخبين وجعلهم يهربون في يوم الانتخابات. “يجب الاستعداد لكل سيناريو في يوم الانتخابات”، قال قاسم بكري، الصحافي والناشط في القائمة المشتركة. “لقد كانت هناك توصية وحملة “يتدفقون إلى الصناديق”. والآن حتى فيروس كورونا يمكن أن يكون وسيلة لإبعاد الناخبين”.

بقلم: جاكي خوري

هآرتس 1/3/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صلاح إسماعيل الشيخ أحمد:

    حان الوقت ان يتحد عرب ٤٨ من توقف عنصرية نتنياهو وعصابته.
    سياسة نتنياهو كارثيه على الديمقراطية في إسرائيل عرب ويهود.
    هذا شخص من أجل الكرسي والهروب من العدالة مستعد ان يفعل اي شي.
    نأمل أن يستوعب الناخب العربي الآن الوقت المناسب لرد على نتنياهو.
    وان لله وان اليه راجعون.

  2. يقول فلان الفلاني:

    هذه هي الحقيقة لا فرق بينهم عن
    ما يتعلق الأمر بتعاملهم مع العرب

إشترك في قائمتنا البريدية